الحقوق محفوظة لأصحابها

أحمد الشقيري
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، فاستغرب الصحابة رضوان الله عليهم قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ (هل لأن نحن قليل) قال بل كثرة ولكن غثاء كغثاء السيل ينزع الله من قلب عدوكم المهابة (يعني خلاص أعداءكم لا يهابونكم يستصغرونكم ويحتقرونكم) ويلقي في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت"

حديث معروف يمكن أغلب المشاهدين يعرفونه لكن ما هي تطبيقاته اليوم، اليوم سأريكم بالأعداد قول الرسول عليه الصلاة والسلام وصدقه عن حالنا في هذا العصر.

نقارن تعداد السكان بيننا نحن المسلمين وبين اليهود، يوجد في العالم اليوم مليار ونصف مسلم، بينما اليهود هم فقط 14 مليون نسمة، يعني إذا أردنا أن نقارن بين المسلمين واليهود تقريبا إذا عندنا 500 مسلم يوجد مقابلهم في العالم 5 يهود هذا هو الفرق في التعداد السكاني بين المسلمين وبين اليهود.

اللي يرى هذا الفرق يقول أكيد يا أخي المسلمين مسيطرين على العالم شوف الأعداد شوف الفرق الهائل، مسيطرين على العالم في كل المجالات اقتصاديا، عسكريا، فكريا، اختراعات، أعداد الكتب كل ما يخطر في بالك من مجالات بناء على الأعداد سيقول القائل أكيد المسلمين مسيطرين.

ولكن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم غثاء كغثاء السيل.

أعزائي احنا صار لنا الآن 40 سنة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحرر القدس، وندعوه في كل مكان وفي كل المساجد وملايين وملايين من المسلمين يدعون الله سبحانه وتعالى أن يحرر القدس.

ألم يتساءل أحد ماذا بعد كل هذا الدعاء وكل هذه السنين لم تحرر بعد، حال المسلمين اليوم مع اليهود كحال رجل جالس أو واقف وجالس يدعو اللهم حرك هذه الطاولة اللهم حرك هذه الطاولة اللهم حرك هذه الطاولة اللهم عليك بهذه الطاولة اللهم أبعد هذه الطاولة، ويدعو ويدعو ولا يتحرك وهذا غرور وهذا عدم أخذ بالأسباب التي وضعها الله سبحانه وتعالى على الأرض، أنا أريد أن أحرك الطاولة المفروض أضع يدي أحركها واستعين بالله وأدعو اللهم أعني على تحريك الطاولة وأتحرك.

أما أن أقف وأدعو فهذا جهل ونحن لسنا ضد الدعاء ولا يفهم كلامي خطأ .. الدعاء أساسي والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو، ولكن أن نعتقد أننا سنحرر القدس وفلسطين بمجرد الدعاء، أننا نعتقد أننا يمكن لنا أن نحرر القدس ونحن في هذا التخلف وبهذا الفرق الشاسع بيننا وبين إسرائيل، لذلك الله سبحانه وتعالى قادر أن يبيد اليهود، وقادر بقوله كن فيكون أن يفتح القدس.

ولكن الله سبحانه وتعالى وضع سننا وقوانين في الأرض، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم اتبعها، انظر إلى هجرته صلى الله عليه وسلم كيف خطط ووارى واختبأ في الغار ثلاثة أيام، لماذا؟ وهو رسول الله يمكن أن يذهب ولا أحد يكلمه وهو منصور منه سبحانه وتعالى، ولكن الأخذ بالأسباب، غزوة بدر خطط واستشار، غزوة أحد استشار وخطط، غزوة الخندق حفروا الخندق، قصص كثيرة وكثيرة تدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم آخذا بالأسباب ويدعو أيضا، الاثنين مع بعض.

أعزائي أرجو ألا يفهم كلامي خطئا، ليس الهدف من كلامي وحديثي تثبيط الهمم ولا من التهويل من شأن اليهود وبني إسرائيل، ولكن الهدف العبرة والعظة وأن يحصل لدينا نوع من أنواع الغيرة أن هذا الوضع غير مرضي نريد أن نغيره، القرآن الكريم ملئ بقصص بني إسرائيل .. لماذا؟ كي نتعظ، وكذلك اليوم ينبغي أن نتعظ، وأنا أتمنى أن نعود لأيام الصحابة، الصحابة إخواني حول الرسول صلى الله عليه وسلم كان الواحد منهم بألف كان الوضع معكوس، كان المسلمين قلة والكفار كثرة، ولكن كان أبو عبيدة بن الجراح يبعث أمة وحده، أبو بكر الصديق إذا وضع في كفة رجحت كفته على الأمة بأكملها، عمر بن الخطاب يرسل إلى عمرو بن العاص 4 جنود ويقول الواحد منهم بألف.

المسلم كان عزيزا وكان بألف، لأصور هذا الأمر لكم إذا تصورنا للتشبيه فقط، إذا تصورنا أن هذا هو حال العالم قبل أن يأتي الإسلام والمسلمين، ملايين من البشرية

(حوض ماء به ماء كثير "العالم" ووضع به قطرات قليلة من صبغة زرقاء "المسلمون" فانتشرت الصبغة في الماء كله) ثم جاء المسلمون أعداد قليلة جدا، ولكن انظروا إلى انتشارها في العالم ... لماذا؟ المسألة ليست مسألة أعداد، المسألة مسألة إنتاجية، المسلمون كانوا ينتجون تماما كحالة اليهود اليوم، هم قلة ولكن للأسف هم مسيطرون ومنتشرون في العالم.

طيب ما هي الفائدة من كل هذا الكلام، طيب فهمتنا أن اليهود مسيطرين والمسلمين ضعاف ما هي الفائدة؟ الفائدة لكل مشاهد نريد لكل المسلمين أن يبدعوا في كلا مجالاهم، أنا أريد كل مسلم أن يكون مبدع في مجاله أيا كان هذا المجال .. حتى إن كنت لاعب كرة، لاعبين كرة القدم فرق كرة القدم الإسلامية .. لماذا لا تبعد وتأخذ كأس العالم، نريد أن نرى أطباء مهندسين علماء فلك كل مجال يخطر على بالك نريد مسلمين، المسلم منهم بألف رجل كما كان الصحابة رضوان الله عليهم، المسلم منهم بألف رجل.

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=737_0_2_0