الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد العريفي
لا نزال نترقب نهاية العالم

متى ينتهي الكون ؟؟؟ومتى ينتهي هذا العالم ؟وتذهب هذه الدنيا ...

لا يعرف هذا الجواب إلا ربنا جل في علاه ... لا يعرفه ملك مقرب ... ولا نبي مرسل ... ولا العباد الصالحون ... ولا العلماء العاملون ...

لكن ربنا جل وعلا جعل قبل نهاية العالم أشراطا نعرف بها قرب نهاية العالمأشراط كبرى و أشراط صغرىوهي أحداث تقع قبل نهاية العالم. أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أيضا بعدد من هذه الأحداث التي تقع قبل نهاية العالم.

تكلمنا في حلقة ماضية عن حدث بدأ ينتشر اليوم في عدد من البلدان الإسلامية تكلمنا في مقدمات عنه، ذكرنا أيضا ما السبب في ظهوره و انتشاره.

تكلمنا عن الحكم الشرعي فيهولا نزال نتحدث اليوم عن حدث من أحداث نهاية العالموهو ترك الحكم بما أنزل الله.

عن أُمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :

(( لينتقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها و أولهن نقضا الحكم و آخرهن الصلاة ))

نعم أيها الأحبة في حديث أبي أُمامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، كلما نقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ))

ثم قال عليه الصلاة و السلام (( و أولهن نقضا الحكم و آخرهن الصلاة ))

كنا تكلمنا عن أهمية الحكم بما أنزل الله، و ذكرنا أن الحكم الذي ينزله ربنا جل و علاالذي خلق الإنسان و يعلم ما يصلحه و ما يفسده هو الحكم الذي ينبغي أن يُعمل به، و يذكر بعض الناس لذلك مثالا يقولون يعني أنت لو تصنع شيئا فأنت أدرى الناس بأن تضع نظام التعامل معه.التعامل معه إذا خرب،التعامل معه إذا ظهر فيه أي آفة،أنت الذي يضع النظام حتى الناس يمشون عليه.

واحد صنع كمبيوتر هو أدرى الناس الذي يضع الدستور الذي يسير عليه هذا الكمبيوتر ، كيف تتعامل معه .. كيف تحمله .. كيف تضعه .. لو ظهر عندك شاشة سوداء ولا بيضاء و لا زرقاء أو بدأت تتحرككيف تتعامل مع هذه المشكلة ... ارجع مباشرة إلى الكتالوج إلى الدستور الذي و ضعه صانعه.

كذلك إنسان صنع أي شي صنع جهاز مثلا جوال صنع جهاز غسالة ملابس أو ثلاجةدائما يرجع إلى الكتالوج إلى الدستور الذي و ضعه صانعه.

رب العالمين هو الذي خلقنا .. و أوجدنا .. و خلق أسماعنا و أبصارنا .. و هو سبحانه يعلم قدراتنا و يعلم غرائزنا ويعلم نوازع الخير و نوازع الشر فينا ..، فوضع الله تعالى لنا نظاما ربانيا، ... نظام رباني لحفظ العقود .. نظام رباني لحفظ الأموال .. لحفظ الأعراض، نظام لحفظنا من الفساد و من السرقات ومن غير ذلك.

و قال الله سبحانه و تعالى :{ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ } (49)

لأن الإنسان أحيانا يقع في الفاحشة ففي حكم بما أنزل الله مثلا الجلد أو الرجمو في هوى عنده أنه يستمر في الوقوع في الفواحش دون أن يقام عليه هذا الحكم، فيقول الله تعالى إذا واحد وقع في الفاحشة احكم فيه وطبق عليه حكم الله ، انتبه لا تتبع أهوائهم.

لذلك جاءت الشريعة بما يُصلح الإنسان و النبي عليه الصلاة السلام كان يطبق الحكم على كل الناس ما كان يطبق على الضعيف المسكين و الإنسان التاجر الكبير يتركه.

لذلك لما كانت هنالك امرأة من بني مخزوم .. وبني مخزوم هم قبيلة من كبار قبائل قريش و لهم شرفهم و لهم ظهورهم، فهذه المرأة كانت تسرق يعني تأتي و تستعير المتاع ثم تجحده وتخفيه في بيتها وتقول و الله ما أخذت منكم المتاع وتأتي و تأخذ ثوبا بمقدار من المال تأخذ مجموعة من الأواني بمقدار من المال .. تأخذ ...فتعودت المرأة على السرقة ،ثم اكتُشف أنها سارقة، فرفع أمرها للنبي عليه الصلاة و السلام فالنبي عليه الصلاة والسلام لما رأى السرقة قد ثبتت عليهاأمر صلى الله عليه وسلم بقطع يدها فكبُرَ على قريش أن امرأة من بني مخزوم لها هذا القدر ولها هذه المكانة و تقطع يدها؟!

يعني صعبة فحاولوا يكلموا النبي صلى الله عليه و سلم لأجل أن يسقط الحكم عنها لكنهم هابوه.

كيف نأتي نقول يا رسول الله لا تطبق حكم الله فقالوا من يجرؤ عليه فقالوا لا يجرؤ عليه إلا أسامة بن زيد شاب لطيف عمره يمكن تلك الأيام خمسة عشرة سنة وهو النبي عليه الصلاة و السلام يحبه و يحب أباه لأن أسامة لما توفى النبي عليه الصلاة و السلام كان عمره ستة عشرة سنة ففي تلك السنين ربما كان عمره أربعة عشر أو خمسة عشر.

قالوا لا يجرؤ عليه إلا أسامة

فأقبل أسامة بن زيد إلى النبي صلى الله عليه و سلم هذا الغلام الذي يحبه النبي عليه الصلاة و السلام كأنه ولده و جاء جلس بين يديه قال يا رسول الله إن قريشا قد أهمهم أمر المرأة المخزومية التي سرقت و أرسلوني إليك يا رسول الله لأجل أن تعفو عنها ممكن تدفع المرأة غرامة أو تُجلد كذا لكن لا يُطبق فيها الحكم و الله تعالى يقول :{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّه وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (38)

عز فحكم

فلما قال أسامة هذا الكلام

نظر النبي صلى الله عليه و سلم إليه و قال يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ؟!!

هذا ليس فيه شفاعة .. هذا ما هو بمسألة زواج و أنا ما وافقت ولا بيع واحد يشتري مني أرض و أنا ما وافقت تأتي تشفع ولا يشتري مني حصان ما وافقت ....

هذا حكم الله كيف تريدني أعطل حكم الله ؟!!

الله يقول لي أحكم بكذا و أنت تقول لي يا رسول الله لا تحكم؟!!

قال أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة ؟! إنما أهلك من كان قبلكم.. ثم بين عليه الصلاة والسلام سبب الهلاك ... أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.

ثم رقى صلى الله عليه و سلم المنبر وخطب بالناس .. وكان عليه الصلاة و السلام دائما في مثل هذه الأحداث يحرص على أن يوصل الرسالة إلى من بعثها أصلا ما كان يبلغ فقط الرجل الذي أوصل الرسالة أسامة ما ذنبه؟ مجرد جاء ووصل الكلام لكن الناس الذين قالوا لك هذا الكلام أسمعهم إياه

رقى النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ثم قال : (( إنما أهلك من كان قبلكم.. )) ترك الحكم بما أنزل الله هلاك

قال : إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ثم قال عليه الصلاة والسلام: و الذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . و حاشاها أن تسرق رضي الله تعالى عنه.

لكنه عليه الصلاة و السلام ذكر ذلك على سبيل المبالغة و التهديد يعني يقول أنا أقيم الحدود على كل أحد حتى على نفسي وعلى أبنائي و بناتي

لو ابنتي وهي من أحب الناس إلي سرقت لأقطعن يدها ، فكيف ما تريدوني أقطع يد غيرها....

يقولون فأُقيم الحد على هذه المرأة المخزومية و صلح حالها بعدها ، تقول عائشة رضي الله عنها فكانت هذه المرأة المخزومية تأتي إلي بعدها و أرفع حاجتها إلى رسول الله عليهالصلاة و السلام .

أبو مروان : أين نحن من الرسول صلى الله عليه وسلم وتطبيقه حد من حدود الله .. الآن نحن في الدول الإسلامية نعيش في مجتمع دولي وهذه الدول الإسلامية في منظمات دولية .. مجلس الأمن .. الأمم المتحدة .. ومن ضمنها أيضا هيئة حقوق الإنسان وكذا فهيئة حقوق الإنسان تحاول تعطل حد من حدود الله يعني قطع اليد و تنفيذ بعض الحدود شيخ في أحيانا في مصالح مشتركة تعطل حد في سبيل أن الدولة ترعى مصالحها مع دولة أخرى .

د . محمد العريفي : أحسنت و طبعا أولا أن هذه المصالح ما وقفت عند مسألة الحكم بقطع يد السارق و عدم الحكم به هذا أولا.. ممكن تحصل على مصالحك ببذل مصالح أخرى.

الأمر الثاني هذه الدول التي تريد أن تعمم أنظمتها .... هي تعمم أنظمة في مصلحتها غالبا ....

وإلا تعال لو جئنا نطبق أنظمة هذه الدول في احترام الإنسان واحترام عرضه و احترام كرامته و عدم التعذيب واتفاقيات جنيف للأسرى والاتفاقيات الأخرى، تعال طبقها على أسرى غوانتناموا !!! ما يُطبق شي منها ... تعال طبقها على أسرى في أبو غريب ما يُطبق شي منها !!!

تعال طبقها على أخواتنا المسلمات في العراق و لا في فلسطين .. ما يُطبق شي منها ... تعال طبقها على وقع في أفغانستان و هذه الطائرات التي تضرب بأشنع أنواع الأسلحة و القنابل .. ما يُطبق .

ثم إذا جاء واحد عندنا وسرق وقطعنا يده

قالوا : حقوق الإنسان ...

سبحان الله

يعني ...

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر ... و قتل شعب كاملا مسألة فيها نظر

ثم زد على ذلك مسألة أخرى .. ترى هذه الحدود التي جعلها الله ..قطع يد السارق و غيره .. جعل الله تعالى لها شروطا حتى تُطبق .

يعني أنا أعطيك مثالا : لو واحد جاء لو أنت أبو مروان أتيت ووقفت سيارتك عند مثلا مكتبك وخليت النوافذ مفتوحة أو تدري النوافذ مغلقة وجعلت جهازك الجوال واضح على المرتبة التي بجوارك و نزلت الجهاز يسوى له ألف ريال يعني بلغ النصاب وجاء واحد ورأى هذا الجهاز أنت كأنك تغريه بذلك وجاء وكسر الزجاج و أخذ الجهاز ....

هذا لا يطبق عليه حد القطع لأنه سرقه من غير حرص . أنت المخطئ، أنت لماذا تغريه بذلك ؟

المفروض أنك خبأته أو نزلته معك ..... فهنا لا يُطبق عليه حد القطع لكن ممكن يجلد أو يسجن شهرين ثلاثة إلى آخره هذا أولا .

ثانيا : أفرض إنه هذا الشخص مر و أنت وقد وضعت هذا الجهاز في مكتبك ومقفل الباب و في الدرج و مخفيه و مقفل الأبواب و جاء وكسر باب العمارة ودخل و كسر باب الشقة التي فيها المكتب وكسر باب غرفة المكتب و كسر الدرج وسرق الجوال هنا سرقه من حرص، صح ؟

لكن لما قبض عليه قيل له لماذا فعلت ذلك ؟

قال لأني أنا أصلا سلفته ألف ريال من خمس سنين وكل مرة أقوله سدد ني سددني وهو يقول : ما عندي فلوس و الله ما عندي ... و يشتري جولات جديدة جئت والله آخذ حقي بيدي ....

هذا أيضا له شبهة لأنه يرى أنه أخذ ماله لا يرى أنه آخذ مالك أنت . فهذا أيضا يعاقب لأجل ضبط الأمن لكن لا يُطبق عليه حد القطع .

الثالثة : لو سرقه مضطرا

نعم أيها الأحبة حدود الله جل وعلا جعل الله تعالى لها شروطا لأجل أن تُطبق، ذكرنا حد السرقة وضربت لكم مثالين المثال الثالث : فيما لا يطبق ... أقصد في عدم توفر شروط السرقة،

لو أن هذا الشخص مضطرا واحد قفز في بيتك وجاء وإلى مثلا غرفتك و أنت غير موجود و كسر الدرج و أخذ ألف ريال و خرج ثم لما قبض عليه قال يا جماعة و الله العظيم و لدي في المستشفى و يحتاج إلى عملية عاجلة والمستشفى أبى إلا حتى أسدد في الصندوق أضع تأمين و الله يا أخي أنا أرى و لدي يتألم و أرى العملية الزائدة الدودية ستنفجر في بطنه و المستشفى ما هو راضي يا أخي ماذا أفعل ؟ يا أخي أنا أصبحت كالمجنون أبغى أدبر فلوس بأي طريقة فجئت و كسرت هذا البيت أو اختطفت الحقيبة من المرأة و هي في السوق أو اختطفت جوال أو كذا أنا ماذا أفعل يا أخي ؟ ففي مثل أيضا هذا الحال شدة الاضطرار لا تُقطع فيه يده إنما ممكن أنه يجلد ولا يسجن أو كذا ...

ويستدلون بالذي ذكرته في الحلقة الأولى ، ما هو ؟

أبو مروان : عام الرمادة

د . محمد العريفي : عام الرمادة لما اشتد بهم الجوع وصار عمر ما يقطع اليد إنما يعاقبهم عقوبات أخرى.

لذلك الشريعة أحيانا تضع عقوبات شديدة لتخويف الناس لكن قل أن تطبقها مثل لما تقول لولدك لو خرجت للشارع سوف أكسر رجليك فقال : يوووه فقلت : سوف أكسر رجليك فاهم أنت طبعا ، قال لك : أكيد ، قلت أنت : و الله العظيم لأكسر رجليك ثم خرج الشارع.

و الشريعة لا تتشوف للدماء و أنت أيضا لا تتشوف و لا تتشوق إلى أن تكسر رجلي ولدك تجد أنك تبدأ تبحث عن مخارج تقول : طلعت للشارع قال : نعم ولكني ما طلعت كثير ... فتمشيها له أو يقول : أنا لا ما طلعت ناسي أوه ناسي طلعت و أنا ناسي فتمشيها تبحث عن أي مخرج لأجل ألا تقيم العقوبة عليه لكنك عظمت العقوبة لتخويف الناس فكذلك الشريعة لما يقال مثلا حد الزاني الرجم إذا كان محصن يرجم بالحجارة حتى يموت لكن لو اتصل بك واحد و قال لك أنا يا أخي أنا محصن و عندي و الله زوجة أو زوجتين و وقعت في كذا أروح أسلم نفسي للقاضي يعني يرجموني فالشريعة تمنعه من ذلك يقال له لا بل تب ما بينك و بين الله و خلاص ، ذلك لأن ماعز رضي الله عنه لما جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام و النبي صلى الله عليه و سلم يتحدث مع أصحابه قال : يا رسول الله زنيت فطهرني فالنبي صلى الله عليه وسلم ما قال: زنيت! ليس هو مشتاق لإقامة رجم و قطع يد ليست المسألة تشفي من الناس فأعرض عنه و بدأ يتكلم مع الصحابة كأنه يقول له روح فجاء من الجهة الثانية يا رسول الله زنيت فطهرني فأعرض عنه يتحدث كأنه يقول له روح يا أخي تب بينك و بين الله قال يا رسول الله زنيت فطهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لعله به جنون يعني حتى أنتم لعلكم تجدوا لي عذر يا صحابة قال الصحابة : لا يا رسول الله هذا فلان نعرفه لا والله ما به جنون بل هو رجل عاقل قال : لعله شرب خمرا يمكن شارب خمر يمكن قال : لا لست شارب خمر قاموا وشموه فإذا هو لم يشرب خمرا قال : ويحك أتدري ما الزنا ... لعلك قبلت ... لعلك ضاجعت ... يريده أن يقول ايه و الله قبلت ...

لا حظ نفس القاضي يبدأ يكاسر يعني يماكس الخصم يبحث له عن مخرج ... أية أعذار يعني كأنه يقول يا أخي ما نبغي نعاقبك .

ثم يأتون و يقولون الشريعة حدودها يعني شديدة ... يا أخي وين الشدة هنا لقال خذوه فغلوه ...

حتى الرجل نفسه أصر قال نعم إلا فعلت كذا أتيت من امرأة حراما كما يأتي الرجل من امرأته حلالا يا رسول الله أقم على الحد أنا معترف فأقامه صلى الله عليه و سلم عليه ثم قال عليه الصلاة والسلام : و الله إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها .

أبو عبد الله : يا شيخ ذكرت بعض الشواهد عن بعض الدول أسرى غوانتناموا قبل ...

د . محمد العريفي :قبل غوانتناموا أبو عبد الله أنا بآخذ تجربتك تذكرت الآن أنت تعمل إضافة إلى عملك تعمل مرشد في أحد السجون ولا لا ؟

أبو عبد الله : ايه نعم .

د . محمد العريفي : يأتيكم بعض السجناء عليهم قضايا سرقة و ربما أيضا قضايا فواحش و كذا ....

مع أنه يُتهم دائما الحكم عندنا و القضاء بأنه شديد و ما يرحم ...

هل تلاحظ أنه كل سارق تقطع يده بسرعة أو هذا يُجلد ، هل في تشوق لهذه الأمور ؟؟؟

كم صار لك في هذا العمل ؟؟

أبو عبد الله : صار لي تقريبا ثلاثة عشر سنة في العمل ولازلت . لكن أحيانا يا شيخ تدرس حالة الولد حالة الحالة الاجتماعية يعرض على أخصائي نفسي و أخصائي اجتماعي .

د . محمد العريفي : لماذا سرقت (يقصد يسأل الولد ) ؟

أبو عبد الله : ( مؤكدا ) لماذا سرقت ؟ هل هي آخر مرة هل هي أول مرة ؟ هل أنت تحت ضغوط ؟

يحاول يبرر له من الأعذار حتى يكون رادع و يعرف أن الشريعة الإسلامية شريعة سمحة و تحاول تبحث عن أعذار للناس الذين مثلا تحت ضغط أحيانا أو أنه مثلا يكون شخص صغير في السن مثلا يوم فعل هذا حتى أحيانا بعض الأشياء التي تأتي مثلا من الداخلية و الأمارة تتكلم عن الأنظمة و الشروط ...

إذا كان صغير السن ما تجاوز أربعة عشر سنة ... يعني يبحث له عن أي عذر حتى لا ينفذ عليه الحكم .

الشيخ العريفي : أحسنت أحسنت وهذه سبحان الله من رحمة الشريعة بهم النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (( ادرؤوا الحدود بالشبهات )) . إذا وجدتم أي شبهة أي مخرج ادرؤوا الحد عنه و عاقبوه بعقوبة أخرى . أي أن الشريعة لا تتشوف لإيجاد مجموعات من المعاقين ، لا ، الشريعة جاءت بحفظ الناس لكن لا بد من هذه الأمور لأجل ضبط الناس ..

أبو عبد الله : سؤالنا يا شيخ لما ذكرت هذه الأشياء لو استخدمت يعني الشخص المتابع العادي يعرف أن هذا خطأ و إنه تركوا كل الأشياء الموجودة هنا ..

د . محمد العريفي : قصدك أولئك الذين ينتقدون علينا تطبيق الشريعة ..

أبو عبد الله : نعم .... كل الأمور هذه فعلت أكبر مما طبقت الشريعة الإسلامية ... و مع ذلك تترك كل هذه الأمور ونأتي على أمر بسيط و نسلط كل الأضواء على قطع يد سارق و إقامة حد على زاني أو كذا ..

د . محمد العريفي : أحسنت .... و هذا هو الواقع ترى يا أخي هي في الحقيقة محاربة للإسلام قبل أن تكون نصرة لهؤلاء.

يعني لو كان قصده هو إنه مثلا أن لجنة حقوق الإنسان أنها ترحم هذا الشاب الذي سرق الذي هو موجود في سجن من السجون السعودية أووووه سيقطعون يده غدا أحموه .... كل هذا حرصا على ذاك الشاب !!! طيب ما في عشرة آلاف شاب في العراق الآن مسجونين ظلما و تغتصب نساؤهم ويعبث بهن .... في عشرات الآلاف في فلسطين ... في عشرات الآلاف في سجونكم السرية ! يعني دمعت عيونكم و رقت قلوبكم على هذا المسكين الذي ستقطع يده غدا لأنه سرق ولا ترحموا العشرة آلاف ...

المسألة يا أخي حرب لتطبيق الشريعة ... حرب لتطبيق الإسلام ... حرب لانتشار الإسلام هذا شيء صريح .

و إلا الله سبحانه و تعالى لما ذكر القصاص قال عز و جل{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } (179)

عجيب!!!

يعني نحن نقطع رأسه و يقول الله لكم حياة ! يا ربي إنه يموت أمامنا كيف لنا حياة ؟؟؟؟

نعم لكم حياة لأن هذا سبب أنه وقع في جريمة القتل أن ذاك الشخص جاء مثلا يوم و أهانه و ضربه أمام زملائه ...ثم حقد عليه و راح و قتله ... فنفس الحركة هذه - الضرب أمام الزملاء - في عشرة آلاف شخص وقعت لهم مع أشخاص آخرين و جاؤوا و رأوا هذا يقتل و كلهم كانوا مخططين أن يقتلوا مثله ليشفوا صدورهم ... فلما رأوا رأسه طار .. و قال : و تم تنفيذ الحكم على فلان - لأنهم يقرؤون البيان - بسبب أنه كذا و كذا تخاصم معه وكان معه في السيارة لوح من الخشب فضربه به حتى قتله ... يا أخي العشرة آلاف الذين يشاهدون هذا .. و يستمعون إليه الذين عندهم ألواح خشب كل واحد واضعه جنبه في مضاربة لما يأتي ينزله يقول لا والله طيروا رأس فلان خليني أضربه بيدي لا أقتله ... فهم في الحقيقة حموه .

باسم : لماذا تفاوتت طرق القصاص التي هي نهايتها القتل لكن تنفيذها يختلف من قطع الرقبة إلى الرجم ؟ لماذا لا يتم كل ، يعني لماذا لم يشرع الإسلام ...

د . محمد العريفي : لماذا لم يكن إزهاق الروح بطريقة واحدة ؟ طبعا هي بالمناسبة إقامة حد القتل أو الإعدام أسهل الطرق في إراحة الميت هو قطع الرأس ... هذا أسهل الطرق في إراحته عدم تعذيبه بخلاف الكرسي الكهربائي بخلاف الشنق و غيره و غرف الغاز وغير ذلك .. هذا أمر، أما بالنسبة للرجم فأهل العلم ذكروا فيما يتعلق بالزنا . قالوا : كما أن اللذة و صلت إلى كل عضو في جسده أثناء وقوعه في الفاحشة فينبغي إيصال الأذى و العذاب إلى كل عضو من جسده .

و بالمناسبة أيضا ... أنا أنبه إلى أن حد الرجم لم يذكر أنه طُبق في شريعة الإسلام من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم يعني من أكثر من ألف و أربعمائة سنة إلى يومنا هذا إلا مرات قليلة معدودة .و ذلك لأنهم دائما يبحثون عن مخارج ... و أيضا أنه ممنوع من أن يأتي و يعترف .

كرم : شيخ لم يبقى في أغلب الدول الإسلامية سوى قانون الأحوال الشخصية هو الذي يُطبق على الشرعية الإسلامية و الآن في محاولة شديدة في أغلب الدول لإلغاء هذا القانون من الشيوعيين و الليبراليين الذي هو قانون الزواج و الطلاق و أحكام الميراث مثل محاولة أن ترث المرأة مثل الرجل .. السماح للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم ... فما هو رأيك ؟؟ و تعليقك لهؤلاء الذين يحاولون أن يغيروا قانون الأحوال الشخصية الأخير ؟؟؟؟

د . محمد العريفي : أحسنت .. صحيح هو هذا الذي بقي ... مع إنه حتى قرار الأحوال الشخصية يعني هم يلعبون به في كثير من الأحيان حقيقة و يبدأ يبحث عن مخارج في أقوال الفقهاء و غير ذلك.

و هذا التعليق عليه سيطول لكن سوف نؤجله للحلقة القادمة

سأتكلم بإذن الله تعالى في الجزء الثالث من هذه الحلقة عن :

مقارنة بين الحكم بما أنزل الله و الحكم الآخر

سأذكر بعض الأمثلة الواقعية لبعض الأحكام في بعض الدول و بعض الأحكام عندنا

عندنا إحصائيات أيضا سنذكرها

سأتكلم أيضا ما هي الحكمة من شرعية حكم الرجم و حكم القذف و ما هو معنى القذف ؟؟

هل يعني لو واحد قذف ثاني في مجلس يعني فرضا لو واحد وهم يتكلمون قال له : اسكت يا ابن الكذا ...

و رمى أمه بالزنا ... يستطيع يثبته عليه و يروح المحكمة ويجلدونه مثلا أو نحو ذلك هذا سأتكلم عنه إن شاء الله في الجزء الثالث .