الحقوق محفوظة لأصحابها

عمرو خالد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ص

أهلا وسهلا بيكم ونعيش مع رابع حلقة ورابع يوم في رمضان، نعيش مع قصص القرآن، وكل يوم بنفكركم، فاكرين شعارنا إيه في رمضان السنة دي؟ "سأحيا بالقرآن"

ختمنا كم خاتمة وها نعيش وأخلاقنا ها تكون على القرآن، وها نحب القرآن وها نتفاعل مع القرآن، ونحسن أخلاقنا ونشوف الحديث الجميل .. يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جوادا .. منفق .. وكان أجود ما يكون في رمضان، فهو كالريح المرسلة" كل من يأتيه يعطيه يعطيه .. ليه؟ حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن .. فلما بيدارسه القرآن ينطبع هذا في عطاء النبي صلى الله عليه وسلم .. مَنْ إذًا يعيش مع القرآن في رمضان فيعطي ويصلح أخلاقه ويعامل زوجته معاملة حسنة ويتعامل مع أبيه ببر.

رمضان سنحيا بالقرآن، كل يوم نعيش مع قصة قرآنية، اليوم مع قصة جديدة نصلح في أخلاقنا، نصلح في أنفسنا، ننفق، نتصدق، ويكون القرآن يحيي أرواحنا من جديد (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا )(الشورى: من الآية52) روح تدخل بداخلك تصحيك وتعدلك، هذا برنامجنا وقصة اليوم تبدأ بكلمة، هناك شيء اسمه الرسائل الربانية، ربنا يرسل رسائل لعباده، الرسائل الربانية حياة البشر ملآنه بالرسائل الربانية.

خللي بالك .. لماذا يرسل الله الرسائل الربانية؟ ناس في طريقها فتنحرف، والله يريد أن يعيدهم للطريق فيرسل لهم رسائل، قد تكون رسائل عقابية، قد تكون رسائل إصلاحية، قد تكون رسائل حنينة مؤثرة، لكن كل واحد جالس أمامي وكل واحد يراني في الشاشة هناك في حياته رسائل ربانية.

ولكن ماذا يريد الله منا؟ هناك آية جميلة جدا توضح لنا ماذا يريد منا الله سبحانه وتعالى، تقول: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ)(النساء: من الآية27) فما هي إرادة الله سبحانه وتعالى؟ أن يتوب عليكم، (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً)(النساء: من الآية27) وماذا تريد منا يا رب؟ يريد الله أن يخفف عنكم، أنتم لن تتحملوا عذاب الله (وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً) [النساء: 28] فيرسل لنا رسائل تفوقنا وتصحينا، كي نرجع للطريق، نبعد عن الانحراف، هذه الرسائل الربانية.

والرسائل الربانية نوعين: رسائل عامة للناس كلها مثل الأنبياء، الكتب السماوية، الكون، وشكل الكون رسالة عامة، ولكن هناك رسالة خاصة لكل واحد، أنتَ وأنتِ لستما رسائل عامة، لا ..

والناس نوعين، هناك ناس سريعة الفهم وهناك ناس بطيئة الفهم، هناك ناس أجهزة الاستقبال لديها سريعة جدا، وهناك ناس أجهزة الاستقبال عندها معطلة، وتقولك لا لا هذه ظواهر طبيعية، هذه المسألة حدثت وهذه ظاهرة طبيعية، نعم هذه ظواهر طبيعية ولكن من مسبب الأسباب؟ ومن عمل هذا فيك؟ فيه حاجة اسمها رسائل ربانية .. هل تتذكر رسالة أمس؟ فاكر رسالة النهاردة؟ على فكرة احتمال أن تكون هذه الحلقة رسالة.

وخلي بالكم يا إخوانا، الرسائل الخاصة أحيانا تكون واضحة، هذه رسالة، موت صديق، موت حبيب، معصية يحصل بعدها مصيبة، ويقولك دي بتاعة دي، وتفهم ذلك وتتيقن من داخلك بذلك، الرسالة واضحة .. هناك رسائل واضحة، رزق كان جايلك يقف، بسبب ذنب ويفهمك دي عشان دي، وأحيانا فيه رسائل مستخبية، رسائل ما تتجابش بسهولة، أعطيك مثل رسالة خفية، تقع عينك على فقير معدم في اللحظة اللي أنت بترمي فيها نعمة ربنا، أو تقع عينك على واحد محتاج غلبان في الوقت اللي أنت مستهتر بعطاء ربنا أو مش راضي عن نعم ربنا عليك، فهذه رسالة وجاء لك بالاثنين أمام بعض .. لكن ليس الجميع يفهم ذلك بسرعة، هناك أناس أجهزة استقبالها مش شغالة.

إذا كنت لا تريد أن تفهم الرسائل الربانية، ماذا يحدث؟ تتقلب لغضب .. عقاب .. مش رسالة، انتقام .. تقول طيب أعرف منين إذا كان اللي يحدث لي رسالة من ربنا ولا غضب؟ تشوف نفسك بعدها، لو اتصلحت فهذه رسالة، لو اتحسنت يكون ما حدث ليس غضب ولكن رسالة من الله لتعود إلى الطريق ..

ندخل الآن على القصة.

القصة عبارة عن رسالتين أرسلهما الله تعالى لنا والرسالتين في بعض وأرسلهما للناس اللي ها نحكي قصتهم النهاردة، ما هما الرسالتان؟

الرسالة الأولى: إياك وحقوق الفقراء .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جوادا، إياك أن تعيش لنفسك، ولا تعطي الفقراء، رسالة النهاردة كلها عن هذه الرسالة، إياك أن تعيش لنفسك، إياك أن تأكل وتترك الفقراء، إياك تغطي أولادك ليلا وهناك أطفال أيتام بردانين، إياك أن تؤكل أولادك وهناك فقراء لا يجدون الأكل، إياك أن تعيش لنفسك، إياك أن تكون أناني، إياك أن تحرم الفقراء حقوقهم، إياك أن تفعل ذلك، إياك أن تقسم بلدك شعبين، شعب له كل شيء يأخذ كل ما يريد، وشعب ليس له أي شيء، هؤلاء لهم مدارسهم ونواديهم وفسحهم ومصايفهم، وهؤلاء ليس لهم أي شيء، إياك أن تعيش هكذا، أكل الناس، شغلهم، ليس كاف أن تؤكلهم، اصرف عليهم، شغلهم، اعمل مشاريع حتى تؤكلهم، أوجد لهم مشاريع، عش للفقراء.

الرسالة الأولى أحذر رسائل الله في حقوق الفقراء، إياك أن تعيش لنفسك، هذه الرسالة الأولى .. عاملة زي الغني اللي عنده أطفال واقفين أمام البحر، تخيل هذه القصة، أب واقف أمام البحر شافه واحد بيغرق بيقول الحقوني وها يموت، فخاف على أولاده من منظر الرجل الذي يموت فيؤذيهم المنظر فقال لهم لا تنظروا حتى لا يؤذيكم المنظر وأخذ أولاده ومشي .. منظر قاسي؟! طيب هذا هو الذي تفعله مع الفقراء الآن، هذا ما يحدث في بلدنا الآن، هو إيه الفرق، إياك وحقوق الفقراء .. هذه الرسالة الأولى ..

انتبه، لا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد، لا يمكن .. مش ممكن .. صلي وصم كما تريد، وفي رمضان قول زي ما أنت عايز، شحيح وإيمان، بخيل ما ينفعش، لا تعطي الغلابة وتقول صائم!! أنا لا اتكلم عن الزكاة، أنا اتكلم عن أبعد من كده، أنا باتكلم عن الصدقات، أنت بره الزكاة، ده أنت مصيبتك مصيبة، ده أنت عندك مشكلة في فرائض الإسلام الخمسة، أنا باتكلم عن الصدقات، إياك وحقوق الغلابة بعد الزكاة. هذه الرسالة الأولى

الرسالة الثانية: إياك أن تخون أبيك بعد مماته، ما علاقة الرسالتين ببعض، الله سبحانه وتعالى وضعهم مع بعض، إياك أن تخون أبوك بعد مماته، أن يكون أبوك بيعمل خير وتمنع هذا الخير عن الغلابة بعد مماته، إياك أن تغير سكة أبوك، إياك، رسالة شديدة،

هذه الحلقة .. رسالتين ربانيتين .. إياكم وحقوق الفقراء، احذروا الرسائل الربانية، الثانية إياك أن تخون أبوك إذا كان أبوك يعطي الغلابة وخير ويعطي إياك أن تخون سكة أبوك بعد مماته وتغير وتحرمهم ..

طيب، حد يعرف القصة؟

فتاة: أصحاب الجنة

أصحاب الجنة برافو عليكِ، كنا ها نقول مائة جنيه للي ها يعرف القصة، لكن أنت سبقتي فمافيش مائة جنيه ...

القصة قصة أصحاب الجنة، سورة القلم، الآية 17 : 33 ، 16 آية تتكلم في القصتين، السورة مكية نزلت في مكة، نزلت في أغنياء مكة الذين يمنعون حقوق الغلابة، مكة مليانة فلوس، ومليانة غلابة، لكن الفلوس محبوسة ما بتنزلش لتحت، الأغنياء حبسوا الفلوس فوق فربنا أرسل لهم هذه القصة، يقول لهم خلي بالكم هذه رسالة، كل ناس حابسين الفلوس فوق وما بتنزلش تحت قصة النهاردة رسالة في منتهى الخطورة، مش هزار، ما هي القصة؟

تبدأ القصة وهي تقول (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ )(القلم: من الآية17) أول آية (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ) بلوناهم يعني إيه؟ اختبرناهم، اختبرناهم بإيه؟ بالغنى .. الغنى اختبار!! احنا فاكرين أن الفقر هو اللي اختبار، والغنى اختبار، (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ) مين؟ أغنياء مكة اللي معاهم فلوس واللي منعوا الفلوس تنزل لتحت، (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ) يا أغنياء اسمعوني، يا أغنياء يا أصحاب الأعمال ياللي معاكم فلوس في العالم العربي والإسلامي، فلوس العالم العربي والإسلامي زكاته تؤكل العالم العربي كله، يا أغنياء أسمعوني، (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ) اختبرناهم بالغنى، (كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ).

اسمعوا الرسالة الربانية بتاعة النهاردة، ما القصة؟ قصة أصحاب الجنة قصة ثلاثة أولاد ذكور شباب، ورثوا عن أبوهم رجل الأعمال الناجح أرض، الأرض دي أرض زراعية خصبة، رجل الأعمال الناجح كان مكبر هذه الأرض وعاملها لله وللفقراء، وكان بيؤكل الفقراء وعايش عشانهم، مات الأب، فالولاد الثلاثة أقسموا ما يؤكلوا منها فقير ولو ثمرة واحدة، ولا مليم بعد موت أبانا، فكانت النتيجة أن جاءت لهم رسالة ربانية شديدة، يا ترى انتبهوا، وأين هذه الأرض؟ وهل ممكن أن نراها .. هذا ما سنفعله في حلقة النهاردة ..

تعالوا نحكي القصة من أولها، الأب كان رجل عصامي، بدأ من الصفر، ما كانش وارث، بل بدأ من الصفر وبنى نفسه بنفسه، وأنجب ثلاثة ولاد ذكور، واشتغل ونجح وكبر نفسه وبقى عنده فلوس كثيرة، ولما أنجب ثلاثة أولاد الأب من اليمن من صنعاء، والقصة معروف مكانها، القصة على بعد أو الأرض اللي ها نحكي عنها النهاردة الأرض اللي بناها وخلاها على بعد 18 كيلو من صنعاء، ومزار مشهور معروف وبها مخطوطات بتتكلم عليها أرض الجنة، أرض أصحاب الجنة، وهو بدأ عادي، لم يبدأ رجل متدين خير، هو أصلا كان رجل فقير ما عندوش صدقة ولا مطلوب منه زكاة، ما كانش عليه خالص، ولكن لما كثرت أمواله بدأ يتحول من رجل عادي إلى رجل خير جدا، وبدأت علاقته بالصدقة علاقة عالية جدا، أحب الصدقة حب كبير قوي وأصبحت الصدقة كل حاجة في حياته.

حلقة اليوم تقولك أخبارك إيه مع الصدقة؟ أنت آخر مرة تصدقت امتى؟ فاكر؟ آخر صدقة امتى، طيب لو أنت عايش بعيد عن بلدك آخر صدقات بعتها امتى للفقراء والغلابة، طيب الحي المجاور ليك؟ يا ترى بتنام وأنت شايل هم الغلابة؟ عمرك عملتها وما عرفتش تنام بالليل عشان وراك حي فيه عشوائيات والناس مش قادرة تأكل؟ ما أخبارك مع الصدقة؟ ما أخبار همك وقلبك مع الغلابة؟

الراجل العصامي هذا نقل مع الصدقة خمس نقلات، يعني إيه؟ مر بخمسة مراحلة للصدقة، طيب هي الصدقة لها خمسة مراحل؟ نعم .. طبعا ... إيه ده احنا ما نعرفش غير تصدق وخلاص، لا .. هذه لها درجات ومستويات، أليست الجنة درجات، والصدقة درجات تعليك في الجنة، الرجل ده وصل للمرحلة الخامسة.

سأحكي لك الخمسة مراحلة وأنت قل لي أنت في أي مرحلة .. كل ما أحكي لك مرحلة تقولي أنا ما وصلتش لدي، لا أنا وصلت لدي .. خمسة مراحلة للصدقة، أخبارك إيه مع الصدقة؟

وخلي بالكم، كل ما يوصل لمرحلة من الخمسة ربنا يبعت له رسالة ربانية فينقله للي بعدها، فيفهم، فيزود، فينتقل للي بعدها، فيبعتله رسالة، فيفهم فيزود فينتقل للي بعدها، يالا نشوف الخمسة مراحل:

المرحلة الأولى: هو كان فقير ما معهوش فلوس، الصدقة والزكاة حق ربنا، المرحلة الأولى، أصل لو أنت بره دي يبقى أنت والعياذ بالله مانع زكاة، يبقى أنت والعياذ بالله .. سأقول لك الآن وربنا يستر .. من في المرحلة الأولى، الصدقة واجب، ستقول ما أنا عارف أن الصدقة واجب، هي دي كانت أول مرحلة عنده، بس هو حس بيها، لا ده حق ربنا، عارف لما يكون جواك هذا الإحساس ويبقى أول يوم عليك الزكاة لما يحول عليها الحول وتريد أن تخرج الزكاة وتكون مشغول بالموضوع وقلبك، هو كان عايش هذه المرحلة، حق الله .. (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) (المعارج:24) ده حق ربنا (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (المعارج:25) .. أخبارك إيه مع الزكاة، يا ناس ياللي في رمضان وفي رابع يوم رمضان، متى ستخرج الصدقة، لو ما طلعتش النهاردة ..

فهو أول مرحلة ده واجب، ده حق ربنا، ده فرض عليا، ولكن ليس أكثر من ذلك، واقف عند هذه .. خلي بالك هو كان خايف من عذاب ربنا في هذه المرحلة أحسن يعذبه الله .. يا ناس ياللي مانعين الزكاة أنتم عارفين عقوبة منع الزكاة إيه؟ اسمع هذه الآية وخاف، ولازم تخاف، ويا شباب وستات أسألوا أزواجكم أخبار الزكاة إيه؟ ولازم تسأليه النهاردة، لما تسمعي هذه الآية، شوفي الآية بتقول إيه .. (........ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة:35) الفلوس هي اللي ها تعذبه يوم القيامة، وتقعد يتكوي بيها وشه وجنبه وظهره، ليه وشه وجنبه وظهره؟ اشمعنى الثلاثة دول دونا عن باقي الجسد؟ لأنه كان يتعامل مع الفقير هكذا، لما كان الفقير يقوله اديني، كان وشه يكشر ويمتعض، وبعدين يتجنبه، جنوبهم، بعدين يديه ظهره ويمشي، ظهورهم فربنا سبحانه وتعالى جاب الثلاثة حاجات اللي هو ساب بيها الفقير، يا جماعة أنتم سامعين الكلام اللي باقوله، أرجوكم يا ستات يا بنات يا أباء يا ناس اللي مانعين الزكاة، هي فين زكاة العالم الإسلامي، أنتم عايزين تفهموني أن زكاة العالم الإسلام بتطلع؟!! ده كان زمان كل الفقراء أكلوا، لو زكاة العالم الإسلامي بس طلعت واتعمل بها مشاريع، كلنا نأكل ويتغير وضع العالم الإسلامي، فيه ناس مانعه زكاة، ما وصلتش حتى للمرحلة دي، اسمع (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(آل عمران: من الآية180) أنا عمري ما شفت آيات فيها غضب من الله زي آيات منع الفلوس، أنا ما شفتش آيتين زي دول ..

الرجل خلص المرحلة دي، وربنا بعت له رسائل أن المرحلة دي تقوى في قلبه، فانتقل للمرحلة الثانية، ما هي المرحلة الثانية، ماذا بعد ذلك؟ وجد أن الفلوس بتزيد بالنفقة، الفلوس بتزيد، كل ما ينفق تزيد الفلوس ما تنقصش، وهو رجل تاجر أصلا، والتجار اليمنيين ما شاء الله أشطر ناس في الدنيا، فالرجل تاجر يمني فيبص يلاقي الفلوس بتزيد، فبدأي يفهم الرسائل الربانية، دي زادت، لا دي مش شطارتي، أنا مش بتاع الصفقة دي، الصفقة دي مش أنا، دي ربنا، أنا ليا وحد صديق يقولي أنا من ساعة ما اشتغلت في الحاجة الفلانية لربنا والفلوس بتزيد، فالرجل فهم الرسائل الربانية، والآية بتقول إيه؟ (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُه)(سـبأ: من الآية39) طيب ما احنا كلنا عارفين كده، بس هو حسها لأنه فهم الرسائل الربانية، أنت عارف كده وخلاص، لكن شوف الحديث الجميل: "ما نقص مال من صدقة" .. أبدا عمر الفلوس ما تنقص .. وشوف الآية الجميلة (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً )(البقرة: من الآية245) على فكرة لما نزلت هذه الآية قرضا حسنا، أبو بكر بكى، فقال علم الله بخلنا فلم يطالبنا بالصدقة ولكن طالبنا بالقرض، لأنه القرض مضمون أنه يرجع، يعني زعل مننا .. سيدنا أبو بكر، علم الله بخلنا فلم يطلبنا وإنما طلب منا قرض، ومن الضامن، الله .. وأضعاف مضاعفة، أنت بقى مصدق ها ترجع، مين بيقول أنا جربتها، مين شاف هذه الرسائل الربانية؟ أنا شفتها .. وأعرف غيري .. والناس اللي بيشوفوني شفتوها، فيه واحد أدامي بيقول شفتها، والله بيزيد بالصدقة، واحد بيقولي شفتها بعنيا.

الرجل فهم هذه الرسائل، وبدأ يتعامل معها وبدأ يحسها وبدأ يتخرج بها لأنه سريع الفهم، وخلوا بالكم، عارفين ليه سميت الصدقة صدقة، وليه اتقال الصدقة برهان، دليل أنه أنت مصدق أن الله ها يرجعها لك .. دليل صدقك في تصديق ربنا سبحانه وتعالى، صدقة، وريني الصدق، من الصدق، أنت فين؟ مين في المرحلة الثانية يا جماعة؟ لسه فيه ثلاثة مراحل، مين وصل المرحلة الثانية؟

أنتم عارفين عاملة بالضبط زي إيه؟ بيقولك حديث في صحيح مسلم، يذكر أنه كان فيه واحد ماشي في الصحراء فسمع صوت بيكلم سحابة، ملك، بيقول اسقي حديقة فلان، حديث النبي صلى الله عليه وسلم يحكيه لنا، يا سحابة اسقي حديقة فلان، فالسحابة تجمعت والرجل مشي يشوف الماء بينزل فين؟ فنزلت في حديقة فوجد واحد بيمسح في الحديقة ويهتم بالزرع فقال له اسمك إيه، قال له فلان، طلع نفس الاسم اللي هو سمعه في السحابة، قال له أنا سمعت اسمك وحصل كذا، انت بتعمل إيه؟ قال له والله أزرع حتى يوم الحصاد، أقسمه ثلاثة أثلاث، أول ثلث للفقراء، أول ثلث وليس أسوأ ثلث، وثاني ثلث لعيالي، وثالث ثلث أستثمره فيه عشان تطلع السنة الجاية، منتهى التوازن، مين يصدق؟ والله ها ترجع الفلوس، وجرب وطلع بلاش شح، طلع فلوس بجد، ويا شباب يا صغير ما تقولش دي شغلة أبويا، والله أنت كمان طلع من مصروفك، أحيانا درهم خير من ألف درهم، درهم واحد، ما حدش يقول أصل أنا ما معييش فلوس، أنزل ودور على الغلابة عشان تأخذ ثواب الصدقة، حلاوتها كبيرة عند ربنا سبحانه وتعالى، فانتقل الرجل للمرحلة الثالثة ..

فما هي أول مرحلة؟ دي واجب عليا، ثاني مرحلة، ده ربنا ها يرجعها، ثالث مرحلة، ثالث مرحلة ربنا ها يرجعها أنت بتدور في الشكل المادي، فيه حاجة أحلى، لذة إسعاد فقير، بدأ يذوق لذة ابتسامة طفل يتيم، يلاقيها أحلى من الفلوس، وأحلى من رجوع المال، لذلة أرملة تدعي له، لذة أنه فتح بيوت، يا جماعة والله لذة العطاء أحلى من لذة الأخذ، أحلى بكثير، يا جماعة لما بنعيش لنفسنا بنتولد صغيرين، ونعيش صغيرين، ونموت صغيرين، ولما بنعيش للناس عمرنا بيكبر وبيمتد بعمر كل واحد دخلنا الابتسامة على وشه، لا بدأ يشوف رسائل ربانية تانية، رسائل ربانية زي إيه، يحسب بحلاوة في قلبه لما يتصدق، الله .. ده كأني صليت مائة ركعة، شوف .. ده كأني قربت من الجنة، ده كأني شميت رائحة الجنة، شوف الحديث يقولك إيه؟ "السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة" وأبواب الجنة مفتحة في رمضان، والشحيح بعيد من الله، بعيد من الناس، قريب من النار، "ولجاهل سخي أحب إلى الله من عالم بخيل" .. بدأ يذوق هذه المعاني، أنا باقرب من ربنا كلما تصدقت، يا شباب عشان خاطري، ما تقولش دي للأغنياء، أنا مش باكلم رجال الأعمال بس، يا ستات اطلعي النهاردة تصدقي بعد هذه الحلقة، شوف النبي يقولك إيه؟ مهما كانت فلوسك قليلة من فلوس مصروفك، ها نتواعد بعد الحلقة كلنا ها نتصدق الليلة دي .. "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب .. ولا يقبل الله إلا طيب .. يحصل إيه؟ .. فإن الله ينميها لصاحبه كما ينمي أحدكم فلوه .. حصانه .. حتى تلقى الله يوم القيامة والتمرة كجبل أحد" طيب الألف جنيه تبقى إيه؟ طيب المائة كرونة تبقى إيه؟ طيب .. يعملوا كام .. ؟

انتقل للمرحلة الرابعة، ما هي المرحلة الرابعة؟ المرحلة الرابعة جامدة قوي، هي الفلوس بتاعتي أصلا، الفلوس مش بتاعتي، الفلوس بتاعته هو، وأنا مستأمن عليها، فاهمين أقصد إيه، دي مش فلوسي دي فلوس ربنا، بدأ يفهم أن دي مش بتاعتي، أنا مستخلف عليها، شوف الآية بتقولك إيه (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ)(الحديد: من الآية7) مين بيتعامل مع فلوسه كده، دي مش بتاعتي دي بتاعة ربنا ..

وانتقل إلى المرحلة الخامسة، لما بقى بيتنقل كده، إيه الخمسة، أنا ها عيش للعمل الخير، ها عمل بيزنس لكن ها دور على أكثر مشروع يؤكل الغلابة، ويساعد الغلابة، وها قسمه ثلاثة، الفقراء أول جزء بعدين عيالي بعدين الاستثمار، وها كبر وها حط كل فلوسي في مشروع واحد وهو ده المشروع اللي ها عيش له وها حط كل حياتي عشانه، بقى زي سيدنا عثمان لما جهز جيشن والنبي قاله ما ضر عثمان ما فعله بعد ذلك، ها تعمل إيه بعد كده،

أنا آسف أقول بقى زي كمان "بل جيتس" احنا ما عندناش بل جيتس، بل جيتس عملها، بل جيتس أجدع من مسلمين كتير أغنياء .. قرأوا هذا الحديث كتير وقرأوا مائة آية تتكلم عن الإنفاق، بل جيتس أجدع، بل جيتس طلع وحول فلوسه للعمل الخير، وبقى بيدير لأنه بيعرف بيزنس بقى بيديره من أجل الغلابة، يا خسارة يا مسلمين، يا خسارة يا رجال الأعمال، خسارة.

خلونا نكمل، حصل إيه بعد كده، الرجل عنده ثلاثة أولاد، ووصل للمرحلة الخامسة، ولاده مش عاجبهم اللي أبوهم بيعمله، قرر إيه الولاد؟ لو مات مش ها نكمل اللي هو عمله، بدأوا يعاملوا الغلابة وحش، بدأوا يبقى معدي هو وأول ما يمشي عبوس في وجه الغلابة، ويدوهم كلام زي السم، ما أنتم فاكرينها تكية محلولة، عشان هو طيب, واخدين وعمالين تنهبوا فيها، ويوجعوا اليتامى، يبقى مش موجود يطردوا الغلابة يالا بره، نسيوا أن ثروة الأب تكونت عبر صدقاته، ما شافوش كده .. الولاد ثلاثة، اثنين مش عايزين يسمعوا كلام أبوهم، والثالث أوسطهم قريب لأبوهم، وأبوهم حاول معاهم، بس العيال مصرين إصرار شديد، طلعوا كده، في الوقت اللي الأب قرر قرار عظيم، إيه القرار اللي قرره الأب، المرحلة الخامسة ها حط كل فلوسي في أرض زراعية، اسمها أرض الجنة .. تعالوا نشوف هذه الأرض .. ولكن بعد الفاصل .. ونرجع نشوف الأب قبل ما يموت عمل إيه، ها يحط فلوسه ازاي، وعود الفقراء على إيه؟ وأنا ها روح اليمن وتتفرجوا بعد الفاصل علينا في اليمن، والولاد عملوا في أبوهم إيه؟ تعالوا نطلع فاصل ونكمل بعد الفاصل ..



بسم الله الرحمن الرحيم،

تعالوا نكمل مع أرض الجنة، وقصة أصحاب الجنة في سورة القلم الآية 27 ،والأب زي ما قلت لكم وصل للمرحلة الخامسة، اللي هي أنا عايش للعمل الخيري، دي قضية حياتي، عمل إيه؟ اشترى أرض كبيرة، أنا رحتها، وأرض ما شاء الله أرض صخمة فدادين، وحط فيها كل فلوسه، وقرر إنه يشغل أكبر عدد من أهل اليمن من أهل صنعاء، ومش كده وبس، ده قرر حاجة تانية، قرر إن يوم الحصاد يوم عيد لأهل صنعاء، يبدأ بالفقراء التلت كله ، ويشيل التلت، والتلت لعياله، العيال مش عاجبهم، ومش طايقين وهيتجننوا، والناس أهل صنعاء من فرحتهم سموها أرض الجنة، وربنا سماها أرض الجنة { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ } [القلم : 17] تخيل لما ربنا يقول على حتة في الدنيا جنة، تبقى حاول تتخيل كانت عاملة إزاي، حلوة قوي، أصل راجل نيته كانت حلوة قوي، نيته كانت لله، فربنا خلاها له زي الجنة.

حصل إيه؟ فجأة مات الأب قبل موسم الحصاد، وساب الأرض الجنة، وساب ولاده، وقبل الحصاد هنقسم التركة، طب هي فين التركة، التركة ما سابش فلوس، التركة أرض الجنة، فقرر الولاد قرار خطير، قرروا إيه؟ ولا مليم بعد ما مات، والكلام الفاضي اللي كان عامله ده؟ خانوا أبوهم والكلام الفاضي اللي كان عامله ده انتهى، ولا مليم للفقراء والغلابة، وحطوا خطة، إيه الخطة؟ لو استنينا لوقت الحصاد، الفقراء بيتجمعوا، هيبقى شكلنا مش هنعرف، إحنا نقطف ونقطع الثمر قبل ما ينضج، وينضج لوحده بعد كده في الأقفصة، ونبيع المحصول بدري قبل ما الفقراء يعرفوا، ونبيع الأرض.

على فكرة انت عارف أكبر ذنب عملوه إيه؟ خانوا أبوهم يا شباب، إوعوا تخونوا أبوكم بعد ما يموت، أنتوا عارفين النبي صلى الله عليه وسلم يعلمك، واحد بيقوله يا رسول الله: أبر أبويا وأمي بعد ما يموتوا إزاي، قال "إنفاذ عهدهما من بعدهما " اللي كانوا عايشين عليه كمله، حرام عليكو، الآباء اللي ماتوا وبنوا حاجات، والعيال ضيعوها.

إيه اللي حصلهم؟ أوسطهم حاول، اللي كان كويس، بس كانوا أقوى منه، فانساق معاهم، شوفتوا الصحبة السيئة بتعمل إيه؟ اوعى تقول أصل أنا قوي ومتربي كويس لو دخلت في صحبة سيئة يا شباب هتبقى زيهم حتى لو أصلك كويس الأوسط وافق معاهم وافقوا على الخطة الآية بتقول ايه { إِذْ أَقْسَمُوا } حلفوا بالله { لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } [القلم : 17]، اسمع بأه معايا الآيات في سورة القلم، شوف ربنا تبارك وتعالى، ونعيش مع الآيات الآية بتقول { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ } [القلم :17،18]، شوف {إِذْ أَقْسَمُوا} حلفوا ولا واحد هياخد مليم منه ولا ثمرة { إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا } يعني ايه يقطعوها قبل أوانها {ولا يستثنون } ما فيش { فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} [القلم:19] رسالة، حريقة، ليه وهم نائمون؟ همه بيتوا الغدر، فربنا بيت لهم، إوعى على فكرة تبيت الغدر بالليل، خلي بالكم من ذنب بالليل، على فكرة وهم نائمون دي لها دلالة، كلنا بنعصي بالليل وما حدش شايفنا، خلي بالك من انتقام ربنا بالليل {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ كَالصَّرِيمِ}[القلم:19: 20] إيه الصريم ده؟ الصريم ده حريق غير خواص الأرض، مش حرق المحصول، ده الأرض تغيرت، لا تصلح للزراعة ليوم القيامة، لغاية النهاردة حولها من أرض طينية لأرض صخرية، نوع من الحريق ما نعرفوش جاي منين.

{فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ كَالصَّرِيمِ} يعني عمل إيه الصريم؟ أرض سوداء ما تعرفش تمشي عليها، أنا جبت من أرض الجنة الصريم، تخيلوا دي كانت أرض طينية، بقت أرض حجرية لما تحط إيديك عليها مدببة توجع إيديك، سوداء كل الأرض كده عشرين فدان ما تعرفش تمشي عليها، كلها كده هتشوفها في الفيلم دلوقتي، ممكن أخليكم تمسكوها اللي أنا ماسكه في إيدي ده آية من ربنا، أنا جايب قطعتين آية من ربنا، كل الأرض كده، آية من ربنا بتقول إيه؟ إوعوا حقوق الغلابة، دي رسالة رباينة، إوعوا تخونوا أبوكم، أنا جايب لك حتة من الأرض، ده الصريم اللي أنا ماسكه في إيدي كده، امسكوه كده، امسك عديه بين الناس، وريه للناس، بسرعة كل واحد ينقله يمسكه في إيديه، شايفين الصريم، الستات، تخيل شايف كل واحد بيمسكها يقول لنفسه إوعى حقوق الغلابة، ويقول لنفسه لا، إلا الصريم، خلي بالك مصنعك ممكن يبقى صريم بكرة لو نسيت حقوق الغلابة، يا رجل أعمال إوعى الصريم في مصنعك، يا شباب ياللي خنتوا أبوكم وفرحانين بالفلوس اللي سابها لكم فلوسكم وميراثكم ممكن يبقى صريم، إوعوا حقوق الغلابة، إوعى تخون أبوك بعد ما يموت، شوفتوا الصريم؟ شايف الصريم، وبعدين خلي بالك من الكلمة، هما أقسموا إيه؟ أقسموا ليصرمنها، يقطعونها قبل أوانها مش كده؟ والجزاء من صنف العمل، قام ربنا خلاها كالصريم مقطوعة ليوم القيامة، ده اللي أنتوا شوفتوه بين إيديكم، بالله عليكم دي هتشهد علينا يوم القيامة، يا كل واحد شافني النهاردة دي هتشهد عليك يوم القيامة، الصريم ده هيشهد عليك يوم القيامة لو منعت حقوق الغلابة، لو خنت أبوك بعد ما يموت، لو كان بيعمل خير شوف سكة أبوك وامشي عليها { فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}[القلم:20] طب هما عارفين إنها أصبحت كالصريم؟ لأ، هما ما يعرفوش، هما نايمين، بص الآيات بتحكي بتقول إيه { فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ } [القلم : 21] أنا عايزك تتخيل حركتهم وهما طالعين رايحين على الأرض { فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } [القلم :21: 22]، خليكم جامدين مصرين، ما هي بقت صريم، مش عارفين إن هما صارمين وإن الجزاء صارم { أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } [القلم :22: 23] أبوهم كان بيدي الفلوس بعزة وهو رافع راسه، دلوقتي شوف بقوا عاملين إزاي؟ بقوا في ذلة {فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} يلا بسرعة قبل ما يصحوا { أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ} [القلم:24] ولا مسكين هيخش علينا النهاردة، { وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} شايفين نفسهم قادرين مصرين { فَلَمَّا رَأَوْهَا} تخيل أرض زراعية امبارح بالليل مليانة ثمر وزرع {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} [القلم:26] لا لا، دا إحنا دخلنا في طريق غلط، دي مش جنتنا طبعًا { إِنَّا لَضَالُّونَ}، إحنا ضلينا الطريق، لف وارجع تاني، فلما رأوها، دي أكيد مش أرضنا، إحنا عشرين فدان مرزوعة، يا عم هي، هو في عشرين فدان في الحتة دي غيرها، لا لا إنا لضالون، مستحيل، معلش يا جماعة بسرعة، خلاص هيصحوا، لف وارجع تاني، شوف القرآن وحلاوته بيصور لك حركتهم إزاي؟ أول مرة قالوا: {قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}[القلم:26: 27] ده مش الفقراء اللي اتحرموا، دا إحنا اللي اتحرمنا من كل الخير، فقدنا كل حاجة، فيه رسالة ربانية أقوى من كده، عايز إيه؟ عايز تشوف ايه ممكن أطلب منك طلب تيجي نروح نشوف الارض تيجي نروح اليمن دلوقتي وتشوف الأرض بعنيك تعالوا نشوف أرض الجنة.

تسجيل فيديو للأستاذ عمرو خالد من أرض الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم، أنا واقف دلوقتي في أرض الجنة، كانت أرض الجنة، أنا واقف في المكان اللي ربنا حكى عنه في سورة القلم، ده المكان، أنت متخيل مساحة عاملة إزاي، تخيل المكان ده كله كان عبارة عن زرع وشجر وأزهار وثمار، يقال إنها كانت من أخصب الأراضي اللي خلقها ربنا، يقال إنها كانت من أكثر وأجود وأحسن الأراضي اللي موجودة في اليمن كلها، أنا عايزك تتخيل كده، شايف المنظر؟ المنظر مؤلم، على فكرة المنظر بيوجع، يعني تحس بانقباض، أكيد أكيد انتوا حاسين باللي أنا بقوله، بس بمجرد المنظر، فتخيلوا لو أنتو مكاني، تخيل الصخرة وأنا بشدها كأنك بتشد إزاز، حتى الصخرة اللي أنا راكز عليها بإيدي، تخيل عاملة إيه في إيدي، كأنك واقف على حاجة مدببة، سبحان الله، شايف دي بقت الأرض، تخيل دي كانت تربة طينية، تخيل لو قلت لك إن الأرض اللي أنا عليها دي كانت من أخصب الترب في العالم.

اللي ما يشكر نعمة ربنا دي النتيجة، اللي يخون أبوه بعد ما مات دي النتيجة {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} سماها جنة عشان تتخيل الوضع اللي إحنا فيه، المفسرين بيقولك كانت المرأة تشيل الوعاء أو تشيل شيء فوق دماغها وتمشي بيه ما تشد الثمر، تحط وعاء كبير فوق دماغها وتدخل بس أرض الجنة، تمشي فيها مجرد إنها تلمس الشجر فتتساقط الفاكهة تملى الطبق على ما تخرج، أو على ما توصل لنص أرض أهل الجنة ترجع مليانة، سماها ربنا جنة، السماء دي شهدت مطر كتير خير، أصل نية أبوهم كانت حلوة، أصل ربنا كان راضي، أصل الخير كتير، أصلهم كانوا بيتصدقوا، أصل أبوهم كان راجل خير، كان عايش للصدقة، كان عايش للغلابة والفقراء.

كانت المرأة تشيل الوعاء تمشي بيه يتملي كل أنواع الفاكهة، ياه ما فيش شجرة واحدة إلا بره الأرض، لكن شايفين هنا ما فيش حاجة حد ياخدها، تخيل المشهد اللي أنت شايفه، وتخيل مشهد المرأة وهي شايلة الخير فوق دماغها.

أقول لك حاجة المشهد ده ممكن يحصل في حياتك، عندكم فلوس، دلوقتي عايشين كويس، خلي بالك بقه وبص على الأرض كويس، العجيب يا جماعة إن أنت لو لقيت فجوة بين الصخور، دورنا على حتت فيها فجوات بين الصخور، لو دخلت إيديك هي صخور فوق بعضها، لو دخلت إيدك في حتة فيها فجوات زي ما أنا بعمل كده يطلع لك حاجة عجيبة قوي، يطلع لك رماد، إيه ده؟ شايف رماد، رماد، رماد، حاجة تخليك تعرف معقولة الطين اللي يطلع منه الزرع والثمر معصية ربنا تحوله لكده في ليلة واحدة؟ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أستغفرك وأتوب إليك، ما فيش حاجة تتقال إلا كده، ما فيش حاجة تتقال بعد اللي أنا فيه ده واللي أنا شايفه ده إلا كده، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، يعني نسأل الله إنه يسترنا ويحفظنا بعد اللي احنا شايفينه ده.

عودة إلى الأستوديو بعد انتهاء الفيلم

شوفتوا يا جماعة؟ خليني أسألك سؤال: أنت متخيل بقه ذلهم وهما واقفين والأرض عمالة يطلع منها دخان حريقة والناس الفقراء عمالة تعدي عليهم كده، يا أولاد عمي فلان دا أنتوا أبوكم ما كانش كده، تخيل حسرتهم وألمهم، راح كل حاجة، كل حاجة خسروها، ها ما فيش أمل؟ مش كده، القرآن بيعلمك معنى جميل قوي، دائمًا فيه أمل، يعني في أمل إيه؟ ما راحت خلاص، {قَالَ أَوْسَطُهُمْ فاق أول واحد، فاق اللي هو كان كويس، خلي بالك تربية الأب ما بتروحش يا آباء، ما تخافش لو ربيت وحطيت البذرة ما تخافش { قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ}[القلم:28]، أنا مش قلت لكم خلينا نمشي على طريق أبونا {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}[القلم: 29]، فاقوا الولاد، فاقوا، رجعوا لربنا { قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ } [القلم:29: 30]، ياه! مش كنت تصحينا؟ مش كنت تقول لنا؟ مش لوم خناق، لوم تصحية { قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ}[القلم:32] تبنا يا رب، ورجعنا لك يا رب، خلي بالكم الحتة دي فيها حتة حلوة قوي، مهما كنت غلط ما تيأسش حتى لو بقت صريم، ابدأ من جديد ربنا يقبلك، والآية بتقول لك كده، الآية بتقول لك خلي عندك أمل، بص القرآن وحلاوته، مش هي بقت كالصريم، تقدر تبدأ من جديد { عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا} وفعلاً أبدلهم خيرًا منها .

عبد الله بن رواحة راح للنبي صلى الله عليه وسلم، بيقوله أوصني يا رسول الله، يا جماعة احفظوا الوصية دي واكتبوها عندكم، بيقوله إيه؟ قال "يا عبد الله لا تيأس إن أسأت تسعًا أن تحسن واحدة، فالحسنة بعشر أمثالها، فيقبلك الله عز وجل" الله! يا سلام يا رسول الله على المنهج اللي كله أمل، يا سلام يا رب العالمين، يا تواب يا رحيم. يا ناس يا اللي عصيتم وحاسس إن أنا ما عدتش نافع، ياللي شربتوا مخدرات، يا اللي اتجوزت عرفي، يا اللي عصيت، يا اللي عملت أي مصيبة، ياللي زنيت، ياللي.. لا تيأس إن أسأت عشرًا، يا اللي خنت طريق أبوك لا تيأس إن أسأت تسعًا أن تحسن واحدة، والحسنة بعشر أمثالها، فيقبلك الله عز وجل.

الله على وصيتك يا رسول الله، يا سلام على الله التواب، الله بيفرح بتوبة عباده، بالله عليكوا خليها ليلة توبة النهاردة، تيجي نصلح المسار زيهم، تيجوا نعدل زيهم، وبعدين واخد بالك {عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا} ياللا نشتغل ونتعب زي ما أبونا اشتغل، ما هو كان عصامي، ما هو بدأ من الصفر، يا أولاد رجال الأعمال، يا أولاد ياللي عايشين في الخليج، لو اعتمدت على أبوك مش هتفلح، قول وأنا كمان هبني من أول وجديد، وبعدين شوفوا كلمة {عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا} ليه خيرًا منها، أصل إحنا تعلمنا، هننفق زيادة عشان ربنا يكبرها لنا، تنفق كذا، ده إحنا هنزود الإنفاق؛ لأن عرفنا إن الثروة بتزيد بالإنفاق، فأبدلهم ربنا خيرًا منها.

خلصت القصة، بس فيها في الآخر سؤال، يا ترى الرسالة اللي ربنا باعتها لهم كانت غضب ولا كانت رسالة رحمة، رسالة ها اتصلحوا بعديها ولا لأ، يبقى كانت رسالة ربانية، عرفت تعرف إزاي الفرق بين الاتنين؟ يبقى كانت رسالة رحمة من ربنا صححوا ورجعوا.

الاستنتاج النهائي آخر آية جامدة قوي بتقول: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ}[القلم:33]، يعني إيه {كَذَلِكَ الْعَذَابُ}؟ كذلك يسوق الله العذاب للناس في الدنيا، عشان يرجعوا للطريق الصحيح، يعني إيه {كَذَلِكَ الْعَذَابُ}، هو ده مفهوم العذاب الصحيح، ده مش غضب، ده عذاب تصحيح، ده عذاب عامل زي الضيف يدخل بيتك ياخد ذنوبك ويطلع، ضيف سريع ويمشي، {كَذَلِكَ الْعَذَابُ}، وبعدين الآية تقولك إيه؟ {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[القلم:33]، يبقى استحمل العذاب ده، يبقى لو نزلت المصيبة يعرف أنها للتصحيح، ما يغضبش وتقول ليه عملت فيّ كده يا ربنا، {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[القلم:33].

قصة النهاردة خطيرة، علموا ولادكم القصة دي يا جماعة، القصة دي مهمة عشان ولادك ما يخونكش بعد ما تموت، احكيها لهم في حدوتة قبل النوم، ويا أمهات، واحكيها لولادك في سن الشباب، احكي لهم القصة دي، ووريهم الصريم، والحلقة دي أرجوكم فرجوا عيالكم عليها النهاردة في الإعادة لازم، وموجودة على عمرو خالد دوت نت، اتفرجوا عليها صوت صورة، وهدخل على النت النهاردة 12.30 عشان أي حد عايز يسألني في القصة دي، أحكي له عليها، واللقطة بتاعت اليمن حطينها على عمرو خالد دوت نت مخصوص.

قصة النهاردة مهمة، عشان كده سورة القلم أول آية فيها إيه {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}[القلم:1]، كأن المعنى إيه؟ اكتبوا القصة دي، اسطروها، علموها لعيالكم، انشروها بين الأجيال، قصة النهاردة مهمة.

انتهت القصة، لسه فيه كلمة للأغنياء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "حصنوا أموالكم بالصدقة " حصن فلوسك بالصدقة، كلمة للشباب: تصدق ولو بربع تمرة يا شباب تصدقوا "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله- تقف في ظل ربنا والناس في الشمس مين؟- ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه " تيجوا نعملها النهاردة ونضمن ضل ربنا عرش ربنا، كان رسول الله جوادًا في رمضان، تيجي يا شباب، وحاجة تانية للشباب: إوعى تخون أبوك، يا أولاد العائلات الكبيرة إوعى تخون العيلة، إوعى تغير سكة العيلة.

حاجة أخيرة: الصدقة من اليوم، اتفقنا عليها؟ أنت في أنهو مرحلة من المراحل؟ اتفقنا على التوبة، شوفوا كمية حاجات، انتبه للرسائل الربانية، وركز في الرسائل اللي ربنا باعتها لك، خلصنا تعالوا نختم وندعي وتشوفوا الحلقة على عمرو خالد دوت نت، إني داع فأمنوا:

يا رب، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين، يا رب احفظنا، واحفظ ولادنا، يا رب يا رب نعوذ بك من عقوق والدينا، نعوذ بك من خيانة أب بعد موته، نعوذ بك من خيانة أم بعد موتها، يا رب ارزقنا بر الوالدين أحياء وأمواتًا، ارزقنا بر الوالدين حتى بعد موتهما، اغفر لمن مات من آبائنا، اغفر لأجدادنا، يا رب عيلتنا يا رب، اجعل من مات من عيلتنا من آبائنا من أجدادنا اجعل الليلة يا رب قبورهم روضة من رياض الجنة، يا رب اجعلها روضة من رياض الجنة، الليلة دي ببركة دعاء في رمضان نور قبورهم، يا رب اجعلها روضة من رياض الجنة، ارحمهم، ارضَ عنهم، اغفر لهم كل من مات من عائلتنا، اجعلنا بارين بهم وهم أحياء وهم أموات، اغفر لآبائنا وأمهاتنا كما ربونا صغارًا، يا رب العالمين، يا ذا الجلال والإكرام، أعنا على الصدقة الليلة يا رب، من علينا بصدقة تكتبنا بها في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، يا ذا الجلال والإكرام، ونعوذ بك من غضبك، نعوذ بك من الصريم في حياتنا، إلا غضبك يا رب، يا رب لا تغضب علينا، يا رب بنتوسل إليك، نتوسل إليك، ونرفع الأيدي ونخفض الرؤوس، ونتذلل ونبكي ونخشع، ارضَ، سامح اغفر لنا بدعاء امرأة، بدعاء امرأة مخلصة تدعو الآن، اغفر لنا بدموع شاب يبكي من خشيتك الآن، اغفر لكل من يسمعنا الآن، يا رب يا مجيب الدعاء يا سامع الصوت، يا سامع الصوت، تسمع كلامنا، وترى مكاننا، ولا يخفى عليك شيء من أمرنا، أقسمنا عليك أن تغفر لنا جميعًا، كل من يسمعنا الآن أقسمنا عليك أن تكتبنا جميعًا من عتقاء شهر رمضان يا رب العالمين، اكتب كل من يسمعنا الآن ويحضر معنا ويرانا رفيق النبي في الجنة، يا رب ببركة هذه الليلة وهذا الدعاء اكتب كل أم وأب وأسرة وشاب وفتاة يسمعنا الآن رفيق النبي في الجنة، مُنّ علينا بعمرة وحجة قريبة، وسع رزقنا، اغفر لنا، ارضَ عنا، تب علينا، أبكنا من خشيتك، رقق قلوبنا، ارحمنا، سامحنا، نجنا من جهنم، نجنا من الصريم، نعوذ بك من غضبك، ارضَ عنا، الجنة يا رب، الجنة الليلة يا رب، سامح، يا كريم هل قبلتنا، يا مجيب استجب، آمين آمين، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: http://alresalah.ws/programs2/index.jsp?inc=36&id=1511&lang=ar&cat=74&type=1