الحقوق محفوظة لأصحابها

أحمد الشقيري
يذكر ابن القيم في كتابه الرائع "مدارك السالكين" سبعة عبقات يتبعها الشيطان لإغواء البني آدم.. فإذا فهمنا هذه العقبات وهذه الأساليب سهل علينا محاربة الشيطان.

تماما أخواني وأخواتي مثل الحروب... الجيش القوي هو الذي يفهم عدوه يفهم نقاط ضعفه ونقاط قوته فيستطيع أن يتغلب عليه.

لذلك أرجو من المشاهدين اليوم كل مشاهد يرى في أي درجة من الدرجات السبع الشيطان شغال عليه فإذا عرف هذه الدرجة سهل عليه بإذن الله التغلب عليه.

العقبة الأولى:

هي عقبة الكفر، سيجعلك الشيطان جاهدًا أن يجعلك تكفر بالله.. فإذا كفرت ارتاح لأنه أي كافر والعياذ بالله حبط عمله.. لأنهم قالوا ليس بعد الكفر ذنب.

العقبة الثانية:

إذا لم يستطع أن يجعلك تكفر بالله دخل عليك من باب البدعة.. يجعلك تعمل أشياء ليست من الدين والأمثلة كثيرة وأضرب مثلا واحدا.. بعض الناس إلى اليوم يؤمن بالخرزة الزرقاء اللي يحطها في سيارته ولا يحطها على صدره يعتقد أنها ستجلب له حظا واسعا وهذه كلها من الخرافات ومن مداخل الشيطان.

العقبة الثالثة:

هي الكبائر الزنا .. الخمر .. الرشوة .. الشيطان يجيء لك ويقولك كلها كأس وبعدين كل الناس وبعدين كتير من المسلمين بيشربوا.. إن الله غفور رحيم! يعني: اعمل الكبيرة واستمتع ثم تب إلى الله سبحانه وتعالى وهكذا يدخل عليك من باب الكبائر.

والخطر في الكبائر أن الإنسان إذا انغمس في الكبائر وترك الصلاة والصوم فأصبح بينه وبين الكفر درجة.. لذلك نجد وهذه حصلت إخواني وأخواتي بعض الشباب اللي انغمس تماما في الكبائر ونسي العبادات إذا حصلت له مصيبة في الدنيا إما يتجه إلى التدين أو أن بعضهم والعياذ بالله يكفر وهذه حاصلة في الواقع.. فلنحذر من الكبائر.

العقبة الرابعة:

إذا لم يستطع أن يغويك بالكبائر دخل عليك من باب الصغائر .. لفتة نظرة ابتسامة .. كذبة بيضاء إلى آخرة ..

ويقول لك إنه يا أخي ما بين الصلاة والصلاة كفارات لما بينهما.. والعجيب من مداخل الشيطان أن قوله حق ولكنه حق يراد به باطل.. يعني فعلا هناك أحاديث كثيرة وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه بين الصلاة والصلاة يكفر الصغائر.

لكن السؤال مقامك عندما تدخل على صلاة وليس عندك كبائر أعلى ولا صغائر.. أعلى بكثير من دخولك على صلاة وعليك الصغائر وبالتالي الشيطان يحاول إن لم يستطع أن يأتيك من الكبائر يأتيك من الصغائر حتى يقلل من مقامك في الصلاة .. ولذلك الآية في سورة الكهف تقول {..يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} فسبق الصغيرة على الكبيرة والفضيل رضي الله عنه له تفسير جميل في الآية يقول ضجوا والله بالصغائر قبل الكبائر ليه لأنه الناس يوم القيامة الإنسان إذا ارتكب كبيرة تبقى نصب عينيه يبقى فاكرها ويتوب إلى الله ويستغفر ويبكي ويفضل فاكرها لا ينساها.. أما الخطر في الصغائر أنه نقوم بها ونفعلها وننساها.. فنأتي يوم القيامة والعياذ ونفاجأ بعدد من الصغائر كبير يوم القيامة.

لذلك الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على العبد حتى يهلكنه" والعياذ بالله.

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=715_0_2_0