الحقوق محفوظة لأصحابها

سلمان العودة
د.سليمان العودة: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبده رسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, أنها أمسية جميلة وموقع جميل أيضاً متخصص في تدريب الناس على القراءة وحفز العقول إلى اطلاع واستجلاء المعرفة, كان عندي حلقة عن القراءة في برنامج حجر الزاوية, ورأيت ضمن الحديث عن الحوافز للقراءة الإشارة إلى بعض التجارب الإيجابية, هناك تجارب رائعة وعظيمة جداً في العالم الغربي, ربما أشرت إلى تجربة في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية, كيف أن رواية عن قتل الطائر المحاكي لأحد الكاتبات الأمريكيات, كيف يطبع منها 30 مليون نسخة وتوزع في كل مكان, وتكون حديثاً للناس في المجالس والمقاهي والمدارس, ووسائل الإعلام بل يقوم عدد المحاميين بتطبيق هذه الفكرة التي هي فكرة محاربة العنصرية, وأن العدالة يجب أن تكون فوق اللون وفوق العنصر أو الجنس, ولكن أيضاً نريد دائماً أن نضرب الأمثلة الواقعية بمجتمعنا لأن لا نتحول فقط إلى مستلبين ننظر إلى العالم الآخر بإيجابية وننظر إلى أنفسنا بسلبية, فكان من التجارب الجميلة التي أشرت إليها, تجربة هذه المكتبة المباركة والقائمين عليها جزاهم الله كل خير, في عدد من المشاريع الوطنية التي منها تجاربهم مع القراءة والذي أعتقد أن جلستنا اليوم هي استكمال لعدد ست لقاءات سابقة مع عدد من رجال الأدب والفكر والثقافة في المجتمع والذين من خلالها عروض لتجاربهم. نتحدث اليوم عن إن العالم العربي يعيش أزمة أو أزمات منها أزمة القراءة, فهناك مشكلة كبيرة جداً ومقارنة غير عادلة يعني سواء في عالم القراءة, حيث أن نسبة القراء العرب بالنظر إلى القراء في العالم الغربي نسبة ضئيلة جداً أو بالنسبة لنشر أيضاً في حجم ما ينشر أو بالنسبة للعادات المختلفة ما بيننا وبين الشعوب الأخرى, أريد أن أشير إلى مقدمة بسيطة فيما يتعلق بمفهوم القراءة, لأنو ربما يبدو للبعض أننا نعني بالقراءة دائماً وعملية أن يمسك الإنسان كتاباً ويقرأه, ولا شك أن هذا نمط من أنماط القراءة, لكن هناك مفهوم ربما يكون أكثر تركيب في موضوع القراءة, القراءة تعني فك الرموز وهذا معناه أنه لابد أن يكون للإنسان معرفة بهذه الرموز, سواء أن كان هذا الرمز حرفاً يفكه, أو قد يكون الرمز صورة, وثقافة الصورة اليوم ثقافة مسيطرة من خلال التلفزيون من خلال الإنترنت من خلال انظر الآن حجم الدخول على ال you tube في الإنترنت تأثير الصورة ضخم جداً وهائل وأكبر بكثير من تأثير الحرف, وهو وسيلة من وسائل الإيضاح كما هو معروف, قد يكون هذا الرمز صوتاً, قدرة الإنسان على تميز الأصوات وعلى معرفة إن كان هذا المتحدث ساخطاً أم راضياً مرتاحاً أم منزعجاً, فالصوت أيضاً هو بل الجسد كله, هو عبارة عن رمز يمكن للإنسان أن يحلله وهذا قدر من الوعي, والذكاء أن يلاحظ الإنسان من حوله ويستطيع أن يقرأ حركات الجسد ونظرات العين, بعض العيون تكون عيون أن منطفئ وبعضها على العكس تكون العين معبرة, وكما يقول شاعرنا العربي

والنفس تعرف من عيني محدثها إن كان من حزبها أو من عاديها

وكذلك حركات الجسد كله, أيضاً الرموز قد تكون... حتى قد تكون أشياء ملموسة مثل ما نجد في طريقة بالير وقد تكون غير ذلك من الأشياء, إذا القراءة عملية معقدة تبدأ بمعرفة هذه الرموز, والقدرة على تحليلها ثم تنتقل إلى مسألة الاستيعاب والفهم لهذه الرموز, ومطابقتها بالواقع بحيث يكون الفهم فهماً صحيحاً وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفاته من الفهم السقيم, فأحدى المشكلات في القراءة عندنا أن القارئ, ربما يتكئ على انطباعه أكثر مما يتكئ على معلومات حقيقية, وأنا هنا أتكلم عن ملاحظة أن كثير من الناس يعني ثقافتهم ثقافة الخطافين, بمعنى أنه يختطف المعلومة دون أن يتأكد منها, وهذا ناتج عن السرعة وعدم الصبر, يمكن عندنا مثل يقول المكتوب يقرأ من عنوانه, هذا ليس دائماً لأن هناك أيضاً في مقال ذلك خداع العناوين, وقد تقرأ عنواناً ويكون المضمون مختلفاً واليوم الناس أصبحوا يتفننون بأن يكون العنوان مثيراً ليستجلبوا القراء, ولذلك يعني كم من الناس من يقع في سوء الفهم وعدم الاستيعاب, بسبب أنه لم يقرأ قراءة صحيحة, وإنما خطف الموضوع قرأ السطر الأول أو قرأ بضع كلمات أو سمع بضعة أسطر ثم من خلالها حكم, فأين نفسية العالم الصبور الذي يحاول أن يصل إلى المعلومات والحقائق. ذلك تكامل هذه المعلومات وهذا الاستيعاب الذي حصل عليه هذا الإنسان مع معلومات سابقة, لأن الثقافة والمعرفة والقراءة هي عبارة عن تراكم, وذلك من جودة القراءة أن تكون المعلومات التي حصلت عليها تتواكب وتتكامل مع معلومات سابقة موجودة عندك, فتضيف إليك جديداً وتعدل معوجاً وتثير تسألاً وقد تثير إشكال في بعض المقررات المسلمة عندك, وكثير من الناس قد يتلقى في طفولته معلومات فإذا كبر بدأت الأسئلة تدور حول هذه المعلومات بحيث يستطيع أن يميز منها ما كان صواباً أو غيره. كذلك عملية التخزين في الذاكرة وهذه العملية ربما الكثير منا يعني يظلمون أنفسهم من خلال اعتقادهم بأنهم يقرؤون وينسون, بينما الواقع أن هناك احتفاظ مباشر بمعنى الإنسان يستطيع يستجلب المعلومة, وهناك في اللا وعي ركام هائل جداً من المعلومات التي قرأها الإنسان تظهر ما بين آونة وأخرى وسوف أشير بعد قليل إلى تجربة عملية يعني شخصية في القراءة لي, يستفيد الإنسان بموجبها من هذا المخزون الهائل الموجود في اللا وعي الإنسان والذي قد يكون حصل عليه بوسائل قراءة مختلفة, ليست بالضرورة قراءة كتاب, بل الحياة نفسها كلها قراءة, يعني نتكلم عن قراءة الجسد أو قراءة الصوت أو قراءة الرمز أو قراءة الصورة, فهناك قراءة الحياة قراءة الناس قراءة التجارب الضخمة, هناك أيضاً النقد والقدرة على الفرز, وهذه مهمة جداً لأن من المشكلات الكبيرة أن يقع القارئ في قبضة المؤلف, بعض المؤلفين يكون قوياً, قوياً في أسلوبه قوياً في معلوماته, قوياً في قناعاته, فإذا تكلم أطاح بالخصوم وحشد الأدلة وسرد بيان لغوياً عظيماً يعني الإمام أبو محمد ابن حزم لما يقرأ طالب مبتدئ كتاب المحلى ويجد يعني هذا الثراء وهذه القوة وهذه القدرة المفرطة بهذا النتائج التي يتوصل إليها وهذا الهجوم على الخصوم, فأن الطالب في كثير من الأحيان قد يستسلم لهذه الروح دون أن يملك قدرة على الاستقلالية وعلى الامتناع أمام هذه الأشياء, وحتى لو كان... ربما لا يستطيع أن يجيب لكن أن يوعد الإنسان نفسه أن لا ينخرط في جو من الاستسلام مع من يقرأ وأن يكون مستلباً, وإنما من البداية يحاول أن يركز شخصيته وأن يطرح من الأسئلة بقدر ما يتلقى من الإجابات, كذلك عملية الاتصال وتوظيف هذه المعلومات وهذه القراءة التي حصل عليها الإنسان, وبذلك يتبين أن مسألة القراءة مسألة في مجملهما مسألة مركبة وفيها قدر من التعقيد وقدر من الثراء وقدر من التنوع وأن أوعية القراءة ليست فقط هي الكتاب, يعني اليوم الكثير يتكلم الناس عن الإنترنت أو القنوات الفضائية أو الإذاعة أو الصحافة وأنها خطفت الكتاب, هذا الكلام قد لا يكون مسلماً لأسباب, منها أولاً أن هذه الأشياء هي وسائل أحياناً لترويج ما في الكتاب أو لترويج المعرفة, فهي تعزز جانب الثقافة لو أحسن توظيفها واستخدامها, وكذلك كثير من الكتب أصبحت متاحة للناس من خلال هذه الوسائل, ثم أن التجارب والإحصائيات أثبتت أن أكثر الناس قراءة هم الشباب في العالم كله, وهم أيضاً أكثر الناس استقبال على هذه الأدوات, إذا الشباب هم أكثر الناس حيوية ونشاطاً في استقبال المعلومات, نعم يحتاجون إلى التثبت لأن مثلاً الإنترنت أو الفضاء عالم مفتوح وفيه حقائق وفيه أوهام وهناك موسوعات كاملة كما تعرفون مثل موسوعة ويكيبيدا وهي عبارة عن موسوعة يعني افتراضية, أحد الشباب بعضكم يعرفه, شاب هنا موظف في الرياض, دخل في موسوعة ويكيبيدا وكتب عن نفسه أنه الإمام فلان وأنه دخل البلد الفلاني فاتحاً عام كذا ودانت له البلاد ثم أخضع البلاد المجاورة لها, وجاءته القبائل له طوعاً وسلمت له وبايعته, ونشر العدل, وذكر قصة طويلة جداً وبعد فترة لم يتم الاعتراض عليها فتم إدراجها كمعلومات حقيقة في هذه الموسوعة, وذلك مسألة التثبت, يعني ربنا سبحانه يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} (6) سورة الحجرات, هذا طبعاً فيما يتعلق بالناس, لكن التثبت أوسع من ذلك التثبت في المعرفة لأن أي معلومة مشكوك فيها تحولها أنت إلى يقين, فيه تضر بك مثل ضرر المعلومات اليقينية الثابتة إذا حولتها إلى موضع شك واختبار, ولذلك ينبغي أن يكون لدينا قدرة على الفرز وعلى النقد وعلى الفحص وعلى التميز وبيان الغث من السمين. إذا هذا بما يتعلق بموضوع المعرفة وما يتعلق بأدوات المعرفة والتي من شأنها أن تزيد الناس علماً وإقبال, ربما يعني أنتقل بعد هاتين المقدمتين إلى الموضوع المهم وهو يعني ما يتعلق بتجربتي في القراءة, يمكن تجربتي في القراءة بدأت مع الطفولة, وفي المرحلة الابتدائية كنا نذهب إلى ما يسمى بالحراج بمدينة بريده حيث نجد كتب مستعملة للبيع, وفي طبيعة الحال هي غالباً قصص وأساطير مثل قصص يعني السندباد أو غيرها من المغامرات والرحلات والمفاجئات وكنا نتناوب قراءة هذه الأشياء ويمكن... أنا أذكر أنو الواحد أحياناً يقف واقفاً ينتظر يعني انتهاء الآخرين أو مجيء دوره في القراءة مثل هذه القصص, هذه القصص تنمي الخيال تنمي الثقافة اللغوية تدرب الإنسان على القراءة وتصنع صداقة بينه وبين الكتاب, هناك نوع آخر من الكتب وهي الكتب الشرعية التي كنت أقرأها في الطفولة, مثلاً كتاب رياضة الصالحين, كتاب الكبائر, كتاب تفسير ابن كثير, هذه الكتب التي صحبناها في الطفولة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل بعض المربين والمشايخ والعلماء, وهي كتب جيدة في الجملة وجميلة وإن كانت في الغالب أكثر من مستوى الصغار, أذكر كان عندنا في بريده مجموعة مكتبات تجارية فربما أحصل على مبلغ بسيط من الوالد بسبب أنني أعمل معه أو أتي معه إلى المتجر فيعطني بضع ريالات, أذهب إلى المكتبة وأشتري هذه الكتب, اشتريت مرة كتاباً عن الإسراء والمعراج, مكتوب عليه أنه لابن عباس رضي الله عنه وأرضاه, وقرأت هذا الكتاب وأنا في المرحلة السادسة الابتدائية فشعرت بأنني كما أن أتناول طعاماً مسموماً لأن هذا الكتاب عرفت فيما بعد أنه كتاب موضوع, والعلماء نصوا على أنها أسطورة ليس لها أصل عن عباس رضي الله عنه, لكن هو في لما صعد النبي عليه الصلاة والسلام إلى السماء, رأى ملكاً نصفهم من النار ونصفه من الثلج ومشاهد وأشياء يعني عقلية طفل صغير غير قادرة على أستعابها وفيها امتحان للعقل شديد وأثرت حتى على نفسيتي وعلى عبادتي في تلك المرحلة فأذكر أنني شعرت بحالة من العجز وأصبح عند الإنسان نوع من الشك في عبادته وفي أعماله, حتى هداني الله سبحانه وتعالى إلى قراءة كتب في الأذكار, كتاب مثلاً الكلمة الطيب لابن تيمية, كتاب الأذكار للنووي, بعض الكتب المفيدة وبدأ الإنسان يقرأها ويتحصن بها ويعني بعد ذلك استقرت النفس.

(فاصل)

د.سليمان العودة: كنت أذهب مع والدي رحمه الله في الدكان, وإلى جوار المتجر كان هناك المكتبة العلمية العامة في بريده وهي مكتبة حكومية, هذه المكتبة نجد فيها الجرائد نجد فيها المجلات من كل مكان في العالم, نجد فيها عدد كبير من الكتب المختلفة وفي ألوان العلوم, أذكر مثلاً أن قرأت فيها كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي, وهو كتاب يتميز بأنه كتاب قصصي أولاً وهذا مغري, وثانياً هذا الكتاب فيه نوع من الأمل وفتح باب الرجعة, وأن الإنسان لا ييأس, في تلك المرحلة الطفل الصغير ربما يتوهم أشياء, أنا كنت أعتقد أن يعني موتي وأجلي قريب, ومرة من المرات كنت أسمع حديث النساء من حولي, يقولون أن فلان كان نائماً ورأى في المنام أنا جرادة تطير من فمه, وبعد ذلك مات لأنه كانت الجرادة تعبير عن روحه, وصادف أني نمت وشفت الرؤية هذه نفسها فصرت بحالة قلق وكل ليلة أفكر أنو الموت يأتي ويقترب ويمكن أن يتأخر في النوم ولا أنام إلا مجهداً لأنني أنتظر الأجل وأتلبس هذه الصورة, وتلك أعطتني سبحان الله في هذه المرحلة المبكرة يعني اتجاهاً إلى الله سبحانه وتعالى وشعور به, حتى أمي أو أبي هم لا ينفعون ولا يدفعون بل بالعكس الإنسان لا يريد أن يحملهم تباعته, ولذلك يقبل الإنسان على ربه وينخرط بعفوية وبراءة وبساطة في استغاثة وفي دعاء وفي رجاء وأنو عافتني وحفظتني وخاصة أنو صادف أحد أصدقائنا توفي بالزائدة في تلك المرحلة وكان هذا حدث يهز الضمير ويهز الوجدان, المهم هذا الكتاب كتاب الفرج بعد الشدة وجد الإنسان فيه متنفساً وإن كان الكتاب ذاته إذا أعرضناه لعملية الفرز والفحش ستجد أنه يحتوي عدد من القصص الأساطير التي ليست لها إسناد, وبعض الروايات التي فيها مبالغات, وربط الإنسان بنوع من العجائبية والبعد عن الواقعية, أعتقد أنو الإنسان يمكن أن يكون يتقبل هذه الأشياء في تلك المرحلة, وأيضاًَ قرأت كتب كثيرة عن كتب أدباء الحجاز على سبيل المثال حمزة شحادته في تلك المرحلة ومجموعة كتبه قرأتها ثم رجعت إليه بعد ذلك ووجدت أنو فعلاً أديب يعني يستحق القراءة, وإن كان عاش حالة من الضيق النفسي وبات في عزلة في آخر عمره, ولكن هذه العزلة أيضاً زادته إيماناً بالله وإقبال على الله وانخراط في التعبد ونعم ما يلجأ إليه العبد, في حالة الضيق أن يلجأ إلى ربه عز وجل, كنت أتي أيضاً بالكتب معي للدكان, وأذكر أني في إجازة صيفية واحدة بعدما تخرجت من الابتدائي والتحقت بالمعهد العلمي في إجازة واحدة قرأت أكثر من ستين كتاب, خلال هذه الإجازة ومعظمها كانت كتب للشيخ علي الطنطاوي, فوجدت في أسلوبه شيئاًُ رائعاً جميلاً وفتح غريباً كتابة الرجال من التاريخ, قصص من التاريخ بل أصبحت أحفظ بعض الفقرات وبعض السطور, وأحفظ يعني أكثركم لا يعرف علي الطنطاوي يقول شعر رحمه الله, وجدت له بعض القصائد ووجدته له كتب ممنوعة, فأصبحت مستميت بالحصول عليها وكما تعرف كل ممنوع مرغوب, وحصلت عليها ولم يكن فيها شيء يوجب ولكن تعرفون الشروط والضوابط في ذلك الوقت, محكمة جداً وشديدة جداً, وإلا قد يكون كما في الأمر صفحة وليس فيها كلام يستحق بالعكس كان في ثناء على المملكة وعلى زيارة الملك سعود, الملك سعود كان زار باكستان وكان الشيخ علي قال قصيدة:

السعود وباكستان أكبر دولة وأنت أكبر سيد وعميد, يعني يستحق اهتمام العرب لتحرير فلسطين وغير ذلك من المعاني الجميلة والراقية, وكذلك قرأت المنفلوطي كلها وأذكر يعني كتاب النظرات وكتاب العبرات وكتب حقيقة فيها أدب وأسلوب جميل, وقرأت قصص له وأذكر منها قصة الفضيلة يعني التي ملأتها بالدموع لأنها فعلاً قصة مؤثرة خاصة لفتى في تلك المرحلة, وهي يعني تبين لي في ما بعد أن المنفلوطي يعني حاز على سبق من قضية أنه قام بترجمة بعض الكتب من اللغة هو لا يعرفها, هو ترجم من الفرنسية ولا يعرف الفرنسية, كيف أدى هذا هو السؤال, طبعاً لن تكون ترجمة حرفية يمكن هو فهم الكتاب وقام بصياغته بأسلوبه الخاص الذي ربما يشبه الكتاب الأصلي وليس ترجمة حقيقة ولذلك يعني دائماً يقولون المترجم خائن, لأن من أصعب الأشياء الذي يستطيع أن ينقل المعلومات الدقيقة من لغة إلى لغة أخرى, لأن القصة ليست حروفاً كما قلنا, وإنما هناك يعني محتوى ومضامين وإحيائيات كبيرة جداً, قرأت كتب جميع هؤلاء أيضاً تعرفت على مصطفى صادق الراتعي, وبدأت أشعر بأن هناك معركة بينه وبين ما يسمون بالدعاة العربية والمحافظين وبين دعاة التجديد وبما كان يسمونهم المجددينات على سبيل السخرية بهم, من أمثال طه حسين ومجموعة من الكتاب العرب آنذاك كتاب الأدب, فاكتشفت أن هناك معركة وقرأت كتاب تحت راية القرآن للرافعي, فشعرت بتعاطف معه لأنه متحمس للقرآن الكريم ويهاجمه من منطلق شعري وبدأت أقرأ لأستاذه محمد سعيد العريان, ولذلك أثناء قرأتي عن الرافعي أخذ هذه الصورة الإيجابية الرائعة ولذلك إذا وجدت في ترجمته شيئاً لا يتفق مع هذه الصورة المثالية كنت أميل إلى تكذيبه, يعني أذكر أني قرأت ربما يكون يتشاءم من أشياء أو عنده بعض الاعتقادات, فأنا أعتقد أنه أبعداً مصطفى صادق الرافعي عاش تحت راية القرآن ويعني حارب الذين يهاجمون لغة العرب, لا يمكن أن يكون كذلك فالإنسان أهمها الفرز وإن كان الفرز بصورة ساذجة أو بسيطة لكن جيد أن الإنسان أن يتدرب عليه منذ الصغر, ولكنني وجدت غصة في كتب الرافعي لأن أسلوبه صعب جداً, يعني مثلاً كتاب المساكين أوراق الورد هي كتب يقال أنها كتب بعضها غزل بينه وبين مي زيادة, وبعضهم يقول غير هذا, ولكن المهم أنك تقرأ ولا تفهم شيئاً فحاولت أن أحفظ, قلت يمكن أن أفهم بعدين لكن أيضاً حتى الحفظ أصبح عسيراً لأنه لا يوجد إمكانية الاستهزاء بأي وسيلة, فتركت ذلك ووجدت بعض القصائد للرافعي, قصائد وطنية وقصائد إيمانية, فحفظت هذه القصائد لأنني مصر على التواصل مع مقامة علمية, كذلك كتابه يوحي القلم له, اقتنيته آنذاك وقرأته لأنه ربما هو أفضل كتبه, طبعاً هناك الكثير والكثير من الكتب التي قرأتها في تلك المرحلة حتى كتب العقاد والعبقريات كتاب... كتب كثيرة جداً في ذلك الوقت انساح ما يسمى بكتب الفكر الإسلامي, من أنحاء العالم الإسلامي من مصر من الشام من العراق مثلاً, كتب محمود خطاب, وهي كتب في قادة الحروب الإسلامية وقادة المعارك الإسلامية, قرأت معظم هذه الكتب وحاولت أن أحصل على أي شيء بحيث إذا عرفت مؤلفاً وأعجبني اقتنيت جميع كتبه, حتى أني أذكر له كتيب اسمه عدالة السماء, هو عبارة عن قصص بسيطة بعيد عن الحبكة الفنية ولكن كانت مناسبة لي ولذلك قرأتها, وأيضاً من ربما تعبر من الساذجة أنني حاولت أن أنظم لأنني من خلال إطلاعي على كتب الشعر العربي ومحاولة حفظ المعلقات وحفظ الصمعيات والمفضليات أصبح عندي نهم إلى حفظ الشعر وإلى قول الشعر وفعلاً عندي في تلك المرحلة حفظت مطولات ولازلت أحفظها بشكل جيد لأنه كما هو معروف العلم في الصغر كالنقش على الحجر يعني عندي مثلاً قصائد سبعين بين ثمانين بيت حفظتها آنذاك لا أحتاج أن أراجعها أتلوها على أصدقائي ولا أتوقف إلا في نهايتها بينما الأشياء التي حفظها الإنسان بعد ذلك قد يتلكا يجد صعوبة في الحفظ ولا يجد في نفسه أن ممكن أن يسقط حرفاً أو يسقط كلمة في أي مرحلة من مراحل القصيدة فحاولت أنني أنظم بعض القصص التي وجدتها في كتاب عدالة السماء لمحمود شيت خطاب وبدأت أقول بعض من كلمات الشعر الشعبي والشعر العربي وبعضها خطاب للوالد شوقي بعد أن حصل وذهب إلى رحلة الحج وترك أبناءه الصغار رحمه الله أو يعني بعض الأحاديث أو تمني أو طلب مرة من المرات كنا مثلاً في المعهد العلمي وخطر في بالنا أنه ندرس انتساباً في المتوسطة العامة لأن آنذاك كان يشيع حديث أن المعهد العلمي ما إله مستقبل ويمكن الواحد يتخرج طبعاً ما نفهم ماذا يعني هذا الكلام لكن هذا الكلام أثر علينا هذا ولّد أن الإنسان يواصل في المعهد لكن خطرت في البال فكرة أنه ينتسب في المتوسطة وهكذا عملنا درسنا انتساب واختبرنا وكان هذا بحاجة أن نقنع الوالد بقصيدة شعرية توجه له وتثني عليه وتطلب منه أن يعطينا إذناً بهذا المعنى فخلال هذه المرحلة كنت أذهب بالكتب إلى الدكان وعندنا طبعاً ثقافة شديد الضغط علينا المبالغة في الخوف من العين وأنا أقول إنه العين حق ولكن أن يتحول هذا إلى كابوس فهذا خطأ في التربية فكان الآباء والأمهات في تلك المرحلة كثيراً ما يخوفون أبناءهم بالعين والحسد فكنت آخذ الكتاب وأضعه في داخل دفتر اليومية حتى إذا جاء أحد لا يلاحظ أنني أقرأ كتاباً وإنما يظن أنني أسجل حسابات أو ديون على الناس أو ما أشبه ذلك

كان في مرحلة الطفولة يعني مرحلة مهمة جداً لأنها صنعت العلاقة مع الكتاب وربما نستفيد من هذا أهمية وهذا أعتقد أن الإخوة في المكتبة واعون به جيداً ولهم نشاطات وبرامج في هذا الخصوص يعني أن أحد العرب كان في القطار ولاحظ إن في امرأة معاها طفل يصيح في إحدى الدول الأوروبية ففتحت شنطتها فبدل من أن تعطيه كسرة حلوى أو شكولاته أخرجت كتاباً وأعطته له فسكت هذا الطفل وأخذ هذا الكتاب يقرأه والآن أصبح في دراسات تقول أنه يعني الطفل من ستة أشهر يمكن أن يبدأ بتعلم القراءة بطريقة سهلة وبطريقة بسيطة ولذلك دورنا كآباء في تعليم أبنائنا القراءة أن نندمج معهم ليس في قراءة محضة وإنما في قراءة ربما حميمية أن الأب ربما يسمعهم صوته من خلال رواية أو قصة يقبل مداخلات الأبناء وتعليقاتهم بدلاً من أين يكونوا متلقين فقط أن يكونوا متاحاً للأبناء ليس فقط في المكتبة وإنما فوق الرف وقريب من متناول أيديهم وفي كل مكان كتاب مثل ما يقال عن أحد الأدباء يقال أن هذه الأمة ربما تصل إلى مستوى الرقي والحضارة يوم تكون المكتبة في بيوتنا مثل الغسالة ومثل الثلاجة نعم يجب أن يكون في كل بيت مكتبة وبالذات أيضاً مكتبة للأبناء الصغار على مستواهم هناك مثلاً الكثير أذكر أيضاً من الكتب التي قرأتها كتب في قصص الأنبياء أبو الحسن الندوي عنده كتب في قصص الأنبياء محمد موفق سليمة عنده مجموعة قصص للأطفال الصغار فهذه القصص أيضاً تنمي الجانب الإيماني عند الناس والارتباط ويعني القيم الاجتماعية والأخلاقية التي يحتاج إليها الشباب .

هناك مرحلة متقدمة الحمد لله علاقتي مع الكتاب أصبحت مستمرة تكون عندنا مكتبة ضخمة مما أعتبره فضل ونعمة من الله مع أنه لم يكن هناك توجيه قوي للكتب لكن الآن المكتبة الموجودة عندي ربما بعض الكتب مكتوب عليها تاريخ الحصول على هذا الكتاب تجده لما كان عمره الواحد منّا 14 أو 15 سنة قد اقتنى هذه الكتب وأحياناً هذه الكتب مثل ما قلت الإنسان قد يقرأ فيحاول أن يشتري جميع كتبه أو يقرأ سلسلة مثلاً سلسلة الأبطال أو سلسلة المكتشفين أو أي من أعلام العرب يعني مئات الأعداد فإذا حصل الإنسان على نسخة حاول أن يقرأ جميع هذه الأشياء .

أنا أعترف بأنني كنت ولازلت أشعر بأن ذاكرتي مخروقة بمعنى أن المعلومات الصغيرة لا تستقر فيها إلا يعني فترة وجيزة ريثما يتهيأ الذهاب وإنما الذهاب إلى منطقة اللاوعي بحيث يمكن استدعاؤها عند اللزوم يمكن أن تكون هذه المعلومات أثرت على الإنسان أثرت على نفسيته على استقراره على لغته على عقليته أن تكون عقلية معتدلة قابلة للتطوير ومنضبطة أيضاً إلى حد ما فليست المعلومات هي المعيار وأن الإنسان عنده معلومات يستطيع أن يقولها مثلاً المعلومات المتعلقة بالتواريخ حفظتها عشرات المرات وأنساها لما تقول لي متى ولد البخاري أو مسلم قرأناها في المعهد العلمي ودرسناها وقرأناها في الكتب ومع ذلك ربما يصعب على الإنسان أن يحتفظ بالأرقام لأن هذه مواهب قسمها الله سبحانه وتعالى وقد تجد بعض الناس يخطف رقم سيارة ولا ينساه أبداً لكن أعتقد أنه أوسع من تصورنا أنه مجرد استدعاء معلومات محددة وإلا يكون الإنسان قد نسي القراءة هنا مفيدة حتى لو لم يشعر الإنسان بفائدتها فلاشك أن هذا أمر في غاية الأهمية أجد أن العلاقة والصحبة مع هذا الكتاب كان لها هذا التأثير الكبير استمرت هذه العلاقة والحرص على اقتناء الكتاب وربما أقول الأسرة بكاملها والحمد لله أصبح لها اهتمام بهذا الجانب لما انتقلت إلى الجامعة أصبح لي علاقة بالكتب الشرعية ومما يعني من التجارب التي أعتز بها إنه الله سبحانه وتعالى فتح لي التواصل مع الكتب الشرعية مثلاً كتب الإمام ابن تيمية أستطيع أن أقول أنني قرأت كل أو معظم كتب ابن تيمية فتاوى ابن تيمية رحمه الله من أولها إلى أخرها درء تعارض العقل والنقل يعني كتب الرسائل والمسائل والفتاوى إلى غير ذلك وكذلك ابن القيم رحمه الله لم يقع في يده كتاب له إلا قرأته في تلك المرحلة وزيادة على ذلك كتب السنة النبوية يعني كتب ليست بالهينة أتيح لي ولله الحمد والمنّة أنني أقرأ صحيح البخاري مسلم سنن أبي داوود الترمذي النسائي ابن ماجة مستدرك الحاكم مسند الإمام أحمد سنن البيهقي وصحيح بن حبان 13 مجلد وهكذا .

الشيء الجميل أنه خلال هذه القراءة مع قراءة كتب الفقه مثل كتاب المغني لابن قدامى المحلى لابن حزم المبسوط للسرخصي ومجموعة من كتب الفقه في المذاهب المختلفة والموطأ وجدت خلال قراءتي كان دائماً معي قلم رصاص فكان أي شيء يشدني كنت أشير إليه إما في هامش الصفحة أو في الصفحات الفارغة في أول الكتاب وفي آخره بحيث أن هذه المجموعة من الكتب التي قرأتها موجودة في مكتبتي وموجود عليها كل تعليقاتي وكل العناوين التي وضعتها أو الفوائد التي استفدتها زاد المعاد ذات الشيء عملت به وكتب ابن القيم وكتب ابن تيمية وكتب الفقهاء بحيث أنه هذه الطريقة ما يسمونه طريقة الجزازات أنه الإنسان يستطيع إذا وجد وقتاً أو يكلف غيره أو يعود إلى هذه الكتب ويسجل هذه الفوائد في أوراق وينتفع بها تصح مقالات تصلح بحوثاً تصلح فوائد تصلح شواهد وأحياناً لا تحتاج إلى أن تقرأ الكتاب كله من جديد لأن هذا قد يكون فيه صعوبة خاصةً مع كثرة المشاكل لكن لما تأخذ هذا الكتاب تصفح وانظر التعليقات التي كتبتها قبل عشرين أو ثلاثين سنة بحيث تذكرك بهذه الأشياء وتحيط النظر عليها فربما هذه بالنسبة لي تجربة مفصلية ويمكن أنا مدين في كثير من الاستشهادات التي أقولها في دروسي ومحاضراتي إلى التجارب أو بعض الأشياء أن الإنسان يقتبس هذه الأمور وينتفع بها نقطة أخرى يمكن في مرحلة متقدمة لا أريد أن أستطرد وآخذ أكثر من وقتي حقيقة أنا أعتبرها أنا نمط جديد من القراءة أنه خلال الانفتاح على المحاضرات وعلى الدروس العلمية وعلى البرامج الإعلامية يعني عودت نفسي ألا أقدم أي محاضرة إلا بعدما أقوم بإعدادها حتى لو كان سبق لي أن ألقيت نفس هذه المحاضرة قبل خمس أو ست سنوات أنا أحضر لها كما لو كنت ألقيها لأول مرة وأحاول أن أقرأ ما قلته قبل حتى لا أكرره بقدر المستطاع حتى لو كان تكرار بعض الأشياء لأنه مهم حتى أنني أذهب لأقرأ معلومات جديدة ولو أنك مثلاً قرأت غداً موضوع حضرت له اليوم ستجد أنه في الغد ستجد معلومات جديدة وكثيرة ومفيدة المعرفة أصبحت تتطور الكتب تطبع المعلومات تتزايد الكم الهائل في الشبكة العنكبوتية يسمح للإنسان أن يجدد ويطور معلوماته أولاً بأول فأصبحت كلما أريد أن ألقي موضوعاً أو أن أقدم برنامجاً أقرأ فيه كماً كبيراً وهائلاً وأقول أن حجم ما أقدمه مثلاً خلال هذه المحاضرة أو خلال أي برنامج ربما لا يجاوز عشرين بالمئة من المعلومات التي حصلت عليها أثناء القراءة لكن بعض المعلومات تند عن الذهن أثناء الحديث يضيق الوقت عنها فوجدت أنه لما يقرأ الإنسان حول أي موضوع من المواضيع هناك أولاً المعلومات الجديد كما قلت وهذه يسجلها الإنسان ويدونها بحيث أنه الحمد لله في الفترة الأخيرة يمكن خمس ست سنوات أصبح أي موضوع عندي فيه كمية كافية من المعلومات مكتوبة بخط يدي يعني منقولة من جميع المراجع التي اعتمدت عليها قد تكون هذه المراجع كتباً كاملة قد تكون رسائل علمية ماجستير أو دكتوراه وفي غالب الأحيان هي عبارة عن مواد مأخوذة من الأنترنت من اللغة العربية أو مسجلة من اللغات الأخرى فأخذها أولاً كمواد ورقية وأسجل النقاط المهمة عليها ثم أقوم بعد ذلك بمراحل أخرى مهما كان الوقت ضيقاً أن أقول بتسجيلها في ورق خاص بحيث لا أحتاج إلى الرجوع إلى الورق الأصلي مثلاً اليوم احتجت أن أعود إلى موضوع القراءة يعني بشكل سريع وعابر أعود إلى ما كتبته أنا وليس ما قرأته قبل فترة فهذه أولاً ما يتعلق بموضوع المعلومات ما يحصل عليها الإنسان .

النقطة الثانية وهي حقيقة بالنسبة لي أنا كنت أعملها لكن ما اكتشفتها إلا متأخراً أنه أحياناً القراءة تكون سبباً في مجيء أفكار أنت لا تعرف من أين جاءت فأنا أقول القارئ مثل الذي يسافر في طريق فيجد خلال هذا السفر يجد عن يمينه وعن شماله بيوتاً جميلة ومناظر وأشجار وأشياء كثيرة طبعاً يتعجب منها لكن الأعجب من ذلك أنها ذكرته بأشياء ليست لما جاء له ذكرته بأيام الطفولة ذكرته بقصة حصلت له مثلاً أثناء الصغر ذكرته بكلام سمعه ذكرته بأشياء كثيرة لو حاول أن يبحث عن رابط أو علاقة بين ما شاهد وبين الأشياء التي تداعت إلى ذهنه لن يجد أي رابط .

فأنا خلال قراءتي وجدت أنه نسبة غير قليلة من المعلومات التي أجد ترحيباً بها من المتابعين هي معلومات لا أستطيع أن أقول أنها من عندي ولا أستطيع أن أقول أنني قرأتها في كتاب لأن الأمر بين بين القصة أنني كنت أقرأ في هذا الكتاب يمكن يكون الكتاب رواية يمكن يكون أي شيء أخر ولكن خلال القراءة يعني تداعى إلى ذهني معلومات وربما تكون هذه المعلومات هي من المخزون مخزون اللاوعي الذي قرأه الإنسان يوم من الأيام أو سمعه أو فكر فيه وهذا القراءة كانت هي المناسبة التي قدحت الشرارة وحركت الذهب واستدعت هذه المعلومات ولذلك أعتقد أنه أن يكون الإنسان قارئاً فهذا شيء مهم جداً وأن نشيع هذه الثقافة حتى بالعادة بحيث أن نأخذ على أنفسنا وهذا شيء أصبحت أنا أعمله بنفسي وأوصي فيه أبنائي دائما ًوأبداً أنه حيثما سافرت في الطائرة أو في سيارة أو في قطار اجعل الكتاب يعني واحداً من مصحوباتك فيما تأخذ معك الملابس وتأخذ معك الأدوات التي تحتاجها اجعل الكتاب معك وأيضاً اجعل كتباً معك شخصية بحيث تقرأها وقت الفراغ ولو كان وقتاً يسيراً ولا بأس أن تكون هذه الكتب أن تكون كتباً جادة والإنسان ربما يكون متعباً أو مجهداً لكن تكون كتباً مفيدة أنا أعتقد أن بعض الروايات تكون مثل السواليف يعني فيها لغة فيها متعة فيها حفير للمجتمع وسلبياته وإيجابياته والإنسان ينتقي ما يناسب ينتقي الأشياء الجيدة لأنه أيضاً يعني لاحظ حتى القدوة هنا مهمة يعني واحد مرة من المرات أنا كنت في الإمارات وأعطاني رواية ومع الأسف هذه الرواية على الأقل الكاتبة سعودية حقيقة أنا هذه الرواية لما قرأت بضع صفحات منها أصبحت أخفيها لا أريد أن يراها معي أحد لأنني وجدت أن في هذه الرواية أولاً تجديفاً بحق الألوهية وكلاماً شنيعاً لا يتوقع الإنسان أن يسمعه من إنسان يعي ما يقول وما يكتب ووجدت فيها أيضاً جرأة مفرطة فيما يتعلق بالحديث عن القضايا الجنسية أيضاً يعني شيئاً مؤسفاً فأصبح الإنسان يواري ويداري أن يرى هذا الشيء معه ربما أنت تعمل دعاية لهذا الكتاب حينما تقوم بذلك أن يختار الإنسان ويقتني الكتب المناسبة وفي كل لون وفن وعلم هناك كتب كثيرة ومفيدة ومناسبة يستطيع الإنسان أن يقرأها ويستفيد منها وأن ينتفع من وقته وأن يكون القدوة للآخرين أن يستفيدوا ويستثمروا بدلاً من أن نلعن الظلام علينا أن نضيء الشموع أعتقد أنه فعلاً نحن بأمس الحاجة أن نتدرب على القراءة وأن نجعل ثقافة القراءة ثقافة شائعة في الانتظار في المستوصفات في المسجد مثلاً لا بأس يقرأ الإنسان شيئاً من كتاب الله تعالى لكن نجد في بعض كتب التفسير أو بعض كتب الإيمانيات أو في بعض كتب الحديث أو بعض كتب الحديث كان بعض الأئمة يقرؤون على الجماعة كتاب البداية والنهاية لابن كثير مثلاً وختموا هذا الكتاب من أوله إلى أخره طبعاً كتاب التاريخ تعرض فيه الحقائق والاحتمالات والظنون والأشياء الطيبة الإيجابية وضد ذلك والمهم أن يكون هنا ثقافة أن الإنسان خلال الانتظار أنه يتعود أنه بدل من الكلام فيما لا طائل فيه يحاول أن يقرأ وأن يستفيد يعني الخلاصة أن خلال هذه التجارب التي مرّ بها الإنسان من طفولته إلى شبابه إلى مرحلة ما بعد الشباب وأنا لازلت فيها يعني مرحلة بين الكهولة وبين الشباب يجد الإنسان أن يمكن أعظم فائدة هو أنه أصبحت القراءة عادة أصبح الإنسان يجد المتعة في القراءة أصبحنا نقرأ لنستمتع بما نقرأ والقراءة هي عبارة عن سفر حياة واحدة لا تكفي فمن خلال القراءة أنت يعني كما يقال ومن وع التاريخ في صدره أضاف أعماراً إلى عمره .

مثل القوم نسوا تاريخهم كلقيطٍ العي في الناس انتسابا أو كمغلوب على ذاكرة يشتكي من صلة الماضي انقضابا.

فعملية أن يكون الإنسان يقرأ للمتعة أولاً يقرأ لأن يجدد حياته وأن يستفيد من تجارب الآخرين يقرأ من أجل السلاسة والسلامة النفسية أنا أزعم أن معظم الناس يعانون قدراً يقل أو يكثر من الإعاقة النفسية أو العائق النفسي أو الكدر النفسي بسبب صعوبات الحياة مشاكل الحياة ولذلك ربما يكون أحد معوقات الناس عن القراءة هو الإحباط ضياع الأهداف والمشاريع والأحلام التي كان الناس يفكرون فيها ويحلمون فيها فالقراءة تفتح الإنسان على العوالم القراءة تشكل تسلية للإنسان القراءة تعطي الإنسان مادة أن يتحدث مع الآخرين من خلال ما قرأ بحيث أنه كما يقال تحدث حتى أراك الزوج مع زوجته الأب مع أطفاله يعني يوم من الأيام كان أولادي يقولون لي يا بابا أنه فلان شفناه في الفندق مرة فعلاً صادفوا واحد من الدعاة المشهورين مرة في الفندق فمسكهم فقالوا له نحن أولاد فلان فجلس يقص عليهم قصة فمجرد ما جيتهم في الليل قالوا فلان يقص ما شاء الله عياله سعداء أنت مشغول ما تقول لنا قصص فعبد ذلك بدأت اهتم بهذا ووجدت فعلاً أنه عندي كم يصلح للأطفال وقت الفراغ الإنسان يستطيع أن يقول هذه القصة ويشدهم إليها ويجعلهم يشاركون في مثل هذه القصص ويستفيدون منها إذاً نحن نقرأ أيضاً حتى يعني نقدم للآخرين شيئاً جيداً ونصنع مادة للحديث معهم مادة للتواصل بين الزوجين بين الزملاء بين الآباء والأبناء بين المدرس وطلابه نصنع قدراً من السلامة النفسية لنا نقرأ حتى نحافظ على الأمل حتى نستفيد من تجارب الحياة نقرأ حتى نحصل على المعرفة والمعرفة أهم المقاصد السامة ويكفي أن يكون الله سبحانه وتعالى القرآن أظن في أكثر من سبعين ألف كلمة اختار من بينها كلها لتكون هي أول ما يطرق سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهي اقرأ الأمر بالقراءة إذن القراءة هي بوابة إلى العبادة بوابة إلى المعرفة بوابة إلى النجاح بوابة إلى الحياة ونحن ثقافتنا في الغالب مثل أحد الشباب مرة كنا نتحدث في هذا الموضوع فقال نعم الله سبحانه وتعالى قال اقرأ لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أنا بقارئ فالشاب هذا يقول ما أنا بقارئ أقول أنا حاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني هو يقول لست بقارئاً لا أجيد القراءة لم يكن يقرأ الحرف والله سبحانه وتعالى جعل هذه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (48) سورة العنكبوت .

ولهذا كان هذا إعجازاً أن يكون النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب أن يكون هو معلم البشرية وأن يقدم هذا العلم العظيم وهذه المعرفة الصحيحة الصادقة التي لا يزيدها مرور الأيام والليالي إلا وضوحاً ونصوعاً وثباتاً يعني هذا نوع من الإعجاز ولهذا يقول الشاعر عزيز أباظة إن أمية الرسول قضاها الله عن حكمةٍ لها بينات كل أمية سواها يسيح الجهل فيها وتسبح الظلمات .

http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=263&sec_id=3373