الحقوق محفوظة لأصحابها

راغب السرجاني
فشلت كل محاولات الفلسطينيين السلمية في أخذ حقوقهم من الاغتصاب اليهودي من خلال المفاوضات والمسيرات، وبدأت مرحلة جديدة، هي مرحلة الجهاد المسلح، تزعمها عز الدين القسام، وبعده فرحان السعدي وعبد القادر الحسيني، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية زادت الهجرة اليهودية لفلسطين، وارتكب اليهود أبشع المذابح، فتحركت جماعة الإخوان المسلمين لإنقاذ المسلمين في فلسطين، وحاصروا 100 ألف يهودي بالقدس، ولكن بفعل الخيانة انهزمت الجيوش العربية في حرب 48، واعتقل الإخوان، وأعلنت دولة الكيان اليهودي واعترفت بها الأمم المتحدة .

-------------------------------------------------------------------------------

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله ,و حده ﻻ شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله أما بعد فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللقاء المبارك و أسأل الله أن يجعل هذه الحلقة في ميزان حسناتنا أجمعين مع الحلقة 34 من خط الزمن و مازلنامع قصة فلسطين :

طبعاً نحن في الختام لهذه الحلقات و ذكرنا تفصيلات كثيرة جداً و مع ذلك لم نذكر إلا قليل القليل الموضوع يحتاج لحلقات كثيرة جداً للتفصيل في هذا التاريخ المهم جداً ليس لفلسطين فقط بل لقصة العالم اﻹسلامي بكامله .

شفنا في الحلقة الفائتة محاولات تهويد فلسطين رأينا أن اليهود عملوا على أكثر من محور , عملوا على محور الهجرة إلى فلسطين في ظل الاحتلال الانكليزي وصل تعداد اليهود في أرض فلسطين سنة 1948 إلى 600 ألف يهودي في أرض فلسطين مع أنهم كانوا 5آلاف فقط في أيام السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله .

رأينا محور شراء الأراضي و الّذي لم ينجح فيه اليهود أبداً لم يحققوا نسبة 5 % و حللناها و قلنا أن معظمها كان إهداء من الجيش البريطاني أو بيع من بعض العائلات النصرانية التي عادت لبلادها و قلنا إذاً أن 1% فقط من أرض فلسطين هو الّذي بيع لليهود

عملوا على محور الاقتصاد و سيطروا على الاقتصاد فعلاً في أرض فلسطين في كل المحاور تقريباً عملوا على محور التعليم و أنشؤوا الجامعة العبرية العلم جداً في الدوائر الخاصة باليهود و زرعوا في قلوب اليهود البغض الشديد للفلسطينيين ، و أيضاً عملوا على محور اﻹعلام و نشروا في العالم أن اليهود لهم الحق الكامل في أرض فلسطين .

هذا الكلام كله لم يقابل بالسكون من الشعب الفلسطين أول سنتين كان فيها بعض الهدوء و بعض عدم الفهم و عدم الفقه من الفلسطينيين لحقيقة اللاحتلال الانجليزي و الوجود اليهودي لكن بعد ذلك بدأت المقاومة الفلسطينية لليهود ، المقاومة الفلسطينية قسمناها إلى مرحلتين لسنة 1919 إلى1933 م أي 14 سنة و كانت هذه المرحلة سلمية قامت على المسيرات و على المؤتمرات و الوفود المفاوضة التي تذهب إلى لندن أحياناً و إلى غيرها أحياناً لمحاولة إخراج اليهود بطرق سلمية و طبعاً هذا الكلام لم ينفع و فشل تماماً في إخراج اليهود من أرض فلسطين ، و ذكرنا أمثلة كثيرة لهذه الثورات و هذه المؤتمرات و المسيرات .

لكن في فترة مهمة جداً في تاريخ فلسطين تكلمنا عنها في آخر الحلقة الفائتة أﻻ و هي فترة الجهاد المسلح في قصة فلسطين التي تعتبر من سنة 1933 إلى سنة 1948 أي 15 سنة ، و قبل قيام دولة إسرائيل في أرض فلسطين الحبيبة ، هذه المرحلة بدأت تقريباً عندما ظهر في الأفق شخصية جهادية من أروع الشخصيات في تاريخ المسلمين شخصية عز الدين القسام رحمه الله

شخصية عز الدين القسام رحمه الله :

و كان سوريّاً هاجر إلى فلسطين هرباً من الاحتلال الفرنسي الّذي أصدر عليه حكماً باﻹعدام و رأينا أنه كون جماعة مسلحة داخل فلسطين تهدف إلى إقامة حكومة وطنية في أرض فلسطين و ظلّ سرياً في العمل مدة طويلة من الزمن 1922 إلى 1935 .

من سنة 1933 بدأ يعمل نوع من التحرش و نشر الدعوة هنا و هناك لكن لم يقم بالتحرك العسكري المباشر ضدّ اليهود و الانكليز إلافي سنة 1935 عندما أعلن ثورته المسلحة في أكتوبر سنة 1935 و هو تاريخ مهم جداً في قصة فسطين اختار هذا التاريخ بعناية لأن في سنة 1935 هاجرت أعداد ضخمة جداً من اليهود إلى أرض فلسطين أكثر من 60 ألف مهاجر في هذه السنة مما أعطى اﻹنطباع الواضح لدى عز الدين القسام أنه إن قام بثورة في هذا التوقيت فسوف يقوم معه الشعب الفلسطيني بكامله ﻹحساسه بالخطورة اليهودية الشديدة من جراء الهجرة المتكررة .

و بالفعل قام في ذلك الوقت و ماجت فلسطين بالثورة و اشتعلت كل البلاد في ثورة قوية جداً و قام المسلمون في فلسطين بضرب اليهود و اﻹنكليز بالسلاح و السيطرة على بعض الأماكن و انتفض الجيش الانكليزي نتيجة هذه الأحداث و لم يتوقع أن تكون هناك ثورة عسكرية داخل أرض فلسطين و طبعاً بدأت الحرب العسكرية مباشرة بين القوات اﻹنكليزية و القوات اليهودية المدربة على يد اﻹنكليز من طرف و القوات اﻹسلامية بقيادة عز الدين القسام من طرف آخر و كان توجهه إسلامياً صرفاً و كان يقول أن تحرير فلسطين و تحرير كل بلد مسلم فرض عين على المسلمين و خاصة الّذين يعيشون في هذه المناطق و قال كلمته المشهورة

(( ليبع أحدكم كل شيءٍ و يشتري السلاح ))

سبحان الله لم يمر أكثر من شهر واحد و في عشرين نوفمبر سنة 1935 و في أحد معاركه ضدّ الانكليز استشهد عزّ الدّين القسّام رحمه الله .

وقفة مع ثورة عز الدين القسام :

الفترة الّّتي أعلن فيها الجهاد و التي قاوم فيها الانكليز بسلاحه و التي حارب فيها اليهود هذه الفترة لم تزد على شهر و اعتقد الانكليز أنه بقتل الشيخ عز الدين القسام رحمه الله ستموت الثورة لكن سبحان الله ازدادت اشتعالاً لأنه أخذ فترة طويلة جداً في تربية الشعب الفلسطيني على الجهاد كان عمله سرياً كما كان صلى الله عليه و سلم يعمل في بداية دعوته ثم استمر بعد ذلك إلى أن وجد ظروف مناسبة فأعلن دعوته و جهاده فقام معه الشعب و لذلك لم تمت دعوته باستشهاده رحمه الله بل قام بعده الشيخ فرحان السعدي رحمه الله و هو من أهل فلسطين و كان يبلغ من العمر 80 سنة و قام بقيادة الحركة الإسلامية المجاهدة الّّتي كونها عزّ الدين القسام ثمّ أعدم فرحان السعدي رحمه الله بعد قيامه بعدة أشهر و كان هذا اﻹعدام في رمضان و كان صائماً و هذا اﻹعدام له ظن الانكليز أنهم بذلك انتهت الثورة لكن سبحان الله ازدادت اشتعالاً و ازدادت قوة و ظهر نجمٌ فلسطيني جديد رائع هو من أعظم أمثلة الجهاد في تاريخ فلسطين و هو الشهيد عبد القادر الحسيني رحمه الله .

الشهيد عبد القادر الحسيني :

عبد القادر الحسيني من الشخصيات البارزة جداً في تاريخ الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الإنكليزي و الوجود اليهودي و قام بعدّة ثورات بدأ الثورات في سنة 1936 أي بعد شهور من استشهاد الشيخ عز الدين القسام و الشيخ فرحان السعدي و قامت هذه الثورات مسلحة بالجماعة التي كونها عزّ الدّين القسام و بغيرها من المتطوعين الفلسطينيين و حققت عمليات فدائية كبيرة جداً في سنة 1937 قامت هذه الجماعات المسلحة الفلسطينية بـ 506 عملية فادئية في سنة واحدة !!! أي عملية أو عمليتين يومياً في تاريخ هذه السنة و في هذه السنة أرسلت انكلترا لجنة بيل و هذه اللجنة أشارت بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة يهودية و الأخرى فلسطينية و طبعاً هذا الأمر أثار الشعب الفلسطيني بصورة أكبر و رأى أن اليهود يحاولون أن يبنوا دولة رسمية و أن انكلترا تقف وراءهم في هذا الأمر و أرسلوا لجنة رسمية لهذا الأمر فقامت الثورات بشكل أكبر في سنة 1938 قام الفلسطينيون تخيلوا الرقم و اسمعوه 5708 عملية فدائية في ارض فلسطين في سنة واحدة !!!!!!!!!!!!!!! يعني يا أخواني لم يسكتوا طيلة هذه الفترة و هذا بلا أي نوع من المساعدات من الدول العربية المحيطة بهم . في سنة 1939 قام المجاهدون في فلسطين بـ 3315 عملية فدائية لما تقسم هذه العمليات على عدد أيام السنة تجد أنها في كل يوم 10 عمليات تقريباً و ممكن اكثر أي كل أرض فلسطين مشتعلة تقريباً بالثورات المسلحة ضدّ اﻹنكليز و ضد اليهود .

خسائر بريطانيا في هذه الثورات :

خسائر بريطانيا من سنة 1937 إلى سنة 1939 كانت 10 آلاف قتيل و خسائر اليهود كانت 10 آلاف قتيل و لم يكن هذا بلا ثمن استشهد في هذه السنوات الثلاث 12 الف شهيد و اعتقل 50 ألف فلسطيني و حكم باﻹعدام على 146 و دمّر 5آلاف منزل في فلسطين .

طبعاً انكلترا إزاء هذا الوضع وجدت هذه الأوضاع مضطربة جداً و انكلترا كانت تدخل على مرحلة خطيرة جداً في حياتها سنة 1939 فأصدرت وعداً بإلغاء وعد بلفور و وعداً بعدم تقسيم فلسطين و وعداً بإقامة حكومة فلسطينية في أرض فلسطين و لكن بعد 10 سنوات للأسف الشديد نتيجة هذه الوعود هدأت الثورة في أرض فلسطين و هذا خطأ لا شك من المجاهدين في أرض فلسطين لأنه لا يمكن أبداً أن نثق في الوعود اﻹنكليزية و خاصة بعد رؤية التاريخ الطويل لهم في هذه الأحداث .

اليهود صعّدوا الموضوع أكثر و بدؤوا في توجيه الهجرات الأوربية كلها إلى أرض فلسطين حتّى أنّ انكلترا أحياناً كانت توجه بعض السفن إلى انكلتر أو إلى غيرها من اليهود الّذين يريدون الهجرة فكان اليهود يعترضون على ذلك بل إنهم فجّروا سفينة كانت تحمل اليهود من أوربا إلى انكلترا فجروا هذه السفينة لأنها لا تتوجه إلى أرض فلسطين ، فلا مانع لديهم ان يموت اليهود و لكن لا يذهبون إلا إلى فلسطين .

بينما الوضع على هذه الصورة قامت الحرب العالمية الثانية هذا الكلام كان في سنة 1939 إلى 1945 و انقسم العالم إلى معسكرين ضخمين هائلين المعسكر الألماني و انضمت إليه إيطاليا فرنسا و اليابان و المعسكر اﻹنكليزي و انضمت إليه فرنسا و روسيا ثم أمريكا بعد ذلك من حرب مهولة في العالم قتلى الحرب العالمية الثانية في أقل التقديرات 50 مليون من البشر طبعاً أعداد خرافية هي أكبر معارك في التاريخ بكامله و بعض التقديرات تصل إلى 65 مليون قتيل و أدار اليهود هذه الحرب بمنتهى الكفاءة اليهود انضموا إلى المعسكر الانكليزي و قالوا نحن نساعد الانكليز في حربهم ضد الألمان و بذلك طلبوا المسعكرات التدريبية القوية داخل أرض فلطين و طلبوا إنشاء مصانع للسلاح و بدؤوا يتدربون على السلاح الثقيل داخل أرض فلسطين تحت رعاية الجيش الانكليزي و هذا كله في غياب للدول العربية عن الساحة الأمر الثاني زودوا التهجير جداً إلى أرض فلسطين من المشاكل التي كانت تحصل في أرض ألمانيا و بولند و تشيكلوزوفاكيا و المناطق التي يسيطر عليها هتلر فهجروا اليهود من هذه الأماكن إلى أرض فلسطين في فترة الحرب العالمية الثانية حيث هاجر إلى فلسطين أكثر من 90 ألف يهودي استغلّوا النازيّة طبعاً و قالوا أن هناك مذابح تقام ضد اليهود في أرض ألمانيا على يد هتلر و سمهوها هولوكوست يعني المذبحة أو التضحية المقدّسة لدغدغة عواطف و مشاعر العالم بشكل عام هنا و هناك و ضخّموا جداً الأرقام و ضخموا في الأرقام قالوا أنّ هتلر ذبح أكثر من 6 مليون يهودي و وضع في المعسكرات أعداد تفوق ذلك طبعاً اليهود لم يصلوا إلى هذه الأعداد لكن معهم اﻹعلام القوي الّذي وصّل هذه المعلومات إلى أذهان الناس و أصبحت كأنها حقيقة واقعة بل إن اليهود في الحرب العالمية الثانية أنشؤوا فيلقاً خاصاً لهم في الأمم المتحدة هم ليسوا دولة يعني الأمم المتحدة تضمّ الدول و مع ذلك أنشؤوا فيلق خاص باسم اليهود في الأمم المتحدة و قبلت بذلك الأمم المتحدة و هذا يدل دلالة واضحة على أن الأمم المتحدة كانت على علم بما يجري من أحداث لتسكين اليهود في وطنٍ لهم في ارض فلسطين .

و الأمر الخامس المهم جداً أنهم بدؤوا يتوجهوا توجه واضح نحو أمريكا أمريكا بدأت تظهر ظهور قوي جداً في الحرب العالمية الثانية و خاصة بعد إلقاء القنبلة النووية على هوريشيما و ناكزاكي و أصبح لديها وضوح رؤية أنها ستصبح القطب الأول في العالم و بدأ نجم أنكلترا يزوي و اليهود انتبهوا للأمر و بدؤوا يوجهون قوتهم ناحية إلى أمريكا و لأول مرة عملوا مؤتمرهم في نيويورك بدل لندن و هذا توجه واضح ناحية أمريكا و اليهود قاموا بذلك مع علمهم أن الانكليز هم من زرعوهم في أرض فلسطين لكن باعوا الانكليز و الانكليز عرفوا هذا الأمر لكن غضوا الطرف لأن قوة أمريكا كانت هي القوة الطاغية في ذلك الوقت .

اليهود يريدون أن يخرجوا انكلترا من فلسطين من اجل ان يعسكروا في أرض فلسطين سبحان الله بالمحاولات و الإقناع و السياسة رفضت أنكلترا إلا في موعدهل و موعدها كان ينتهي في سنة 1948 فقام اليهود بعدة إغتيالات لقادة اﻹنكليز مع أن اﻹنكليز هم من وضعوا ليهود في داخل فلسطين لكن سبحان اللله

(( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ ))

(النحل / 8)

اغتالوا قادة اﻹنكليز و نسفوا مراكز إنكليزية و نسفوا سكة حديد خاصة بالجيش اﻹنكليزي في ليعجلوا بخروج الجيش اﻹنكليزي من فلسطين و يعتمدوا بشكل كامل على أمريكا و يقيمواددولة لهم داخل أرض فلسطين كيف تعامل العرب مع قضية الحرب العالمية الثانية معظم الحكام العرب انضموا إلى انكلترا و الشعوب العربية للأسف الشديد راهنوا على الحصان الخاسر ألمانيا بعضهم حاول أن يعقد اتفاقيات دفاع مشترك مع ألمانيا على أن تدرب ألمانيا الجنود المسلمين و الفلسطينيين لحرب اﻹنكليز في فلسطين لكن طبعاً ألمانيا خسرت موقعها و ذهبت و ذهبت معا كل اﻵمال المعلقة عليها و انتهت الحرب العالمية الثانية سنة 1945 .

و في سنة 1945 أوعزت انكلترا لمصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء في مصر بإنشاء الجامعة العربية و هذا غريب جداً أن لاجامعة العربية تقوم بإيعاز من إنكلترا لأن انكلترا تريد تفريق العالم اﻹسلامي و تفريق العالم العربي فلماذا توعز إلى مصطفى النحاس باشا أن يكوّن إتحاداً من العرب طبعاً الجامعة العربية كونت في بداياتها من 7 دول مصر و سوريا و الأردن و لبنان و من العراق و من السعودية و من اليمن و هذه كلها باستثناء اليمن دول تحيط بدولة فلسطين يبقى لازم أن يكون هناك هدف واضح جداً في ذهن انكلترا ﻹنشاء مثل هذه الجامعة و هذا ما سنتعرف عليه إن شاء الله بعد الفاصل فابقوا معنا .

* * *

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله قبل الفاص تعرفنا على اجهود الانكليزية و اليهودية لزرع اليهود داخل فلسطين الحبيبة و رأينا تفاعل اليهود مع الحرب العالمية الثانية و درجة ضعف المسلمين مع التعامل بحكمة مع هذه الحرب الطاغية التي شملت العالم بكامله و رأينا أنه في 1945 انتهت هذه الحرب و خرج اليهود بحليف قوي جداً و هو أمريكا من هذه المعارك بل و خرجوا بقوة سلاح ثقيل أنشئ و أقيم داخل أرض فلسطين لمساعدة الجيش اﻹنكليزي كما هو معروف اليهود استغلوا كل هذا للتدريب السلاح الثقيل على الدبابات و الصواريخ و الطائرات و ما إلى ذلك و في 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر بإنشاء الجمعة العربية و بالفعل قامت لماذا تشجع انلكترا على الاتحاد الحقيقة أن انكلترا تريد جمع العرب في بوتقة واحدة تنفذ مطابها لأن معظم الدول بالفعل تحت الاحتلال ليس فقط كذلك لكن انكلترا قالت لمصطفى النحاس باشا أن تكون الدول المشتركة في الجمعة العربية و بالتالي لا يجوز لفلسطين ان تنضم للجامعة العربية إذا العملية كلها تهدف لسلخ فلسطين من الجامعة العربيةو من العرب و من المسلمين و إعطاء فلسطين إلى اليهود ، و لما نسأل من من الدول العربية التي اشترك في هذا الوقت غير محتل مصر محتلة العراق محتلة الأردن محتلة لبنان محتلة و فلسطين محتلة طبعاً لم تشترك و سوريا محتلة و اليمن محتلة كل هذه البلاد كانت محتلة و ما هو تعريف الاحتلال أو الاستقلال لكن هذا ما طبخ و أعلن للناس و بالفعل كونت الجامعة العربية لتقوم بدورا مهم جداً لصالح اﻹنكليز كما سنرى في الخطوات القادمة .

في 1946 تكونت اللجنة الأنكلو أمريكية من انكلترا و أمريكا و زارت معسكرات اليهود في أوربا و طبعاً بعد الحرب العالمية الثانية كان هناك أعداد كبيرة من اليهود شرّدت من ألمانيا و فرنسا بعد احتلال ألمانيا لفرنسا و من بولندا و من تشيكلوسوفاكيا و غيرها و وضعوا في معسكرات كبيرة جدّاً و زارت هذه اللجنة هذه المعسكرات طبعاً تصعبت جداً على أحوال اليهود الّذين عذّبوا جداً و خرجت هذه اللجنة بتصريحات أو بطلبات واضحة جداً و أول توصية خرجت بها هي تهجير مائة ألف يهودي فوراً من أوربا إلى فلسطين و إلا ستحدث كارثة إنسانية ممكن ان يهجروهم إلى انكلترا أو أمريكا في العالم لا إلى أرض فلسطين .

2- طرح كل أرض فلسطين للبيع كي نسكن هذه الجمع الضخمة من المعذبين اليهود الموجودين في أوربا من الذي اضطهدهم الجيوش النازية لكن العرب هم من يدفعون الثمن !!!

3- أن يكون حكم فلسطين حكماً دولياً لا لليهود و لا للفلسطينيين يصبح حكماً دولياً للأمم المتحدة أي لأمريكا و في النهاية لليهود ، و مع ذلك اشتعلت الثورة اليهودية لأن اليهود اعترضوا على هذه الكلمات لأنهم لا يريدون حكماً دولياً لفلسطين لكن يريدوا حكماً يهودياً .

طبعاً الدول العربية في سبات عميق و حصل نوع من الاعتراضات الشكلية و أرسلوا بعض الخطابات اﻻعتراضية لانكلترا لما رأت الاعتراض رأت الثورات التي قامت في فلسطين قوية جداً و ثورات في بعض البلدان العربية من الشعوب أرادت أن تهدي الأوضاع قالت لا علاقة لنا بالموضوع بل سنحيل الملف بكامله للأمم المتحدة لتدرسه لأن الموضوع هناك الموضوع سيطبخ .

و هناك اجتمعت الأمم المتحدة خرجت بمشروع قدمته أمريكا و انكلترا و المشروع يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين مع ان انكلترا وعدت الفلسطينيين أنه لا تقسيم لأرض فلسطين إلى دولة يهودية و إلى دولة فلسطينية لكنها اﻵن تعرض هذا المشروع على الأمم المتحدة فإن وافقت الأمم المتحدة فهي رغبة العالم و إن اعترضت لا تقسيم : تقسيم فلسطين لدولتين فلسطينية و أخرى يهوديةو انتبه أن لليهود 56.5% من أرض فلسطين مع أن عدهم 32% من السكان و للفلسطينيين 43% و 0.5% التي بقيت هي أرض القدس تصبح حكماً دولياً .

و لما ترى الخريطة و التقسيم تجد ان الأقسام التي أعطيت للفلسطينيي ليست إلا جزر في بحر اليهود قسم في الضفة و قسم في غزة و بينهما يهود لا يستطيع الفلسطينيين هنا التواصل مع هناك إلا بموافقة اليهود .

شيء من الجنون و الخبل الثورات اﻹسلامية في كل مكان على ذلك طبعاً مشروع التقسيم فيه فضائح أخرى جداً و أمريكا ضغطت على أكثرمن عضو ليعطوا الموفقة لأنهم كانوا يرفضون فأعطت بعض الول الضعيفة الوافقة بالضغط الأمريكي و أصبحت الأمور واقعة و صدر قرار التقسيم المشهور 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين الجامعة العربية اجتمعت في اجتماع عاجل و اتخذت بعض القرارات و قلنا إن شاء الله تكون خيراً فقررت إنشاء معسكر تدريبي في قطنا جنوب دمشق لتدريب المتطوعين من فلسطين للحرب في داخل فلسطين ضد اليهود و الانكليز و إنشاء جيش اﻹنقاذ مكون من أكثر من 5 دول على رأسه فوزي القوقجي الّّي تدور حولها الكثير من الشبهات . . . و رصدوا مليون جنيه لأغراض الدفاع عن فلسطين .

بريطانيا سمعت بهذه القرارات أرسلت رسالة للجامعة العربية التي هي أصلاً أوعزت بإنشائها أرسلت رسالة قصيرة جداً تقول فيها أن بريطانيا تعتبر تسليح الفلسطينيين و تدريبهم في قطنا عملاً غير ودي فمالّذي حصل ، حصل أن الجامعة العربية أغلقت معسكر قطنا تماماً و سرحت المتطوعين الفلسطينيين و حددت جيش اﻹنقاذ الرسمي المكون من الدول الخمسة حددت له 7700 مقاتل .

7700 مقاتل من خمس دول يحاربون جيوش اليهود الّّي جيش الهاجانة وحده 62 ألف مقاتل مسلحين بالدبابات و الطائرات و الأسلحة الثقيلة و حصلت ثورات ضخمة جداً بقيادة عبد القادر الحسيني رحمه الله و طالبوا بتكوين حكومة إسلامية و و الثورات عمت في بعض بلدان العالم اﻹسلامي و اليهود أيضاً ثاروا و استغاثوا أمريكا و أروبا .

اﻹنكليز باعوا لليهود في هذه السنة 20 طائرة مع أن اليهود لم يكن لديهم خبرة بعد في الطيران لكن باعوا لهم 20 طائرة حربية .

و يهود أمريكا لم سمعوا أن الجامعة العربية مليون جنيه للمسلمين في فلسطين لنصرة القضية الفلسطينية ، يهود أمريكا تبرعوا بـ 250 مليون دولار لليهود في فلسطين .

الشعوب المسلمة حصلت فيها ثورات هنا و هناك كلهم تحت الاحتلال اﻹنكليزي و لم يتحرك من المسلمين إلا جماعة اﻹخوان المسلمين بتأييد اﻹمام حسن البنا لهم و أمرهم بالتوجه إلى أرض فلسطين للجاهد في سبيل الله ، الأمر كان منظم جداً بقيادة البطل أحمد عبد العزيز و هو كان ضابطاً في الجيش المصري و من الأردن عبد اللطيف أبو قورة و من العراق بقيادة محمد محود الصواف شيخ عالم جليل و بقيادة مصطفى السباعي من سورية و كان هو العالم الجليل صاحب المؤلفات الكثيرة استطاعت الفرقة المصرية أن تصل إلى فلسطين في فبراير 1948 و بدأت العمليات العسكرية لها في صحراء النقب مباشرة في جنوب فلسطين و طبعاً القوات كانت مدربة على السلاح لأنها كانت تقاتل اﻹنكليز في القناة في مصر .

حصلت أزمة كبرى جداً في فلسطين في شهر 4 سنة 1948 تحديداً في 3 أبريل 1948 عندما حوصرت مدينة القسطل و مدينة القسطل مدينة منيعة جداً داخل فلسطين و شعر الفلسطينيون أن حصار هذه المدينة سوف يوقف حركة الجهاد توجه إليها عبد القادر الحسيني رحمه الله لكن قبل ذلك توجه إلى قائد الجامعة العربية و قال له :

(( أعطونا السلاح نحن أحق بالسﻻح في المزابل العربية إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين و إني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم و تواطئكم )) لكن لم يصله السلاح أبداً من الجامعة العربية و و دخل عبد القادر الحسيني و حوصر في داخلها ثم استشهد رحمه الله و سقطت مدينة القسطل و كانت كارثة مروعة أن استشهد بهذه الجموع المجاهدة في أرض فلسطين .

و إلى اﻵن لم تدخل الجيوش العربية لأن فلسطين إلى اﻵن واقعة تحت الانتداب اﻹنلكيزي المحتل معظم بلاد العالم العربي و بذلك رفضت الجيوش العربية إلا أن يخرج منها الجيش الانكليزي في 1948/5/14 أي ما زال هناك شهر إلى أن يخرج الجيش اﻹنكليزي .

في هذه الأوقات بعد سقوط القسطل بيومين قام اليهود بمذبحة ديرياسين و قتلوا 250 من أله القرية و الّذي قام بالمذبحة هو ماحن بيغن الّّي أخذ بعد ذلك جائزة نوبل للسلام !!!

المهم أنه ذبح 250 و فتحوا الطرق في فلسطين كاملة إلى أريحا و قالوا أن ألطرق جميعاً مفتوحة إلى أريحا و من أراد أن يتوجه من الفلسطينيين إلى أريحا فليتوجه طبعاً أخبار مذبحة دير ياسين و مذبحة قرية ناصر الدين بعدها انتشرت في كل مكان و عم الرعب في كل القرى الفلسطينية و قام الفلسطينيون بالهجرة من أماكنهم المختلفة إلى مدينة أريحا و يقول ماحن بيغن أنه من أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون في المناطق المقسومة ﻹسرائيل طبعاً في التقسيم الظالم الّّذي قامت به الأمم المتحدة ،لم يعد فيها بعد مذبحة دير ياسبن التي قام هو بها إلا 165 ألف أي أكثر من 600 ألف عربي هاجروا من بلدانهم إلى أريحا .

حركة الجهاد الوحيدة كما قلنا التي كانت تقوم فعلاً بالحرب داخل فلسطين كانت هي حركة اﻻخوان المسلمين و وصلوا بجهادهم إلى حصار القدس و فيها 100 ألف يهودي تخيلوا يعني ممكن يا أخواني لو أردنا أن ننصر القضية مع قدرة و طاقات ضعيفة جداً بالقياس إلى القدرات و الطاقات اﻻنكليزية لكن بالحمية و اﻹخﻻص و الجهاد استطاعوا أن يصلوا إلى حصار مدينة القدس و بها 100 ألف يهودي اﻻخوان المسلمين كانوا يسيطرون على المناطق الجنوبية و الشرقية من فلسطين و اليهود كانوا يسطرون على المناطق الشمالية و الغربية .

في 22 أبريل 1948 و في 11 مايو سقطت صفد و في 12 سقطت بيسان و في 13 مايو سقطت يافا و سقوط يافا أعقبه مذبحة ضخمة سقط فيها 770 شهيد على أيدي ماحن بيغن .

هذا الوقت فيه حصار لمدينة القدس و الجيش اﻹنكليزي المفروض أن يخرج 5/14 بعد يوم واحد من سقوط يافا بيد اليهود و في 5/14 بالضبط خرج الجيش اﻹنكليزي و من من الجيوش المختلة يعطي ميعاد و يوفي به ، لأن الانكليز سيسلمون البيعة للجيش اليهودي .

خرج الجيش الانكليزي في 5/14 و في نفس اليوم قام بونغوريوم و أعلن قيام دولة إسرائيل في فلسطين بعد دقائق من خروج الجيش الانكليزي من أرض فلسطين و بعد 11 دقيقة فقط اعترفت أمريكا بإسرائيل !!!. . . مع أن القرار في أمريكا لا يؤخذ من الرئيس أو واحد مفرد بل يؤخذ في الكونغرس بعد عملييات التمرير على أعضاء الكونغرس لكن في هذا الموقف بعد 11 دقيقة اعترفت أمريكا بدولة إسرائيل في فلسطين و في خﻻ 24 ساعة أعلن الاتحاد السوفيتي الّّي كل الحكومة فيه يهودية أعلنوا اعترافهم .

و بذلك دولة إسرائيل حازت اﻻعتراف من أكبر قطبين في العالم باﻹضافة إلى انكلترا التي زرعت فلسطين .

رد فعل العرب الجامعة العربية قررت أن ترسل الجيوش أن ترسلها من خمس دول من مصر وسوريا و الأردن و العراق و لبنان و القائد العام كان أحد الملوك العرب و دخلت هذه الجيوش إلى أرض فلسطين و أخذت عدة قرارات و هي :

- حل جيش اﻹنقاذ قالوا بحله لأن اجيش ضعيف . . .

- القرار الثاني في منتهى العجب : و هو : حل منظمة الجهاد المقدس التي كان يقودها عبد القادر الحسيني و نزع السلاح من كل الفلسطينيين لبيقى مع جهة رسمية واحدة تقاتل من أجل فلسطين .

- القرار الثالث حرب اليهود : و بدؤوا فعلاً في حرب اليهود و فعلاً حققوا بعض اﻻنتصارات و استغربنا لأن كل الشواهد تقول أنهم موالين لانكلتر .كيف حققوا هذه الانتصارات ؟؟؟

كل هذه الانتصارات كانت في الأماكن المقسومة للعرب في قرار التقسيم و بالتالي الجيوش العربية لم تدخل إﻻ لتقر قرار التقسيم الأمم المتحدة الّذي أعلنوا قبل ذلك رفضهم في تمثيلية مع انكلترا حتى لما دخل الجيش العراقي إلى مرج ابن عامر و هي منطقة مقسومة لليهود في قرار التقسيم أصدرت الجامعة العربية قرارها أن ينسحب الجيش العربي قواته من ابن عامر لتنضم هذه الأماكن إلى اليهود .

هل هناك أكثر من ذلك هذا ما حصل في قرار التقسيم و هذا ما حصل من الجيوش العربية في إقرار الجيوش اليهودية على ما أخذته في قرار التقسيم و في 5/17 سقطت عكا في أيدي اليهود و ما زال الاخوان محاصرين القدس 100 ألف يهودي مشكلة كبيرة و الجيوش العربية توجهت إلى القدس و بدأت تتسلم من الأخوان مفاتيح القضية و في 11 يونيو 1949 أعلنت الأمم المتحدة طلباً ان تقوم هدنة بين اليهود و بين الفلسطينيين و و افقت الجامعة العربية على الهدنة مع وجود 100 ألف يهودي محاصرين في القدس .

و هذه كانت قضية خطيرة جداً أثناء هذه الهدنة حيث بردت القوى العربية و تحركت القوى اليهودية من كل مكان و جمعت أكثر من 75 مركز تدريب في أوربا و أرسلت انكلترا عدد ضخم من الطائرات و استقدمت طيايين مدربين كان اليهود يعطون 5 آلاف جنيه استرليني شهرياً تخيل هذا المبلغ في في ذلك الوقت .

يقول قنصل أمريكا في القدس أن هذا القرار خلص اليهود و حال دون سحقهم و في يوم يوليو قوات ضخمة جداً و هجوموا هجوم كاسح على القدس و استطاعوا أن يحرروا 100 ألف يهودي من الحصار و سلمت القدس لليهود للأسف الشديد .

في 15 يوليه 1948 بعد 6 أيام صدرت هدنة جديدة من الأمم المتحدة وافقت عليها الجامعة العربية و الجيوش العربية و طبعاً كان عندها قد تحرر 100 ألف يهودي و عاد اليهود ﻻمتﻻك زمام الموقف و أرسلت الأمم المتحدة لتحقق في فلسطين فأرسلت لجنة على رأسها برنارد دوت سكرتير الأمم المتحدة الّّي وصف الأمر بشكل صحيح قال السكرتير :

1- أن اليهود احتلت قواتهم العسكرية 78% من أرض فلسطين مع أن المقسوم لهم 56% الّذي هو ظلم ابتداءً و عدد الفلسطينيين يمثلون 68% من السكان في فلسطين و اليهود 32% فقط و قسمت الأمم المتحدة 56% و مع ذلك لم يكتفِ اليهود بـ 56% و بل أخذوا 78% و سجل ذلك برنارد دوت في تقريره ذلك

2- و سجل ذلك برنارد دوت في تقريره أن اليهود ارتكبوا 34 مجزرة بشرية داخل فلسطين و قاموا بهذه المجازر ضد النساء و الأطفال و الشيوخ وغير مقاتلين .

3- الأمر الثالث قال أنه هدمت في فلسطين دون داعٍ 478 قرية من أصل 585 .

و رفع برنارد دوت التقرير إلى الأمم المتحدة في 16 سبتمبر 1948 و في 17 سبتمبر اغتيل برنارد دوت على سلالم الأمم المتحدة على يد اليهود .

و حدثت عدة اختراقات للهدنة المزعومة بين الفلسطينيين و اليهود و في 22 أكتوبر 1948 اخذ اليهود بئر السبع من القوات المصرية و لم نجد أي تعليق من الجامعة العربية أو من العرب .

و في 5 نوفمبر أخذت المجدل و عسقلان و كل صحراء النقب من القوات المصرية و لم يعترض أحد من العرب و رحل الاخوان كلهم من أرض فلسطين إلى بلادهم و أول ما وصلوا وجدوا قوات الأمن تعتقلهمو ترسلهم إلى السجون المصرية و السورية و الأرنية و رحّلوا من فلسطين 770 ألف فلسطيني إلى الدول العربية المختلفة و اغتالوا اﻹمام حسن البنا الّذي حرك هذه الجيوش إلى فلسطين في 11 فبراير في 1949 و مهدوا الجو لاتفاقية هدنة دائمة بين العرب و فلسطين و بالفعل في 1949 في 24 فبراير أي بعد 13 يوم فقط من اغتيال اﻹمام حسن البنا عقدوا اتفاقية دائمة مع مصر ، هدنة دائمة في جزيرة رودس عقدوا الاتفاقية

في 23 مارس عقدوا الاتفاقية مع لبنان

و في 4 أبريل عقدوا الاتفاقية مع الأردن و رفضت سورية أن تعقد اتفاقية هدنة دائمة مع اليهود فدبر في سورية انقلاب و قام بالانقلاب حسني الزعيم في 1941 و كان أول أعمال حسني الزعيم أن عقد هدنة دائمة مع اليهود .

بذلك لم يبقى إلا 22% من أرض فلسطين قسمت بين الأردن و مصر ، مصر أخذت السيطرة`على قطاع غزة و الأردن سيطرت على الضفة الغربية و لم نر في كل هذه المفاوضات و الهدنة و اتفاقات السﻻم و ما إلى ذلك فسطيني واحد يفاوض على بيع قضية فلسطين .

لعلنا بعد هذا التاريخ السريع عرفنا من الّذي باع و من الّذي خان و فرط في عرضه و أرضه و دينه و وطنه .

قصة فلسطين قصة مؤسفة و مؤلمة في أخرياتها ، و بذلك أعلنت دولة إسرائيل بوضوح و قبلت الأمم المتحدة بها كدولة بعد هذه الاتفاقيات و توالى الاعتراف من دول العالم بالكيان الصهيوني الجديد و لكن هذا القيام لم يكن نهاية الأمر أبداً بل قامت في فلسطين بعد ذلك عدة حركات لتحرير فلسطين و نسأل الله عز و جل أن يتم لها التحرير .

هذا التاريخ يحتاج وقفات كثيرة . . . . إن شاء الله في الحلقة القادمة نعرض تعليقات على هذه المرحلة و نأخذ بعض العبر و الدروس و نسأل الله أن يجعل الله أن يجعل فيها الفائدة للأمة اﻹسلامية جميعاً

نسأل الله أن يعزّ اﻹسﻻم و المسلمين و أن يفقهنا بسننه و أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك و القادر عليه .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

* * *