الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
يوم جديد وعمل جديد وأحبك ربي بأحب الأعمال إليك. حلقة اليوم من أصعب الحلقات لأن المعنى عندما يكون خارج من القلب يُصبح أحياناً صعب إيصاله ولهذا أقول "..رَ‌بَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ‌ الْفَاتِحِين" الأعراف 89.

نتكلم معكم اليوم عن بر الوالدين ولابد أن نستمع كلنا اليوم عن ماذا تعني بر الوالدين، ولماذا دوماً بعد ذكر أيه في القرآن عن عدم الشرك يتبعها برالوالدين أوعدم عقوقهما وكذلك في الأحاديث الشريفة، ورأيت في تفسير الأمام الرازي للآية 14 من سورة لقمان، تفسيرها أن ربنا اوجدنا ثم أمددنا (أى رزقنا) وكذلك الأم والأب وهم الذي أعطاهم الله صورة من الرزق والإمدام لنا كأولاد لهم.

كيف أبر والديَّ؟

1- عش معاهم، أى كن واحداً من أفراد البيت ولا تعزل نفسك في غرفتك أمام جهاز حاسوبك أوعلى الهاتف مع أصدقائك، لأن ربنا سبحانه وتعالى قال "وصاحبهما" لأن لايوجد من هو في الكون يُحبك ويرعاك مثلهم وهم أكثر من سيدعون لك بحرقة إذا توفيت قبلهم، وهم من سيشفعون لك عندما يفتح الله باب الشفاعة بين المؤمنين، وليس أصدقائك هم من سيشفعون لك.

2- ربنا يـُحبك أن تكون رحيم معهم لأن ربنا خلق في طبع الأهل الرحمة، وهم لا يعطونك سوى الرحمة فهم لا يتوقعوا منك سوى ذلك أيضاً. والعلماء يقولون أن هناك مراتب في التعامل مع الوالدين.

المرتبة الأولى: البر والإحسان: وهو أن تقوم بما يردي أهلك دون أن يطلبوا وأن تُبادر بذلك فتبعد عنهم ذلة السؤال.

المرتبة الثانية: الطاعة: وهو أن تقوم بتنفيذ كل ما يطلبونه منك عندما يطلبون.

المرتبة الثالثة: العقوق: وهو أن لا تقوم بتنفيذ أى من طلباتهم أو تنفذ طلب أو أثنين من إجمالي ما يطالبون لذلك هناك مراتب في العقوق.

3- وفاء الجميل للأهل: ربنا يحـُبك أن توفي الجميل لأهلك عن طريق أن تكون شاكراً لتلك الجمائل، "..أَنْ أَشْكُرَ‌ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ.." الأحقاف 15. ولكل من توفى أحد من والدهما، قم بزيارة أصحاب والدك او والدتك حتى يتذكروه او يتذكروها، وهنا سيكون رد الجميل وتصل لهما الدعوات، "..وَقُل رَّ‌بِّ ارْ‌حَمْهُمَا كَمَا رَ‌بَّيَانِي صَغِيرً‌ا" الإسراء 24.

وكلمة أخيرة للشباب والبنات الذين يقسو عليهم والدهما، أقول لهم ده اختبار حياتك وأخرتك فحاول أن تتجنبهم دائما، برهم بأن تتجنبهم، وأرجوك احذر من أن تخرج من الدنيا وأنت عاق لهما مهما بدر منهما.

تبت إلى الله من كل يوم كنت قاسي فيه مع والدايَّ، أحبك ربي بحبي لأمي وأبي وببري لهما.