الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد العريفي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين أفضل الصلاة وأتم التسليم .

مرحبا بكم في نهاية العالم ولا نزال نتكلم عن أحداث تقع ينتهي بعدها العالم ، هذه الأحداث تتنوع ، اليوم عندنا حدث ليس حدثا اجتماعيا كما ذكرنا في حلقات يلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدا، وليس هو حدث أمني ولا حدث اقتصادي كما ذكرنا في فشو التجارة وتقارب الأسواق ، إنما الحدث اليوم أخص من ذلك فهو يتعلق بأشكال الناس وطبيعة أجسامهم .

عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يُستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن ))

نعم أيها الأحبة النبي عليه الصلاة والسلام قال: (( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.. )) ثم قال عليه الصلاة والسلام : (( ثم يأتي قوم يشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يأتمنون وينخرون ولا يوفون ويكثر فيهم السمن )) ، تعالوا نتكلم اليوم عن هذا الحدث من الأحداث التي تقع في آخر الزمان ، كم نسبة السمنة والبدانة اليوم في المجتمع ؟ ما هي أسبابها ؟ ما هي قصص البدناء ؟ لماذا البدين غالبا يكون ظريفا ؟ سوف نتكلم عن هذا بإذن الله.

طبعا النبي عليه الصلاة والسلام حذر من السمن ، حذر من إكثار الطعام فقال عليه الصلاة والسلام: (( ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه )) وبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا ينبغي للإنسان أن يكثر من الطعام فكان يقول: (( فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )) لذلك تلاحظ الواحد إذا أكثر يبدأ يقول والله كثرنا يا أخي ثم إذا قام بالكاد يمشي للمغسلة ليغسل لأنه ما بقي مكان للنفس ، المعدة كلها صكت بالطعام حتى ربما مكان لشرب الماء يود أن يشرب حتى يساعد المعدة على الهضم فلا يستطيع ، فتصبح كل المعدة للأكل فلا يطبق قول النبي صلى الله عليه وسلم (( ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )) .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أيضا يحرص على القيام بأشياء إذا تأملتها وجدت أنها ضد السمنة ، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالذهاب إلى المساجد ماشيا وكان يقول عليه الصلاة والسلام فكانت خطوة من خطواتي تكتب حسنة والأخرى تضع سيئة وكان عليه الصلاة والسلام يسابق أصحابه ويأمرهم أن يتسابقوا وكان يشتد أصحابه بين الغرضين أي كان يجعل لهم مكان يمين ومكان يسار ويجعل الصحابة يركضون ما بين هذا وهذا يعني مسابقة بينهما وكان عليه الصلاة والسلام يمارس أنواع من الرياضات كان يركب الخيل وكان يصارع فصارع ركانة مرارا وكان الصحابة بين يديه يتصارعون أحيانا حتى أنه لما جاء بعض الصحابة ليشهدوا معركة وكانوا صغارا أمرهم صلى الله عليه وسلم فتعاركوا وتصارعوا فكانت هذه ممارسات من هذه الأعمال يعملونها محصلتها تقوية الجسد وأيضا كانوا يحاربون السمنة إن صح التعبير بمثل ذلك.

السمنة منتشرة اليوم انتشارا كبيرا في المجتمع حتى إني قرأت تقارير اليوم وهي من أواخر التقارير التي أعدت يقولون أنه في عام 2015 سوف يكون من يعانون من البدانة في العالم مليارين وثلاثمائة مليون يعني تقريبا الثلث، العالم اليوم تقريبا ستة مليارات أو تزيد قليلا ، فسيصبح ثلث العالم يعاني من البدانة ويقولون إن بعض دول أوروبا تزداد سنويا أربعمائة ألف شخص يصبحون بدناء ، طبعا إذا تأملت لماذا هذه البدانة موجودة ؟ لا تعجب من ذلك لأن المجتمع أو طبيعة المجتمع كان فيه مثل ذلك .

كان البدناء في السابق أقل منهم اليوم ، ما كانوا بهذا العدد لذلك إذا قرأت تجد أن الطرائف تطلق عليهم في الغالب وبالمناسبة تجد أن البدين فيه طرافة أكثر من غيره وقد سأل بعضهم لماذا السمين يكون ظريفا ، فقال : إن الله تعالى أرحم من أن يجعل ثقيلين في بدن ، لا يكون ثقيل بدن وثقيل روح ،إذا كان ثقيل بدن يصبح خفيف روح في التعامل معه ، من ذلك أنهم ذكروا أن أشعب دخل يوما على رجل وكان هذا الرجل وضع بين يديه دجاج ليأكله فلما دخل أشعب ، الرجل ما يبغى أشعب يأكل معه فقام وقال إن الدجاج يحتاج أن يسخن فدخل وسخنه ورجع ووضعه فإذا أشعب لا يزال في المجلس فلما أراد أشعب أن يأكل قال : لا ،لا يحتاج تسخين فأخذه ووضعه بالداخل وتأخر حتى ظن أن أشعب مشى فجاء ووضعه فلما مد أشعب يده قال : لا لا يحتاج تسخين ، فقال أشعب والله أن دجاجكم هذا مثل آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ، يا أخي يكفي خلاص احترق فأذن له بالأكل ، وذكروا أيضا أنه كان يمشي يوما وهو على حماره فمر به رجل مبغض له فقال له الرجل : يا أشعب إني قد عرفت حمارك ولم أعرفك ، فقال : لا عجب فالحمير يعرف بعضها بعضا ، وكان سريع البديهة سريع النكتة في ذلك ، وقالوا أنه كان يمشي يوما مع ابنه فمروا بجنازة فإذا امرأة وراء هذه الجنازة تقول : يذهبون بك إلى بيت لا طعام فيه ولا شراب ولا خبز ولا ماء ، فالتفت إلى ابنه وقال : أتراهم يذهبون به إلى بيتنا ، بيتنا ما فيه لا خبز ولا أكل ولا شراب ، فكانوا يذكرون عنه هذه الطرافة لكن إذا تأملت تجد أن بعضها ربما مركبة عليه ليس لها حقيقة .

كثرة السمن في هذا الزمن مرتبط بعلامات أخرى بعضها ذكرناها وبعضها سيأتي معنا مثل لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثلا تقارب الأسواق مثلا سيأتي معنا الكلام عليه والكلام عن التجارة الإلكترونية وغيرها ، لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن تحدث الرجل فخذه وتحدثه عذبة صوته طرف الصوت أو مقبض الصوت تحدثه ، كأن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى وسائل لنقل المعلومات حديثة تقع في آخر الزمان ومثل ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون مراحل أو تكون رواحل أو مراكب للشياطين وذكر عليه الصلاة والسلام أشياء إذا تأملت وجدت كأنه يعني بها السيارات الوصف ينطبق عليها .

واقع الناس اليوم الذي يعيشونه يؤيد أن يكون عندهم سمنة في السابق كان الرجل إذا أراد أن يحرك شيئا في البيت يحرك الستارة يغلق بها النافذة قام إلى الستارة وحركها مرارا حتى تنغلق ، إذا أراد ماء قام إليه يبحث عنه، إذا أراد شيئا يغلق نافذة أو يفتحها أو أن يفتح بابا أو يغلقه إذا أراد أن يهيأ لنفسه طعاما قام إليه ماشيا لأجل أن يهيئه ، اليوم أصبح أكثر عمل الناس وهم جالسون ، أصبحت الستائر اليوم بالريموت كنترول وأصبح التكييف ما عاد الواحد لازم يهف على نفسه بسبب الحر والعرق أصبح لا يخرج كثيرا في السابق الواحد يأكل ويشرب لكن يأتي العرق ويطلع الدهون ويخرج الماء الذي في الجسم أصبح الآن حتى هذا الماء والدهون لا تخرج بل لازالت تجتمع في جسمه ، وأصبح تنقّل الناس في السابق عبر الأقدام وعبر ركوب الخيل أو الإبل وهذا فيه نوع من الإجهاد بحيث أنه ينيخ البعير ويركب البعير ويتحرك يحرك العضلات يحرك الجسم يحرك رجليه يحرك أعصابه ، الآن أصبح لا يحتاج إلى هذا، السيارة تأتي ويوقفها داخل البيت أو ربما حتى في صعوده إلى الدرج ونزوله الآن ما يحتاج أصبح الآن الأسانسير أو المصعد ينزل به ويصعد ، أصبح الإنسان لا يبذل من الجهد كما يبذل في السابق وهذا من علامات الساعة وأحداثها وأيضا يجعل الناس يكثر فيهم السمن ، يبدأ الناس يظهر فيهم مثل ذلك ، كذلك تنوع المطاعم والمشارب في السابق الناس عندهم مطاعم ومشارب لكنها قليلة ليست كثيرة وكادوا لا يزالون لا يجدوها ، النبي عليه الصلاة والسلام لما كانوا يحفرون الخندق يقول سهل بن سعد في البخاري رضي الله عنه وهو من حديث جابر أيضا يقول كنا نحفر الخندق- قبل معركة الأحزاب- فعرضت لنا كدية شديدة يعني صخرة عظيمة يقول لم تذهب بها معاولنا نضربها بالفأس والحديد ينكسر وهي ثابتة ، يقول فثقل علينا ذلك فقالوا يا رسول الله هذه صخرة ولم تنفع فيها معاولنا –تكسرت المعاول وهي ثابتة – فقال إني نازل ، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يرتدي إزار ورداء مثل لباس الإحرام فيقول أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الفأس ثم رفعه فرأيت بطنه ، سؤال : كيف وصف جابر بطن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة وماذا رأى في هذا البطن المبارك ؟!

نعم أيها الأحبة يقول جابر رضي الله تعالى عنه فلما نزل النبي عليه الصلاة والسلام فهو كان يرتدي الإزار والرداء يقول فلما رفع يديه بالمعول والفأس نظرت إلى بطنه فإذا بطنه معصوب بحجر من شدة الجوع ، طبعا تعلم أنت الآن لما تجوع والمعدة تفرغ من الطعام تبدأ المعدة تصيبك بنوع من المغص فأنت ربما أحيانا تضع يدك عليها فيسكن الألم صح لما تضغط بعضها على بعض، فالنبي عليه الصلاة والسلام ما عنده وقت يضغط على بطنه فأخذ حجرا أملس وربطه بشيء بخرقة مثلا حتى ضغط على بطنه عليه الصلاة والسلام فلما ضغط سكن الألم فكون الواحد يربط بطنه بهذا الحجر دليل على شدةالجوع وأن البطن صغير حتى يستطيع الحجر أن يضغطه فلما رأى جابر ذلك يقول ذهبت إلى امرأتي يقول: ويحك هل عندك شيء قالت : والله ما عندي غير عناق صغير - أي عنزة صغيرة- وصاع من شعير يعني كيلوين وربع ، قال : فطحنت الشعير وذبحنا العناق وعملوا طعاما وجاء عند النبي صلى الله عليه وسلم قال في أذنه يا رسول الله صنعت لك سؤرا أي شيء بسيط بعض من اللحم وخبز وتعال أنت ورجل أو رجلان فقال النبي عليه الصلاة والسلام كم هو ، قال عناق صغيرة وصاع من شعير فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كثير طيب ، يا أهل الخندق ، يا أهل الخندق إن جابر يدعوكم إلى طعام ، قال جابر : يا رسول الله خبزتين وبعض اللحم ، لكن هو أدرى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وذهب وفعلا كفاهم ، وجاء النبي عليه الصلاة والسلام ونفث ودعا بالبركة وكفاهم وكانوا أكثر من ألف رجل ، من معجزات الرسول عليه الصلاة والسلام.

وطبعا هذا أيضا يدل على أنه كان ينتشر عندهم الجوع والحاجة وأيضا مرة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته ورأى أبو بكر قال ما أخرجك من بيتك قال أخرجني الجوع يا رسول الله ورأى عمر قال ما أخرجك قال أخرجني الجوع فمضوا حتى رأوا رجلا من الأنصار وأكلوا عنده تمرا ثم أكلوا لحما فالمقصود الحياة عندهم كانت أصلا حياة فيها نوع من الحاجة والفقر ما كانت متوسعة.

أبو عبد الله :يا شيخ بالنسبة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، هذا يقصد فيه قلة العبادات بسبب كثرة الطعام وكذا أو أن يكون كثرة الأمراض .

د . محمد العريفي : السمن في الغالب مرتبط –لا أريد أن أدخل في تخصص غيري من الأطباء – لكن مرتبط السمنة في الغالب بكثرة الأمراض لذلك يقولون بحسب طول خطوط البطن تقصر خطوط العمر ولذلك تجد حتى الآن الشيبان الكبار تجد النحيف منهم نشيط ما شاء الله وسريع الحركة وربما وصل عمره خمس وثمانون سنة مع ذلك نشيط قيامه وقعوده وحركته بخلاف السمين الذي عظامه تمشي معها ثمانين كيلو رايحة وثمانين جاية بخلاف الذين وزنهم ربما لا يتعدى ستين كيلو تجد أنه خفيف في ذهابه ومجيئه ، لكن مسألة ثقل العبادات أو عدم ثقلها هذا يختلف لأن الثقل غالبا ثقلها على النفس وضعف الإيمان ، ممكن واحد سمين وأول ما يأذن الفجر يقفز ويروح يصلي الفجر مع الناس بينما واحد نحيف ولا تستطيع أن توقظه من منامه ولذلك هم يختلفون بين هذا وهذا .

أبو قاسم : الآن تجد الناس في رمضان ينوعون في الطعام فتجدهم يأكلون حتى لا يستطيعون أن يصلوا التراويح مع الإمام فتجده يصلي ركعتين أو أربع ثم يذهب أو حتى إذا صلى الركعتين أو الأربع تجده لا يخشع تجده يميل يمين أو يسار منشغل في بطنه .

د . محمد العريفي : نعم وهذا أيضا مشكلة في بعض الناس في صلاة المغرب وفي السحور أحيانا يكثرون من السحور حتى يأتي ويصلي مع الناس الفجر وربما ذهب أكثر صلاته جشاء ، النبي صلى الله عليه وسلم لما كانوا يأكلون وتجشأ رجل فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: كف عنا جشاءك فإن أطولكم شبعا في الدنيا أطولكم جوعا يوم القيامة أو كما قال عليه الصلاة والسلام فإذن خفة الطعام أن يقوم عن الطعام وهو لا يزال يشتهيه هذا أيضا أمر مهم.

أحد الحضور : هل هو ذم للبدناء؟

د . محمد العريفي :هل هذا الحديث يا جماعة لما يصف الرسول عليه الصلاة والسلام ويقول (( أنه يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يأتمنون ويكثر فيهم السمن)) هل هو ذم يعني أي واحد سمين نقول أنت ذمك النبي صلى الله عليه وسلم المفروض تخفف الله يهديك ، هذا ليس هو المقصود الصحابة رضي الله عنهم وجد منهم من هو سمين ترى أحيانا المسألة تعتمد أحيانا على غدد معينة عنده لا يعني أن هذا كله أكل وشرب، لأ، أحيانا غدد معينة فيها مشكلة في الإفرازات أو شيء ويبدأ الرجل يسمن وبعضهم ممكن أن تكون وراثة وإذا تأملت في حال الناس وجدت أنها أحيانا تكون وراثة لأن أحيانا تجد الأب سمينا وأبنائه الثلاثة كلهم بدناء مثله فما تدري هل هو بسبب أنه يأكل ويأكلون وأحيانا تجد الأب نحيفا وأبنائه كلهم ما فيهم ولا واحد سمين كلهم نفس طبيعته فهل هي تشابه خلايا أو غدد أو غيره لكن المقصود أنه كان من الصحابة من هو سمين يعني كان سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه الذي لما مات لما استشهد اهتز لموته عرش الرحمن قالوا كان بدينا ولما حملوا جنازته فإذا هو خفيف فتعجبوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة من يحمله معكم من الملائكة، فهذا يدلك على أنه ليس ذما له لكن الأولى له في الحقيقة أن يخفف حتى يكون أسهل عليه في حياته.

معتصم :هل ازدياد السمن في هذا العصر هل هو عدم الالتزام بالسنة النبوية ؟

د . محمد العريفي :هو بلا شك النبي عليه الصلاة والسلام يقول (( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه )) يعني بحسبه أن يأكل حتى يستطيع أنه يعيش يذهب ويأتي وهكذا كان عليه الصلاة والسلام وكان صلى الله عليه وآله وسلم يأكل ما تيسر من الطعام ، الآن أحيانا تضع الطعام وخاصة الأولاد الذين تعودوا على الترف فيقول لك فقط بيض وفول ويأكل لقمتين ثم ما تدري وهو يتصل على مطعم اتصل نصل ويأتيك ما تدري إلا موقف عندك أحد المطاعم الوجبات السريعة عند الباب وهذا مشكلة ولذلك أنا أطالب الآباء أن يمنعوا مثل ذلك ، أطالب الأب أن يمنع دخول الوجبات السريعة للبيت، أنت لست في شقة عزاب كل واحد يطلب الأكل اللي يعجبه ، لا ،أنت في بيت وعندك أمك وعندك أبوك وفي مطبخ ، إذا الأم والأب ما يطبخون وما خادمة تطبخ أنت بنفسك انزل واعمل لك خبزة جبن ولا سندوتش بيض دبر نفسك أما أن يتربى الأبناء على ذلك ، إذا السمنة تكثر في الصغار حتى ذكروا أن عدد الصغار الذين يعانون من السمنة الآن يصلون إلى 15% ممن يعاني من السمنة طبعا السمنة بأنواعها ، لا يعني أننا لما نقول السمنة أنه يعني سمين جدا جدا ، لا ،المقصود أن وزنه فوق الوزن الطبيعي المطلوب وزنه فوق الوزن الذي ينبغي أن يكون عليه فلا يُعود الصغير على مثل ذلك ويجب أن لا يُعود الصغير على أن يُخدم دائما يعني في البيت مثلا الولد خلص الشاي وقام وتركه ، يا ولد خذ الشاي وضعه في المطبخ ، طيب في شغالة ، ما هي مشكلة الشغالة تشتغل ، تودي الشاي للمطبخ أو مثلا ماء فينادي الشغالة يا فلانة ينادي الخادمة أعطيني ماء ، لا تعطيه ماء في نظام في البيت الخادمة ما تنقل ماء وشاي إلا للأم أو الكبار أما أنت فاذهب بنفسك وتحرك وخذ لنفسك ماء وهذا يا جماعة تعويد النفس أنها تتحرك هذا أمر مهم.

أنا كنت قبل يومين أو ثلاثة مع الشيخ سلمان العودة فكنت أتحدث معه على هذه النقطة وقلت ما شاء الله يا شيخ جسمك لست سمينا مثلنا قال أنا أحرص على الحركة قدر المستطاع ، يقول حتى إني أحيانا إذا عندي ورقة سأذهب بها إلى المكتب في بيته وفيه المكتب وفي سكرتير ما أتصل وأقول تعالوا خذوا الورقة مع إنه في موظف يأخذ راتب لأجل ذلك، يقول أطلع بنفسي أمشي 200 خطوة لأجل وأوصل وأطرق عليه الباب يقول حتى يستغرب يا شيخ كلفت نفسك ، يقول أنا يا أخي أريد أن أستفيد إني أتحرك ويقول أحيانا أمسك ولدي على ظهري وأدور على البيت وأخلي الثاني يلحقنا فإذا مسكه أنزل هذا وأركب الثاني ويقول كل قصدي إني أتحرك وهذا أمر مهم أن الإنسان لا يعتمد على أن يُخدم وأن هذا يأتيني بالأوراق وهذا يأتيني بالشاي وأنا جالس على الطاولة وهذا عصير وهذا أكل ، عود نفسك أنك تتحرك .

أحد الحضور :النبي عليه الصلاة والسلام سابق عائشة .

د . محمد العريفي : أحسنت النبي عليه الصلاة والسلام سابق عائشة وصارع رُكانة وكان عليه الصلاة والسلام يعني لم يذكر أنه كان يميل إلى الدعة والسكون ويا بلال أعطيني كذا ويا فلان أعطيني كذا ،لا،بل حتى كان يأكل البلغة من الطعام تقول عائشة كان يأتينا الهلال تلو الهلال تلو الهلال يعني يمر شهران كاملان وما أوقد في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام نار إنما هما الأسودان التمر والماء.

أبو قاسم :كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا ما وجد الطعام ما يعمل مشكلة يقول أنا صائم.

د . محمد العريفي :أحسنت وكان يُكثر الصوم ما كان يشدد في هذا ولا يطلب أنواع معينة من الطعام أيضا يا أخي ينبغي أن لا يكثر الإنسان طعامه الذي يوضع بين يديه ، عود نفسك أنك تضع طعاما قليلا بحيث إني إذا أكلته ما عندي استعداد إني أقوم وأضع غيره ، ترى عناية الإنسان بهذا يا جماعة حتى غدا لو الإنسان يسر له أن يجاهد في سبيل الله يصبح جسمك قادرا على هذا ، لو الإنسان أراد أن يصلي وأطال الإمام الصلاة ما تصبح الركبتان تحمل فوقها خمسين أو ستين كيلو أو ربما سبعين ولا ثمانين كيلو فيثقل عليه الصلاة ويقول الإمام طول لأ يصبح الجسم خفيفا ، في حجه في عمرته يصبح الجسم خفيفا في صيامه لا يصبح متعودا شرها على الأكل دائما بل يأكل بشيء من التنظيم بحيث إذا صام فإن الجسم متعود على قلة الطعام حرص الإنسان على هذا مهم وإلا نحن نعلم أنه يكثر فيهم السمن لكن لا ينبغي أن ينطبق هذا على من هو حريص على نفسه .

الله يجزيكم خير يا شباب ويحفظكم وان شاء الله الله ينحفنا كلنا ، أنتم أيها الأحبة أشكر لكم متابعتكم ومواصلتكم إلى لقاء آخر في نهاية العالم .