الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله الرحمن الرحيم

كنز اليوم هو رؤية الملك ورؤية عبوديتنا له وأن أي شيء أملكه ربنا هو الذي ملّكه لي لأننا نحيا في ملك ربنا ونستخدم ممتلكات ربنا لذلك اسمه الملك وليس المالك فهناك فرق بين الملك والمالك فأنت قد تكون مالك لشيء ولكن ليس لديك القدرة على التصرف فيه أما الملك هو الذي يستطيع التصرف فيما يملك والله ملك مهيمن يعني مسيطر لا أحد يستطيع أن ينزع منه الملك .

قال صلى الله عليه وسلم : " يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون " .

واعلم أيها الإنسان أن كل شيء خلق قبلك وهو ملك لله عز وجل وأنت تحيا في ملك الله , لما جاء وفد اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه ماذا كان أول هذا الأمر ؟ قال صلى الله عليه وسلم " كان الله وحده ولم يكن معه أحد " ثم خلق المخلوقات كلها ثم خلق سيدنا آدم في ساعة من يوم الجمعة ثم حصل الموقف المشهور مع الشيطان ونزل سيدنا آدم للأرض وكان كل شيء مسخر له بإذن من الله عز وجل .

واعلم أيضاً أن السعادة بإذن الله عز وجل إذا أراد للقلب أن يعيش سعيد سيسعد وإن لم يأذن له مهما بحثنا عن أدوات الترفيه فلن يسعد .

الله سبحانه وتعالى ساعدنا على معرفته بأنه خلق فينا النقصان أي أنك لما ترى ضعفك ترى قوة الله عز وجل أي أننا لدينا احتياج لله عز وجل في كل شيء فمن رأى أنه يملك كل شيء ولا يحتاج إلى أحد هذا الإنسان عايش على الهوى , لأن الله القيوم قائم بكل شيء لو أوقف عنا الهواء لدقائق معدودة سنموت جميعاً فنحن لا نملك من أمرنا شيء لأننا نحيا في ملكه وبأمره جل في علاه قال رب العالمين : ( إنما أمره إذا أراد شيئاُ أن يقول له كن فيكون )

وقالوا في تعريف العبودية :- أن لا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركاً إلا بأمر من رب العالمين سبحانه وتعالى .

لكن مشكلة الإنسان النسيان أي أنه ينسى أنه عبد في مملكة الملك عز وجل فيتصرف في الأشياء وكأنها ملكه . ثم ذكر الأستاذ أن مصر لما أرادت بناء السد العالي استعانوا بسبعين شركة لنقل المعبد الفرعوني وأن سيدنا سليمان لما أراد عرش ملكة سبأ أتاه قبل أن يرتد إليه طرفه فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي أي أنه اعترف بضعفه وأن هذا حصل بأمر من الله سبحانه وتعالى .

وبقدر ما تكون عبدا لله يجعلك الله سيدا في الدنيا وفي الجنة وبقدر ما تكون مسيطر ومتكبر في الدنيا يجعلك الله ذليل في الدنيا والآخرة مثل سيدنا يوسف كان عبدا لكنه كان يملك شهوته أي أنه كان عبدا لله فسيّده الله على شهوته والملكة كانت أمة لشهوتها فأصبحت أمة بعد ذلك . إن أكثر شيء يذل الإنسان انشغاله بالدنيا عن الله عز وجل وعندما يكون ذليل للمعصية ويوم القيامة كل شيء ظننته ملك لك سيخرج عن طوعك حتى يدك ورجلك كل شيء سيشهد عليك وأنت لا تستطيع أن تمنعها لأنها ليست ملك لك ولا بأمرك .

قال صلى الله عليه وسلم : " من كانت الآخرة همه جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له "

علينا أن نساعد بعضنا على رؤية الملك بعدم التكبر على أحد ومنع خير الله عن أحد.

المصدر: http://www.moustafahosny.com/forums/post223068-1.html