الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد راتب النابلسي
التفسير المطول - سورة الأعراف 007 - الدرس(50-60): تفسير الآيتان 175 - 176، إخفاء شرح بعض الآيات حكمة من الله - وكل شيء في الكون هو آية

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2008-11-07

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

القصة في القرآن أراد الله أن تكون نموذجاً بشرياً متكرراً فأغفل كثيراً من جزئياتها :

أيها الأخوة الكرام ... مع الدرس الخمسين من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية الخامسة والسبعين بعد المئة .

أيها الأخوة ، الله عز وجل يقول :

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾

من هو ؟ هناك روايات عديدة أنها قصة فلان ، أو فلان ، أو فلان ، ولكن السؤال لماذا أغفل الله قصة صاحب هذه القصة ؟.

العلماء قالوا : هذا الذي يريد أن يسأل عن جزئيات القصة في القرآن يريد أن يفسد على الله هدايته لخلقه ، لماذا ؟ لأن الله عز وجل ما أراد القصة في القرآن أن تكون قصة تتوهم أنها وقعت أو لم تقع مرة ثانية ، القصة في القرآن أراد الله أن تكون نموذجاً بشرياً ، لأنه أرادها نموذجاً بشرياً متكرراً ، في كل زمان ومكان ، أغفل كثيراً من جزئياتها .

البحث عن تفاصيل القصص في القرآن يفسد على الله حكمته من رواية هذه القصص :

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ﴾

( سورة الكهف الآية : 83 )

من هو ؟ العبرة :

﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً * فَأَتْبَعَ سَبَباً ﴾

( سورة الكهف )

أي أيها الإنسان إذا مكنت في الأرض تحرك وفق الأسباب ، فأية قصة في كتاب الله تمثل نموذجاً بشرياً متكرراً ، تجده في كل زمان ومكان ، هذه حكمة الله عز وجل ، من إغفال الجزئيات في القرآن الكريم .

مرة ثانية : من أراد أن يسأل ، وأن يدقق ، وأن يبحث في الإسرائيليات عن تفاصيل ما في القرآن في قصص ، كأنه يريد أن يفسد على الله حكمته من رواية هذه القصة .

للتقريب : أستاذ جامعي كبير متخصص في علم الاقتصاد ، أراد أن يعرض على طلابه درساً شائقاً في عوامل نجاح التجارة قال :

لي صديق ، اشترى محلاً تجارياً في مركز المدينة ، في مكان تزاحم الأقدام ، واختار بضاعة أساسية في حياة الناس ، واختار من أنواع هذه البضاعة أفضل أنواعها ، وكان السعر معتدلاً ، ولم يبع ديناً ، وكانت معاملته للآخرين معاملة طيبة ، نجح ، وربح ، وعاش في بحبوحة .

فسأله طالب : هذا الذي تعرفه أبيض أم أسمر ؟ هو صديق لك أم قريب لك ؟ ما اسمه ؟ كل هذه التفاصيل لا علاقة لها بمغزى القصة إطلاقاً ، مغزى القصة أنك إذا أردت أن تنجح بالتجارة ينبغي أن تختار مكاناً في مركز المدينة ، عند تزاحم الأقدام ، وأن تختار بضاعة أساسية في حياة الإنسان ، وأن تختار أفضل أنواعها ، وأن تجعل لها سعراً معتدلاً يستطيعه الإنسان المتوسط ، وأن لا تبع ديناً ، وأن تعامل الناس معاملة طيبة ، عندئذٍ تنجح في التجارة .

أما اسم هذا الصديق ، أهو قريب أم صديق ؟ ما لونه ؟ ما طوله ؟ جزئيات هي عبء على القصة ، وهي ليست خدمة القصة .

القصة في القرآن تعد نموذجاً فذاً في القصة الحديثة :

في علم القصة الفنية ، القصة من الفنون المعاصرة ، وكأن الأدب في العصر الحديث أدب قصة ، هذه القصة لها خصائص قيمة ، طبعاً لها موضوع ، لها أحداث ، لها شخصيات ، فيها سرد ، فيها تحليل ، فيها حوار ، فيها عقدة ، فيها حل ، هذه خصائص القصة .

الآن الجزئيات إما أن تكون في خدمة القصة ، أو أن تكون عبئاً عليها ، إما أنها في خدمتها ، أو أن تكون عبئاً عليها ، والناس في حديثهم ، هناك من يأتي بتفاصيل مملة لا تقدم ولا تؤخر ، قال لك : أنا قابلت الوزير ، حتى قابلته ساعة ، وجاء فلان ودخل من دون إذن ، يأتي بتفاصيل ! أنا أريد أنك قابلته ، ماذا قلت له ؟ وماذا قال لك ؟ أما عشرين ثلاثين جزئية قبل أن تقابله لا تعنيني ، تعنيك أنت ، أنا لا تعنيني ، هذه التفاصيل عبء على القصة .

فلذلك هناك من درس القصة في القرآن في ضوء الشروط الفنية للقصة الحديثة فإذا بالقصة في القرآن تعد نموذجاً فذاً في القصة الحديثة .

الآيات الدالة على عظمة الله محيطة بالإنسان إحاطة الجلد بالجسم :

لذلك الله عز وجل أغفل صاحب هذه القصة ،

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ﴾

هذه سورة ، أنا أسلخ الجلد عن جسم الدابة ، الدابة تُذبح ثم تُسلخ ، الجلد محيط بالدابة ، إحاطة كاملة ، وكأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين لنا أن الآيات الدالة على عظمة الله ، على وجود الله ، على كمال الله ، على وحدانية الله ، محيطة بالإنسان إحاطة الجلد بالجسم ، كأس الماء آية ، الخشب آية ، الضوء آية ، الهواء آية ، الطعام آية ، الولادة آية ، المرأة آية ، الرجل آية ، الذكر والأنثى في كل شيء آية .

أين ما تحركت ، أين ما توجهت ، كيف ما فعلت ، أين ما أقمت ، الآيات الدالة على عظمة الله محيطة بك ، استيقظت أشرقت الشمس ، الشمس آية ، جاء المطر ، المطر آية ، هبّ الريح ، الريح آية ، شربت كأس ماء الماء آية ، جلست إلى طعام الفطور الخبز آية ، الجبن آية الحليب آية ، تناولت طعام الغداء ، الخضراوات آية ، اللحوم آية ، يعني أين ما تحركت استنشقت الهواء ، سمعت صوتاً ، شممت رائحة ، رأيت شيئاً ، تحسست شيئاً ، أية حركة ، وأية سكنة في حياتك هي آيات دالة على عظمة الله .

الآيات الدالة على عظمة الله و وجوده و وحدانيته لا تنتهي :

إنسان يمشي في الطريق ، سمع بوق مركبة ، فانحرف نحو اليسار ، آية ، كيف عرفت وأنت لم ترَ البوق أن البوق من جهة اليمين ؟ يعني المركبة من جهة اليمين ، كيف عرفت ؟ هناك جهاز بالغ التعقيد في الدماغ ، حينما تستمع إلى الصوت ، الصوت يدخل إلى الأذنين معاً ، لكن قد يدخل إلى أذن قبل الأخرى ، الصوت من هنا يدخل إلى هذه قبل هذه ، المسافة والفرق بينهما واحد على ألف وستمئة وعشرين جزءاً من الثانية ، هذا الجهاز يكتشف أن الصوت جاء من جهة اليمين ، إذاً المركبة من على يمينك ، ومن ورائك ، فالدماغ أعطى أمراً أن تنتقل إلى الطرف الأيسر ، هذه آية .

وأنت نائم ، غارق في النوم يتجمع اللعاب في فمك ، تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ اللعاب ازداد ، يأتي أمر من الدماغ إلى البلعوم يغلق القصبة الهوائية ، ويفتح المريء ، من أجل أن تبتلع اللعاب الذي في فمك وأنت نائم ، وأنت نائم تتقلب يمنة ويسرة ، وزن الهيكل العظمي مع ما فوقه من عضلات يضغط على ما تحته من عضلات ، الله أودع بالإنسان مراكز الإحساس بالضغط هذه المراكز ترسل إشارة إلى الدماغ ، انضغطنا ، صار في ضغط ، يعني فتحة الأوعية ضاقت ، لمعة الأوعية ضاقت ، الدم قلّ مروره في الوعاء ، صار في حالة اسمها التنميل ، أي الخضران ، هذه المراكز ترسل إشارة إلى الدماغ ، الدماغ يأمر العضلات وأنت غارق في النوم أن تتقلب نحو اليمين .

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾

( سورة الكهف الآية : 18 )

وكل إنسان لا يتقلب في الليل يتفسخ جلده ، ولحمه ، لذلك حالة مرضية اسمها السبات تحتاج الآن إلى سرير خاص ، السرير يقلب ، وأنت نائم هناك آيات .

الحديث عن الآيات لا ينتهي ، لكن الآيات الدالة على عظمة الله ، بل على وجوده بل على كماله ، بل على وحدانيته ، محيطة بك ، كما يحيط جلدك بك ، هذا معنى

﴿ فَانْسَلَخَ مِنْهَا ﴾

آيات الله الكونية و التكوينية و القرآنية دليل للإنسان على عظمة المولى سبحانه :

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا ﴾

آيات كونية ، آيات تكوينية ، آيات قرآنية ، آيات تدل على لطف الله ، أي لا يوجد طبيب أسنان يستطيع أن يقلع سن لطفل إلا مع ألم ، حتى لو أعطاه حقنة مخدر ، غرز الإبرة في لثته مؤلم جداً ، أما الله عز وجل حينما يُقلع سن أحد الصغار يراه مع الطعام ، كيف خُلع السن ؟ وكيف لا يوجد ألم إطلاقاً ؟ لطيف الله عز وجل .

الله معنا لكنه لطيف ، يعني اللطف له آيات ، الجمال انظر إلى وردة ، انظر إلى فراشة ، انظر إلى عصفور ، هناك ألوان تأخذ بالألباب ، اسم الجميل يتجلى الله به على بعض الأماكن ، وعلى بعض الأشخاص ، وعلى بعض الكائنات ، وعلى بعض النباتات ، اسم الجميل تراه رأي العين ، اسم الحكيم ، اسم القدير ، اسم الغني ، اسم الرحيم ، اسم اللطيف ، الآيات الكونية والتكوينية ، الكونية خلقه ، والتكوينية أفعاله ، والقرآنية كلامه ، الآيات الكونية والتكوينية والقرآنية محيطة بك كما يحيط بك جلدك .

من عَرََّف نفسه بسرّ وجودها و غاية وجودها حقق النجاح المطلق :

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا ﴾

وتعقيب على الآيات السابقة حينما قال الله عز وجل :

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

( سورة الأحزاب الآية : 72 )

الأمانة نفسك التي بين جنبيك ، قال تعالى بحقها :

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾

( سورة الشمس )

﴿ قَدْ أَفْلَحَ ﴾

يعني حقق النجاح المطلق ، عرف سرّ وجوده ، وغاية وجوده .

﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾

( سورة المؤمنون )

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾

( سورة الأعلى )

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

الأمانة نفسك التي بين جنبيك .

الإيمان أصل في فطرة الإنسان :

أما الآية الثانية :

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾

( سورة الأعراف الآية : 172 )

هذا الميثاق الذي أخذه الله علينا ، قد يقول شخص : ما نذكره ، مودع فيك ، هذا الميثاق هو الفطرة ، أنت مؤمن بالفطرة ، الأصل أنك مؤمن ، حتى الذي يُقال له كافر هو مؤمن بشيء فالإيمان أصل في الفطرة .

لذلك الإنسان لو لم تأته رسالات ، يحاسب على عقله الكافي لمعرفة الله ، وعلى فطرته الكافية لمعرفة خطئه ، أي إنسان لو لم يتلقَ تعليماً ، لو نشأ في جزيرة ، ما سمعه كلمة من إنسان ، عقله وفطرته يحاسب عليهما ، عقله يدله على الله ، وفطرته تدله على خطئه ، الأقدام تدل على المسير ، والماء يدل على الغدير ، والبعرة تدل على البعير ، أفسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير ؟.

إيمانك بالله إيمان فطري ، والبشر جميعاً باستثناء قلة قليلة مكابرة تتوهم أن الإله غير موجود ، البشر جميعاً مؤمنون بالفطرة .

من تجاهل الآيات الدالة على عظمة الخالق وقع في يد الشيطان :

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ﴾

سلخ جلد الدابة شيء ليس سهلاًَ الجلد مرتبط بالجسم ارتباطاً كاملاً .

﴿ فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾

الإنسان حينما يتجاهل الآيات الدالة على عظمة الله ، يكون قد قدّم للشيطان فرصة ذهبية .

﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾

( سورة آل عمران الآية : 155 )

أي :

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾

( سورة إبراهيم الآية : 22 )

الشيطان لا يقترب من الإنسان ، إلا بسبب من الإنسان ،

﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾

أوضح مثل :

صف فيه طلاب مجتهدون ، وهناك طالب سيء جداً ، هذا الطالب السيئ يغري من بترك المدرسة ؟ يغري طالباً آخر عنده رغبة في ترك المدرسة ، لا يستطيع طالب فاسد أن يفسد إلا طالباً عنده رغبة في الفساد .

لذلك الشيطان :

﴿ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ﴾

﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾

( سورة الحجر الآية : 42 )

أيها الأخوة ، من الخطأ الشائع والفادح أن تظن أن الشيطان أضلّ إنساناً .

﴿ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾

( سورة ق )

لا أحد يضل أحداً .

المؤمن آياته كونية وتكوينية وقرآنية والآخر مأخوذ بصنع البشر :

لذلك

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ﴾

لما انسلخ منها ، تجاهلها ، لم يعبأ بها ، لم يفكر فيها أصلاً ، تجد الآن إنساناً كل شيء من صنعة خالق الأكوان يدهشه ، هذا مؤمن ، الشمس عنده آية كبيرة ، القمر آية كبيرة ، خلق الإنسان آية ، البعوضة آية ، النحلة آية ، العسل آية ، النبات آية ، المياه آية ، البحار آية ، وهناك إنسان لا يعبأ بكل هذه الآيات ، يعبأ بسيارة معينة ، بماركة معينة ، بشكل معين ، مأخوذ بصنعة الإنسان ، وقد نسي الواحد الديان ، فالمؤمن آياته كونية وتكوينية وقرآنية ، والآخر مأخوذ بصنع البشر ، متقدمون جداً ، هذا الإنسان الذي اخترع الطائرة ، أحياناً هناك شيء مدهش ! طائرة على ارتفاع خمسين ألف قدم ، تتسع لأربعمئة راكب ، والآن يوجد ثمانمئة راكب ، و هناك ألف راكب تطير بسرعة ألف كم ، وأنت نائم ، كأنك في البيت ، كأنك في بيت فخم جداً ، ماذا أعطى الله الإنسان حتى صنع هذه الطائرة ؟ أعطاه عقلاً ، من خالق هذا العقل ؟ هو الله عز وجل .

المخترعات الحديثة المذهلة التي تلفت النظر دليل على عظمة الله عز وجل :

صدقوا أيها الأخوة ، لو الإنسان تعمق حتى الأشياء التي صنعها الإنسان وتلفت النظر هي دليل على عظمة الله عز وجل .

تصور مدينة محلقة في الجو ، الطائرة مدينة ، بمقاعدها ، بخدماتها ، بجوها المعتدل ، بكل حاجاتك المؤمنة بالطائرة ونائم أيضاً نوماً عميقاً وأنت في الطائرة ، هذا فعل من ؟ القرود صنعت طائرة ؟ معناها الإنسان متميز ، الله عز وجل منحه العقل ، فالعقل أثمن عطاء إلهي ، لما استخدموه في الدنيا ، نقلوا الصوت والصورة ، اخترع الجوال ، اخترع الطائرة ، غاص في أعماق البحار ، وصل إلى القمر .

أنا رأيي حتى المخترعات الحديثة المذهلة التي تلفت النظر يمكن أن تكون دليلاً على عظمة الله عز وجل .

هناك رأي آخر ، لما قال الله عز وجل :

﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ﴾

قال :

﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

( سورة النحل )

معنى ذلك أن الله عزا خلق الطائرة لا إلى الإنسان بل إلى الله ، الإنسان سبق ، فالله عز وجل ألقى في روعه فكرة الطائرة .

عدم اقتراب الشيطان من الإنسان إلا بسبب من الإنسان :

إذاً الشيطان لا يمكن أن يقترب من الإنسان إلا بسبب من الإنسان ،

﴿ فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ ﴾

﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾

( سورة آل عمران الآية : 155 )

أما المؤمنون

﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾

﴿ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾

( سورة إبراهيم الآية : 22 )

﴿ فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ ﴾

الشيطان حينما يأتي الإنسان يأتيه من أربع جهات :

الشيطان حينما يأتي الإنسان يأتيه من أربع جهات ، يأتيه من عن يمينه ، و عن شماله ، ومن أمامه ، ومن ورائه ، من أمامه أحد أكبر وسوسات الشياطين التقدم ، عصر علم ، المرأة نصف المجتمع ، عصر حرية ، الشهوة أساسية في حياة الإنسان ، يجب أن يأخذ الإنسان حظوظه من شهواته ، طروحات متعلقة بالعصر .

ومن وساوس الشيطان ، هذه الأمة ليست إسلامية فرعونية ، يتجاوز الإسلام إلى أقوام عاشوا قبل مئات السنين ، هؤلاء الأقوام ليس لهم دين ، القضية سهلة جداً ، الانتماء سهل أما الانتماء إلى الدين هناك منهج ، هناك افعل ولا تفعل ، إما أن يأتي الشيطان الإنسان من بين أيديهم ، أو من خلفهم ، إما الحداثة ، والعصرنة ، والتقدم ، وعصر الكومبيوتر ، وعصر الفضائيات ، وهذه فضائيات حضارة ، أو أن يأتي الإنسان من ورائه ، هؤلاء آراميون ، هؤلاء فراعنة .

﴿ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ ﴾

( سورة الأعراف الآية : 17 )

أحياناً نقطة ضعف الإنسان عن يمينه ، الصلاة ما صحت ، الوضوء ما صحّ ، يدخله في الوسوسة .

﴿ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾

( سورة الأعراف الآية : 17 )

المعاصي .

﴿ ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ﴾

( سورة الأعراف الآية : 17 )

الطريق إلى الله وطريق التذلل إلى الله محمي من الشيطان :

لكن في جهتين لم يردا في هذه الآية ، الطريق إلى الله محمي من الشيطان ، وطريق التذلل إلى الله محمي من الشيطان ، نحو الأعلى الطريق إلى الله ، ونحو الأسفل التواضع ، هاتان الجهتان محميتان .

﴿ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾

( سورة الأعراف )

من صفات من مشى مع الشيطان دائماً يذم حياته ، يكون صحته طيبة ، له بيت ، له زوجة ، له أولاد ، دخله يكافئ مصروفه ، دائماً يتشكى ، الشكوى من علامات الإنسان البعيد عن الله عز وجل ، المؤمن يرى ما عنده ، عنده إيمان ، عرف الله ، عرف دين الله ، عرف آخرته ، عرف منهج الله عز وجل .

الشهوة حيادية ؛ سلم نرقى بها أو دركات نهوي بها :

إذاً

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾

غوى ؛ انحرف ، هو أراد أن يكون من الغاوين ، والسبب أنه اشتهى الدنيا ، وآثرها على الآخرة ، والآيات التي أحاطه الله بها لم يعبأ بها ، انسلخ منها ،

﴿ فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾

لكن الرحمن ماذا أراد من الإنسان ؟ قال :

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

( سورة الأعراف )

يعني الدنيا حيادية ، الشهوة حيادية ، يمكن أن تكون سلماً ترقى بها إلى أعلى عليين ، والشهوة نفسها يمكن أن تكون دركات تهوي بها إلى أسفل سافلين ، المال حيادي ، إن كسبته من حلال وأنفقته في حلال من نعم الله الكبرى ، والمال أكبر نقمة إن كسبته من حرام وأنفقته في حرام ، أحد أسباب دخول النار ، المال نفسه كصفيحة البنزين ، إن وضعت في المستودعات المحكمة ، وسالت في الأنابيب المحكمة ، وانفجرت في الوقت المناسب ، وفي المكان المناسب ولدت حركة نافعة ، أما إذا صُبت على المركبة ، وأصابتها شرارة أحرقت المركبة ومن فيها هذه الشهوة ، سبب لرقيك ، وسبب لدمارك ، حيادية ، أنت مخير .

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ﴾

الشهوات هذه ،

﴿ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ ﴾

أودع فيك شهوات ، هي حيادية ، لكن الحركة فيها يمكن أن تمثل بـ180درجة ، مسموح لك مئة درجة امرأة ؟ زواج فقط ، يعني الذي يجري بأي مكان حرام يجري في غرفة الزوجين ، لكن هنا الطريقة ترضي الله ، هذه زوجتك ، و هناك إنجاب أولاد ، والأولاد قد يكونوا صالحين في المجتمع وفي للمرأة مستقبل عندك ، هذه زوجة ، وأم ، وبعد بضع سنوات ستكون جدة ، وستكون كبيرة العائلة ، المرأة المتزوجة لها شأن كبير ، أما لو امرأة انحرفت ما دام فيها مسحة جمال هناك من يسأل عنها ثم تلقى على قارعة الطريق .

أيها الأخوة ، الشهوة مرة ثانية حيادية ، سلم نرقى بها أو دركات نهوي بها .

من اتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه:

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ﴾

هو لماذا تغافل عن آيات الله ؟ من أجل شهواته ، الشهوة نفسها لها قنوات نظيفة ، الله عز وجل قال :

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

( سورة القصص الآية : 50 )

المعنى المخالف أنه من اتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه ، اشتهيت المرأة هناك قناة نظيفة رسمها الله عز وجل ، الزواج ، اشتهيت المال ، اعمل في الكسب المشروع ، اعمل في التجارة ، تعيّن في وظيفة ولو دخلها قليل ، لكن النفقات الأساسية مغطاة .

أيها الأخوة ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل الله لها قناة نظيفة تسري خلالها .

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ﴾

أي الشهوة كالمحرك ، لو ما في شهوات ما في حركة أبداً ، صدقوا أيها الأخوة ، لولا الشهوات لما رأيتم شيئاً على وجه الأرض ، هذه الطاولة ما في شهوات ، لا تتحرك ، دعها في هذا المكان مليون عام ، لا تشتهي طاولة مؤنثة ، ولا تأكل لا تشتهي شيئاً ، لولا الشهوات لما رأيت شيئاً في الأرض ، جامعات ، ومعامل ، وصناعة طائرات ، وصناعة أسلحة ، ومصالح ، لأنه يوجد شهوات ، الشهوة محرك ، والعقل مقود ، والشرع طريق ، تصور مركبة بلا محرك ، ليست مركبة ، ليست سيارة ، هذه وقافة ، تصور مركبة بلا مقود ، تتدمر فوراً ، طريق فيه منعطفات تمشي في طريق مستقيم على الوادي ، هناك محرك الشهوة ، مقود العقل ، و هناك طريق هو الشرع .

الشهوة لم يودعها الله في الإنسان إلا ليسمو بها :

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ ﴾

مال للأكل ، للنساء ، مال لشيء لا يرضي الله عز وجل ، اتبع هواه ، اتبع شهوته .

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

( سورة الإنسان )

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

( سورة الكهف الآية : 29 )

﴿ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾

لكن بالمناسبة ممكن أن تتنعم بكل الشهوات التي أودعها الله فيك من قنواتها النظيفة ، مثل ضربته كثيراً :

التقيت بعالم جليل ، قال لي : عندي ثمانية و ثلاثون حفيداً ، ثلاثة عشر حفيداً حفاظ كتاب الله ، وعشرة أطباء ، قلت : هذا الكم الكبير عنده أولاد ، عنده بنات ، والأولاد جلبوا له الكنائن ، والبنات جلبوا له الأصهار ، صار في رأس هذا الهرم ، هناك أولاد مع كنائن ، وبنات مع أصهار ، عنده ثمانية و ثلاثون حفيداً ، كل هذا الكم الكبير أساسه علاقة جنسية ، أليس كذلك ؟ وفي أي بيت دعارة هناك علاقة جنسية ، سقوط إلى الهاوية ، سقوط من عين الله ، من عين الناس ، زاني والزنا جريمة .

الشهوة سلم ترقى بها ، أو دركات تهوي بها ، لما أودع الله فيك الشهوات أرادك أن تسمو بها .

الحرمان غير موجود في الإسلام بل التنظيم و القيم و الطهارة :

والله أيها الأخوة ، هناك أناس صالحون ، تزوج ، تجد زواجه مباركاً ، عاش حياة مديدة في سعادة كبيرة ، أولاد أبرار ، بنات عندهم محبة لآبائهم تفوق حدّ الخيال ، أحفاد ملؤوا البيت سعادة ، هناك حياة أساسها إنسان اشتهى المرأة فتزوج ، شهوة ، الله عز وجل أراد من الشهوات التي أودعها فينا أن نرقى إليه ، والشيطان أراد من الشهوات أن نهوي بها إلى أسفل سافلين ، وكل الشهوات التي تراها بعينك المؤمن متاحة له من طريق نظيف ، بالإسلام لا يوجد حرمان ، لكن في تنظيم ، في قيم ، في طهارة ،

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾

قال لي إنسان مرة (زميل عمل) : أنا عشت مرة منحرفاً ، ثم تزوجت ، أقسم لي بالله ، قال لي : ساعة مع زوجة أشعر بطهر ، أشعر براحة نفسية ، أشعر بسعادة لا توصف ولا مليون ساعة مع امرأة لا تجوز لك أن تجلس معها ، طريق الجنة طريق مريح .

﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ﴾

الآن ائتِ بحمار ، ضع على ظهره كتاب فيزياء ، وكتاب كيمياء ، وكتاب رياضيات ، وكتاب فلك ، وكتاب ديني ، امشِ معه ساعتين ، اسأله سؤالاً بالفيزياء هل يجاوبك ؟ حمار ! مثل آخر :

﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾

يعني يبحث عن شهوته فقط ، بسبب ، أو بغير سبب ، بحاجة أو بغير حاجة ،

﴿ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾

الكلب من خصائصه يتنفس بسرعة ، ولسانه يخرج من فمه أثناء التنفس ، قال تعالى :

﴿ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

كذب بآيات الله الدالة على عظمته ، وانسلخ منها ، فالشيطان جاهز ، هذا صيد ثمين أتبعه الشيطان ، حمله على الزنا ، على أكل المال الحرام .

الغفلة عن الله عز وجل تولد المشاكل و المعاصي :

قبل أشهر إنسان بأعلى مكانة في بلد عربي ، أعلى مكانة ، يملك 23 مليار أعجبته فنانة ، اقترن بها ، ثم تركته ، وأنفق عليها الملايين ، فاشتهى أن يقتلها ، كلف إنساناً أعطاه مليونين من الدولارات ، والأمر كُشف ، والآن هو بالسجن ، إنسان بأعلى مكانة ، بأعلى مرتبة ، بأعلى ثروة ، من أعمدة البلد ، بالسجن ، وضع القيد في يديه ، وسيق إلى السجن ، بصراحة بالتعبير العامي ، لما الإنسان ينقطع عن الله يرتكب حماقة لا يرتكبها طفل .

﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾

( سورة محمد )

الآن كل مشاكل البشر ساعة غفلة عن الله ، يسرق ، بعد يومين ثلاثة أصبح في السجن .

أخوانا الكرام ، أنت بحاجة إلى نور إلهي ، في نبي بدأ بكسب المال الحرام ؟ .

أيها الأخوة ،

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

والحمد لله رب العالمين

http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=1945&id=97&sid=101&ssid=253&sssid=254