الحقوق محفوظة لأصحابها

عمرو خالد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اليوم نتحدث إلى الأزواج والزوجات، ونقول لهم: إن الحب سلوك، الحب أفعال، الحب ليس مشاعر دفينة مسكوت عنها، يجب أن تتحرك وتُظهر أنت وزوجتك هذا الحب، فإذا تدهورت العلاقة بين الزوجين كيف تظن أن تنشأ الأجيال القادمة؟ وإلى أي مدى سيرعى الشيطان في البيوت؟ وكم معصية ستحدث؟ فالبيت هو آخر أمل عندنا، إذا تهدم لا تنتظر أي تقدم لمدة 200 سنة قادمة!.

هناك مشكلة كبيرة بين الأزواج والزوجات تسمى ضياع الحب. سنتحدث اليوم عن كيفية إعادة الحب مرة أخرى، وهل الحب له فترة صلاحية وينتهي بعد ذلك؟ أم من الممكن أن يعود الحب ويملأ البيت؟.

كيف يضيع الحب؟

1. أول مظهر من مظاهر ضياع الحب هو: قلة الكلام، فقبل الزواج في أيام الخِطبة كانوا يتحدثون كثيراً، وفترة عقد الزواج كانوا يتحدثون أكثر، وبعد ذلك يقل الكلام لدرجة أن بعد الزواج من الممكن أن يمكث الرجل في العمل لمدة 12 ساعة أو أكثر دون أن يتحدث إلى زوجته بحجة النسيان!.

2. المرحلة الثانية هي مرحلة: البحث عن أسباب للهروب من البيت، فيصبح الزوج دائماً يفكر في كيفية للخروج من البيت، وماذا يقول لها كي يترك البيت ليذهب إلى أصدقائه أو ما شابه.

3. المرحلة الثالثة هي: إن كل شخص يبدأ في التركيز على مساوئ الشخص الآخر، كلُ شخص لا يرى غير الجانب السيئ في الشخص الآخر. النبي صلى الله عليه وسلم له حديث رائع في هذا الموضوع، يقول: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن بغض منها خلقاً رضي منها آخر" لا تترك الشيطان يجعلك تنظر إلى السيئ فقط، انظر إلى الحسن، هذا الكلام للزوجين، فالرجل يقول إنه لم يعد يحتملها أكثر من ذلك، أو أنها تهتم بأمها أكثر...الخ، والمرأة أيضاً تقول: لقد أصبح عصبي، أو والدته أهم عنده من أي شيء...الخ، وهو عنده أخطاء وهي عندها أخطاء ومنذ أول يوم، ولكن في هذه المرحلة لا يُرى إلا كل ما هو سيء.

4. المرحلة التالية هي: إن العلاقة بين الزوجين في الفراش تتوقف لشهور وشهور، فلا تصبح هناك أي علاقات بينهم.

هذه هي الأربعة أشكال لضياع الحب من البيت، ولكن حتى الآن مازال الزوجان مؤمنين وعلى خلق.

5. والمرحلة التالية هي: البحث عن الحب خارج البيت، وندخل فيما يغضب الله، والبحث عن الحب خارج البيت له أشكال كثيرة يمكن أن يصل إلى الخيانة، ويمكن أن يصل إلى معاص تلو معاص، وربنا غاضب، ويبدأ الشيطان أن يزين لك غير الذي بيدك، فتراه أجمل من الذي بيدك، ولا ترضى بما في يدك، يقول ابن القيم: إن الشيطان يجعلك ترى ما لا تقدر عليه في يديك أجمل وأحلى مما بين يديك. لذلك من الممكن أن ترى رجلاً يقال له إن زوجتة سيدة فاضلة ومن الصعب أن يجد امرأة مثلها، ويتساءل الناس كيف تركها وذهب لهذه المرأة الأخرى!! ولكن هو لا يشعر بهذا! وتتدرج الخيانة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يرفع لكل غادر يوم القيامة لواء مكتوب عليها هذه غدرة فلان" غدرة فلان على راية أمام كل البشر، وأمام النبي صلى الله عليه وسلم، وللأسف -وأنا حزين وأنا أقول هذا الكلام- إن هذه المرحلة -و لم تكن موجودة منذ 30 سنة- تمر بها السيدات أيضاً.

هل من الممكن أن نقول للمتزوجين إن من الممكن أن يعود الحب مرة ثانية؟ هل من الممكن أن نقول لمطلقة أن تجرب ثانية، وإن شاء الله ربنا يبارك لها في زواجها؟ بالطبع! يعود الحب ولكن بشكل مناسب لكل مرحلة سنية، لا يعود مثل حب فترة الخِطبة ولكن الحب والود والتفاهم وتبادل المشاعر والكلام الجميل، يقول الله تعالى"...وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً..." (الروم:21) متى جعل؟ "جعل" فعل ماضي، كل زوجين يوم ما تزوجوا قذف الله في قلب كل منهم مودة ورحمة للطرف الثاني، لذلك إذا أردت أن ترجعها ستفعل، لأنها مغروسة منذ البداية، طالما أنكم مازلتم متزوجين، وأحياناً يبقى الحب حتى بعد الموت.

انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما تموت السيدة خديحة، ويأتي يوم فتح مكة بعد حوالي 14 سنة من موت السيدة خديجة، ويدخل النبي مكة ويعرض كل الناس أن يضيفوه عندهم، فيقول: أنصبوا لي خيمة عند قبر خديجة، يحبها حتى بعد مرور 14 سنة!!.

النبي بعد موت السيدة خديجة بسنة واحدة وقبل أن يتزوج مرة أخرى تمر عليه صحابية وتقول له: يا رسول الله عندك عيال؛ أفلا تتزوج يا رسول الله؟، تقول :فصمت طويلاً، ثم وضع رأسه إلى الأرض، فرأيت دموع النبي تسيل، ثم قال لي: وهل بعد خديجة من أحد؟! تقول الصحابية: حتى قلت ليتني ما كلمته، حزن حزناً شديداً عندما تذكر.

أعرف رجلاً في السبعين من عمره، قابلته في إنجلترا، هوعالم أزهري وكان قد ذهب إلى إنجلترا ليدرس العلم، وزوجتة أتت معه، هي قد تعدت الخمسين من عمرها، متزوجون منذ ما يقرب من 30 أو 35 سنة! وكان هذا الرجل يحب زوجته حباً يفوق الوصف، وفي مرة طلب مني ان أذهب معه لشراء هدية لزوجته، وكان حريصاً على أن تكون جميلة، وأنا لم أعلم ولم أقدر أن أسأله لم يحبها هكذا؟ وبعد فترة من الزمن وبعد أن رجعنا إلى مصر ذهبت كي أزوره في بيته، فوجدته أدخلني،وطلب مني أن أنتظر لمدة نصف ساعة، وبعد أن رجع وكان يبدو على علامات الضيق من الانتظار، قال: أنا آسف، ولكن هذا هو الميعاد الأسبوعي لي أنا وزوجتي منذ 20 عاماً، نجلس كل جمعة بعد صلاة العصر ولمدة ساعة نقرأ القرآن، ونذكر الله ونتحدث!! فعلمت أن هذا هو سبب هذا الحب.

أعظم شيء تقدمه لأولادك أن يروك تحب أمهم، انظر إلى النبي وهو قادم من غزوة ذات الرقاع، ومعه الحيش وفيه جابر بن عبد الله، فيقول له النبي:

هل تزوجت يا جابر؟

قال: نعم يا رسول الله

قال النبي: هلا بكراً يا جابر؟

قال: لا يا رسول الله

فسأله النبي: لم يا جابر؟

قال له: لدي 9 بنات فأردت أن أتزوج امرأة تساعدهم، وتحافظ عليهم

فقال له النبي: أحسنت يا جابر

وقال له شيء غريب: "عندما نعود إلى المدينة يا جابر لن ندخلها حتى تعلم زوجتك بقدومك فتعد لك النمارق _ النمارق هي الجلسة المريحة، وتتزين له وتستعد، أليس غريباً أن يفكر قائد جيش آتٍ من المعركة أن يوقف الجيش حتى تستعد زوجته لقدومه!!! لهذه الدرجة هذا الموضوع هام؟ إن هؤلاء الرجال تركوا زوجاتهم منذ فترة كبيرة، والنبي لا يريدهم أن يدخلوا المدينة وزوجاتهم لا يعلمون فيكونون غير مستعدين لهم، والنبي لا يريد هذا! النبي يريد أن يحافظ على هذه البيوت، لأن البديل شيطان وخيانات، وهنا ألفت نظر السيدات إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلمهم بقدوم أزواجهم كي يتزينوا لهم في حين أن كثير من النساء لا تفهم هذا المعنى، وتكون النتيجة أن يبحث زوجها عن امرأة أخرى وهذا مرفوض.

كلنا سنموت، ولكن أحياناً عندما نموت أو يموت شخص نحبه نكتشف كم كنا نحبه، بالرغم من أن من الممكن أنه وهو على قيد الحياة كنا لا نشعر بهذا، بل كنا نشعر أننا لا نريد هذا الشخص!، أحياناً يحدث هذا بين الأزواج والزوجات، كما في هذه القصة، كانت هناك فتاة خريجة كلية فنون جميلة، وفي يوم من الأيام أخذت صورة لوالديها، وقررت أن ترسمها، انظر للفتاة التي تريد أن تؤلف بين والديها، قالت: لم أرسم كل الناس ولا أرسم والدي؟، وقررت أن تعطيها لهما في عيد زواجهما كهدية، فجلست في غرفتها لكي ترسم الصورة دون أن يراها أحد، وفي مرة دخل عليها والدها، ورآها وهي على وشك الانتهاء من الرسم، فقال لها: ماذا تفعلين؟، في البداية لم ترد أن تريها له، ولكنها شعرت بقوة داخلية ترغمها على أن تريها له، فجعلته يراها، فنظر إلى والدتها في الصورة، وقال: صحيح أمك جميلة!، وجعل يتأمل الصورة، وقال لها إنه سيشتري إطاراً للصورة، وبطاقة ليكتب شيئاً لوالدتها عليه، واتفقوا أن يتم هذا دون علم الأم، وبالفعل بعد ما اشترى الإطار والبطاقة بأيام قليلة توفاه الله قبل عيد الزواج، وقبل أن يعطي لزوجته الهدية، وفي يوم عيد الزواج ترددت الفتاة قبل أن تري أمها الصورة خوفاً من أن تحزن، ولكن قررت أن تريها لوالدتها، فنظرت الأم في الصورة، وفتحت البطاقة التي كتب عليها الزوج: فكرتني ابنتي كم أنا محظوظ لأنني تزوجتك! سأظل أنظر إلى عينيك دائماً!، فتعجبت الزوجة، وقالت: لم يقل لي هذا الكلام وهو على قيد الحياة، ليتني سمعتها منه قبل أن يموت!، لذلك أحياناً لا يشعر الزوج بزوجته أو العكس إلا عندما يفقد أحدهما الآخر، لم لا نعيش الحب إلا عندما نفقده!.

أمثلة من السيرة

وصى سيدنا أبو بكر الصديق وهو على فراش الموت بشيء لا تتوقعه، وصى بأن تغسله زوجته السيدة أسماء بنت عميس، فسأله أحد الرجال: لم؟، قال: إن ذلك أقرب إلى قلبي، وبالفعل غسلته بعد موته.

في يوم من الأيام، بعدما دخل النبي صلى الله عليه وسلم الفراش مع السيدة عائشة، استأذن منها قائلاً: دعيني أقوم لربي ساعة، فترد عليه، وتقول له كلمة رائعة، قالت: أحب قربك وأؤثر هواك_ أي أحب إلى أن تكون بجانبي_ ولكن ما يرضيك أفضّله على ما يرضيني!.

قال شخص لسيدنا علي بن أبي طالب: صف لنا علاقتك بابنة الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة، فرد عليه سيدنا علي بالشعر:

وبنت محمدٍ سكنى وعرسي مشوب لحمها بدمي ولحمي

هي زوجتي وحياتي وسكني، لحمها مخلوط بلحمي ودمي! انظر إلى العلاقة بين الزوجين! والحب الذي يستمر حتى بعد كبر السن.



في مرة رأى سيدنا علي السيدة فاطمة وهي تمسك بالسواك وتتسوك، فقال بيتين من الشعر على السواك، أبيات من الشعر تجعلها تضحك، كأنه يداعبها، فيقول:

حظيـت يا عـود السواك بثغرهـا أما خفـت يـا عـود الأراك أراك؟

لو كنـت من أهل القتـال قتلتـك مـا فـاز بثغـرها يا سـواك سواك



في يوم دخل النبي عليه الصلاة والسلام على السيدة فاطمة وسيدنا علي، وكان قد مر حوالي سبع سنوات على زواجهما، وكان قد علا صوتهما من الضحك، وعندما دخل النبي سكتا خجلاً، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ما أضحككما؟

فقال علي: يا رسول الله، تقول لي أنا أسن منك! وأنا أكبر منها يا رسول الله!

فقالت: لا بل أنا أكبر منك

فقال النبي: لا يا فاطمة، هو أكبر منك

فقالت : يا رسول الله، أعرف، ولكني كنت أداعبه!!.



عبد الله بن المبارك، رجل من التابعين، كان يجاهد سنة ويحج سنة، عندما ذهب ليحج، اشتاق إلى زوجته، فأرسل لها رسالة مع رجل، يقول: اشتاقت روحي إلى روحك، فهل شعرت بها؟!، انظر إلى الكلام!! انظر إلى الحب!.



كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً في بيته بعدما توفت السيدة خديجة بقترة كبيرة من الزمن، فطرق أحد الباب، فقال: من؟

فسمع امرأة تقول: هل أدخل؟

وعندما سمع النبي الصوت قال: الله !الله! كأنه صوت خديجة، كأنه استئذان خديجة، اللهم اجعلها هالة!

فكانت هالة بنت خويلد أخت السيدة خديجة، فأكرمها النبي صلى الله عليه وسلم إكراماً عظيماً، اشتاق للسيدة خديجة!.



"... قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ..." (آل عمران:31)، "... لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..." (الأحزاب:21) يا من تحبون النبي، لم لا تطبقون حياة النبي الاجتماعية؟.

السؤال الآن هو: لم يضيع الحب؟ ألم يغرسه الله في قلوبنا؟ نعم، ولكن يضيع بالإهمال، أي شيء في الكون لا يروى يذبل ويموت، قاعدة بسيطة جداً، هناك قانون في علم الفيزياء يسمى قانون التحلل، وهو: إن أي شيء لا تهتم به وتصونه يصدأ ويتحلل وينتهي، إذا لم تهتم بسيارتك سوف تنتهي، إذا لم تهتم بجسدك سوف ينتهي، الحب كالشجرة إذا رويتها تنمو وتكبر وتزّهر، إذا أهملتها تموت وتنتهي، كذلك الحبن قبل الزواج كان كبيراً، و مع الوقت بدأ يقل، كل واحد عنده رصيد من الحب يسحب الشخص الآخر منه، وعندما انتهى هذا الرصيد لم يعد يحتمل أحد الآخر، لم يعد الرجل يحتمل منها مشاجرة صغيرة من التي كان يحتملها في الماضي، لأن الرصيد انتهى، لذلك فالحب سلوك، لم لا تضع رصيداً في بنك عواطف زوجتك؟ لم لا تضعي رصيداً في بنك عواطف زوجك؟ بابتسامة، بحضن، بحنان...الخ، حتى إذا حدث خلاف أو مشاجرة تمر على خير، لأن البنك مملوء بالأشياء الجميلة.

فرصة في رمضان أن تصليا سوياً، وتقرآ القرآن سوياً، وتدعوا سوياً، أن يرجع الله الحب لقلوبكما، أدعو أن يؤلف الله بين قلبك وقلب زوجتك، أمسك بيد زوجتك، فالحب سلوك وأفعال وبذل، فكرة المشاعر الداخلية لا تنفع، يجب أن تروي الحب بالأفعال، قال الله تعالى "جعل بينكم" لم يقل جعل بينكم حب، الفرق هو أن الحب مشاعر داخلية، ولكن المودة سلوك، في اللغة العربية عندما تقول: "أنا أحب فلاناً"، أي أشعر في قلبي بحب تجاهه، اما إذا قلت: "أود فلانا"ً أي حولت الحب لسلوك وتصرفات، أن أبتسم لك هذا سلوك، ولذلك من أسماء الله الحسنى "الودود" وليس "الحبيب" لأن الله تبارك وتعالى "إذا أحب عبداً نادى جبريل: يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، ثو يوضع له القبول في الأرض" انظر إلى الفعل، لذلك عندما تحدث الله عن الزوجين لم يتحدث عن الحب، لماذا؟ لأن هناك ما هو أكبر، أن يتحول الحب لأفعال، الحب لا يكون حباً إلا إذا بذلت له.

في بعض الأحيان تكون سخي اليد، بخيل العواطف.. كان رسول الله جواداً، وكان أجود ما يكون في رمضان، فهو كالريح المرسلة، ليس في المال فقط ولكن في العاطفة أيضاً، والكلمة إلى المرأة حسنة، ساحرة كعصى موسى، تغير الكون معها، كفاك شحاً في العواطف، لم تجعلها تبحث عن العاطفة خارج البيت عندما لاتجدها خارج البيت فتلومها؟! لا تظلمها، وأظهر العاطفة، فهي امرأة أي كتلة من العواطف، هناك أيضاً سيدات يجب أن يظهرن عاطفتهن، هناك آية في القرآن جاءت في وسط آيات تتحدث عن العلاقات الزوجية "...وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ..." (النساء:128) ماذا تعني؟ إن النفوس الشحيحة ستقف بين يدي الله يوم القيامة فيسألها، ويحضر الشح مجسداً يوم القيامة، ، ليس شح المال فقط بل شح الابتسامة والأيدي الحانية، كأن الله يقول لك أظهر عاطفتك، أخلقت العواطف كي لا تظهر أم ليعبر عنها؟!.

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني أحب فلاناً

قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل أخبرته؟

قال: لا يا رسول الله

قال: اذهبن فأخبره أنك تحبه!!

لا تخجل أن بداخلك هذه العاطفة، عبر عنها واحك عنها وقل لها، افعل كما فعل النبي والصحابة، حافطوا على بيوتكم حتى لا تنتشر المعاصي، حافظ على زوجتك حتى لا تلومها بعد ذلك وتحزن على ما حدث! أقول للرجال بكل وضوح، سيدنا سلمان الفارسي رأى زوجة أبي الدرداء، فوجدها غير مهتمة بنفسها، فقال لها: لم أراك مبتذلة يا أم الدرداء؟ قالت: أخوك هجرني، يصوم النهار ويقوم الليل. هو عابد لا يفعل ما يغضب الله، وهي تحتمل وهذا لأنها امرأة تقيّة، وكانت في عصر الصحابة، ولكن أخشى أن في هذا العصر، ومن كثرة شحك بالعاطفة يحدث غير هذا، بالطبع المرأة الأصيلة لا تفعل هذا، ولكن تضطر بعض النساء أن تفعل هذا، وهذا ليس تبريراً على الإطلاق وغير مقبول، ولكن يجب على الرجال أن ينتبهوا، حتى لا يُصدم بعد ذلك ويقول مستحيل! لم تكن هذه المرأة التي تزوجتها! كيف حدث هذا! لذلك لا تبخل بالعاطفة، ليت رمضان ينتهى وأنت تمسك بيد زوجتك، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسك بيد السيدة زينب بنت جحش وهو يمشي أمام الصحابة، وهو فخور بها.

المصدر: http://www.amrkhaled.net/articles/articles2770.html