الحقوق محفوظة لأصحابها

عائض القرني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

يا أخوة الإيمان سلام الله عليكم ورحمته وبركاته , وبعد .

يحدثنا أبو هريرة الصحابي رضي الله عنه وأرضاه بوصية من أحب الناس إليه , ومن أقرب الناس إلى قلبه , من إمامه ورسوله محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

يقول : أوصاني خليلي بثلاث .

وقضية أوصاني يعني نصحني , وخصني بها , وأكدها لي .

وخليلي هي غاية الحب وأعلاه , وأبو هريرة يقول انه أحب الناس إلى قلبي , وانه أغلى الجميع .

وهذا هو واجب على كل مسلم , لا يعفى مسلم ولا مسلمة من مسألة أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .

لا تقدم في البشر أحد قبل محمد صلى الله عليه وسلم , حرام عليك لا الأم , لا الأب , لا الابن , لا الحبيب , لا الصفي , أبداً يحرم عليك بإجماع العلماء , والعقلاء أن تقدم أحد في المحبة من البشر فوق الرسول عليه الصلاة والسلام .

وفوق ذلك ربنا سبحانه وتعالى .

عمر بن الخطاب يقول : يا رسول الله إنك أحب إلي من أهل ومالي إلا من نفسي .

قال : لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك .

قال : والله الذي لا اله إلا هو أنك أحب إلي من نفسي .

قال : الأن يا عمر .

" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله و والده والناس أجمعين " .

فيقول أبو هريرة : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث .

اسمع الوصايا الجميلة التي يستطيعها كل المسلمين رجالاً , ونساءً , اسمع إلى هذا الهدي الصحيح , اسمع إلى ما يقربك إلى الله عز وجل .

وصايا عملية سهلة , ميسرة , تفتح لك باب الخير , وتسهل لك العبادة , اسمعها .

قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن حتى أموت :

ركعتي الضحى , وأن أوتر قبل أن أنام , وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .

ما أجملها ,. ما أحسنها , ما أبهاها , ما أفضلها .

انتبهوا أيها المسلمون أنا أدعوكم بنفسي إلى أن نفعل هذا في حياتنا , ركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنم , وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .

هذه ترى هي حد أدنى في النوافل لجميع الناس ولذلك هي ميسرة يسرها صلى الله عليه وسلم حتى يستطيعها الموظف , والكبير , والرجل , والمرأة .

ركعتي الضحى لا تأخذ منك إلا دقائق معدودة , ثلاث دقائق أو أربع دقائق تتوضأ إذا ارتفع النهار , الساعة العاشرة , الحادية عشر نحو ذلك وتصلي ركعتين خيرٌ من الدنيا وما فيها .

حتى لو كنت في مكتب , لو كنت أستاذ , لأنك تخرج في فسح , ولك يعني استراحة , ولك جلسة اجعلها في طريقك توضأ وصلي ركعتين .

وأن أوتر قبل أن أنام , طبعاً الصلاة في أخر الليل أفضل , لكن الحزم أنك تغلب قبل أن تنام أن توتر بثلاث ركعات , بخمس , أو ما يسر الله عز وجل , لو ركعة .

المهم أنك توتر قبل النوم .

ويقول أن أبا بكر في الأثر كان يوتر قبل أن ينام , وأما عمر فكان يترك الوتر إلى أخر الليل فأخبره صلى الله عليه وسلم نبهه قال : هذا أحزم .

وذاك , قال : هذا أعزم , يعني من العزيمة ما فعله عمر , ومن الحزم ما فعله أبو بكر .

فأنت إذا أوترت قبل أن تنام ثم فتح الله عليك فقمت من الليل فيكفيك الوتر الأول صلي ركعتين , صلي أربع , صلي ست .

وبعض العلماء يقول : صلي ركعة إذا قمت من الليل تشفع لك الوتر , ثم صلي ثم أوتر , والرأي الأول أحسن وأقرب .

ثم الثالث قال : صيام ثلاثة أيام من كل شهر , هذه نافلة من كل شهر تصوم ثلاثة أيام سواءً تجمعها ,والأحسنية بالبيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .

وان فرقتها فلا عليك , في أول الشهر , في وسطه , من أخره , المهم أن لا يخرج عليك الشهر إلا وقد صمت .

أنا أعرف بعض الصالحين أثابهم الله يصوموا الاثنين والخميس من كل أسبوع , وبعضهم يصوم الاثنين هذا أرفق, يعني لو صمت الاثنين فقط .

لأنه صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين قال : ذلك يومٌ ولدت فيه , ويم بعثت فيه يعني نزّل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم فيه .

فهذا يوم الاثنين فاضل , ومن قاربه بيوم الخميس فهذا من عنده عزيمة .

فمقصودي من هذا وصاياه صلى الله عليه وسلم كانت سهلة ميسرة , وربما هذا الصحابي الجليل لما امتثل الأمر لا أدعهن حتى أموت .

وكان صلى الله عليه وسلم ينظر لأحوال الناس أنت إذا أردت أن تنصح إنسان أو أن تنظر إلى قدراته , إلى ما يناسبه , إلى ما يرتاح له .

مثلاً أتى رجلٌ إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو شيخٌ كبير يتوكأ على عصا , فقال : يا رسول الله ان شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث بها , يعني أتمسك به .

شيخٌ كبير, منحني , محدودب الظهر , .

قال : لا يزال لسانك رطبٌ من ذكرا لله .

هذا الشيء المناسب , هذا الشيء السهل الذي يناسب من هذا .

قال : لا يزال لسانك رطبٌ من ذكر الله .

يأتيه صلى الله عليه وسلم غليان الثقفي فإذا هو قوي عنده عضلات في جسمه , قال : ما أحسن العمل ؟ .

قال : الجهاد في سبيل الله .

لأن هذا يناسب هذه البنية , وهذا ما يكون إلا له صلى الله عليه وسلم لأن الله يطلعه على نفسيات الناس واستعداد الناس ومواهب الناس فيقول بشيء يناسبهم عليه الصلاة والسلام .

مثلاً يرى أبا امامة , أبا امامة عنده تحمل .

قال : عليك بالصيام .

وكان يوصي الرجل بما يناسبه , وهذا مما فتح الله عليه صلى الله عليه وسلم .

فنعود إلى هذا الحديث وأوصي به إخواننا المسلمين جميعاً ونقول كما أوصى به صلى الله عليه وسلم : " يا أيها المؤمنون , يا أيها المسلمون أنتم في نعيم اشكروا الله , وحدكم الأدنى من النوافل ركعتي الضحى , والوتر قبل النوم , وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .

عسى الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

والى اللقاء , وبارك الله فيكم .

http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4394