الحقوق محفوظة لأصحابها

أحمد الشقيري
آخر أسبوع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأحد 4 ربيع الأول سنة 11هـ بعد عودة الرسول من زيارة البقيع خير الرسول بن الدنيا وما فيها أو لقاء ربه، فاختار صلى الله عليه وسلم لقاء ربه

هذا الكلام يوم الأحد الرابع من ربيع الأول ثم أنه صلى الله عليه وسلم عاد إلى منزله عند عائشة رضي عنها، فكان عندها صداع فدخل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله ورأساه، يعني عندي صداع ، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم بل أنا والله يا عائشة ورأساه، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم كان أيضا يشعر بألم،

فقال لها وهو يداعبها، فقال لها وما يضرك لو مت قبلي ثم غسلتك وكفنتك وصليت عليك ثم دفنتك، فالرسول صلى الله عليه وسلم يداعب عائشة رضي الله عنها، فقالت له والله لكأني بك لو فعلت ذلك .. تعود إلى منزلي فعرست ببعض نساءك.

يعني عائشة أيضا تتداعب الرسول عليه الصلاة والسلام تقول له يعني إذا أنا مت كمان تروح بيتي وتعرس على بعض نساءك رضي الله عنها وأرضاها.

فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم ونام وهو وجعان، وكان هذا هو أول مرض موته ص.

ثم في يوم الاربعاء السابع من ربيع الأول كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمر على زوجاته كعادته، كان يعدل بينهن، فاشتد عليه المرض في بيت ميمونه رضي الله عنها، فطلب من زوجاته أن يحضرن واستأذن منهن أن يمرض في بيت عائشة وكان وقتها مرضه قد اشتد صلى الله عليه وسلم فحمل بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب على كتفيهما، وكان من شدة مرضه صلى الله عليه وسلم كانت رجلاه تخطان على الأرض، يعني كان ماسك الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب وكان يمشيان معه ورجله صلى الله عليه وسلم من شدة الألم كانت على الأرض عليه الصلاة والسلام، ثم ذهب لبيت عائشة ليمرض.

يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام الثامن من ربيع الأول، طلب الرسول صلى الله عليه وسلم ممن معه أن يحضر له سبعة قرب من سبعة آبار مختلفة، قرب ماء فأحضروها له صلى الله عليه وسلم وأقعدوه من شدة المرض اللي هو فيه ثم صبوا عليه السبع قرب من الماء، ثم قال حسبكم حسبكم ثم شعر بشوية خفة صلى الله عليه وسلم فخرج على الناس وهو معصوب الرأس، وخطب فيهم وكانت هذه في يوم الخميس الثامن من ربيع الأول وكانت هذه آخر خطبة خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين، في نفس اليوم الخميس الثامن من ربيع الأول صلى الرسول عليه الصلاة والسلام آخر صلاة مع الصحابة وكانت صلاة المغرب، ثم دخل البيت واشتد عليه الألم.

أعتق النبي غلمانه أجمعين ولم يكن يملك سوى سبعة دراهم صلى الله عليه وسلم تصدق بها كلها، عليه الصلاة والسلام ووهب للمسلمين أسلحته هذا كله يوم الأحد في السابق لوفاته ص.

فجر يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول اليوم الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم توفي في ذلك اليوم في فترة الضحى.

في الفجر بينما الناس يصلون وأبو بكر هو الإمام ففتح الرسول عليه الصلاة والسلام الباب ونظر إلى المسلمين ونظر إلى أبو بكر الصديق وهو يؤمهم فتبسم ضاحكا صلى الله عليه وسلم على ما رأى وربما في هذه اللحظات الرسول عليه الصلاة والسلام استرجع الثلاثة وعشرين سنة من الكفاح ومن الجهاد صلى الله عليه وسلم إلى أن رأى الصحابة والأمن مستتب والصلاة قائمة وأبو بكر يؤمهم ففرح الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا المنظر وابتسم.

الصحابة رأوا الرسول في صلاته وأبو بكر أحب أن يعود يرجع فيجعل الرسول يؤم الصلاة ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ابقوا على حالكم وتبسم مرة أخرى صلى الله عليه وسلم ثم أغلق باب حجرته وكانت هذه أخر مرة يرى الصحابة رضوان الله عليهم الرسول على قيد الحياة، وكانت هذه آخر مرة يراهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم في هذا الموقف موقف الصلاة.

في الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول دخلت فاطمة رضي الله عنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، وكان المرض قد اشتد .. وقال مرحبا يا ابنتي وأجلسها عن يمينه ثم سرها بكلمات فبكت رضي الله عنها، ثم سرها بكلمات أخرى فضحكت، فعائشة رضي الله عنها سألتها ماذا قال لك الرسول صلى الله عليه وسلم قالت ما كنت لأبوح بسر أسر به الرسول ص، فلما توفي صلى الله عليه وسلم ذاكرة عائشة رضي الله عنها عن الموقف فسألت فاطمة رضي الله عنها مرة أخرى ماذا قال لك الرسول ص؟ فقالت قال لي في المرة الأولى إن جبريل كان يعرض علي القرآن مرة كل عام وإنه عرض علي هذا العام القرآن مرتين، ولا أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي فاتقي الله، فبكت رضي الله عنها.

ثم سرها مرة أخرى فقال لها: أولا يرضيك أول أهلي لحاقا بي وألا يرضيك أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، فضحكت رضي الله عنها وأرضاها .. كان ذلك في الضحى سويعات قبل وفاته صلى الله عليه وسلم حصل هذا الموقف اللطيف بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين بنته فاطمة.

دقائق قبل احتضاره صلى الله عليه وسلم دخل عبد الرحمن بن أبو بكر أخو عائشة رضي الله عنها، تحكي هذا الموقف تقول دخل عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مسندة الرسول عليه الصلاة والسلام يعني الرسول صلى الله عليه وسلم كان ساند على صدرها، فرأيته ينظر إليه، عائشة رضي الله عنها رأت الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السواك، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحال لا يستطيع الكلام ولا الحراك عليه الصلاة والسلام من شدة الألم، فعرفت أنه يحب السواك فقلت أخذه لك .. شوف كيف عائشة تفهم الرسول بالإشارة من مجرد أنه نظر إلى السواك عرفت عائشة أنه يريد السواك، فأخذت السواك من عبد الرحمن أخوها ولينته وأعطت الرسول عليه الصلاة والسلام يستاك، وما أن فرغ من السواك وكانت هذه واحدة من أخر أفعاله، كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر مرارا ومرارا قبل الاحتضار ... الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .. الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .. عليه الصلاة والسلام.

ثم أن بصره شخص إلى السقف، عائشة رضي الله عنها تصف وتحركت شفتاه فأصغت إليه عائشة فسمعته وهو يقول مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ما اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى كررها ثلاث مرات وكان بجوار يده رقوة فيها ماء أو إناء فيه ماء فكان يأخذ من الماء ويضع على وجهه ويقول إن للموت لسكرات إن للموت لسكرات.

ثم قال اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى ثم توفي صلى الله عليه وسلم ومالت يداه الشريفتين وكان هذا في الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة 11 من الهجرة، وكانت عائشة رضي الله عنها تقول توفي صلى الله عليه وسلم في يومي وبين نحري وقد اختلط ريقه بريقي صلى الله عليه وسلم حين أخذ السواك.

انتشرت الأخبار بنبأ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أنس ما رأيت يوما قط أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة، وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة.

أرجو الله سبحانه وتعالى أن يرزقني ويرزقكم ويرزق كل المسلمين جواره صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى وأن يرزقنا تقبيل يديه والجلوس بين يديه والتحدث إليه صلى الله عليه وسلم.

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=722_0_2_0