الحقوق محفوظة لأصحابها

زغلول النجارجاسم المطوع
المقدم: د. جاسم المطوع: السلام عليكم نرحب بكم في الحلقة الأولى من برنامج الإعجاز الاجتماعي.

وهذا البرنامج له قصة فمن أكثر من عشر سنوات وأنا أفكر عندما كنت أسمع بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة وكلنا حضرنا في العشر السنوات الأخيرة في كثير من الندوات والمحاضرات التي شاركنا فيها واستمعنا لها في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

وكيف أن هذه المباحث العلمية التي اكتشفها العلماء في واقعنا المعاصر أبهرت كل شخص غير مسلم وزادت إيمان كل شخص مسلم.

من هذا المنطلق كنت أفكر وأسأل نفسي لماذا لا يكون لدينا أبحاث ودراسات حول الإعجاز الاجتماعي ونعني به الإعجاز الأسري والأعجاز التربوي في القرآن والسنة.

وبدأت منذ عشر سنوات بتحضير بعض المحاضرات وشاركت في بعض الندوات وكنت أشارك بآية أو آيتين وحديث أو حديثين في الإعجاز الاجتماعي وكنت أتجول في الغرب أحيانا في أوروبا في إيطاليا أو فرنسا أو بريطانيا أو أمريكا وأعطي بعض المحاضرات والندوات وكان الجمهور الذي يحضر هذه الندوات في منتهى الإبهار ويستغرب كيف أنه من سنة القرآن والسنة ذكروا هذه النصوص وه1ذه القضايا الأسرية والتربوية والتي العلم الاجتماعي المعاصر يثبتها في واقعنا الحالي.

وبدا المشروع يكبر رويدا رويدا ومن خلال المحاضرات والندوات بدأت أبحث أكثر وأكثر إلى أن كتبت فصلا في كتاب لماذا تظلمون المرأة وهذا الكتاب كان يتكلم عن ما هي نقاط القوة التي أعطاها الإسلام للمرأة ومن خلالها نستطيع أن نحاور العلمانيين والغربيين وغير المسلمين ونقنعهم بالحق الذي عندنا وبالقضايا الاجتماعية والتربوية ثم كبر المشروع في ذهني إلى أن كتبت فصلا في زوجات النبي عليه السلام وتناولت فيه مباحث خطيرة ومهمة جدا وهي كيف عالج النبي عليه السلام مشاكله التربوية والأسرية وفق أحدث النظريات العلمية والغربية في واقعنا المعاصر.

بدأت الفكرة تكبر وتكبر ومنذ عشر سنوات وأنا أجمع النصوص والمباحث إلى أن صار هذا البرنامج التلفزيوني الذي نطل به عليكم بعنوان الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة.

الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة من القضايا المهمة جدا لكن هل نحن خدمنا هذا المبحث في دراساتنا وأبحاثنا ومؤتمراتنا وندواتنا.........؟

أنا عشت عمرا طويلا وأنا أقرأ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لكن ما أن أتكلم في بعض الآيات والأحاديث في الإعجاز الاجتماعي إلا وأجد الذي يستمع والذي يشاهد يتأثر تأثرا عظيما جدا ولهذا فإنني سأخوض معكم تجربة الآن حتى نبين كيف أن خلق الله تعالى فيه إ‘جاز وأن الله تعالى كل ما خلقه في الكون فيه إ‘جاز وأنتم الآن تشاهدونني من خلال الشاشة فأنا الآن واقف وخلفي لوحة فيه منظر جميل جدا عبارة عن قبب ومنارات لكنكم تلاحظون بأن هذا المنظر ليس بالوضوح الذي تشاهدونني فيه بمعنى أعمق إنني أكثر وضوحا من هذا المنظر والآن سأخاطب المصور وأطلب منه بقولي يا مصورنا الكريم اجعلني واضحا والمنظر الذي خلفي واضحا وهو الآن يحاول ويجتهد حتى يكون كلانا في منتهى الوضوح لكنني أعرف على يقين أنه لن ينجح في التجربة ولن يستطيع لأن الكاميرات التلفزيونية والفوتغرافية وكاميرات الديجيتال كلها لا تستطيع أن تحضر لقطة فيها أبعاد مختلفة وكل بعد فيه في منتهى الوضوح لكن العين التي خلقها الله تعالى تستطيع فأنا أستطيع أن أشاهد القريب والبعيد والكبير والصغير وفي الليل والنهار في منتهى الوضوح من غير أن أغير عدسة عيني إنما هذه العدسة تتغير بأمر الله تعالى وهذا خلق الله.

وسأعطيكم نموذجا آخر وتمرينا آخر فأنا الآن واضح والمنظر الذي خلفي غير واضح ونطلب من المصور أن يرينا المنظر الخلفي بوضوح ربما تشاهدون المنظر الواضح وأنا غير واضح.

فالكاميرا لا تستطيع ولهذا لو دققنا في وجه الإنسان فالإنسان فيه أبعاد فالأنف مرتفع والعين في الداخل والفم مفتوح والأسنان تلمع.

هذه الأبعاد في العين التي خلقها الله تعالى تستطيع أن تتحكم بهذه الأبعاد بينما عدسة الكاميرا لا تستطيع.

إذن هذا إعجاز وبمثل هذا الإعجاز نريد أن نخدم الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة.

لقد استمريت في البحث والتنقيب من أجل هذا البرنامج الذي هو الإعجاز الاجتماعي وما من مقال أو بحث أو دراسة غلا وكنت ألتقطها وأجمعها لكنني كنت مترددا هل أقدم هذا البرنامج أم لا لأن السبب أن هذا الموضوع لم يطرح من قبل ولو طرح فستكون هذه أول ورقة تطرح في الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة وبينما كنت مترددا كنت أفكر وأستشير بعض الخبراء والمختصين وبعض العلماء حتى إن بعضهم كان يقول لي لا تدخل في هذا الموضوع وبعضهم كان يتوقف وبعضهم وكان يقول توكل على الله وأنا أقدم قدما وأؤخر أخرى فصليت الاستخارة وانشرح صدري للموضوع وقلت لا بد أن أدخل فجلست أفكر وقلت لا أريد أن أدخل في هذا الموضوع بنفسي ففكرت برفيق يكون معي في هذا البرنامج وفكرت بضيف عزيز على قلوبنا ووقع في نفسي أن يكون الدكتور زغلول النجار وهذا المقترح جاءني قبل أن أسافر إلى المدينة المنورة لإلقاء محاضرة هناك.

وفعلا سافرت إلى المدينة وقد عزمت على الحديث مع الدكتور زغلول النجار وقلت في نفسي بعد العود من السفر سأطرح عليه الموضوع وأسأل الله تعالى أن أوافق وبينما أنا في المدينة في الفندق الذي أسكن فيه نزلت لتناول طعام الإفطار بعد صلاة الفجر ودعوت الله تعالى أن يوفقني في مبحث الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة وإذا بالدكتور زغلول النجار يتناول الإفطار في نفس الفندق وفي الطاولة التي أمامي.

فقلت سبحان الله هذا اللقاء وفي مدينة النبي عليه السلام فهذه بشارة خير وعلى بركة الله فذهبت إليه وسلمت عليه وعرضت عليه الفكرة وبمجرد عرضي الفكرة عليه قال لي لأول مرة أسمع بهذا الاتجاه ولأول مرة أسمع بهذا المبحث وأنا قد جمعت فيه كثيرا من المقالات وجمعت فيه كثيرا من الأبحاث والدراسات.

فقلت له جزاك الله خيرا على تشجيعك لي وهذا أولا وثانيا سنتعاون معا لإخراج هذا البرنامج التلفزيوني وتستفيد منه الأمة بإذن الله تعالى ويعتبر هذا البرنامج ورقة أولى نطرحها لجميع الباحثين والدارسين حتى يعملوا من خلالها ويدعموا هذا الاتجاه الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة.

واستمرت اللقاءات والاجتماعات مع الدكتور الزغلول ونحن نتباحث في عناوين الحلقات وفي المحاور التي نتناولها في عنوان الإعجاز الاجتماعي في الإعجاز الاجتماعي.

وجزاه الله خيرا حيث أضاف بعض العناوين كقضية التوحيد فهو يرى أنها إعجاز اجتماعي لأنه فيها تربية للأطفال منذ الصغر وهذه التربية يتصارع فيه الناس والمذاهب في العالم كلها اختصرها الإسلام في تربية العقيدة والتوحيد.

موضوع الربا مثلا فيه إعجاز اجتماعي عظيم وقصة يوسف عليه السلام لو تناولناها بالتفصيل ففيها إعجاز تربوي اجتماعي عظيم جدا.

إذن بدأنا نتباحث في العناوين وأنا اقترحت بعض العناوين والدكتور اقترح بعض العناوين على أن صممنا هذا البرنامج ولهذا فإن النبي عليه السلام عندما نزل عليه الوحي ودعم اتجاه الإعجاز هناك إعجاز على مستوى الأمة فكيف وحد النبي عليه السلام وحد العرب على كلمة واحدة أليس هذا إعجاز اجتماعي.......؟

كيف جعل النبي عليه السلام الأب والأم يقدرون الأبناء ويحترمونهم وصحح النظرة للمرأة أليس هذا إعجاز اجتماعي......؟

النبي عليه السلام أتى بإعجاز اجتماعي على مستوى المجتمع كنظام تعدد الزوجات ونظام الطلاق ونظام الزواج ونظام التكافل الاجتماعي أليس هذا كله إعجازا اجتماعيا.........؟

ونحن عندما نقارن هذه القضايا بالأبحاث الغربية الجديدة اليوم نكتشف العجب وهذا ما سيلاحظه المشاهد معنا من خلال هذا البرنامج ومع ذلك قصر أمامنا البحث.

فأنا بدأت أسافر وأزور كثيرا من المكتبات وكنت أسأل عن هذه القضية وعن أي مقال أو بحث عن الإعجاز الاجتماعي ألتقطه سريعا وسمعت عن مكتبة في إسطنبول وزرت هذه المكتبة وإذا ببعض هذه الأبحاث قد كتبها فتح الله كولن وهو تركي الأصل عالم ومفكر ولديه بعض الكتب فجلست مع بعض الأصدقاء في تلك المكتبة في تركيا وبدأ يترجم لي بعض العبارات التي كتبها فتح الله كولن حول القرآن والإعجاز الاجتماعي للقرآن لكنه لم يتطرق إلى هذا المصطلح الذي هو الإعجاز الاجتماعي بينما ذكر كثيرا من اللفتات الجميلة في القرآن.

بدأنا نجمعها ونرتبها وبدأنا بتحضير هذا البرنامج.

لقد كانت هناك اجتماعات ولقاءات مع الدكتور زغلول النجار وذهبت إليه في مصر وزرته في حي المعادي وكلكم تعرفون هذا الحي الجميل وهو على النيل ونشتم منه رائحة النسيم فطرقت عليه الباب وزرته في البيت وجلسنا معه جلسة من أمتع الجلسات مع هذا الحبر والموسوعي الدكتور زغلول وبدأنا نتباحث في كثير من القضايا والأمور وقد أعطاني كتابه الإعجاز العلمي في السنة النبوية وهو كتاب قيم جدا وفيه مباحث قيمة جدا.

بعد هذه الجلسة في المعادي وفي بيت الدكتور بدأنا وانطلقنا مع هذا البرنامج الذي نشاهده والشيء بالشيء يذكر فأثناء التصوير هناك بعض اللقطات التي لا ينساها بعض الناس وهي معبرة وفيها نوع من الدعابة.

فالتصوير أحيانا يطول نجلس مع الدكتور النجار من الصباح إلى المساء طوال النهار وما بين الفقرة والفقرة والحلقة والحلقة نشرب الشاي أو شيئا دافئا حتى لا نتعب فأعطيته الشاي عدة مرات فقال لي:

كل شاي طول النهار شاي فقلت له أنا أشرب الماء الحار هل أعطيك الماء الحار فقال فكرة وبدأت أقدم له الماء الحار وهذا الكلام في الكويت عندما كنا نصور مع بعض ثم ذكرت له قصتي مع الماء الحار:

فقد مضى علي فترة طويلة مع الماء الحار واكتشفت عجبا في هذا الأمر وهذا تعلمته من الصينين فهم علمونا أن لا أشرب ماء باردا إنما ماء حارا ولما شربت ماء حارا وجدت أثر ذلك على صحتي ونشاطي وطاقتي وقوتي وبالفعل له فوائد كثيرة وليس موضوعنا لكن يمكن لمن أراد أن يبحث في الإنترنت عن فوائد الماء الحار وبعد ذلك عندما ذهبت إلى المعادي واستضافني الدكتور النجار في بيته قدم لي الشاي ولما وضع الشاي أمامي قال هل تشرب شايا أم ماء حارا فالماء الحار كان له نوع من الدعابة أثناء التصوير.

د. زغلول: ( مقطع من البرنامج) هذا قرار إلهي فالذي يؤمن بالله لا يحاول التدخل فيه والعبث فيه.

جاسم: انكب عليها حتى يقبل هذا اللسان فعض اللسان وقطعه.

استضفت مرة في إذاعة من إذاعات إحدى الدول العربية فاقترحت عليهم أن يكون موضوع الحوار الإعجاز الاجتماعي.

وحقيقة سعدت كثيرا بالاتصالات التي جاءت وكلهم كانوا فرحين بالبرنامج ولقد طرحنا حديثا نبويا وهو لعله نزعه عرق ولما قرأناه قراءة اجتماعية وبينا وجوه الإعجاز فيه والرضاعة الطبيعية ووجه الإعجاز فيها ونظام التعدد ووجه الإعجاز فيه وكثير من القضايا الاجتماعية والأسرية بيناها.

ولهذا مما أسعدني بعد البرنامج أن كثيرا من الطلبة والطالبات في الجامعات تبنوا هذا الموضوع لعمل أبحاث داخل الجامعة.

إذن نحن اليوم بحاجة لهذه القضية وهي ما نخاطب به الآخرين بلغة العلم والمنطق والعقل واليوم نحن إذا أردنا أن نخاطب الغرب وغير المسلم كيف نخاطبه هل نقول لله قال الله وقال رسوله.....؟

هو لا يؤمن بهم أصلا فكيف نخاطبه بهم لكننا إذا قلنا يقول مانديل في اكتشاف الهندسة الوراثية أو الجينات على سبيل المثال فهو يستمع ثم نقول له هل تعلم أنه من 1400 سنة قال عليه السلام لعله نزعه عرق.

هنا سيتحول تماما لأننا في البداية نخاطبه بلغة العلم التي يفهمها ثم نقول له بأن القرآن والسنة كلها لغة علم ولغة منطق وعقل ولهذا بالفعل هو معجز.

ونحن تحدثنا في بداية هذه الحلقة عن البصر والنظر وكيف أن الله تعالى في خلقه لهذه العين فيها إعجاز عظيم والإنسان لا يتعب بينما عدسة الكاميرا تتغير ولا تصل اليوم بكل هذه الاكتشافات العلمية لم تصل إلى عدسة العين التي خلقها الله سبحانه وهذا من الإعجاز ولهذا فإنني أعلم شركة إنتاج منذ يومين اشتروا عدسات كاميرا عدسة تقرب والأخرى تبعد.

تخيلوا أن العدسة دفعوا قيمتها مائة ألف دولار وهي عدسة إذن العين التي نحملها والعدسة التي فيها كم تكلفتها.......؟

إذن هذا خلق الله فيه إعجاز وبهذا المنطق ينبغي أن نخاطب الغرب ونخاطب غير المسلم بل حتى نخاطب المسلم حتى يزداد يقينا إلى يقينه وإيمانا إلى إيمانه كما فعل إبراهيم عليه السلام عندما طلب من رب العالمين أن يريه كيف يحيي الموتى قال له أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي.

كلمة شكر نزفها إلى كل من ساهم في نجاح هذا البرنامج ربما أنتم تشاهدونني أنا مع الدكتور زغلول النجار نتحدث أمامكم لكن هناك فريق كبير جدا عمل على نجاح هذا المشروع وهذا البرنامج والقصة ليست قصة فكرة في الليل جاءت ونفذناها في النهار إنما هذا البرنامج وهذا البحث وخدمة القرآن والسنة من خلال القراءة الاجتماعية ونؤيد هذا بالأبحاث العلمية هذه القصة بدأت منذ عشر سنوات ونحن نجمع لها المادة إلى أن تحقق الحلم الذي كنا نحلم به منذ زمان أن نسجل برنامجا تلفزيونيا على مدى حلقات كثيرة نخدم به موضوع الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة.

نأمل بأن تستمعوا بهذه الحلقات وهذا البرنامج على شاشة قناة اقرأ وإن كان أي مقترح او ملاحظة فنحن نفرح بأن تتواصلوا معنا عبر الموقع الالكتروني أو البريد الالكتروني ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

المصدر: http://www.iqraa-tv.net/library/AlEjazAlItamee/AlEjazAlItamee1.doc