الحقوق محفوظة لأصحابها

سلمان العودة
د.سليمان العودة: بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ ونحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونثني عليه الخير كله, نثني عليه بآلائه وأنعامه وأسمائه وصفاته, لا إله إلا هو ونصلي ونسلم على سيد ولد آدم سيدنا وأماننا وحبيبنا وقائدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليم, ثم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, حديثي في هذه الليلة عن الأسرة والعولمة فسوف ألخصه بخمسة محاور. المحور الأول يتعلق بموضوع العولمة, والعولمة هي أعظم متغيرات العصر الحاضر, فهي طوفان مدجج بأحدث الأسلحة والتقنيات, ربما ندرك كثيراً أثر السلاح الفتاك القاسي حينما يتمثل بالصاروخ والقنبلة والبندقية وكيف أنه يجعل الكثير من الناس يفزعون إلى الصبر وإلى المانعة والمقاومة, بينما هناك الوجه الآخر وهو السلاح الناعم المتمثل بالإعلام والمسلسل والكلمة والتأثير الهادي الذي يخلخل عقول الناس وقناعاتهم وثقافاتهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون, العولمة هي محاولة قولبة المجتمعات العولمة تحاول أن تأخذ سطوة الدول, وتحاول أن تأخذ من سطوة المجتمعات لصالح سلطة عالمية تتمثل في القناة الفضائية وتتمثل في الموقع الإلكتروني, وتتمثل في المجهود والتواصل البشري, والثقافة العالمية المختارة التي تحاول أن تفرض حضورها على العالم في وقت تقل فيه المنافسة, فمن هو يستطيع أن ينافس ثقافة مدججة ومعدة ومستعدة وتصرف عليها المبالغ الضخمة؟ العولمة إذا تحاول أن تجعل جزء من العالم أمريكاً وجزء آخر أوربياً وجزء ثالث يابانياً وجزء رابع صينياً فهي تأمرك وتسصين ولكن النطاق الضيق جداً في هذه العولمة هو الذي يحاول أن يقدم الإسلام كبديل كما كتب مراد عثمان كتابه الإسلام كبديل لأن دائرة الصراع هي داخل العالم الإسلامي أكثر منها في غيرها, ولأن العالم الإسلامي عاجز في هذه المرحلة عن الدخول في حلبة الصراع. أنني أقول أن أول شروط إمكانية دخول العالم الإسلامي لهذه الحلبة, هي أن نتوفق على خصوماتنا, وعلى خصوصياتنا وعلى المعارك الداخلية التي طالما أنشغلنا بها وشعرنا بالتعبد لله سبحانه وتعالى من خلال خوض المعركة مع القربيين منا ربما ذل به القدم, أو عثر به اللسان أو اجتهدوا فأخطئوا أو تغلبت عليهم شهوة أو هوا أو غرر شخصي لكن كانوا بأمس الحاجة إلى اليد الحماية التي تحملهم أول شروط المنافسة في العولمة هو أن نوحد صفوفنا في مواجهتها أمة إسلامية سنية قرآنية نبوية, وأن نحدد الهدف والمقصود الذي نسعى إليه, وأن نمضي في هذا الطريق مرددين مع الشاعر قوله:

تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى ولا سمع الواشي بذاك ولا درى

تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضا حتى وكأن العهد لم يتغيرا

ولا تذكروا ذاك الذي كان بيننا على أنه ما كان ذنب فيذكرا

لقد طال شرح القيل والقال بيننا وما طال ذاك الشرح إلا ليقصرا

من اليوم من هذا التاريخ, من هذه اللحظة,

من اليوم تاريخ المحبة بيننا عفى الله عن ذاك العتاب الذي جرى

دعونا نردد أيضاً:

من اليوم تعاهدنا ونطوي ما جرى

منا فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا

وإن كان ولا بد من العتبة فبالحسنة لقد قيل عنكم كما قيل لكم عنا

كفى ما كان من هجر وقد دقتم وقد دقنا

وما أحسن أن نرجع للوصل

كما كنا وما أحسن أن نردد معاً قول ربنا عز وجل {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر.

النقطة الثانية الأسرة, والأسرة على رغم شهرة هذا الاسم واللفظ إلا أنه حسب علمي لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة المعروفة, الذكر لفظ الأسرة بهذا السياق, ولكن يظل الموضوع الأسرة بموضوعها المعروف الذي هو عبارة عن زوجين وأولاد وأحفاد, سواء أن كان الأسرة الصغيرة المحدودة أو الأسرة النووية الممتدة يظل هذا المفهوم مفهوماً شرعياً قطعياً تشهد له النصوص الشرعية والآيات والأحاديث, والأحكام المتعلقة به من النفقات والزواج والنكاح والطلاق والعلاقات وصلة الأرحام وغير ذلك من المعاني والعبرات المضطردة والتي تدل على أن موضوع الأسرة هو أحد الثوابت القطعية التي ينبغي أن نعتصم بها في ظل طوفان العولمة, حتى بالقرآن الكريم ربنا سبحانه يشير إلى الأسرة, فآدم عليه الصلاة والسلام كان في الجنة معه زوجه {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طـه, وأيضاً بعد الآخرة والبعث والحساب الناس يعدون إلى الجنة والمؤمن منهم يعودوا إلى الجنة ويقول الله عز وجل {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21) سورة الطور, {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (7) سورة التكوير, إذا النصوص والأحكام الشرعية المتعلقة بالأسرة هي نصوص قطعية ثابتة, هذه نقطة تتعلق بموضوع الأسرة, ثم نقطة أخرى فيما يتعلق بالتعريف اللغوي, فإن أهل اللغة تكلموا عن الأسرة وربما ردوها إلى لفظ الدرع الحصينة, فقالوا أن الأسرة يطلق على الدرع الحصينة, إذا يعطي هذا المعنى الإشارة إلى أن الأسرة فيها معنى الحماية للإنسان, كما تحمي الدرع, الإنسان في حالة الحرب من السهام الموجه إليه, كذلك الأسرة تحمي الشاب وتحمي الزوج والزوجة وأفرادها من المؤثرات ومن الاستهدافات ومن الأضرار وهذا يؤكد لنا أن الأسرة المستقرة غالباً تكون وراء نجاح أفرادها, بينت الدراسات والتقارير أن كل الناجحين سواء أن كان نجاحهم تعليماً دراسياً أو كان نجاحهم وظيفياً أو كان نجاحهم اقتصادياً أو إبداع أو اختراعاً أو تفوقاً, أن هؤلاء الناجحين غالباً ما يكونوا خرجوا من أسر مستقرة, وأن أولئك الناس الذي يكونوا لديهم قدر من الإخفاق أو التردد أو عدم مواصلة الطريق أو الخروج عن السمت المعهود غالباً ما يكون لديهم معاناة في الصغر, إما بسبب انفصال الأبوين أو بسبب عدم استقرار الأسرة أو لغير ذلك من المعاني, وأيضاً من ألفاظ ودلالات الأسرة في الجانب اللغوي أن الأسرة مؤاخذة من الأسر وهو القيد أو الحبل, إذا الأسرة فيها جانب من التقيد وهذا يؤكد لنا أيضاً ضمن إطار العولمة أن الحرية التي نتحدث عنها وهي معنى شرعي كما قال عمر رضي الله عنه, متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار, فالحرية ليست لفظاً غريباً أو نشازاً ولا منتج غربياً وإنما هي لفظ عربي إسلامي شرعي, لكن هذه الحرية مقيدة ومن ضمن قيودها تقيدها بموضوع الأسرة والانتماء الأسري, فالحرية قيد ذاتي داخلي أخلاقي, يمنع الإنسان من التفلت, للحرية قيد آخر وهو قيد اجتماعي أو قيد أسري يجعل المنتمي إلى هذه الأسرة كما يراعي نفسه يراعي حاجة والديه وسمعته ومكانتهم وتاريخهم ورضاهم ويضعهم في اعتباره وشأنه. النقطة الثالثة في موضوع الأسرة أن مفهوم الأسرة هو مفهوم متوازن, لا يصادر شخصية الفرد لصالح الأسرة ولا يلغي الأسرة لصالح الفردي أيضاً, ولذلك أريد أن أنبه إلى أن كثيراً من مجتمعاتنا اليوم خاصة المجتمعات المحافظة, يغلب على الناس فيها بوح تسلطية على الأولاد والبنات, حتى أن بعض الآباء وبعض الأمهات يشعرون بأن الولد ينبغي أن يسير كما يريدون بغض النظر عن المتغيرات وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول لا تكره أولادكم على أخلاقكم, فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم, رأيت كثير من الأسر, وأتحدث عن معانية ومعايشة واتصال, أن الآباء والأمهات يريدون أن يقصروا الأبناء قصراً على عباداتهم على أخلاقهم على مذكراتهم فالنتيجة هي أن يكره هؤلاء الأبناء ما يقصرون عليه وإذا كبروا واستطاعوا أن يستقلوا بأنفسهم أو ابتعثوا أو ابتعدوا أو تزوجوا وجودا فرصتهم السانحة وتخلوا عن ما كانوا يؤمرون به أو ما كان يفرض عليهم, أين دور الأسرة في محاولة للقناع, البناء الداخلي, ورسم القدوة الحسنة, وتحبيب الخير إلى الصغار بكافة الوسائل وتقديم الترغيب على الترهيب, وحتى الترهيب لا يكون هو الأصل, أنا أعتبر أنو من أعظم الخطأ أن يقوم آباء أحياناً بضرب الأبناء على سبيل الانتقام وليس على سبيل التأديب, بمعنى أن الأب يفقد هنا سيطرته على نفسه وعلى أعصابه, وقد يضرب ضرباً مبرحاً وكأنه لا يرى, وبعد ذلك يقول أن فقدت صوابي وأصبحت ما أرى ما أمامي, إذا هذا الضرب ليس ضرباً تربوياً, من الصدف الجميلة أنو أنا في الطريق إليكم جاءتني رسالة إخبارية من CAN الوكالة الأمريكية تقول أضربوا أبنائكم هذا عنوان الرسالة طبعاً وهو عنوان مظلل, لأنه يقول أثبتت الدراسات أن قدر يسير من الضرب مفيد في تربية الأبناء, هنا هذا ضرب تربوي ربما لا يكون هذا المعنى غريب علينا لأننا نجد في التربية الإسلامية وفي الثقافة الإسلامية نوع من التأديب لكن هو ليس الضرب المبرح ولا الضرب الذي هو كسر العظم ولا كسر الضلع, أو أن يصيب الإنسان أو يخدش في قلبه وروحه خدشاً لا ينسى وليس هو الاختصار على هذا الوسيلة وكأنه لا يوجد وسيلة أخرى قبلها ولا بعدها, إذا مفهوم الأسرة في الإسلام مفهوم متوازن, الفرد نفسه مسئول ومعتبر ومكلف وهو يوم القيامة مسئول مسؤولية مباشرة, ولذلك الله سبحانه تعالى قال {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ, وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ, وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} سورة عبس, فهنا ليست القصة أو مسؤولية بالأسرة أو بالجماعة أو القائمة. في القرآن والسنة نجد ألفاظ مرادفة للأسرة مثل لفظ الأهل وهو كثير في القرآن الكريم أو لفظ الآل كما نجد أيضاً في آل محمد, اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد, وكذلك آل إبراهيم وغير ذلك ومثل ذلك أيضاً لفظ العيال وقد جاء في السنة النبوية. نقطة ثالثة تتعلق أو رابعة تتعلق بالأسرة وهي مسألة فاقدي الأسرة ونحن نجد كثير من الناس ما يكون يتيماً مات أبواه ومات أبوه, ويحتاج إلى رعاية وعدم من الأسرة ومن الناس قد لا يعرفوا أبويه وعدم معرفة الأبوين لا تعني أن هذه الإنسان جاء بالضرورة عن طريق الخطأ أو عن طريق الحرام, وإنما لذلك في ظروف لاختلاف الأهل أو مشكلات ربما تفضي إلى صراع داخل القبائل أو داخل الأسر أو داخل المدن, فيفضل هؤلاء أن يذهبوا بأبنائهم إلى الملجأ بدلاً من أن يواجهوا مشكلة صعبة وعويصة, ولذلك أزعم أن مجتمعاتنا قاسية بعض الشيء على مثل هؤلاء الأيتام وعلى مثل هؤلاء الضعفاء مع أنو تتعجب أشد العجب أن نبياً هذه الأمة كان يتيماً بأبيه وأمه صلى الله عليه وسلم, وتقرأ {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى, وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى, {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى, فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} سورة الضحى, والله سبحانه يقول {فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} (5) سورة الأحزاب, هناك بدائل عن الأب وعن الأم هناك الصداقة أخوانكم في الدين أن نعطيهم روح داخل المجتمع وأن ينتمي هذا الإنسان إذا لم ينتمي إلى أسرة أن ينتمي إلى فريق من الأصدقاء والزملاء في المدرسة أو الجامعة أو داخل المجتمع, هناك الحلول العامة من عامة الناس الكثير من الأولاد والبنات يفتقرون إلى كلمة يا بني أو يا بنيتي, هذه الكلمة وحدها تستفز الكثير من الناس, يريدون أن يسمعوها بأي ثمن, وإذا لم يسمعوا فلا تستغرب أن يذهبوا إلى مواقع أو قنوات يريدون أن يسمعوا مثل هذا الكلام الجميل علينا أن نعود ألسنتنا كيف نخاطب أولادنا وبناتنا بل وكيف نخاطب الأفراد الذي في المجتمع يفتقرون إلى الأب والأم بمثل هذا الكلام الجميل, إن الجفاف العاطفي هو أعظم مشكلة تواجه الأسر في التاريخ البشري والواقع.

(فاصل)

د.سليمان العودة: نقطة رابعة في الأسرة أيضاً أن الأسرة ذات امتداد تاريخي جداً وليست مرهونة بعصر من العصور فحينما تقرأ تاريخ الفراعنة تجد الأسرة الأولى والعاشرة والثامنة عشرة هناك عناية شديدة من نظام الأسر اليهود عندهم نظام الأسرة وهو أيضاً نظام الذي يسمونه نظام مغلق, هناك الكيتهات التي لا تسمح بأن يتزوجوا من غيرهم, كذلك الصينيون الأوربيون لديهم أسر كثيرة أجد اليوم كثير من الناس يظنون أن المجتمعات الغربية والأوربية قد تخلت عن الأسرة نهائياً, وأعتقد أن هذا الكلام ليس دقيقاً, لا يزال الكثير منهم يهتمون بالأسر ويحنون إليها ويربون عليها حتى حينما يبلغ الأولاد الثمانية عشر ليس معنى ذلك أن الأسرة تخلت عنهم نهائياً ولكن نظام الأسرة عندهم يقتضي بأن الأولاد بعد هذا السن يجب أن يعتمدوا على أنفسهم وبدلاً من أن يعتمدوا على الأسرة, نعم هناك تفكك أسري شديد في الغرب, وأعتقد أن هذا التفكك يعود إلى أسباب عديدة من أهمها, وهذه الأسباب تهمنا لأنها بدأت تنتقل إلى العالم الإسلامي, من أهمها أولاً منع الطلاق في الكنيسة فأن منع الطلاق أفضى إلى وجود حالات زواج ليس فيها استقرار ولا رضا ولذلك يحاولون البقاء على هذه العلاقة الزوجية كما هي لكن يحاولون أيضاً الإشباع خارج نطاق الزوجية, فمن جراء ذلك تهتك هذا النظام وانهيار وأصبح ثم انسداد تنظيمي داخل المجتمعات الغربية حتى أنك تجد على سبيل المثال في بريطانيا أكثر من 60% من الناس من الأزواج والزواجات حسب العرف يعيشون خارج نطاق الزواج الشرعي بمعنى أنو لا يوجد عقد وإنما هناك اتفاق بينهم ولا تستغرب أن تجد شيخاً في 70 أو ال80 عنده أولاد وأحفاد وقد أخذ بيد زوجته العجوز وذهبوا إلى الكنيسة حتى يبرموا عقد الزوجية فهذه الظاهرة موجودة عندهم بشكل كبير, إذا الأسرة مهمة جداً في العالم, والعالم الغربي والشرقي على حد السواء, الأسرة محافظة على الاسم محافظة على تاريخ الأسرة, يوماً من الأيام أنا زوت أحد الأسر في بريطانيا, ووجدت أن المجلس مملوء بعدد من الصور, سألتهم ما هذه الصور, فوجدتهم يقولون بفرح وسرور هذا صور جدي الذي جاء من جمايكا وهذا صورة جدتي التي جاءت من أفريقيا, ويشعرون في كثير من الفرح والسرور, فقلت لهم عندنا الناس يعرف عندهم جدة الأول والخامس وأحياناً العاشر, فاستغبروا وأبدوا دهشة شديدة من ذلك وتمنوا أيضاً لو كانوا يدركون مثل هذه المعاني, كذلك الأسرة تعطي المحافظة على الملكيات والأموال والمورثات, الأسرة تعطي الإنسان تفقات الحب والعطف والحنان وفي ظلها يستقي الإنسان مثل هذه المعاني وإذا فقدت الأسرة هذا المعنى فقد فقدت الروح وأصبحت جسداً خاوياً, الأسرة تعطي الحاجات الإنسانية المختلفة, إذا الأسرة هي معبر في النهاية إلى الخلود في الدنيا والمجد في الانتماء وإلى الخلود أيضاً في الدار الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث, صدقة جارية أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له, هذا سبب وهو مسألة إلغاء الطلاق ومنعه وتأثيره على تحول العلاقة الأسرية إلى علاقة رمزية, هناك سبب ثاني وهو الثورة الصناعية في أوربا, والتي جعلت المرأة مثل الرجل فيما يتعلق بالعمل والوظيفة ولما حصلت المرأة على العمل وعلى الراتب أصبحت تعامل الرجل بمنطلق المدية وهذا أضعف من صلة أو علاقة القوامة التي كان الرجل يشعر بها اتجاه المرأة ومن هنا وجدت مشكلات كبيرة جداً على هذا, أعتقد أن عدم وعي الأزواج في عالمنا الإسلامي في هذا المتغير أثر عليهم كثيراً, لا تستغرب أن تجد بعض الأزواج يعيش مع امرأة تشاركه في بناء المنزل وتشاركه في البيت, وتشاركه في الصرف على الأولاد, وتكون أكثر منه مرتباً ثم لا تستغرب مع ذلك أن هذه الرجل أحياناً يقوم بضربها أو لطمها أو المبالغة في التحكم بشيء ليس له داعي, فإن من الكرامة والمروءة أن لا يبالغ الإنسان في استيعاب حقه كله, بحيث أنو مثلاً يكون تحكم في المرأة كيف تقوم وكيف تدخل وتعقد وكيف تخرج وتفاصيل التفاصيل وإنما ينبغي أن يكون ذلك مبني على قدر من الثقة والوئام والانسجام بين الزوجين, ولا شك أننا نجد في مجتمعاتنا حالات كثيرة جداً من الازدراء الذي لا زال البعض يتعاملون به مع الأنثى بعيداً عن إحساسهم بأنها أصبحت ذات شخصية وأصلاً في الشريعة لها ذمة مالية ولا يحل مالها إلا بطيب بنفس منها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه, لا تستغرب أن هذه الأسابيع التي نشت فيها رسائل بالمجان أصبحت بكم هائل من الرسائل والنكت والطرائف, وقد وجدت أن الرسائل التي وردت إلي من جوال وهي كثيرة جداً وجدت الكثير يمكن 65% من هذه الرسائل تتعلق بالمرأة والرجل والعلاقة بينهما والمقارنة مثلاًَ بين المرأة السعودية أو اللبنانية أو السورية أو المصرية أو المقارنة بين المرأة والرجل, وأن أكثر من 80% من هذه الرسائل هي ذات طبع سلبي, تحمل طابع سلبي أو تشير إلى مشكلة حقيقة في موضوع العلاقة الزوجية, من أطرفها أرسل لي رجل أنه ماتت زوجته فرآه أصدقائه يبكي, قال والله يا فلان غريب ما كنا نتوقع أنك تحبها إلى هذا الحد, قال بس أنا سمعت حديث أنو الميت يعذب ببكاء أهله عليه, فهو يعني نكاية بها وبالصراحة بعد مغرب هذا اليوم وأنا ذاهب إلى الحرم المدني وأيضاً جاءتني رسالة وهي بهذا الاتجاه, يقول واحد ماتت زوجته وكان يقول لصديق أنا أحاول أبكي لكن ما تساعدني عيني ولا قلبي, ما وجدت دموع قال تخيل أنو رجعت, أعتقد أنو هذه النكت يعني معبرة هي فعلاً معبرة عن روح معينة, ترى حتى في كتبنا الأدبية واللغوية بعضهم كانوا يقولون أنو من العيب أنو الرجل يبكي على زوجته إذا ماتت, هذا تجد في كتب الأدب, هذا غلط كبير ولو تركنا بعض التراث العربي الذي ربما يزري بالمرأة وينتقص المرأة وانتقلنا إلى طريق القرآن الكريم في التعامل مع هذه القضية {أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} (195) سورة آل عمران, أو طريقة النبي صلى الله عليه وسلم بالتعامل مع أمه في التعامل مع أخته من الرضاعة في التعامل مع أزواجه رضوان الله عليهن, في التعامل مع النساء المؤمنين, حتى صعد المنبر عليه الصلاة والسلام وينهى عن ضرب النساء وتأتي شكوى فيصعد مرة أخرى وقال لقد طاف بأبيات محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك باختياركم, ربما نحن نجد أحياناً أنا الرجولة تتمثل بأن الإنسان ربما يضرب المرأة وقد قلت لأكثر من واحد لمن تقع العلاقة والحديث معه في هذا الموضوع أنني اعتبر أن ضرب المرأة نقيض المروءة ونقيض الأخلاق, ربما أتقبل أن تتضارب مع إنسان أنو ربما يرد عليك, الصاع صاعين, ولكن المرأة ربما لو دخلت مع الرجل في عراك أولاً جسدها الغض الذي لا يتحمل, ثم أيضاً طبيعة العلاقة أو طبيعة الدورة التي تؤديه أنها تقوم بامتصاص الصدمات, أعتقد أقولكم بصراحة أيها الأخوة ومن واقع إطلاع على حالات كثيرة جداً في مجتمعاتنا, أنا أتكلم عن المجتمع السعودي أتلكم عن المجتمع الخليجي ولا أعني أن غيره من المجتمعات ليست ذلك ربما لأننا أكثر علاقة بمجتمعاتنا أكثر مساس في المجتمعات الداخلية نشعر فعلاً أن مؤسسة الزواج بحاجة إلى انقال, وأن هذا الأنقاد يتطلب جهود جبارة في التوعية والحديث والصبر والمواصلة وأن يتحدث عن ذلك الخطباء والمتحدثون والعقلاء والأدباء والشعراء وأن نضرب الأمثلة أيضاً, لأني أحياناً أقول لبعض إخواني لا بأس الآن أمامنا مجموعة من أصحاب الفضيلة الكبار الذي أشرف وأعتز بأن أجلس قبالتهم وأتحدث إليهم وأعرض عقلي ومعرفتي عليهم ليصححوها أنني أجد أن الكثير حتى من الكبار ربما يكون في داخل بيوتهم مشكلات بحاجة إلى تدارك وأعتقد أن ثمة خلقين إذا استطعنا أن نستوعبهما حلت مشكلات كثيرة الخلق الأول الحل وينتظر ذلك الصبر وألا يستفز الرجل بمواقف قد تكون عادية أو عابرة المرأة ربما تغضب أو تقول لك شيئاً جيداً وبعد ساعة أو ساعتين ترضى وتقول لك كلاماً حلو عمرك ما سمعته فهذه نقطة والنقطة الثانية ما يتعلق بالكرم فأنا أقول أيضاً بعض نقصك وتقصيرك تعوضه بالمال بسط اليد لكن لا تبسطها كل البسط ونعم يكون عند الإنسان قدر من الكرم ولاشك أنه لا أدو من البخل فإذا بلي الإنسان بالبخل فهنا نسأل الله أن يعينه من الطرائف أنه كان هناك رجل أوروبي يعيش مع زوجته وزوجته سليطة اللسان وتصرخ به وهو يمرح معها ويمشي معها في المطعم ويتعايش معها بشكل ممتاز فسأله أحد الخبراء قال له شيء عجيب زوجتك من الواضح أن فيها شيء كبير من النزق والغضب والانفعال فكيف تتعامل معها بهذه الروح كيف وصلت إلى هذا قال والله أنا وجدت نفسي مخير بين شيئين إما أختار الصح أو أختار السعادة كيف يعني لا تحاول دائماً أنا على الصح أنا على الصواب ولذلك دائماً أنا أثبت على موقفي أو أن تتعامل بمنطق مع موقفي الصح أو الصواب ليس دائماً المسعف في العلاقات العائلية والأسرية وإنما الصبر والتفويت هو الذي يمكن أن يمنحك بإذن الله تعالى السعادة نقطة خامسة في موضوع الأسرة هو في ظل العولمة العولمة قدمت للعالم ما يسمى بوثيقة سيداو وهذه الوثيقة التي أقرت عبر عدد من المؤتمرات من بكين إلى واشنطن إلى الإمارات هذه الوثيقة ترفض التمييز ضد المرأة ونحن أيضاً نرفض التمييز ضد المرأة باعتباره عنصرية لكننا نعلم أن الشريعة فضلت الرجل على المرأة في أشياء كما في قوله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} (34) سورة النساء , وفضلت المرأة أيضاً بأشياء كما في الحديث المتفق عليه من أبر قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك ثم قال في الرابعة أبوك ولهذا ذكر القاضي رياض وغيره إجماع الفقهاء لهم على تقديم الأم في البر على الأب وكذلك فضلت المرأة في جوانب واعتبارات وخصوصيات منها التسامح مع المرأة في أحكام مثل جواز لبس الذهب للمرأة وجواز لبس الحرير والتسامح معها في عدد من الأحكام وغالب الأحكام الشرعية هي ما يشترك فيها الرجل والمرأة على حد سواء ولا يفضل بعضهم على بعض إذن الإسلام لا يميز المرأة عن الرجل ولكنه لا يعتبر أن المرأة والرجل هما شيء واحد ولكن هناك اختلافات بيولوجية وفطرية بينهم راعتها الشريعة هذه الوثيقة وثيقة السيداو هي تشجع على الممارسات الجنسية خارج إطار العلاقات الزوجية بشكل صريح وبجيح ومكشوف وتنفر من الزواج المبكر وتعتبر أن له أثاراً صحية واجتماعية وتدعو إلى ما يسمى بالجنس الآمن يعني تدريب المراهقين والمراهقات على التعاطي مع قضية العلاقات الجنسية بطريقة آمنة بل أحياناً ربما تشجع على الزواج المثلي فلذلك مسمى الأسرة في العولمة لا يقتصر على الأسرة الشرعية حسب المفهوم الإسلامي لدينا والذي كما قلت هو إحدى ثوابت ومسلمات وقطعيات شرعيتنا بل كل اثنين يجتمعون تحت سقف واحد بتراضيهم يمثلون أسرة حتى لو كانوا رجلين أو امرأتين أو رجل وامرأة بعضهم غريب عن بعض بما فعل بهم الأمر إلى الترويج إلى مثل هذه الثقافات ونقض من لا يقرّ بها .

أيام كنت أقرأ تقريراً لصحفية أمريكية تتكلم فيه عن السعودية والمخفي فيها من المثليين وهذه السعودية وجاءت الرياض وجدة وتجولت في عدد من المطاعم والأماكن وقابلت شباب وفتيات وتحدثت عن عالم خفي ولكن تقول في هذا التقرير الخطير الذي نشر في أكثر من موقع وفي صحف أمريكية معتبرة تحاول أن تقول أن المجتمع السعودي يرفض المثلية رفضاً قاطعاً هي هنا تتحدث عن الوهابية مع أن هذا موضوع ليس له علاقة بالمذهب هذا موضوع إجماع إسلامي قطعي على ما يتعلق بتحريم العلاقة المثلية وأن ذلك من الفاحشة كما سماه الله تعالى في كتابه ومن كبائر الذنوب الموبقة ولا يوجد بين أهل العلم في ذلك خلاف وإنما ما يقع من ذلك هو خطأ أو زلل أو اتباع الهوى والشيطان أو نزوة تصيب الإنسان ثم يقلع عنها ويتوب ولكنها تتحدث عن أن عدم التسامح مع هذا الشيء يعتبر غير متوافق مع نظام العولمة وتتحدث عن بعض المظاهر السلبية الموجودة والمندسة داخل هذا المجتمع ومع الأسف الشديد أنا وجدت عدد من المجتمعات الإسلامية داخل هذا العالم الإسلامي ولا أريد أن أسمي على وجه التحديد أن هناك يعني تسامح شديد ومذهل في هذا الإطار وعلنياً ومبرمجاً بل حتى عملية انتقال الجنس أصبحت عملية مقررة ولا تستغرب أن تجد في بلد إسلامي أن هناك عشرات الآلاف من الناس قد تحولوا بالذات من أولاد إلى بنات وفي إحدى المرات كنت في القطار مع بعض الأصدقاء نظر أحدهم إليّ وقال هؤلاء الناس في الضفة الأخرى من القطار هؤلاء أولاد وليسم بنات وهم في ملابس أنثوية ويتم إجراء عمليات وهذا أيضاً من أعظم الفجور وإطاعة الشيطان وما ينطبق عليهم قول الله عز وجل {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ} (119) سورة النساء .

إذن هذه هي الأسرة في ظل العولمة وأعتقد أن نظام الأسرة في العالم الإسلامي لكي يستطيع أن يواجه الأسرة المعولمة ينبغي أن يرمم نفسه من الداخل وأن يقدم نظاماً إسلامياً أخلاقياً راقياً .

المحور الثالث هو ما يتعلق بموضوع البيت أو المسكن وطبعاً الأسرة هي مرتبطة بالبيت أو بالمسكن وأحياناً يكون هناك ترادف بين هذه الألفاظ حينما نتكلم عن البيت أو المسكن أو الدار أو الأسرة ربما يكون قدر من الترابط البيت والمسكن هو عبارة عن مفهوم اجتماعي قبل أن يكون جداراً والله عز وجل حتى النحل {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} (68) سورة النحل.

إذن هنا بيوت وكذلك النمل {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} (18) سورة النمل , هذا النمل فضلاً عن البشر الذي ذكر الله في القرآن الكريم البيوت وحرمة البيوت وسورة النور متخصصة تقريباً وكذلك سورة الأحزاب وتقييم العلاقات المتعلقة بهذا الموضوع الذي هو نظام اجتماعي وتواصلي وعاطفي قبل أن يكون بناءً ربما تكون هذه البيوت هي عبارة عن خيم أو بيوت صغيرة فبيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واليوم لما زرنا قبر النبي عليه الصلاة والسلام وقبر صاحبيه تذكرت هذا البيت الصغير الذي كانت عائشة رضي الله عنها تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي إذا قام يصلي بسطت رجلها فإذا سجد غمزها قبضت رجلها حتى يسجد والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح تلك البيوت التي إذا كان الإنسان أقام يكاد رأسه من يصل إلى السقف من قرب السقف ولما هدمت في عهد عبد الملك بن مروان بكى الناس بكاءً شديداً وتمنوا لو أنها بقيت حتى يعرف الناس كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

إذن هنا نجد أن البيت أو الدار أو المسكن مرتبط بذلك وقد يكون الدار أحياناً تعريفاً لخاصية مثل غرفة النوم تسمى داراً مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام الرجل لا يهجر ولا يقبح إلا في الدار فهنا المقصود الغرفة الخاصة ولا يجوز له أن يقبحها أو يوبخها أمام الآخرين لما في ذلك من المردود السلبي عليها وهنا أيضاً نتذكر معنيين جميلين المعنى الأول أن الهل تعالى سمى المدينة الدار والله عز وجل قال {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (9) سورة الحشر .

ولأهل المدينة في كل حين قدر من هذا المعنى ولعل هذه الجامعة العتيدة العظيمة هي أيضاً امتداد لهذا المعنى الرباني الإيماني في قدرتها على استيعاب واستقطاب الكفاءات من العقول من أبناء المسلمين في كل مكان من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية في زمن العولمة .

المعنى الثاني ما يتعلق بالكعبة المشرفة فإن الله تعالى سماها بيتاً قال جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام والهدي وقال سبحانه {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} (125) سورة البقرة .

أنا ألاحظ هنا أولاً قوله سبحانه مثابة يعني يثوبون إليه ويرجعون مرة بعد أخرى بيوتنا كذلك يجب أن تكون مثابة للناس وأمن بمعنى أن عملية الهروب من المنزل التي نشاهدها الكثير من الأزواج يقضون وقتاً طويلاً مع الأصدقاء أو في السفر وأخر ما يفكر به هو البيت وحين ما يأتي إلى البيت فيكون هناك الخرس المنزل ولا يتكلم إلا قليلاً والإحصائيات أثبتت أن كلام الرجل مع زوجته يومياً كم تتوقعون يا إخوة هذه إحصائية علمية في ألمانيا كم يتحدث الرجل مع زوجته كم ساعة ؟ أربع دقائق لكن هذا الإنسان يهدر من غير حساب مع أصدقائه ويتكلم في الدقيق والجليل إذن البيت مثابة وعلينا أن نتربى على هذا المعنى وأن ندرب أنفسنا وأن نستمتع بالبيت وبالأسرة وبالأولاد وبالكبار والصغار وليس أن نكون نحن في وادي المرأة تكلمك عن البيت والأطفال وعن الدراسة وعن الكهرباء وعن الأجهزة العطلانة وعن الولد المكسور الذي يحتاج إلى المستشفى وأنت تصرخ لأنك تتابع مثلاً الرياضة أو لأنك مشغول بصفقة أو مجموعة من الأصدقاء وتعتبر أن هذا هراء وكلام لا جدوى من وراءه , أن يكون هناك بث على موجات مختلفة هذا أمر في غاية الخطورة البيت مثابة وأيضاً البيت هنا هو أمن كما ذكر الله عز وجل الأمن ما يتعلق بالأمن الغذائي النبي عليه الصلاة والسلام يقول بيت لا تمر فيه أهله جياع وهذه إشارة إلى الأمن الغذائي في المنزل وأهمية توفير هذه الأشياء لنا على صعيد الأسرة وعلى صعيد المجتمع والدولة .

هناك الأمن الشخصي أمن الإنسان على ألا يتم التسلل إلى أو التجسس عليه أو النظر ولذلك شرع الله تعالى الاستئذان بين الناس حتى تستأذن وتسلم على أهلها ولا يجوز الإنسان أن ينظر في بيوت الآخرين فيكون هناك نوع من التجاوزات الكبيرة جداً دون أن يراعي الإنسان حقوق الآخرين في هذا الجانب أيضاً ما يتعلق بالكعبة أنا أريد أن أشير إلى معنى وهو قدسية وجود هذا المكان عندنا لو لم يكن لدينا الكعبة لم يكن بمقدورنا أن نحصل على بقعة لها هذه القداسة ولو دفعنا ميزانية بضع سنوات وترليولونات الدولارات لن نستطيع أن نحصل على بقعة لها هذه القداسة الله تعالى منّ علينا وجعل لنا مكة المكرمة وامتن علينا بمنّة أخرى المدينة المنورة التي نشأت فيها الدعوة وهاجر إليها صلى الله عليه وسلم ولما خاف الأنصار أن يعود قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام وهو المخبر بالغيب قال لهم المحيا محياكم والممات مماتكم فأشار إلى علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام هو أنه سيموت في هذه المدينة وسيكون قبره ومثواه فيها ومثوى صاحبيه رضي الله عنهما وأرضاهما , إذن هذه منّة ونعمة عظيمة تتطلب منا في عصر العولمة أن يكون لدينا الجانب الثقافي وهذا جزء مما يتعلق بالأمن المنزلي الأسري الثقافي ألا يكون هناك اختراق للمنزل من خلال وسائل كثيرة جداً تجعل الأشياء ذات تأثير على الأولاد وعلى البنات .

أيضاً هناك ما يتعلق بالأسرة والبيت والمنزل موضوع النسبة الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قال أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أبنائكم إذ نسب البيوت إلى أصحابها والذي أعلمه أن الأصل في هذه النسبة أن يكون تملك ولذلك فإن الأصل أن الإنسان يكون عنده بيت يملكه وفي الحديث من ولي لنا عملاً وليس له مسكن فليتخذ مسكناً وليس له خادم فليتخذ خادماً ولذلك من الأساسيات أن يكون هناك محاولات وسعي وترتيب تتعاون بها الجهات الخيرية والدينية في تطوير البيوت ولو كانت متواضعة للناس كم عدد الذين لا يملكون بيوتاً في المملكة وكم قدر الحاجة الإحصائيات هنا متضاربة لأنه ما في معلومات دقيقة لكن يعني في إحصائية معتدلة تقول أن 45% من الناس يعني قرابة النصف لا يملكون بيوتاً وأعتقد أنه في بلاد إسلامية أخرى يمكن لو ضربنا مثال في جمهورية مصر العربية أن الرقم سيكون أكبر من ذلك بكثير 45% لا يملكون بيوتاً وأولئك الذين يملكون بيوت تطرح سؤال ما نوع هذه البيوت هل هي بيوت فخمة مشيدة أبداً قد تكون بيوت متواضعة أو بيوت شعبية أو قد تكون شققاً صغيرة ولكنها تظل على الأقل ملكية حيث الملكية تعطي قدراً من الاستقرار بخلاف المستأجر الذي ينتقل من بيت إلى بيت أخر في أحيان كثيرة وأعتقد أن البيت من الضرورات التي ينبغي أن نواجهها أيضاً البيت ينسب إلى صاحبه وينسب البيت إلى المرأة نحن نجد في السنة كان النبي عليه الصلاة والسلام في بيت عائشة في بيت حفصة ابن عباس رضي الله عنه يقول بات عند النبي صلى الله عليه وسلم ليلة في بيت ميمونة خالته ابن عباس رضي الله عنه , لماذا ينسب البيت إلى المرأة هنا اسم المرأة ليس عيباً المرأة جزء من الحياة جزء من المسؤولية وللمرأة علاقة وثيقة به جداً يعني رأي المرأة في المنزل ينبغي أن يكون معتبراً دلت الإحصائية على أنه 85% من السعوديين لا يشاورون زوجاتهم فيما يتعلق ببناء المنزل طيب هي ليست خادمة في المنزل هي مدير فأول من تستشيرها أنه كيف تبني المنزل وش رأيك التقارير العلمية تؤكد أن المرأة أكثر دراية بالتفاصيل من الرجل الرجل يهتم ربما بالكليات والعموميات ولا يهتم بالتفاصيل المرأة تعرف كيف يكون المطبخ وكيف يكون الصالة وتعرف غرف البنات والأولاد وتعرف الألوان وضرورة أن يكون البيت فيه تهوية ويكون فيه تشميس وأن يكون صحياً وإذا كان البيت ضيقاً تعرف المرأة كيف تتحايل من أجل أن يبدو أوسع إلى غير ذلك من الاعتبارات التي إذن هناك بصمات جمالية ولمسات في التصميم تتفوق بها المرأة على الرجل ليس عيباً بعضهم يستحي أن يذكر اسم المرأة أعتقد أن هذه قضية أساسية ومهمة جداً .

فيما يتعلق في البيت هناك القدوة لأن الإنسان في البيت يتخلى عن التكلف ولذلك الإمام أبو حامد الغزالي يقول إذا أردت أن تعرف أخلاق الإنسان فاعرفها في البيت ونحن جربنا ذلك مثلاً لو تسافر مع أصدقائك في رحلة تجد أن هذا الذي يقود السيارة وهو الذي ينزل الأثاث وهو الذي يقوم بالطبخ والشاي ويخدم زملاءه وإذا تدخل أحد ربما يغضب لأنه يشعر بالمروءة بمثل هذا العمل لكن إذا جاء إلى البيت تجد هذا الإنسان ليس لديه رغبة في أي عمل بينما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يرفع ثوبه ويخصف كعبه وهنا أيضاً مسألة الصلاة صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ومسألة طرد الشياطين غرس الإيمان وتقرأ فيه البقرة وآل عمران فتطرد الشياطين وتكون فيه هذه الروح الجميلة كذلك موضوع التربية على القراءة أن يكون الإنسان يقرأ وتربية الأولاد على القراءة هناك كتب ليست في الدروج يرونها من بعيد وإنما يرونها في متناولها وهناك كتب في مكتبة الأولاد .

المحور الرابع ما يتعلق بالبيت والعولمة طبعاً العولمة غزت البيوت وهناك ما يسمى البيت الذكي كيف تتحكم في بيتك من بعيد وأنت مسافر لآلاف الأميال تستطيع أن تضيء وأن تغلق في بيتك المصابيح وأن تغلق المكيفات وأن تفتح الباب وأن تغلقه وأن تتصرف بكل الوسائل والإمكانيات الموجودة داخل منزل تتعامل معه عن بعد بواسطة الاتصال اللاسلكي أو بواسطة الريموت كنترول .

أيضاً فيما يتعلق بعولمة البيت هناك التلفاز الذي هو موجود في كل غرفة وكل وسائل الاتصال الموجودة اليوم أثبتت أن أكثر الوسائل المؤثرة على الناس هي الوسائل التي تؤثر على جميع الحواس تخاطب الصوت بالسمع وتخاطب العين بالرؤيا وتخاطب المشاعر والقلوب والعواطف هذه الوسائل تؤثر جداً المثل المشهور جداً يقول أسمعني وسوف أنسى أرني لعلني أتذكر أشركني وسوف أحتفظ بالمعلومة هذه قضية مهمة جداً المحادثة بين الزوجين ضرورية كما قلت ضمن هذا الإطار , التلفاز يأخذ الأزواج عن بعضهم ويأخذ الأبناء عن بعضهم ربما يقول العلماء أن الإنسان يجب أن يقضي يعني يجب ألا يقضي أكثر من 35 دقيقة أمام التلفاز وإذا غلبت الروم فأقصى حد على أكثر تقدير في أوقات الإجازة بعيد عن المادة التي ينبغي أن يشاهدها الإنسان لكن الواقع يثبت من خلال مقابلات صحفية أن بعض الأولاد والبنات يقضون ست أو سبع ساعات أمام التلفاز وليس لديهم وقت لحل الواجبات أو لأداء الحقوق المختلفة ولذلك كان الناس يقولون في الماضي الناس على دين ملوكهم فاليوم يحق لنا أن نقول أن الناس على دين إعلامهم وإذا بلغ الصبي سبعين سنة سوف يكون قضى بموجب الإحصائيات الموجودة الآن سوف يكون قضى عشر سنوات متواصلة بدون انقطاع أمام التلفاز والتلفاز أصبح اليوم عبارة عن شبكة لعلي أذكر لكم هذه الطرفة إحدى أكبر المصانع الشهيرة في العالم في صناعة التلفزيون صنعت آلة تلفزيون خاصة مصنوعة من الذهب ومكتوب عليها أسماء ملاكها وهذا التلفزيون عبارة عن شبكة موجودة في كل غرف المنزل وقيمة التلفزيون الواحد أكثر من 70 ألف دولار يعني ربما 250 ألف ريال سعودي أو تزيد الشيء الطريف أيضاً أن هذه الأجهزة 25 % منها خاصة لعوائل في المملكة العربية السعودية والعالم له الباقي يعني لنا نصيب الأسد في مثل هذه الأجهزة الضارة .

هناك نقطة ثالثة في عولمة البيت وما يتعلق بالإنترنت بدءاً من الإيميل يعني لا تستغرب أن طفلي في أولى ابتدائي يتعامل في الإيميل وجاني إيميل وأرسلت إيميل وفلان وعلاقات تشعر أنك أمام رجل كبير في السن , عملية الشاتينغ والمحادثات بين الناس وغرف الدردشة والبالتوك وغيرها , المنتديات التي يدخل فيها الناس من كل مكان التويتر اليوتيوب الذي هو عبارة عن عالم من الرسوم والفيديو المختلفة التي ليس الناس فيها هم مشاهدون وإنما هم مشاركون في صناعة المحتوى نفسه وهذا المحتوى ربما يكون يظهر في القنوات الفضائية وربما يكون فاضحاً والناس تتنقله وهم لا يعلمون وقد يكونوا يعلمون وربما يكون فيه قدر من الطرافة وقدر من الغرائبية والجاذبية والتأثير والناس يشاركون فيه بالمشاهدة ويشاركوا بتنزيل المواد بشكل كبير وربما دراسات كثيرة أثبتت أن غالب الشباب والبنات يقضون أوقاتهم في مثل هذه المواقع مثل الفيس بوك والمدونات المختلفة يعني تقنية عظيمة جداً ومحدثة هنا تلاحظ أن الإنسان يصل إلى المحتوى بمعنى أن هناك تفاعل وهذا شيء مؤثر الناس لم يعودوا يسمعون فقط يريدون أن يسمعوا ويشاركوا بالتصويت وبالرأي وأن يعترضوا وأن يحتجوا وهذا الرقم يفسر أننا حينما ندخل الإنترنت نجد المشرق والمغرب ونجد العقل واللاعقل والمنطق واللامنطق لأن هذا الوعاء استوعب أعداد غفيرة من الناس لم يجدوا من يسمعهم يوماً من الأيام لا زوج ولا أب إلى أخره فهنا وجدوا أن أناساً يسمعونهم ويعلقون وهذه قضية مهمة جداً في الإنترنت وهي قضية التفاعلية التي يتميز بها هذا المنتج .

والقضية الثانية قضية الحرية وهي لاشك أنها واضحة جداً الإنترنت بلا حسيب وبلا رقيب الإنسان بطبيعته يحب التنوع يعني حينما تدعى إلى وليمة عشاء وتجد هذه الوليمة عبارة عن بوفيه مفتوح كما يقولون هذا شيء جميل جداً بالنسبة لك تجد خيارات عديدة وكلها مما أحل الله لك وأباح بينما إذا فرض على الإنسان نوع الوجبة والطعام ربما لا يكون الأمر كذلك وهذا الأمر يتعلق بالمائدة الثقافية والمعرفية حينما يكون عند الإنسان خيارات عديدة ومذهلة فهذا الأمر يعني كبير إضافة إلى السرعة التي إحدى أول الأدوات ومعظمها يعني الواحد يكتب ما يريد وبضغطة زر يجد ما طلبه موجوداً بل أكثر من ذلك هناك الآن منتجات جديدة أنه بينما أنت تكتب أثناء الكتابة الناس الذين يهمهم أمرك ويريدون أن يتابعون أو مرتبطون معك بإعجاب يقرؤونك وأنت تكتب يعني هذه من أحدث التقنيات في الإنترنت يعني هناك إمكانيات هائلة جداً لكن هذه الإمكانيات أوجدت نوعاً من الاغتراب داخل الأسرة ربما لا تجد الشباب في الشوارع كما كنت تجدهم قبل هم في البيوت لكن داخل البيوت هم عبارة عن جزر معزولة وغرف معزولة فالغرب أمر أشد وأنكى في أمريكا أكثر من 75% من الناس لا يعرفون جيرانهم وأقاربهم الأولاد والبنات عندنا يعيشون عالمهم الخاص وأنا أؤكد هذه المعلومة لمن لا يعلمها بعيداً عن الأهل وربما تقع أشياء كثيرة جداً عمليات استعراض جسدي علاقات اندفاعات تأثيرات ضخمة جداً اندماج غير مدروس مع الغرباء وتعرض لتحرش وإغواء وإغراء إذا كنت تدري أنه في أمريكا أكثر من 35% من المراهقين والمراهقات تعرضوا لعمليات تحرش فكيف تتوقع في غيرها من البلاد التي لا يوجد عليها أي إمكانية للتأمين أو حماية هؤلاء الناس بل يمكن للإنسان أن يتسلل ويسرق المعلومات والصور الموجودة في الجهاز ويبتز الفتاة من خلالها ويهددها وكثير من البنات ربما تأتيها رسالة تهديد تشعر ألا أحد يمكن أن يحمي ظهرها .

في مقابل ذلك هناك الوجه الإيجابي للموضوع الذي لا أريد أن يكون موضوعاً مأساوياً أو سلبياً هناك التواصل العاطفي مع الأبناء مع الأقارب أعتقد أن هذه قضية مهمة جداً أعتقد أن هذا يندرنا ويوجب علينا أن نبني علاقة حميمية وقوية مع أبنائنا وبناتها ونتعرف على همومهم وماذا يعانون حتى لو كانوا يعني يقدموا لنا ملاحظة على طريقتنا وأسلوبنا أنا أزعم وأدعي أن الكثير منا يربي بناته وأبنائه كما رباه أهله وأمه مع أن الواقع مختلف تماماً .

النقطة الثالثة أهمية الإطلاع على الجديد وأتمنى أن تكون هناك دورات تعلم الآباء وتعلم الأبناء المستجدات في عالم الإنترنت والفضاء والاتصال حتى لا يكون أميين في هذا الجانب واليوم الذي لا يعرف كيف يتعامل مع الجهاز المحمول يعتبر داخلاً في دائرة الأمية من بعض الوجوه أيضاً قضية التربية على المناعة وعلى التوعية بدلاً من الاكتفاء بالمنع والحرمان ينبغي أن نحدد أطفالنا وأولادنا بهدوء عن المخاطر وعن الصح والخطأ وقد نكون مضطرين أن نبين لهم بعض الأشياء التي ستواجههم في هذا المنتج يعني يمكن أن تكون الأسرة كلها تعمل حتى لو كان عملاً ترفيهياً أو لعبة معينة أعتقد أن وجود الأبوين فوق الأبناء والبنات بعد رحمة الله تعالى هو أفضل للأبناء من الضياع والتيه لذلك من الأفضل أن يكون هناك عمل جماعي حتى لو كانت لعبة جماعية في الإنترنت بروح الفريق الواحد وقد يتحول الأمر بأن يكون الجهاز أداة لمزيد من الترابط داخل الأسرة .

كذلك أن يكون هناك جهات للحماية داخل المجتمع إما مؤسسات مدنية أو جهات رقابية أو حكومية تستطيع أن تسعف أولئك الذين يتعرضون لمحاولة ابتزاز , أيضاً هناك الرقابة الذكية بعض الآباء يتلصصون على أبنائهم بطريقة مرفوضة تثير الغضب عند الأبناء أو البنات وربما يكون الولد أو البنت يحلم أن ينتقل من بيت أهله لكي يفعل ما يريد بعيداً عن عيونهم , من الخطأ الكبير أن يدري ولدك أو بنتك أنك تفتش غرفته أو شنطته أو دولابه أو حتى تتبع خطواته في الإنترنت ينبغي أن تكون ذكياً وألا يشعر الولد بأنه فقد لديك وأنك تتجسس عليه وينبغي أن يعطى الابن ثقة هو إن شاء الله جدير بها .

كذلك الإنترنت هي كما قلت أحدثت اغترابا بين الأسر وأعطت تواصلاً مع العالم البعيد والعالم الغريب ألا يجدر بنا والأمر كذلك أن نتحدث عن التعارض فيما بيننا كدعاة إلى الله سبحانه وتعالى وطلبة علم وفقهاء ومؤثرين وخطباء ومرشدين نتفق حيناً ونختلف حيناً أخر بعد أن تواصل أبناءنا وبناتنا مع القريب ومع البعيد وبعد أن بانت بعض الأخطاء وبعض العيوب الاجتماعية التي هي نتيجة قطيعة ونتيجة كما قلت الجزر المعزولة ألا يجد بنا حينئذٍ أن نستعد للعولمة القادمة والمؤثرة بل والتي ظهرت نذرها , أمس كان إلى جواري في الطائرة أحد الشيوخ الفضلاء وهمس في أذني أنه هل تعلم أن هناك أناس من هذه البلاد قد اعتنقوا دين النصرانية فقلت والله أنا أسمع أخبار من هذا القبيل لكن يغلب على ظني أن هؤلاء عندهم معاناة نفسية أو مشكلة عاطفية أو ما أشبه ذلك وفي هذا اليوم حدثني أحد أصدقائي وأبنائي وهو معي الآن وقلت له القصة هذي قال نعم عندنا في المدينة قسيس سعودي ومن أين من مكة المكرمة الشيء اللي لفت نظر قال زوجته معه أيضاً على نفس الطريقة فقلت سبحان الله جدير أن نطرح سؤال هل فعلاً أننا نحن نصادر شخصية المرأة بحيث لم يعد للمرأة وجود إلا أنها تابعة للرجل هنا التربةي والبناء أن المرأة مسؤولة كما نجد في القرآن الكريم كيف أن امرأة فرعون وهي في القصر تقول ربي ابني لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين .

النقطة الخامسة والمحور الخامس والأخير هو موضوع الطارئين على الأسرة طبعاً أولاً الأسرة يعني تبين دورها الكبير وأنه لا يمكن أن يقوم بدورها أحد لا سائق ولا غيره وبالمناسبة هناك دكتور أمريكية اسمها الدكتورة لورا كتبت كتاب عنوان آباء بالوكالة كأن أحد يقوم بدور الأب أو الأم وهي متحدثة إعلامية تخاطب الناس أحياناً بما يصدمهم ولا يريدون أن يسمعوه والناس يحتاجون إلى أن يخاطبوا بما يصدمهم ولا يريدون أن يسمعوه .

نحن نقول أن السائق لا يجوز أن يكون أباً بالوكالة ولا أن يحظى الصغار بالحب أكثر مما يحظى الأب لأنه يركبهم على السيارة ويوديهم للبقالة ويجعلهم يقودون السيارة ويعطف عليهم هنا الأسرة ينبغي أن تمارس دورها بشكل حاضر وليس فقط أنه احذروا من السائق أو احذروا من الخادمة .

http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=263&sec_id=3418