الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، يوم جديد وعمل جديد من أحب الأعمال إلى الله، واسمحوا لي أن أقول لكم حضّروا قلوبكم لأن عبادة اليوم تجعل كل فرد يشعر بقيمته كعبد وعمل اليوم هو عمل قلبي، عمل اليوم هو "الإنكسار إلى الله" ويطلق عليه العلماء "سجدة القلب"، فمن تواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله الله في أعلى عليين، ومن تكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين، "ولو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليها باب، ولا كوة لخرج ما غيبه للناس كائناً ما كان." الراوي : أبو سعيد الخدري

لماذا الإنكسار؟

لأن أعظم هدف في الدنيا هو معرفة الله ومن يعرف الله يعرف قدر نفسه ويعرف مقامه ويدرك وظيفته في الحياة، ومن ينكسر الله لن ينسى الخالق عز وجل "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" الحشر 19.

متى أنكسر؟

الإنسان المسلم يمر بـ 4 حالات وهى الحالات التي يجب أن تنكسر فيها لله:

1- النعمة: يـُحبك الله أن تعترف بنعمه عليك لا أن تعترف بقوتك وسلطتك، وذلك لأن الله لا يحب أن تكون نعمته هو سبب كبرك وطغيانك، واحتفل بالنجاح من خلال سجدة الشكر.

2- البلاء: الله لا يبتلينا انتقاماً منّا ولكنه يبلتي الصالح لكي يرقيه ويبلتي العاصي لكي ينقيه، "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَ‌اجِعُونَ. أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّ‌بِّهِمْ وَرَ‌حْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" البقرة 156، 157. وذلك لأن الإنسكار يستجلب رحمه الله عز وجل.

3- الطاعة: إنكسر وقت أن يمّـُـن الله عليك بالطاعة وتواضع للخلق، وتقربك لله ليس نجاح منك بل فرصة منحها الله إياك، فحينما تطيع الله وتقترب من الكبير جل في علاه حينها تدرك قيمة وصغر نفسك وتقدر حجم الله الحقيقي، وعند الطاعة لا تطلب عوض من الله، فمثلاً إذا أتقَى شخص ما الله سبحانه وتعالى فيقول أني أنتظر منه الفرج، الفرج أت من الله ولكن أحمد الله أن منحك تلك الطاعة.

4- المعصية: الفرق بين عبد وعبد هو حاله بعد المعصية فكيف أعصي وأنت الله "...إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري." الراوي: علي بن أبي طالب، ولا تقول لنفسك أنني أعصي معاصي صغيرة وغيري يعصي معاصي كبيرة، بل انظر في حق من عصيت أنت، "وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ" البقرة 206.

تب علينا من المعصية يارب العالمين وأحبك ربي بالإنكسار بين يديك.