الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
الحضور مع الله يجعلنا نعيش معنى اسم الله الشهيد الحاضر معنا في كل أفعالنا وأقوالنا فيحفظنا ويرعانا، ويجعلنا نعيش مع الله علاقة أنس وحُب، فلا تكون علاقتنا معه فقط علاقة الخوف والمراقبة بل علاقة الأنس والمحبة

تعالوا نسير على طريق الله وأعيننا على النبى، لنتعلّم منه كيف نيسير على طريق الله حتى نسُكن إليه سبحانه وتعالى، فنتعلم عن نفوسنا ونتعلم عن ديننا، لأن وسط هذا الصخب من الأحداث الدنيوية نحتاج أن نتعلم شيئاً عن الله ورسوله.

الحضور مع الله عبادة قلبية وهي سر صدق التضحية والأمانة وجميع الأخلاق النبيلة، وهنا ينجلي اسم الله الشهيد أي الحاضر معنا. فلنرتق اليوم من مفهوم المراقبة والخوف من العذاب إلى المعية بحب الله الذي يحفظنا ويؤنسنا، ونسيان حضور الله هو ما يؤدي إلى فساد الأخلاق.

لقد أرسل الله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ليبين لنا معنى الله (الشهيد)، فلا بد أن نتعلم أن نرى الله في جوانب حياتنا، وهذا المعنى لايدخل القلب إلا بالقرب من الله، وقرب الله من القلب يُحدث فارقًا مع الإنسان في الخشوع والإستحضار والبكاء في الصلاة إذا إستحضرت معية الله. أما في الصدقة التي تخرجها يجب أن تعلم كما قال رسول الله صلى عليه وسلم عن حديث ابن مسعود "ما كنا نتصدق إلا كنا نعلم أن الصدقة تسقط في يد الله أولًا قبل أن تسقط في يد المسكين" وهذا هو المعني الحقيقي لمعية الله في الصدقة. أيضًا يأتي حضور الله ولكن في معنى آخر وهو عند الأخلاق، فالأخلاق الحميدة تنجلي عند إستحضار الله أثناء التعامل مع الناس من رحمة وعطف وتوقير، وتأتي الأخلاق السيئة عند نسيان حضور الله معك.

إن القوي هو الذي يستقوى أمام فتن هذا الزمان ويستقوي على معاصيه بالله سبحانه و تعالى، واعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلي محرماته، وكما ورد في قصة عن السلف الصالح، عن شاب أراد أن يلمس فتاة وعندما رفضت قال لها "لا تقلقي فلا يرانا إلا القمر، فردت عليه وقالت "وأين الخالق"؟

إن سر التواضع هو إستشعار حضور الله معك، والتواضع من أرقي أخلاق الأنبياء، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث "ثلاث لا ينظر الله إليهم يوم القيامة و لا يزكيهيم، المسبل والمنان وبائع سلعة بحلف كاذب" والثلاث صفات ينطبق عليهم نسيان حضور الله.

كيف نستحضر الله و نشعر بمعية الله:

هو حل وحيد ألا وهو الذكر ثم الذكر، ومراتب الذكر هى الذكر مع عدم الحضور، والذكر مع يقظة، فلا تتخلى عن الذكر و أشدُد عليه حتى تصل إلى أعلى مراتبة.