الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد العريفي
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،لماذا أحيانا يدرس اثنان على مقاعد الدراسة، يجلسان بجانب بعضهما البعض، وبعد عشر سنوات أو عشرين سنة، ترى أحدهما في مكان عال سواء في منصبه، أو في ثقافته، أو في علاقاته الاجتماعية، أو ربما أيضا في غناه وكثرة ماله ،بينما ترى الشخص الأخر على غير ذلك، هل هي الأقدار فقط التي تتحكم بذلك ؟أم أننا نستطيع بإذن الله تعالى والتوكل عليه أن نعمل وأن نجتهد، وأن نحرص على أن نكون شيئا مذكورا، هل اعتماد الإنسان فقط على القدر وعلى ما يأتي به الله تعالى دون أن يبذل أسبابا في سبيل أن يحصل على الخير، أو يتوقع الشر، هل هو أسلوب شرعي في التعامل مع الحياة ؟ ما هو الطموح؟ وما هي الهمة العالية؟وما هي الأحلام التي يضعها الإنسان في حياته ويسعى إلى تحقيقها؟ هل هناك أشخاص وضعوا أحلاما في حياتهم واستطاعوا أن يحققوها،بالرغم من أنها كانت أكبر من حجمهم عندما حلموا بها؟ ما هي أحلام اليقظة ؟وكيف يستطيع الإنسان أن يتعامل معها؟ تعالوا نتحدث عن الطموح، نتحدث عن الأحلام التي يمكن أن تتحقق، نتحدث كيف يمكن للإنسان أن يكون رقما مميزا في هذه الحياة؟ كيف غير النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حتى أصبحوا أشياء مؤثرة في المجتمع بدل ما كانوا في الجاهلية أحدهم ربما يؤد ابنته التي خرجت من صلبه مخافة أن تطعم معه، تعالوا نتكلم اليوم عن الطموح.

الطموح :

النبي عليه الصلاة والسلام طبعا كان هو رأس الهمة العالية عندما يتعامل معه أصحابه الكرام ، وكان صلوات ربي وسلامه عليه، دائما يبث فيهم روح الهمم العالية ، وتلاحظ هذا حتى من خلال تعاملاته ،مثلا يأتي إليه أحد من الصحابة ويقول: يا رسول الله ما أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة؟ ،انظروا إلى الطموح العالي، أني أنا لما اختار بين الأعمال ، وأنتم تعلمون أن الأعمال تتفاضل، هناك عمل أفضل من عمل، فأنا لما أتي مثلا وأتصدق على إنسان بعيد، أعطيه عشرة ريال، ممكن أعطيها مثلا ذا رحم أخي الفقير أو أختي الفقيرة ، أعطيه نفس العشرة ريال ويكون الأجر أعظم ، كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : '' الصدقة على ذي الرحم، صدقة وصلة '' فهي نفس العشرة ريال، لكن أحسنت اختيار الشخص فصار الأجر أعظم فهذه همة عالية ، فالصحابة يقولون يا رسول الله ما أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة؟ فيقول عليه الصلاة والسلام : '' ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من الخلق الحسن '' ويأتي الصحابي الثاني يا رسول الله قال نعم : ما يضحك الرب من عبده ؟ قال : '' أن يقذف العبد نفسه في العدو حاسرا '' أي بدون أن يكون عليه درع ،ويأتي ثالث يا رسول الله قال نعم قال: "ما أحب..؟"، انظر دائما أفعال تفضيل: ما أثقل، ما أفضل، ما أحب، قال نعم : ما أحب الأعمال إلى الله ؟ قال عليه الصلاة والسلام : "الصلاة على وقتها" وفي رواية "الصلاة على أول وقتها" ،هذه هي الهمة العالية التي كانت عند الصحابة نحن اليوم يصلح بإذن الله أن نتشبه بهم كما قال:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** فان التشبه بالكرام فلاح

أنا أسألكم هل عندك أحلام معينة، يعني الآن أنا لو أسألك يا سامي ما تتوقع وأقول لك ما تتمنى يكون حالك يا سامي أنت الآن عمرك 22 أو 23 سنة أو لا؟

سامي : لا أكثر

سماحة الدكتور العريفي: أنت شايب وأنا لا أدري نخليها 26 لا تقول أكثر .

سامي : أكثر

سماحة الدكتور العريفي: خليها 55 لو أقول لك ما تتوقع يكون حالك بعد 20 سنة لو أنت الآن مثلا 25 سنة لما يصير عمرك 45 ما تتوقع يكون حالك؟

سامي : تجدني الصبح أوصل أبنائي وبناتي الكلية أو الجامعة هذا هو ،نصف ساعة واصل الدوام لا أحد يوقع عني .

سماحة الدكتور العريفي :طيب تتوقع يصبح عندك بيت كبير مثلا أو شقة عادية ؟

سامي: أكيد بما إن البنات والعيال موجودين أكيد البيت كبير.

سماحة الدكتور العريفي :طيب يصبح عندك فلوس تبني بيت كبير .

سامي: والله هذه أمنية

سماحة الدكتور العريفي : طيب أمنية من الأمنيات .

سماحة الدكتور العريفي : طيب كم تتوقع أن يصبح رصيدك بالبنك في ذلك الحين كده توقع صدق ،من غير الاعتماد على غيرك مثلا تقول ،والله الشايب يموت ويأتيني ورث والعجوز ترث .

سامي :من المليونين إلى ثلاثة يا الله يا رب .

سماحة الدكتورالعريفي : طيب ما تتمنى إنه يصبح عندك، لما يصبح عمرك 45 ،ما حلمك بعد 20 سنة؟

سامي :الحلم بعد ما كونت عائلة وقدرت إني أحافظ على هذه العائلة والبيت والسيارة هذه ألزم عندي من كل شيء.

سماحة الدكتور العريفي : احلم شوي أعطيني كده أحلام ،احلم شوي معي يا أحمد .

أحمد: والله انظر يا أبو عبد الرحمن،أمانة الواحد يمكن ينظر قليلا إلى الأمام، إلى كون الوضع الحالي بالإعلام، وخوضه بالإعلام ،يمكن أكون إعلامي في ذلك الوقت يشار إليه بالبنان، إعلامي يمكن هذا الطموح الذي يراودني حاليا.

سماحة الدكتور العريفي : وأنت يا أبو صالح؟

أبو صالح: ما تتوقع يا أبو عبد الرحمن

سماحة الدكتور العريفي : والله أتوقع أول شيء إن وزنك ينزل عشرة كيلو.

أبو صالح: والله هذه بعد شهر إن شاء الله ، غيرها أعطينا أبعد شوي .

سماحة الدكتور العريفي : والله أتوقع انك ستصبح عالم من علماء المسلمين .

سماحة الدكتور العريفي : لكن السؤال : هل الآن نحن يا جماعة الشخص لما يحلم هل هو يسلك الطريق الصحيح لتحقيق هذا الحلم؟ مثلا شخص يحلم أن يتزوج ابنة عمه لأنها فتاة متدينة وجميلة، فهل أنت سلكت الطريق الصحيح لأجل تحقيق هذا الحلم ؟ قال:نعم والله سلكت الطريق الصحيح، قلت:وما هو قال: أعلم أن عمي لن يزوجني إلا إذا كان معي وظيفة وأبشرك أنا الآن اسعي وإن شاء الله احصل وظيفة قريب ، أو أدري أن ابنة عمي ما تتزوجني إلا إذا كان معي ماجستير ،وأبشرك يا شيخ ،أنا الآن أخر سنة بكالوريوس متفوق وإن شاء الله مخطط أقدم ماجستير ، أنت الحلم الذي تريد أن تحققه، مهما كان كبير ،أهم شيء ما يكون حلمك مجنون ، مثلا حلمي أني املك مائة مليار دولار خلال سنتين، تقول له كيف؟ يقول لك قلت لي يا أخي احلم احلم، وأنا جالس احلم ،لكن يجب أن يكون الحلم بحدود معينة وحلما واقعيا وليس شيئا كلما أردت تحقيقه تراه شيئا بعيدا جدا .

تعالوا نتكلم عن الحلم بصفة عامة وكيف كان النبي عليه الصلاة والسلام يجعل أصحابه

هممهم عالية، عندما يريدون تحقيق غايات معينة في حياتهم.

أحمد: قبل أن نكمل وتذهب للموضوع، سنقلب عليك يا ترى ما هي أحلامك؟

عبد العزيز: ترى ممكن الواحد يحلم حتى بعد الستين.

سماحة الدكتور العريفي : بعد عمر الستين ،أنا شباب يا أخي، أنا بإذن الله تعالى في تخطيطي لنفسي أن أضم إلى الدعوة إلى الله تعالى بالعربية الدعوة باللغة الانجليزية بإذن الله تعالى وأنا قطعت بها مسافة لا باس بها .

من ضمن أحلامي بإذن الله تعالى أني أصبح من العلماء المسلمين المؤثرين في العالم، ليس من الدعاة الذي له درس بالمسجد الذي بجوار البيت لا،أصبح عالما له تأثير حيث أصل إلى مرحلة من التأثير أنك مثلا تخاطب حكام دول تنكر عليه تنصحه،توجهه ، و تشفع في دعاة يضيق عليهم ونحو ذلك ، بإذن الله تعالى أنا ماسك خط أرجوا بإذن الله

تعالى أن تروا منه شيء يسركم ، ذكرتني لما كنت بأولى جامعة، أول أسبوع في الكلية، تعرف الشخص لما يتخرج من الثانوي وينتقل إلى الجامعة فتصبح عنده مشاعر أنه صار كبير وكبرنا ونحن جامعيين يا شباب وأبوك اشترى لك سيارة وكذا ، فأول ما سلمونا الكتب وكانت الكتب تأتينا صغار كده القواعد والبلاغة وما إلى ذلك، فأعطونا كتب ست مجلدات فتح القدير في التفسير للشوكاني فأخذت القلم لأكتب اسمي على الكتاب ، وبجواري أحد الشباب، طبعا نحن أول مرة نقرأ كتب بهذا الشكل، طبعا كانت عندنا كتب من قبل لكن اقصد لم تكن دراسية ، عندما تصبح تأتي إلى الجامعة ومعك مجلد 600 صفحة غير تأتي الجامعة وأنت معك شنطة أو كتب مربوطة ، وكتبت د. محمد العريفي، وأنا كان لسه عمري يمكن كده 18 سنة على ذكر أنت ما أحلامك لما تسألني ، وبجواري أحد الشباب متخرج معي من الثانوي قال: د/ محمد العريفي، قلت: نعم، قال: دال، ماذا تعني؟ قلت: دال يعني دكتور ،قال: أنت وجه دكتوراه ،يعني بعيدة عليك ،أمر عجيب تعرفون ما قال لي! قال: دال ليس دائما اختصار كلمة دكتور ،ممكن تكون دجاجة ،فقلت له ستعلم حين ينكشف الغبار أفرس تحت رجلك أم حمار ، سنرى بعد عشرة سنوات سنرى من يأخذ الشهادة أنا أو أنت ،أنا اقصد أحيانا يبتلى الشخص بأشخاص هم أعداء النجاح ،يحبط من عزيمتك حيث تقول له مثلا أنا بإذن الله سأصبح عالم من العلماء، سأصبح مؤثر ،وبدل ما يقول لك :نعم، بيض الله وجهك، والله تعجبني همتك العالية، والله يا أخي إنك بطل يا ليت الناس مثلك ، بل يهبط من عزيمتك ويبدأ يقول لك أنت ممكن تكون كده ،ما يمكن يعطيك طموح عالي .

و هذا يذكرني بعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أول ما توفي النبي عليه السلام كان عمر عبد الله بن عباس 13 سنة ، وكان عبد الله بن عباس راغبا منذ صغره أن يصير عالما ولكن الواقع لم يساعده لأنه كان صغير والنبي عليه الصلاة والسلام كان يغلب عنده الكبار الذين يأتون عنده ،وكان أيضا إذا سافر النبي عليه الصلاة والسلام أحيانا إلى تبوك يجلس ثلاثة أشهر أربعة أشهر ،وفتح مكة يجلس مثلا شهر بين الطريق

وفتح مكة، فما كان عبد الله بن عباس يخرج معهم لأنه صغير، وكان في السنة كاملة لا يجلس مع النبي إلا أيام معدودة مع النبي عليه الصلاة والسلام وكانوا لا يسمحون له بالسفر فما جمع علما كثيرا من النبي عليه الصلاة والسلام، توفي النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول ابن عباس قلت لغلام نحوي من الأنصار، قد فاتنا أن نطلب العلم من النبي عليه الصلاة والسلام فتعالى نطلب العلم الذي عند الصحابة، فقال له ذلك الغلام عجبا لك يا ابن عباس ، أتأمل أن تصير عالما وفي الناس أبو بكر وعمر وعثمان وحلم ابن عباس أن يصير عالما ،فقال له الغلام:اذهب لتتعلم صنعة لتكون حدادا أو نجارا ، ،ويقول ابن عباس هو انصرف في تعلم صنعة وانصرفت أنا في طلب العلم.

انظر لتحقيق حلمه ما كان يصنع ،يقول فكنت أتي إلى الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسأله عن حديث، فاطرق عليه الباب فيُقال هو نائم قبل الظهر وكانوا هم قيلولتهم قبل الظهر ،يقول فاجلس عند الباب انتظره، لأني أخشي أن اذهب فيخرج إلى أشغاله،و يفوتني، ولا أريد أن أزعجه من نومه، فاجلس انتظره، يقول فأتناء انتظاري يخرج إلي، وإذا ما قد غلبني النوم وسفت الريح على وجهي من التراب، وهو صغير ابن 13 سنة، يقول فيخرج ويمسح التراب عن وجهي، ثم يقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أفلا كنت أيقظتني، فأقول له: إنما أريد طيب نفسك، أريدك تقوم، تستيقظ وأنت نفسك طيبة ،ما تستيقظ وتقول أزعجتني يا أخي يقول ثم يحدثني بالحديث .

انظر لحلم ابن عباس ما حدث بعد ذلك يقول بعض أصحاب عبد الله ابن عباس: أقبلت على عبد الله بن عباس في الحج ورأيته قد صعد على مرتفع في منى، وبدأ يحدث الناس ، فبدأ يقرأ سورة البقرة بعد ما صلى الفجر، يقول فيقرأ ويفسر – فيقرأ ويفسر، يقول فو الله ما أسقط منها أية ،ولا مر بأية من دون تفسير ، فو الله لو أن اليهود والنصارى والبربر لو رأوه لدخلوا جميعا في الإسلام ،ويقول عنه صاحب آخر :جئت مرة أتى بيت ابن عباس، فإذا الطرق إلى بيته مسددة،يعني الطرق زحمة طلاب جاءوا من مصر، والشام، من كل مكان ،يقول فلما أقبلت عليه ،دخلت عليه فإذا ابن عباس جالس،قلت له : يا ابن عباس الناس قد ازدحموا من هؤلاء؟ قال: طلاب الحديث ،قلت له: اخرج لهم فالشمس أحرقتهم ،

قال: إنني خارج ،فقال: يا غلام هيئ لي وضوءا، قال فتوضأ وجلس في فناء البيت ثم قال اخرج إليهم وقل من أراد أن يسأل عن الحديث؟و من أراد أن يسأل عن القرآن والتفسير وأسباب النزول فليدخل ، قال فدخل فئة من الناس وسألوا ثم خرجوا، قال من يريد أن يسأل عن الحديث فليدخل -كلية قرآن، كلية حديث - ثم قال من أراد أن يسأل عن الفقه ، من أراد أن يسأل عن التاريخ وأيام الناس، فكان صاحبه يمر به بعد 20 سنة ويقول :والله يا ابن عباس لقد كنت افقه مني ، لماذا ؟ لأنه عنده حلم واشتغل حتى حقق حلمه .

يا أخي الآن أحد التجار الكبار من كان يتوقع ، أنا مرة استمع إلى سيرة الشيخ سليمان الراجحي التاجر المعروف الذي هو من أغنياء الدنيا اليوم ، يقول لما كنت صغيرا ابن 12 سنة فكنت أتي إلى بيوت الناس كنت أجمع الرماد الذي الناس يضعون الحطب ليصنعوا به الطعام فيكون فيه رماد، ونأتي نجمعه ونصنع به أشياء ،

يقول فلما أتي أريد أن أجمعه يشترطون علي بالبيت يقولون طيب كنس البيت كله و نظف المطبخ حتى نسمح لك بأخذ الرماد من عندنا ،مع إنه رماد يعني بقايا الحطب لما يُشعل ، يقول فكنت أنظف البيت، انظر الآن الراجحي الذي يملك مليارات من الأموال وعنده ما شاء الله من مساجد والأعمال الخيرية ، يقول ثم اشتغلت بعد ذلك في محل لأحد إخواني أعد الفلوس ثم اشتغلت حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم ،لو قيل له في ذلك الحين وهو يكنس المطبخ ستصبح يا سليمان الراجحي بعد 60 سنة من أغنياء العالم وتملك بنك فروعه وصلت ماليزيا هل سيصدق ربما لا يصدق، لكن عنده حلم وخطط واستطاع أن يصل إليه .

عبد العزيز: أكثر المبدعين الذين نسمع عنهم ،مثل الشيخ الراجحي أو العلماء دائما نسمع عن قصصهم في الصغر، ابن 12 سنة، حفظ القرآن عمره سبع سنوات، الشيخ الراجحي عمره 12 سنة ، لكن هل يشترط أن الإبداع يكون فقط في عمر صغير مثلا 12 أو 16 أو مستحيل إنه يبدع؟

سماحة الدكتور العريفي : لا هو طبعا يا عبد العزيز هو في ذلك الحين ربما لا يسمى مبدعا، يعني مثلا شخص يدخل ويجمع رماد ما تقول والله أنت مبدع، أنت غير الناس، أنا أعني أنك لا تحتقر البدايات، لا يقول شخص في نفسه أنا ممكن أصبح عالم لو أبي الشيخ فلان حتى أتربى على العلم، أنا ممكن أصبح تاجر لكن يا ليت لو كانت أمي تزوجت فلان لأصبح تاجر، لا يا أخي القضية ليست أنك أبوك فلان أو فلان ،القضية على أن الطريق الذي عندك واضح، ترى أكثر المبدعين بالمناسبة حتى المبدعين من غير المسلمين مثلا عندما تقرأ مثلا عن مكتشف الكهرباء، عن مكتشف الجاذبية الأرضية ،عن نيوتن وغيره كثير منهم كان فاشل في الدراسة وبعضهم عنده نوع من الإعاقة وطُرد من المدرسة لأنه كسلان وغبي، ومع ذلك استطاع أن يكون شيء،استطاع أن يبدع، عطاء ابن أبي رباح يقولون كان عبدا مملوكا، أفطس الأنف،أشل ،يعني مثل بعض الناس يصاب أحيانا بجلطة فيصبح عنده شلل نصفي، فتصبح يده لا تتحرك ورجله ويمشي مائلا، سيدته التي تملكه تورطت فيه، وهذا لا يصلح يشتغل حمال بالسوق ولا يشتغل بياع في محل ،تدري أعتقته لوجه الله فيقولون بكى لما أعتقته ،في أحد يصير حزين بعد ما أُعتق ، وذهب إلى أمه و قال يا أمي أعتقتني سيدتي وجعل يبكي فقال من سيطعمني أنا الآن حر مسئول عن نفسي وفي السابق كانت هي مسئولة عني ، فقالت له أمه هل تريد عز الدنيا و عز الآخرة قال: نعم ،قالت :اطلب العلم الشرعي وأتقنه ،اجعل عندك حلم وغاية أن تصبح عالم كبير من علماء المسلمين، فانصرف في طلب العلم،يقولون حتى عنت لهارون الرشيد مسألة وهم فيالحج والعلماء الذين عنه لم يستطيعوا الجواب فقالوا لن يجيبك عنها إلا عطاء ابن رباح، قال نادوا عطاء ، وهو جالس في منى يفتي الناس ،

قالوا له يا عطاء الخليفة يريدك، قال : ماذا يريد ،قالوا: يريد منك فتوى ،قال :العلم يُؤتى ولا يأتي، قالوا يا خليفة يقول لك : يُؤتى ولا يأتي،قال رفض يأتي فذهب إليه ومسك الصف مع الناس الخليفة ينتظر يأتي دوره ،حتى جاء دوره حتى سأله ثم ذهب، ثم التفت الخليفة إلى ولديه الأمين والمأمون قال: يا بني اطلبا العلم ،فو الله ما رأيت نفسي في موطن أنا أذل ولا أحقر مني لما كنت بين يدي هذا العبد، انظر كيف رفعه العلم ،لكنه وضع لنفسه حلم واستطاع أن يصل إليه ،أنت احلم وتكلم عن حلمك بكل جرأة قل أنا احلم إني أصبح،مثلا عالم كبير من علماء المسلمين ،مهما ضحك منك من حولك، اضحك وتكلم عن حلمك واكتب الحلم، واكتب مثلا الدكتور فلان في غرفتك ،وافعل مسببات ،أهم شيء انك تمشي في الطريق:

إن السفينة لا تجري وترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس

يعني أن الإنسان إذا أراد أن يفعل شيء لابد أن يسلك طريقه أيضا، يقولون انه سُئل الجبل قيل له مما علوك؟ لماذا أصبحت عاليا ؟قال من دنو الوادي لأنه هناك وادي أصبحت أنا عالي،

فكذلك أنت إذا كثر عندك الجُهال ظهر علمك ، لكن أهم شيء أن تصبح شيء ، ذكروا أن أحد حكام الأندلس كان اسمه مروان الحمار أو الحمار نسبة إلى عمله بالحمير ،وكان في السابق من يشتغلون أجرة ما عندهم سيارات كان عندهم مجموعة حمير ويركبون عليهم الناس ويذهبون بهم يمينا ويسارا،يقولون فجلس مرة وهو عنده حمارين وأخر عنده حمار والثالث عنده ثلاثة أربعة حمير، جلس مع مجموعة من الناس الذين يشتغلون في تأجير الحمير، وكل واحد يقول أحلامه ،فقال أحدهم والله حلمي أن يكون عندي عشرين حمارا بدل ما اؤجر باليوم حمارين اؤجر عشرين حمار ويصبح عندي كل حمار اؤجره بدرهمين يصير عندي ... وقال الثاني احلم يصبح عندي حوش كبير وكل من عندهم حمير يتركونها عندي ، فقالوا أنت ما همتك يا مروان، قال :همتي أن أصبح حاكم الأندلس، قالوا : ماذا !حمار وجالس بالزريبة وتصبح حاكم الأندلس؟!! قال: نعم، فقال أحدهم : إذا أصبحت حاكم الأندلس بالله اجعلني رئيس الحمالين، قال: طيب، وقال الثاني: إذا أصبحت حاكم الأندلس بالله ركبني على حمار مقلوب وطف بي بالمدينة ،فقال :طيب، أنا حتى أصبح حاكم الأندلس، هل أبقي في مكان الحمير؟ لا معناه لازم اقترب من الخليفة ،فذهب واشتغل بالشرطة، وأصبح جيد بالشرطة، واهتم بأسلوبه، وكذا فقُرب حتى أصبح حاجب الخليفة أصبح هو الحاجب الذي يدخل على الخليفة الناس ويخرجهم ، وبدأ يتعرف على الوزراء ،وأسلوبه جميل في الكلام وفي الحديث في الأخذ والرد ،وواثق من نفسه، وشخصية جيدة، يقولون فلم يمضي عليه 15 سنة حتى أصبح هو الخليفة، كيف أصبح الخليفة؟ مات الخليفة وأصبح ابن الخليفة الصغير ولي العهد وكان هو الحاجب على أبيه وهو يعرف كيف الأب يتعامل، ومن الناس الناصحين، و الناس الكاذبين، وكيف يكتب للأمراء، فأم الولد الصغير وزوجة الخليفة المتوفى قالت والله أعرف الناس بأسلوب الخليفة أكثرهم قربا له أنت أيها الحاجب، تعال كن مرافقا لولدي أثناء الحكم، والولد صغير عمره 12، يقولون فلم يزل مع الولد حتى تغلب على الولد ،وأصبح هو حاكم الأندلس ،فلما أصبح حاكم الأندلس، نادى الاثنين الذين عنده، وجدهم عند محل الحمير، وقال: تعالوا، أنت ما كانت أمنيتك مقهى كبير للحمير ،وأنت تريد تصبح رئيس الحمالين، قال هيا عينوه رئيس الحمالين،قال أنت تعال أنت كنت تريد تركب الحمار بالمقلوب ،فقال أعفيني والله ما كنت أتوقع انك تصبح حاكم الأندلس ،قال المهم ركبوه، فركبوه بالمقلوب وجعلوا يطوفون به ،فالمقصود يا جماعة أن الإنسان إذا تكلم عن حلمه بجرأة وكان حلما معقولا وكتبه وصار عنده ثقة في أن يصل إليه، بإذن الله تعالى يمكن أن يصل إليه .

يا أخي أم حرام بنت ملحان رضي الله عليها، كانت يوما عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم كان يزوره الصحابة والصحابيات يجلسون مع عائشة ، فنام ثم استيقظ ضاحكا ، فسألته قالت: يا رسول الله مما تضحك؟ فقال: "عرض علي نفر من أمتي يغزون في ثبج هذا البحر ملوك على الأسرة" أو قال "مثل الملوك على الأسرة"، قالت: ادعوا الله أن يجعلني منهم ، أين أنتِ وأين البحر أنتِ في مكة والبحر بعيد هناك في جدة ،

ولم يكن للصحابة عندهم غزو في البحر أصلا وما كان عندهم غزو في البر أصلا كانوا مستضعفين يعني ما فتحوا مكة، لو الواحد يطلع 20 متر عن المدينة ربما قتل من قطاع الطرق، فقال :"أنتِ منهم ،ثم نام ، ثم استيقظ قالت مما تضحك، قال عرض علي نفر من أمتي وذكر لها شيئا ، فقالت ادعوا الله أن يجعلني منهم ،قال أنتِ من الأولين ".

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ '' العنكبوت 69.

طيب أم حرام لتحقق الحلم ماذا فعلت ،في عهد عثمان رضي الله تعالى عنه ،جهز جيشا للغزو بالبحر ، يعني يغزوا إلى بلد مرورا بالبحر يقولون ، فقالت :اجعلني معهم يا أمير المؤمنين،لم تنتظر إن الفرصة تأتيها هي التي ذهبت إليها ، وهذا أنا أرجوا أن تضعوه يا شباب في أذهانكم وأنا بيني وبينكم في السن كثير وأنتم مثل أبنائي والله فضعوها في أذهانكم : الفرص تُنتزع ولا تأتي ، لا وجود لفرصة تأتي تركض وراءك أنت اركض ورائها أنت انزعها ،يقولون فقالت لعثمان أريد أن اخرج ، هناك أناس يطلعون البحر ، نعم ، النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هناك أناس يغزون بالبحر فضعني معهم ،قال فخرجت مع الجيش فلما وصلوا إلى الموقع الذي يغزونه ونزلت من السفينة انزلقت قدمها ووقعت فماتت ،

عجوز كبيرة وماتت،فدفنوها خارج جزيرة العرب فكانت أول شهيد من المسلمين من الرجال والنساء، يُدفن خارج جزيرة العرب ،سبحان الله لهذا التأثير ، فالإنسان إذا حلم بشيء وخطط له وكان طريقه واضح : حلمي إني أصبح عالما ، حلمي إني أتقن اللغة الفلانية ، حلمي إني أصبح مجاهد في سبيل الله ،اعمل له وامشي على الطريق واسأل الله تعالى التوفيق '

الله يجزاكم خير يا شباب وإن شاء الله يحقق لكم أحلامكم وتملك إن شاء الله يا سامي مليونين ونصف الله يحفظك ،

أنتم أيضا أيها الأحبة الكرام اسأل الله تعالى أن يجعلنا من أصحاب الهمم العالية الذين عندهم طموح، وحلم عالي بإذن الله تعالى نسعى إلى تحقيقه اسأل الله لي ولكم التوفيق واسأل الله إن يستعملنا في طاعته، اشكر لكم متابعتكم وتواصلكم وإلى لقاء آخر ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .