نتعرف اليوم على تجربة سيدنا عمر ابن الخطاب
استكمالاً من المرة السابقة، بعدما تحدثنا عن "البرنامج الإنتخابي" لسيدنا عمر، نتحدث اليوم عن ما هي أسس النهضة والحضارة التى اعتمد عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. أولاً ليس معنى أن همّ زمن الصحابة أننا نقول أين نحن منهم - سواء حكام أو محكومين - لأن الله عزل وجل عندما قال "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا" الأحزاب 21، لم تكن مبالغة، ونحن نحاول على قدرنا البشري، "فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا (...)مصطفى حسني
حلقة جديدة من التجربة الٌعُمرية وكما قلت من قبل أن الهدف الأساسي من التجربة العٌمرية هو وضع معايير أساسية لإختيار رئيس الجمهورية. وأن يكون سيدنا عُمر بن الخطاب هو المعيار لنا جميعاً، وحديثنا اليوم عن الأُسس التي ارساها سيدنا عُمر في المجتمع لينهض به، ومن هذه الأُسس ما يلي:
حلقة جديدة من التجربة العُمريّة، ونتحدث اليوم عن عمر بن الخطاب الرحيم بأمته، فكان عمر بن الخطاب ينظر لمنصب أمير المؤمنين (الرئاسة) على أنه خادم الناس والمسلمين، وأنه كلما رفعه الله كلما أنزل نفسه. أتتذكر ماذا قال في خطبته الأولى بعدما تولى الخلافة؟ "فإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال"، فأثناء الحروب كان يقوم بتوصيل رسائل زوجات المؤمنين إليهم في الحروب، بالإضافة إلى أنه كان يذهب إلى السوق ويقوم بشراء طلبات زوجات المؤمنين الغائبين في الحرب.
كيف استطاع أمير المؤمنين أن يحقق مبدأ العدالة الاجتماعية بين أفراد شعبه؟
إن يصلح الراعي ويتقي ربه تصلح الرعية، هذا هو حال عُمر بن الخطاب الذي نُعطر به مجلسنا كل حلقة إسبوعية، فهل نستطيع أن نصل إلى مكانة عُمر بن الخطاب، قال تعالى "أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ" (الأنعام 90)، فسيدنا عُمر لم يأتى بمعجزات ولكنه اقتبس منهجه من منهج القرآن وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ لأنه تربى على يد النبي في مدرسة النبوة.
نُكمل حديثنا عن عُمريات عُمر بن الخطاب، الذي يُصور لنا في كل مرة من هو الخليفة الذي يحبه الله ورسوله، والذي ينهض بأمته لله وحده.
نستكمل حديثنا عن التجربة العُمرية وكيف كان يختار سيدنا عمر الولاة والمبادئ التي اعتمد عليها. كان سيدنا عمر أولاً واضعاً على عاتقه إرساء الخُطوات لأي حاكم يأتي من بعده، وكان يُدرك أهمية لقب الفاروق الذي منحه إياه رسول الله.
نكمل عُمريات سيدنا عُمر بن الخطاب في مبادئ تأسيس الدولية المدنية، وكأنه يضع لنا دستوراً؛ ليكون منهاجاً لنا نسير عليه في حياتنا. واليوم حديثنا عن سيدنا عُمر والقضية الفلسطينية التي ربّي النبي عليها أصحابه لأنها قضية المسلمين منذ فجر التاريخ، لذا كان اهتمامهم مختلف بالقضية الفلسطينية، فهم قد عاشوا مع النبي الذي رباهم على قوله تعالي "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا (...)مصطفى حسني
قبل بدء استكمال الحديث عن سيدنا عمر، نُلخص الدروس المستفادة التي تعلمت منها أنا شخصيا من سيدنا عمر، أولا أن المسلم يستطيع القيام بكل شيء وكلٌ في تخصصه، أي أن المسلم لا يكون قائما فقط في المسجد، وكيف يكون الأب، والزوج، والحاكم، وأدركت ما قاله العقاد عن سيدنا عمر حينما قال: "إنه رجل انتصر في ميدان الحياة"، فالدنيا أول سُلم؛ لكي نصل به إلى الآخرة. تعلمتُ أن هناك تفاصيل يجب أن يشارك فيها الحاكم وتعلمت كيف يكون الرئيس، رئيس خادم للشعب.
(لم يتم تفريغ نص هذه الحلقة بعد.)مصطفى حسني