الحقوق محفوظة لأصحابها

عائض القرني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .

أيها الإخوة المشاهدون سنة السواك , هذه الآلة من عود ونحوه فيها أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم , فإنها سبب لتنظيف الفم .

حتى يقول صلى الله عليه وسلم : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " .

ويقول : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة , وفي لفظٍ عند كل وضوء " .

فالإسلام جاء بالطهارة والطيب , ولكن تتعجب من اعتناءه صلى الله عليه وسلم بحياة الإنسان , ونظافته , وترتيب أموره , وطيبه , وهديه .

حتى سنّ صلى الله عليه وسلم أحاديث من اختصار الفطرة يجب على المسلم أن يقوم بها .

كان عليه الصلاة والسلام في سكرات الموت وهو يقول : بلا الرفيق الأعلى , وكلما أشارت إليه عائشة أو دعت بالبقاء .

قال : بلا الرفيق الأعلى , يعني يريد مجاورة الواحد الأحد لا اله إلا هو .

وفي أثناء ما هو في سياق الموت يدخل عبد الرحمن ابن أبي بكر أخو عائشة رضي الله عنها وعنه , دخل ومعه سواك في فمه .

قالت : فأبدّا صلى الله عليه وسلم نظره إلى عبد الرحمن .

فقالت عائشة : ففهمت أنه يريد السواك .

أطلق نظره إلى عبد الرحمن وفي فم عبد الرحمن سواك , فأخذته عائشة فقضمته وغسلته وقصته وقدمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

قالت : فإستاك كأحسن ما يستاك في الحياة عليه الصلاة والسلام .

لحبه للسواك عليه الصلاة والسلام , ولكثرة ما يستخدم من السواك .

حتى انه إذا دخل في بيته صلى الله عليه وسلم ودخل بيته يقول لعائشة : ماذا يبدأ به صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ؟ .

قالت : بدأ بالسواك .

وكان يأمر به صلى الله عليه وسلم كما أسلفنا عند الوضوء وعند الصلاة , ولكنه رحمةً بالأمة عليه الصلاة والسلام وتسهيلاً منه للأمة لم يأمرنا عند كل صلاة وجوباً بالسواك .

لكنه استحب لنا ودعانا وحبذ لنا أن نستاك عند كل صلاة .

فكان من هديه صلى الله عليه وسلم السواك والتأكيد عليه , حتى للصائم .

يقول عامر بن ربيعة : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك ما لا أحصي ولا أعد وهو صائم .

وأما الذين يقولون أنه يعني يستحب للصائم في بعد الزوال أن لا يستاك , هذا أمرٌ بعيد .

بل الصحيح الذي يمشي على النصوص أنه يستاك الصائم في كل صلاة سواءً في أول النهار أو في آخره .

لأن خلو فم الصائم الذين يقولون ليس من الفم هو من المعدة , ولقوله صلى الله عليه وسلم : " ان خلو فم الصائم أطيب عند الله من ريح السمك " , هذا لا يلجئه السواك .

فإذا علم هذا فإننا ندعو المسلمين والمسلمات إلى الاقتناء بنظافة الفم , وتطييبه , وتطهيره كما هديه صلى الله عليه وسلم في السواك .

وأفضله الأراك وما قام مقامه , والفرشاة الأن إذا استخدمها المسلم فلا حرج قبل النوم بعد النوم .

لكن الأوفق عند الصلوات أن يستخدم السواك إذا تسهّل ذلك وهو على الاستحباب , إذا شق عليه فان الرسول عليه الصلاة والسلام قد عذره .

لكننا نأخذ الوقفات منه عليه الصلاة والسلام , حتى يقول أبو موسى مرة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وطرف سواكه على لسانه كأنه يتهوع .

يعني يستاك عليه الصلاة والسلام ويحدث مع السواك حركةً بسيطةً بفمه .

وكان من طهرت فمه صلى الله عليه وسلم كأن أسنانه البرد , فكان طيباً مطيباً , جميلاً مجملاً , طيب الله أسنانه وفمه وخلقه وصورته وخُلقه .

فكان لم يسقط له سن عليه الصلاة والسلام .

ولكن في أحد كسرت ثنيته صلى الله عليه وسلم كسراً بسيطاً وأما بقية أسناه وأضراسه عليه الصلاة والسلام فكانت كحبات البرد بل أجمل وأطيب وأطهر وأشد بياضاً .

وكان عليه الصلاة والسلام مفوهاً في حديثه , وإنما أقول هذا لأن بعض الناس يهمل خصائل الفطرة فتجده مثلاً يهمل الغسل , ويهمل السواك , ويهمل غسل ثيابه , وحسن هيئته , وتخليل أسنانه .

وهذا نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك , بل جعل صلى الله عليه وسلم من خصائل الفطرة مثل إعفاء اللحية وقص الشارب ,و الأخذ ما زاد من شعر الجسم كالإبط وغيره .

فالرسول عليه الصلاة والسلام علمنا كيف يكون الإنسان سوياً , وكيف يكون جميلاً , وكيف يكون طيباً مطيباً , لأن الإسلام والدين طهارة في الباطن والظاهر .

ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم : " الطهور شطر الإيمان " .

لأن الطهارة طهارة الباطن وطهارة الظاهر , فطهارة الظاهر هي الوضوء فسماها صلى الله عليه وسلم طهوراً وهو شطر الإيمان .

فينبغي علينا أن إذا قرئنا سنةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنا لا نستهين بها أو أن نحتقرها .

لأن المتبع الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتقيد بكل أوامره إذا علم شيئاً واحداً أن النجاة معه في إتباع هذا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وعلى من سار إلى منهجه إلى يوم الدين.

وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى .

والى اللقاء .

http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4445