الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، نتحدث في حلقة اليوم عن اسم الله المُغيث، فالمؤمن يتصل باطنه مع الله وظاهره مع الأحداث حوله، وذلك لأن الإنسان المؤمن مُشارك ويوازن بين مشاركته مع المجتمع ويأخذ بالأسباب، وبين اعتماده على رب الأسباب. يقول سيدنا جعفر الصادق رضيَ الله عنه: (عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قوله تعالى "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، فقد سمعت الله بعدها يقول "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"، وعجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع إلى قوله: "إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، فإني سمعت الله عز وجل يقول بعدها: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ"). وهنا يجب أن ننتبه لنقطة هامة، أن لا ينفك قلبك عن التدبير الإلهي وتنغمس في التفكير وتنسى ارتباط وتعلق القلب بالله، فالمؤمن السوي الذي لديه يقين بالله لا ينفك عن قوة الله وإرادته.

المُغيث هو المُنقذ لعباده إذا لجأوا إليه في الشدائد، يقول تعالى: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ‌ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْ‌ضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُ‌ونَ" (سورة النمل: 62). انظر إلى فعل الله عز وجل مع عباده الأنبياء، قال تعالى: " وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْ‌بِ الْعَظِيمِ" (سورة الأنبياء: 76)، فإذا لجأت إلى الله فلن يردّ يديك صفرًا خائبتين أبدًا، ومع سيدنا يونس عندما نادى ربّه ودعاه، فاستجاب له رب العالمين فقال: " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" (سورة الأنبياء: 88)، ولم يختص الله الأنبياء فقط بالنجاة من الغم، بل جعل لكل المؤمنين نصيب في النجاة من الغم، ومع خاتم النبين والمرسلين سيدنا محمد عندما كان يخطب النبي، ودخل عليهم رجل يستغيث من قِلة المطر، فدعا سيدنا محمد ربه بأن يغيثهم، فلم ينتهي النبي من الخطبة حتى أغاث الله عباده وأنزل عليهم المطر.

أنواع الهداية:

1- هداية إرشاد: أي أن يرشدك الله لسماع شخص منصف يقول الحق.

2- هداية إعانة: أي سماع الحق واتّباعه.

3- هدايه التجّمع: أي أن يجمعنا الله على الحق والخير.

وهنا علينا أن نأخذ بالأسباب ونقرأ الدستور، ونسمع لآراء الخبراء، وأن ندعو الله أن يهدينا للصواب.

وفي خضم هذه الأحداث يجب ألا ننسى الفقراء والمحتاجين، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قالَ اللَّهُ : أَنفِقْ يا ابنَ آدمَ أُنفِقْ عليكَ) رواه البخاري ومسلم، ولهذا نحن مستمرين في إغاثة أهلنا ممن يحتاجون المياة النظيفة.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2162