الحقوق محفوظة لأصحابها

راغب السرجانيصلاح سلطان
تمر الأمة الإسلامية في الواقع المعاصر بفتن كثيرة، لعل أظهرها فتنة التأخر العلمي، مما جعلها في منزلة متأخرة عن دول العالم المتقدم، في هذه الحلقة نتناول إحصائيات موثقة عن واقع الأمة العلمي، وبيان لأسباب هذا التأخر عند المسلمين، مع توضيح خطوات عملية للارتقاء بالعلماء ورعاية الموهوبيين.

د. راغب : حلقة جديدة من برنامجكم صناعة العلماء و تحدثنا سابقاً عن صفات العالم الرباني و ذكرنا في الحلقة السابقة على وجه التحديد أن العالم الذي نقصده ليس عالم الشريعة و لكن كذلك هو عالم علوم الحياة أي الطب و الهندسة و الكيمياء و غير ذلك من أنواع العلوم النافعة التي من الممكن أن تقدم شيئاً للمسلمين و للعالمين و بحثنا مع الدكتور صلاح سلطان حول هذه القضية و ذكرنا أنه هناك مشكلة و أن العالم الإسلامي يعاني من نقص في فهم عند الكثير من الملتزمين من الكثير من الطلبة و الدارسين في الكليات العلمية من طب و هندسة و غيرها من الكليات تجارة إعلام قد ينظر إلى مذاكرته على أنها نوع من تضييع الوقت إذا ما قارناها بدراسة العلوم الشرعية يهتم بحِلق القرآن الكريم و هي في غاية الأهمية بالقراءات الشرعية في دراسته و لا يهتم بنفس الدرجة أو قريباً منها بالتخصص الّذي وضعه ربنا عز و جل فيه ، و اعتبرنا أن هذا النقص في الفهم يؤثر بشكل كبير على حركة الأمة الإسلامية و حركة الدعوة بشكل عام .

اليوم نتكلم على قضية الرجل الّذي يضيع الأمة من هذا الباب ألا يعتقد أن وضع الأمة الإسلامية كرؤية في عيون الآخرين أو حتى في عيون المسلمين غير الملتزمين ، دعوياً في الّذي تكون فيه ألا يكون فتنة للآخرين في وضع متأخر و متخلف علمياً في علوم كثيرة جداً مختلفة أهذه فتنة أم ماذا .

د. صلاح : بل هي فتنة و لكن أكثرهم لا يعلمون

بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله سبحانه و تعالى على هذا الفضل الكبير لأنه جمعنا معاً لمناقشة هذه القضية الأساسية المحورية في الأمة اسلامية و هي قضية صناعة العلماء و أعتقد أنه من الضروري أن يستشعر كل إنسان بما يسمى في الشريعة الإسلامة بفرض الكفاية فبمجرد أن الله سبحانه و تعالى اختارني و استخرت الله و اخرت أن أكون في تخصص الهندسة أو الفلك صار فرض كفاية على الأمة أن توجد متخصصين أكفاء نبغاء في هذا التخصص و في كل علم نافع .

د. راغب : لو نعطيك نصف دقيقة لشرح الفرق بين فرض العين و الكفاية .

د. صلاح : صلاة الفريضة (صبح – ظهر – عصر – مغرب – عشاء ) فرض عين و صلاة الجنازة فرض كفابة و لو لم يصلي أحد عليه كل من علم به فلم يصلي عليه فهو آثم لكن إن صلى أحدهم عليه كفى الإثم عن الآخرين ، الصلاة غير حمل الجثة لا يستطيع احدهم لوحده أن يحمل الجثة ففرض العين من الممكن أن يقوم به واحد و لا يستطيع احد أن يقوم به فيبقى فرض الكفاية حتى تكتفي المنطقة التي نتكلم عنها فلو مثلاً أحدهم في حادث يحتاج إلى 3 ليتر دم فتبرع أحدهم بلتر و نصف و آخر تبرع بنصف ليتر و آخر كذلك فأصبح لترين و نصف ليتر إلى أن تتحقق 3 لتر فالكفاية تعني ان الأمة وصلت في هذا التخصص إلى الحد الأدنى من فرض الكفاية التي وصلت إليه الأمم السابقة و الأصل أن يزيدوا عن هذا و يصلوا إلى قمة التفوق في هذا التخصص

د. راغب : علوم الشريعة أتعتبرها من علوم فرض الكفاية .

د. صلاح : علوم الشريعة مما لا يسع المسلم جهله صلاته و صيامه و زكاته و حجه و زواجه و بيعه و شرائه كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما أورد الإمام الكتاني في كتابه (( التراتيب الإدارية )) يدخل السوق و يسأل التجار عن أحكام البيع و الربا لأنه فرض عين عليه أن يعرف الفرق بين البيع و الربا فإن لم يعرف التاجر أقاله من السوق فكأنه سحب منه الرخصة الإدارية في العمل ، فمن يتزوج يجب أن يعرف أحكام الزواج في الإسلام و الواجبات الشرعية بالنسبة له .

إنما الفرض العام أن يحكم أحكام الصلاة و الصيام و الحج إنما أنه كل واحد يعرف كل التفاصيل و يترك التخصص الأصلي -و هذه هي البلوى التي نعيشها الآن- يكون هناك متخصصون في العلوم الشرعية يدققون في كل صغيرة و كبيرة و هم أهل الذكر و الاجتهاد في هذه القضية أما أهل الذكر و الاجتهاد في الطب و العلوم الصيدلانية و الكيميائية . . . إلخ ، هذا فرض كفاية يجب على الأمة الإسلامية و الإمام ابن القيم له بحوث رائعة في هذا و ابن تيمية في (( السياسة الشرعية )) و آخرون هذه قضية مطروحة بقوة في الفقه الإسلامي أنه يجب على الأمة أن يوجد فيها عماء و نبغاء في كل التخصصات النافعة و أن يقودوا حركة الحضارة و انا لا أستطيع ان أفهم :

(( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ))

( الأنعام / 14 )

أي أن أكون في الصف الأول في الصلاة و لا أكون الأول في تخصص علوم الحياة في أي تخصص من تخصصات علوم الحياة .

بل إنني كما ذكرت في الحلقة الماضية من علوم الدين و العلوم الإسلامية و لا أسميها من علوم الدنيا

د. راغب : أنا كنت أقرأ كتب السلف القديمة تقسيم العلوم لعلوم دنيوية و علوم دينية أي علوم الشريعة والعلوم الدينية غير ذلك فاخترعت اسماً هو علوم الحياة أقول أن علوم الدين هي علوم الشريعة و العقيدة و الفقه و الحديث و الأخلاق و الرقائق و ما إلى ذلك من امور و علوم الحياة التي هي يعني تصلح بها الحياة و نستعمل بها الحياة كما أمر ربنا سبحانه و تعالى كالطب و الهندسة و الفلك فقلت أن الدنيا في الأحاديث و الآيات مذمونة حتى وصل الأمر حتى قال الرسول صلى الله عليه و سلم :

(( ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، وعالم ، أو متعلم ))

الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2322

خلاصة حكم المحدث: حسن غريب

ذكر أن قضية العلم أنها من القضايا القليلة التي تعفي الإنسان من لعنة الدنيا التي أطلقت بشكل عام إلا باستثناءات معينة محددة ، يزهدنا فيها الحبيب صلى الله عليه و سلم لكن الحياة تأتي بذكر الطيب

(( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))

(النحل / 97 )

فيذكر الحياة على انها طيبة فعلوم الحياة أعتقد أنها أنسب للحديث و تعطي حياة مكرمة و معظمة و فيها نوع من الإجلال و التقدير

د. صلاح : لا أجد حرجاً من أن نسميها علوم الدين هذه العلوم الحياتية و أن العلوم الخاصة هي علوم الشريعة ليدخل تحتها علوم القرآن و الفقه و أصوله . . .

د. راغب : علوم الطب و الهندسة علوم الدين و العلوم الإسلامية ؟

د. صلاح : نعم

د. راغب : فهي ليست خاصة بالمسلمين

د. صلاح : أقصد أن المسلم إن قام بها و هو متجردٌ لله سبحانه و تعالى تدخل ضمن التزامه الإسلامي و هي من العلوم الإسلامية بالفعل و على كلِ لا مشاحة في الاصطلاح .

د. راغب : أريد مشروع منكم تقوم به و تعلم الجمهور به لتحل مشكلة التي يواجها العلماء أو طلبة العلم في كليات العلمية الخاصة بعلوم الكيمياء و الهندسة و غيره من الانشغال بالجانب الشرعي و ترك الجانب العلمي أن تخرج لنا كتاب (( ما لا يسع المسلم جهله )) و هذا الكتاب يقرأه طالب الطب و الهندسة و الكيمياء و الزراعة و غيره من التخصصات المختلفة فإن قرأ هذا الكتاب أصبح عالماً يجب أن يعلمه في أمور الفقه و التعامل في البيع و الشراء و ستظل هناك بعض الوجوه التي يجب أن يعرفها عالم الطب مثلاً في قضايا شرعية في الطب لا بد أن يعرفها بحكم تخصصه لا ينبغي و لا يشترط للمهندس أو للتاجر أن يعرفها لكن ستجمع في هذا الكتاب من العقيدة و الحديث و الفقه و غيره الأمور التي ينبغي على المسلم بشكل عام أن يعرفها طبعاً في كتب أخلاق و عقيدة المسلم لكن أيضاً مازالت تتكلم بشكل عام و لا تحدد أموراً معينة فإن أنجزتم هذا الكتاب ستكفينا جزءاً كبيراً فنقول يا طلبه فرع كذا إقرؤوا هذا الكتاب ثم أبدعوا في تخصصكم . . . ننتظر في الجزء الثاني من البرنامج أن تحضر لنا هذا الكتاب في هذا الفرع ، فتنة كبيرة أن يرى الغرب و الشرق المسلمين بهذا الوضع أذكر مرة كنت في اليابان و تحدث معي أحد المسلمين الّذين يعيشون في اليابان و يذكر لي انه دعى احد اليابانيين إلى الإسلام و قرأ قليلاً عن الإسلام و قال أنا أجد بعض التعاليم الجيدة لكن لماذا أقرأ هذه الأشياء و أرتبط بهذا الدين أجد نفسي بوضع مريح و أمتي بوضع متقدم و أجد أمتك في وضع متخلف و أمتك تحتاج أمتنا كثيراً أتريد مني أن ألتحق بهذا الدين الّذي وصل بكم إلى هذه الحالة من التخلف نحن لدينا الكثير من الديانات و الملاحدة و نخترع بالرغم من ذلك الكثير من المور طبعاً هذا فهم قاصر و محدود نقول أنه خاطئ لكن الأمر أصبح فتنة له فنقول أن القول الّذي قاله ينطبق على الآية الكريمة :

(( رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ا ))

( الممتحنة / 5 )

بهذه الحالة الت عليها الأمة الإسلامية



د. صلاح : كان الشيخ الغزالي رحمه الله يقول لو نشأت في بلاد الغرب لن أفكر بالإسلام فكيف و أنا دولة متقدمة صاحبة براءات اختراع و مصانع و الأمة الإسلامية مستهلكة متخلفة رجعية و الحريات فيها تراجع هذه فتنة بالفعل و لذلك أنا أحب من أخواني أن ينهضوا و أحب ان أبشر أيضاً أنه هناك مسابقات على مستوى العالم كله لباحثين من الشباب بشكل خاص تحت 35 عاماً و تقدم 700 باحث و في إحدى تلك المسابقات التي جرت في أمريكا لكن جمعت البحوث من كل دول العالم من اليابان و أستراليا و أوربا و فاز بفضل الله أحد المسلمين و لا أنسى و أنا أعيش في ديترويت ميتشيغين كتبت لوحة لإحدى بناتنا هناك تسمى فداء والدها من العراق هذه البنت كتبت على اللوحة الإلكترونية في أكبر شوارع ديترويت -شارع فورد- أنها أذكر فتاة دخلت إلى المدرسة منذ 30 عاماً

د. راغب : طبعاً الأمة الإسلامية ليس لديها نقص يمنعها من الوصول لكن الأمر هو الهدف أواضحة ام لا .

د. راغب : ذكرت موضوع براءات الاختراع سأقول للأخوة بعض الأرقام التي تثير القلق

د. صلاح : فعلاً هي مذهلة و أرجو أن يكون لدى الجمهور هذه الأشياء و يبدأ كل واحد يشعر بمسؤوليته أمام الله في كل كلية من كليات الحياة .

د. راغب : هذا واجب على هؤلاء الطلبة و العلماء الّذين وضعهم ربنا في هذا المكان أن يغيروا االأرقام التي سأتناولها مع أخواني و أخواتي

ففي سنة 2004 قدمت مصر اختراعا واحداً براءة اختراع طبعاً لست في محل ذكر ما هي الاختراعات التي قدمت و حدث تطور في سنة 2005 و قدمت حوالي 34 اختراع طبعاً قفزة ، و في سنة 2006 وصلنا إلى 104 اختراع الحمد لله كان في نوع من

التقدم و مصر بهذه الأرقام في سنة 2006 كانت الدولة الثانية إسلامياً بعد تركيا سنة 2006 قدمت مصر 104 اختراع و تركيا قدمت أكثر من ذلك بقليل و العالم الاسلامي قدم أقل من ذلك في حين كان الكيان الصهيويني المزروع في أرض فلسطين الحبيبة قدم في ذلك العام 1222 اختراع !! و هي أكثر بكثير من مجموع الاخترعات المقدمة من كل دول العالم الإسلامي من اندونيسيا إلى المغرب

هذه أرقام مفزعة فالكيان اليهودي قدم 1222 اختراع محتلاً بذلك المرتبة 15 على العالم من ناحية الاختراعات و أعدادهم قليلة و ظروفهم في فلسطين متقلبة فالمقاومة الإسلامية الحمد لله قوية ، مع ذلك قدموا اختراعات كثيرة أقول للأخوة أنه أمريكا في سنة 2006 قدمت أكثر من 41000 اختراع في هذه السنة !! و بذلك تكون هي الدولة الأولى في العالم ، و جاءت اليابان الدولة الثانية بـ 19000 اختراع و قليل هذه الأرقام أعطت ترتيب لدول العالم من ناحية براءات الاختراع أقول للأخوة أن الاختراع ليس من الضروري ان يكون جهاز جديد و لكن طور شيئاً ما ، كما لو أنه مثلاً لدي دواء له مضاعفات جانبية و قدمت اختراعاً يقلل من المضاعفات الجانبية فأصبح هذا اختراعااً و لو كان لدي تلفاز فقدمت جزءاً الكترونياً فحسن الصورة أو لو اختراع في الموبايل في صاروخ أو الفضاء أو السلاح أصبح اختراعاً يسجل باسمي و هناك هيئات عالمية تسجل ذلك و مجموع ما أتى من هذه الدولة يحدد مكانتها العلمية على العالم و هذه الأرقام تعطينا تفسيراً واضح لسنة ماضية ليس هناك محاباة لدولة على حساب دولة لكن هو العمل

(( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ ))

( هود / 15 )

د. صلاح :

(( إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))

( الأعراف / 139 )

د. راغب :

(( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ))

( الرو م / 7 )

فالقضية الكبرى أن يرى المسلم أن هذه الاخترعات تضييع للوقت و يترك هذه الأشياء للنصارى و اليهود و الشيوعيون و البوذيين و الهندوسيين و غيرهم ممن يتقدمون باختراع جديد ، فأمريكا هي الدولة رقم واحد و لا ننكر ذلك قوة و سيطرة و اقتصاداً و قيادة للعالم و رأياً و يتبعها أهل الشرق و الغرب هذا لا يأتي من فراغ لا بد نتيجة ما قدم نالت هذه المرتبة .

نقول أن الكيان مزروع في عمق العالم الإسلامي بين اندونيسيا و المغرب أي في عقر دارنا حولها عدد هائل من المسلمين لم زرع هذا الكيان في هذا المكان و رغماً عن انوف ملايين المسلمين أكثر من 300 مليون مسلم في العالم أقول أنه هناك أسباب و من ضمن هذه الأسباب أنهم يهتمون الاهتمام الكافي والمتفوق بالعلم فسبقوا بها و حققوا إنجازات ضخمة .

آخر معلومة و تعليقاً على هذه الأرقام المفزعة أقول ان بعض الدول سكانها أعدادهم قليلة و بضهم كبير و قلنا في الحلقات السابقة أن اليهود عددهم 12 مليون على مستوى العالم كله و في أرض فلسطين و ما يسمى بإسرائيل يوجد 5 مليون أو تقريبا الدولة التي تقدم 1222 اختراع و عدد سكانها قليل فهذا إنجاز بالنسبة لدولة عدد سكانها كثير فكي لا تظلم تلك الدول نقسم عدد الاختراعات على السكان في تلك الدولة لنرى كم ساكن في الدول ينجز اختراعاً فوجدوا أنه لكل 5 آلاف صهيوني في إسرائيل له اختراع و كل 6700 في أمريكا له اختراع و بالتالي أصبحت الدولة الصهيوينة تسبق أمريكا بمعدل الاختراع بالقياس لعدد السكان فلو زاد عدد سكانهم لخترعوا أكثر من أمريكا لكن لقلة عددهم اختراعاتهم قليلة ، و اليابانيين حوالي 4300 اختراع و إن طبقت هذه النسبة على مصر و هي متقدمة على غيرها من الدول الإسلامية أقول أنه يصبح هناك اختراع لكل 900000 مصري فإن قلت أنه لكل 5 آلاف صهيوني اختراع فلكل 900 ألف مصري اختراع فالبون الشاسع يوضح المعادلة التي أرض فلسطين و الصوت العالي للصهاينة و الصوت المنخفض الّذي نسمعه من المسلمين هذه أسباب إن أخذنا بها تقدمنا و غن تركناها تخلفنا ، ما تعليقكم ؟

د. صلاح : الجهاد العلمي غاب عن عقول الكثير من أبنائنا الطلاب و أخواننا الموجودين في المعامل في هذه الكليات التي من الممكن أن تقدم براءات الاختراع هذا جهاد و واجب شرعاً فالجهاد ليس بالسنان فقط فالجهاد الان و قبل الآن الجهاد العلمي و تحقيق قدرة علمية على الابتكار و الاختراع هذا أمر الله سبحانه و تعالى استعمرنا في هذه الأرضو عمارتها تقتضي أن يقودها المسلمون كما كانوا يقودونها من قبل كما كان الخليفة يهدي الساعة إلى ملك من ملوك أوربا يخاف و يعيتقد أن الجن فيها

د. راغب : لدرجة انهم كسروا الساعة

د. صلاح : فالمسلمون هم أصحاب براءات الاختراع الأولى أم أن نجلس و نلعن الصهاينة و من يمده من الصليبيين و غيرهم و لا نحفر في الصخر لنقدم براءات اختراع أعتقد أن في ذلك إثم كبير لا يقل عن ترك الصلاة و الفطر في نهار رمضان فلا بد من هذا التوازي بين الشعائر و التقدم العلمي الّذي يجب أن يخوضه الإنسان ، طبعاً لا شك أنه هناك مناخ عام يفتح الباب للعلماء في الكيان الصهيوني و الأوضع الأمريكي الّذي يجعل 1222 اختراع على مدار العام و في أمريكا 41 ألف و اليابان 19 ألف اختراع فهناك مناخ عام يلتقط النبغاء و يجعلهم في المصاف يهيء ذهنه و غقله و أذكر أنه بعد إقامة سنة في الولايات المتحدة الأمريكية جاءتنا رسالة من مؤسسة Who Is Who و قالوا أن ابنتك ستكون من أحد 5% سقودوا الحركة العلمية و سيقودوا أمريكا فنريد من الآن أن نبداً ببرامج علمية خاصة بها لكن كان في برنامجه أشياء تغضب الله تمنيت أنه في بلادنا الإسلامية برنامجاً يتبنى النبغاء و الموهوبين و يجعلهم أصحاب قوة في براءات الاختراع لكن للأسف طلابنا و علماؤنا في السجون و لدينا براءات الاختراع في تزوير الانتخابات و التعذيب و في البرامج الترفيهية المحرمة في التمثيل و الكذب و الاحتيال . . .

د. راغب : لم يدخل العلم قي بؤرة اهتمام الولاة . . .

د. صلاح : أنت ترى في المقابل الكيان الصهيوني ينفق على البحث العلمي من الميزانيات أكثر مما تنفقه الدول الإسلامية المجاورة لها مع أننا نحن لا نتكلم عن دول فقيرة من ناحية الدخل القومي نحن نتكلم حتى عن دولة كبيرة جداً لم تخصص للبحث العلمي و لا للعلماء الميزانية الكافية ففي جانب سياسي و أعتقد لنكون منصفين أيضاً

(( لما سال الجداء المسمار لم تشقني ، قال المسمار : سل من يدقني ))

الغرب حريص على تحويل المنطقة الإسلامية لمنطقة فراغ علمي و حريص على إبقاء انظمة دكتاتورية لا تعترف بالعلم و لا العلماء و أذكر وزير التعليم الأمريكي سنة 1981 أجري استبيان وزع على 19 دولة و تضمن ما هي الدولة الأكثر تقدماً من ناحية تقدم الطلاب في المدارس الثانوي و الجامعات و تبين أن أمريكا في هذا الوقت هي الدولة 19 و أعيد الاستبيان 7 مرات وفق معايير ثم قال وزير التعليم الأمريكي في هذا الوقت و أوردت هذا موثقاً في كتابي (( مشاركة المسلمين في الانتخابات الأمريكية وجوبها و ضوابطها الشرعية )) قال لو فرض هذا أحدهم على أمريكا لاعبرت حالة حرب يجب أن تقام و تشن الحرب عليها و بدأ التطوير الهائل جداً على القضابا العليمية لينتج هذه الاختراعات .

لكن لدينا الأمر مختلف فلدينا كبار مستشارين في العلوم الإنسانية و ليس فقط في العلوم الحياتية من أمريكا و من غيرها يفرضون نظماً متخلفاً على بلادنا و مع هذا يمكن التحدي .

د. راغب : قلنا في حلقات ماضية ان الغرب هو المتربص بقضية العلم تحديدا ، لكن الوقت أخذ بنا و تكلمنا عن أمور فتحنا فيها الأبواب و لا بد ان نتكلم فيها بشيء من التفصيل و هي من أهم الموضوعات التي يجب أن ننشغل بها و أيضاً موضوع هذه الميزانيات التي تكلمت عنها لذا ننتظركم في الحلقات القادمة مع استكمال هذا الموضوع المهم و نسأل الله أن يمن علينا بالفهم الدقيق و العمل الصالح .

جزاكم الله خيراً

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

* * *