الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم

لحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

أيها الأخوة الكرام، هناك مصطلح عند الأطباء هو الضغط، القاتل الصامت، خطورة الضغط المرتفع أنه ليس له أعراض أبداً، وقلّما يكون له أعراض، أحياناً الإنسان يفحص ضغطه يقول لك: 12/18، يشهق الطبيب.

هذا الضغط المرتفع يسبب شللاً، أو خثرة بالدماغ، أو فقد بصر.

من أدق ما قرأت عن هذا الموضوع أن الإنسان عندما يصلي ـ عندنا شيء اسمه ضغط الشرايين بالدماغ ـ أثناء السجود يرتفع ضغط الشرايين، فالدم يهجم إلى الرأس بحسب الجاذبية، وحينما يرفع الإنسان رأسه فجأة الضغط ينخفض، من ارتفاع الضغط وانخفاضه في أثناء الصلاة بشكل مستمر تنشأ حالة اسمها مرونة الشرايين، هذه المرونة تحتمل ارتفاع ضغط مفاجئ.

أحياناً الإنسان يصاب فجأة بخثرة في الدماغ، أو بفقد بصره، نتيجة ارتفاع عالٍ جداً في الضغط، فالدماغ لم يحتمل هذا الارتفاع، فانفجر شريان فيه، لذلك قالوا: الركوع والسجود في اليوم والليلة عشرات المرات بل بضع عشرات المرات هذا يسبب حالة في الأوعية اسمها مرونة الشرايين، وهذه المرونة تحتمل أحياناً ضغطاً يقدر باثنين و عشرين، وبلا مرونة قد يكون الضغط 18 كافٍ لانفجار بعض الأوعية في الدماغ.

الصلاة صحة:

كل ما فرضه الله علينا لخير لنا

لذلك الصلاة صحة، أنا أذكر أن هناك امرأة شاردة عن الله عز وجل، تعاني من شقيقة مزمنة، آلام بالرأس مستمرة، وهي ميسورة الحال، فسافرت إلى بلد أوربي، والتقت بأكبر طبيب في هذا الموضوع اختصاصه الشقيقة، قال لها: هل أنت مسلمة ؟ قالت: نعم، قال: أتصلين ؟ قالت له: لا، فقال لها: صلِّي يذهب ما بك، فغضبت، قالت له: جئت من آخر الدنيا إليك وتكلفت مبالغ فلكية لتقول لي صلي ؟ شرح لها ما معنى الصلاة، عندما تصلي يصبح هناك ضغط مرتفع في أوعية الدماغ، هذا الضغط المرتفع يسهم بتوسيع الأوعية، وأحد أسباب الشقيقة ضعف التروية في الدماغ، فلذلك السجود له شأن كبير.

فضل الركوع و السجود:

وأنا اطلعت على موضوع في الديانة المسيحية لفت نظري، أن صلاتهم كصلاتنا سابقاً فيها ركوع وسجود وعلى الأرض، وهذه المقاعد التي في الكنائس مستحدثة، أي بتعبيرنا الإسلامي بدعة، فالمقاعد ليست واردة في أصل الكنائس.

إذاً الركوع والسجود فضلاً عن أنهما عبادة لله، وخضوع له، فهما في الحقيقة صحة.

أذكر أن هناك حالة اسمها سرطان الرحم، و هي حالة خطيرة جداً تصيب الرحم، المسلمات بشكل أو بآخر لا يصابون بهذا المرض أبداً، مرة سألت عن الموضوع فقال: إن التمرينات التي تنصح بها المرأة المصابة بسرطان الرحم تشبه الصلاة تماماً.

بل إنني عثرت على موضوع لطيف جداً هو أن البلاد المتفوقة في الرياضة ـ أعتقد الدول الاسكندينافية ـ هؤلاء الرياضة عندهم شيء كبير جداً، فأرادوا أن يضعوا تمرينات صالحة للكبير، والصغير، والرجل، والمرأة، ولكل الأوقات، فكانت هذه التدريبات تشبه بشكل مذهل حركات الصلاة.

أنت بمجرد أن تصلي تقوم بتمرين معتدل يومي خمس مرات، تحرك به كل العضلات، فلذلك السجود من ثماره اليانعة أنه يضعف أو يزيل الشقيقة، و الضغط المرتفع إذا ارتفع مع إنسان يصلي أوعيته الشريانية تكون مرنة نتيجة الصلاة فلا يتأثر بشكل كبير.

بالمناسبة الإنسان عمره من عمر شرايينه، أوعيته في الدماغ مرنة هذه المرونة من أين جاءت ؟ من ارتفاع الضغط المفاجئ في السجود وانخفاضه المفاجئ في الوقوف، هذا الارتفاع والانخفاض يشكل مرونة، هذه المرونة تحتمل ارتفاع الضغط، فلذلك أيها الأخوة الكرام:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ(238) ﴾

( سورة البقرة )

والحمد لله رب العالمين