الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله الرحمن الرحيم

اتكلمنا في الحلقة الأولى عن فكرة سحـر الدُنيـا، وعن مراحل السحر والشخص المسحور..

والمسحور بسحر الدنيا هو انسان يحتاج لمراجعة نفسه، ويرى علامات للسحر سنناقشها فى كل حلقة مع كيفية علاجها ..

كلامنا اليوم عن مراحل السحر ألا وهي:-

1- التمنّي: وهو أن تشتهى ذنب معين، وتتمنى الحصول عليه.

2- عقد العزم على فعل هذا الذنب.

3- أخذ الخطوة الأولى لتذوُّق لذة الحرام.

4- الانغماس والتعود.

5- العبودية: وهي تمكُّن السحر من القلب.

http://mustafahosny.com/images/stories/com_form2content/p7/f698/46.jpg

المسحور بسحر الدنيا هو إنسان استخدم النعم التي انعم الله بها عليه دون مراعاة حق الله فيها وهل هي حلال أم حرام والإنسان المسحور بسحر الدنيا يمر بخمس مراحل هي: التمني، عقد العزم، أخذ الخطوة الأولي لتذوق لذة الحرام، الانغماس والتعود، والعبودية.

ولكل مرحلة علامات، وهناك دور للنفس ودور للشيطان في كل مرحلة.

1- التمني: وهو بداية التفات النفس لحظها من النعمة مع نسيانها لحق ربنا، فالشهوات مركبة فينا كبشر ويبدأ التمني عندما أري إنسان آخر مستمتع بالنعمة فأتمناها بغض النظر عن كونها حلال أو حرام.

2- عقد العزم: وهي المرحلة التي تنتقل بها الشهوة من مرحلة الخاطرة لمرحلة الهم ثم لمرحلة العزيمة والإصرارعلى تلبية الشهوة.

وهنا الشيطان دوره يكون في شيئين

• يسهل لك فكرة سهولة التوبة.

• تقارن نفسك بغيرك من أهل الذنب.

فيبدأ الموضوع يكون سهل و هنا يأتي دور النفس التي تنسيك العواقب فتقبل على الذنب والحل يكون في أنك تفكر في إرادة ربنا } يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عليكُمْ وَاللَّهُ عليمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عليكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا {(النساء:26- 28)

3- بداية الخطوة الأولي لتذوق لذة الحرام: يكون الشيطان قد ضرب سهمة في قلبك ومراكز التعزيز في المخ تجعلك تشتاق لتكرار اللذة وهنا ربنا يستمر في إحسانه إليك فتغتر وتعتبر أن هذا دليل على عدم وجود الذنب.

دور الشيطان هنا :

• يصغر الذنب في نظرك.

• يعظم من رحمة الخالق عز وجل فتعتبر أن كل الذنوب مغفورة وأن رحمة الله واسعة وهذا صحيح ولكن عند التونة والرجوع وليس الإصرار على الذنب.

• يمنيك بطول العمر وبُعد الموت.

ومع نعم ربنا وإحسانه تظن أن ذنبك صغير وأنك لم تخطئ والحل أنك تفتكر شيئين هما النعم التي أنعم الله عليك بها وثانيا تفتكر ذنبك فيتولد لديك شعور بالحياء ينغص عليك لذة الذنب } وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا { (النساء :110)

4- الإنغماس و التعود: ينغمس الإنسان في الذنب وتبدأ نفسه تطلب وتشتاق، ويدخل مرحلة الإدمان ووهنا تنقسم النفوس إلي نوعين نفس يأست من رحمة الله ونفس واثقة من غفران ربنا مهما كانت ذنوبها. والحل أنك تفتكر دائما }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عليهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{ ثم يقول الله تعالى }اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{

5- العبودية: حالة الإجرام والدعوة إلي الذنب فأنت لا تخطئ فقط بل أيضا تدعو إلي الخطأ.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2013