الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، كل يوم اثنين نتلقي "في حب رسول الله"؛ لنتعرف على النبي وكيف نُطبق السنة في كل جوانب حياتنا، ونعمق معلومة قد نكون نسينها، وهو أن اتباع النبي ليس فقط بالحب في القلب، بل بتطبيق سنته.

الحكمة الربّانية مما حدث من إساءة للرسول:

الله يريد أن يعلمنا اسمه الحكيم، ونتذكر ما تعرض له النبي عندما اُتهم في عرضه في حادثة الإفك، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّ‌ا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ..." (سورة النور: 11)، الإنسان عندما يمتلك النعمة يعتقد أنه حق مُكتسب، وسيدنا النبي نعمة تعودنا عليها فأصبح هناك حالة من التعود أدت إلى وجود حبه في قلوبنا بدون تطبيق للسنة، فالحكمة هنا أن نعود لسنةِ النبي.

ما الذي حدث للأمة في الفترة السابقة؟

- افتقاد الكنز المُحمدي: وهنا أسأل هل نستحضر النبي وسنته في حياتنا اليومية، وفي تعاملاتنا وفي بيوتنا وفي أشغالانا ودراستنا؟ الجواب هناك قطع في إحياء السنة، ونجد ذلك في الجامعة، والعمل، والبيت.

- اهتزاز القدوة: تعريف القدوة هو الشخص الذي تتبعته؛ لأنه يوجد لديك إيمان راسخ أن من خلال منهجه وتعليمه ستحيا سعيدًا، فتتولد رغبة بأن يُصبح الشخص مثله، فلكي تتبع قدوتك يجب أن يتوفر الآتي:

- إيمان راسخ عن قدوتك.

- تطبيق تعاليمه.

- إحياء السنة بالقراءة.

ويحدث اهتزاز في القدوة بسبب نشر مفهوم "إحنا فين والنبي فين" في حين أن النبي اُرهق كثيرًا؛ لكي يُوصل لنا الإسلام حتى في أدق تفاصيل حياته، فبهذا المصطلح انكسر مفهوم نموذج الإنسانية الكاملة، وجعلنا نضع النبي في مكانة مقدسة ولكن بشكل نظري.

اشكالية المسلمين مع الرسول:

اشكالية المسلمين في اتباع الرسول هو "أخذ كل شيء أو ترك كل شيء"، وهذا أيضًا مفهوم خطأ، قال تعالى: "فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ..." (التغابن: 16)، " وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" (محمد: 17)، فحاول أن تُقلد النبي بقدر ما تستطيع.

فوائد هذا الحدث:

1- ناس كثر طبقوا حبهم للرسول بفعل عملي، فهناك من قام بعمل صفحة للتعريف بالنبي، وهناك من حفظ أحاديث، وهناك من طبع كتب تعريفية بالنبي.

2- نعمة الألم: فمن الألم تعرف أن هناك مرض، فيبدأ العلاج ونكتشف موطن الضعف في طريقة تعبيرنا لحب النبي، فظهر العلماء كي يوصوا الناس بكيفية الرد.

وصية لعوام الناس والمسئولين:

عوام الناس: اعتقاد راسخ أنه إذا اتبعت سنة النبي سأحيا سعيدًا؛ لذاك أوصي بقراءة كتاب "سيرة الرسول" للشيخ محمود المصري، فمن القراءة يأتي الإحياء. صيام يوم الاثنين والخميس، الصلاة على النبي مائة مرة.

للمسئولين: الدين في المدراس يجب أن تكون مادة أساسية مُضافة للمجموع؛ لأن إذا كان مادة الدين مادة غير أساسية، ذلك يؤدي إلى تكوين ذهني عند الطلاب أنها مادة غير مهمة، ولا يهتم بها الطلاب إلا في قبل الامتحان بأسابيع، فنجد غش أثناء الإمتحان؛ لذلك اوصي المسئولين أن يجعلوا الدين الإسلامي والمسيحي من ضمن المواد الأساسية المُضافة للمجموع.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2105