الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مكملين السير على طريق الله لإحياء روح العبادة، نتعلم عبادة من العبادات التي شرعها الله علينا والحكمة منها وكيفية أدائها والمشاعر التي تسيطر على الإنسان وهو يقوم بهذه العبادات، وهذه الحلقة مخصصة للرد على أسئلتكم.

س1 هل يمكن أن أعرف إذا كانت عبادتي صحيحة من صوم وصلاة ووضوء؟

العلماء قد جاوبوا على مثل هذا السؤال بأن هناك شرطان لصحة أي عبادة، الشرط الأول وهو الإخلاص، والشرط الثاني وهو الاتباع، وهذا كلام الإمام الفضيل بن عياض، فالإخلاص هي أن تكون العبادة لله، ففي الآية {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } ( 5 سورة البينة )، والمقصود بالاتباع أن تأتي العبادة مثل ما فعلها رسول الله، فسيدنا محمد قال صلوا كما رأيتموني أصلي، فهو العبد الكامل الذي يُتبع في كل شيء.

س2 أريد ترشيح لكتب تتحدث عن المسموح والممنوع وعن المرأة، فأنا أم لولدين وأريد أن أعلمهم شيء يكون سبب في دخولي الجنة.

لكي تعلمين أولادك فإنك تحتاجين أن تتعلمي، ولكي تتعلمي خذي الطريق من بدايته، فأوصيكِ بالبحث عن شيخ، لتتعلمي على يديه الفقه والحديث والعقيدة ورقائق المعاني، فيصبح هناك صلة بينك وبين ربك وتتعرفي عليه سبحانه وتتخلقي بأخلاقه، وستصبحين قدوة صالحة لأولادك.

س3 كيف تتوب فتاة بعد أن قامت بعلاقة غير شرعية، وماذا تفعل لكي لا تعيد هذه العلاقة مرة آخرى؟

الحب أصبح سبب في التنازل والتفريط في أشياء كانت من الثوابت، وهناك ما يسمى بعموم البلوى فأصبحت المعاصي منتشرة كأنها شيء عادي، ولكي لا تقعي في الأخطاء مرة ثانية تحتاجين أن تدرسي وتتأملي وتتفكري ما الذي أوقعك في هذه الأخطاء، فهل أنتِ عاطفية فلا تستطيعين أن تقاومي الشخص الذي يعطيكِ حب، هل كانت هناك خطوات وأنتِ لم تدركيها وهو كان يقترب منك لدرجة أنكِ أصبحتِ معتادة على بعض التصرفات كأن يمسك يدك ويكون قريب منك، وتذهبين معه لأماكن لا أحد يراكم فيها، فخطوات الشيطان كانت خفية فوجدتِ نفسك وقد انزلقتي، فحاولي أن تتأملي، ومبارك لكِ أن الله قد قذف في قلبك حب التوبة، فأسأل الله أن يثبتك وأن تبدأي حياتك من جديد.

س4 فيما يخص حلقة زى المرأة إذا كان هناك خلاف بين العلماء هل يمكن أن أتبع أحد منهم ولا يوجد عليَ أثم؟

في مذهب المالكية والأحناف والشافعية يقولون أن الفريضة هي الحجاب الذي يستر كل جسد المرأة ما عدا الوجه والكفين، أما الحنابلة فلهم قولان يقولون أن المرأة إذا أرادت أن تتحجب فلتنتقب، وجزء آخر منهم متماشي مع باقي جمهور العلماء أن النقاب ليس فريضة وإنما فضيلة، لكن الأحناف يقولون أيضًا بجواز ظهور ظاهر قدم المرأة، فليس هناك خلاف إذا كان شخص ليس بإمام قال كلام يخالف الأئمة لأنه لم يستند بأقوال أحد منهم فلا يصح أن تتبعيه، أما إذا هناك إمام من الأئمة الأربعة قال رأي فنحترم هذا الرأي، إذن القضية قضية احترام للأئمة واحترام لأسماء الأئمة وعظمة رؤيتهم للأدلة.

س5 هناك ناس يقولون أن الدعاء لا يُطلب بمعنى أن نطلب من أشخاص أن يدعو لنا، فهل هذا صحيح؟

هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان فيه ضعف من حيث السند لكن العلماء الثقال يروه من باب استحسان هذا الموقف، سيدنا عُمر كان يذهب لأداء العمرة فقال له رسول الله لا تنسانا يا أخي من صالح دعائك، وكثير من الصالحين كانوا يطلبون من النبي أن يدعو لهم ولم ينهاهم، وإذا كان هناك هذه الإشكالية كان النبي طلب منا ألا ندعو لبعضنا، وكثير من الصحابة دعوا لبعضهم، وهناك ملك عندما تدعو لشخص ما بظهر الغيب يقول لك ولك المثل.

س6 كثير ما أتوجه لله بالدعاء ولكني أعجز عن الدعاء وكأن عقلي لا يوجد به كلام، فلا أملك الطلاقة في الدعاء، وكثيرًا لا أجد ما أقوله فماذا أفعل؟

إحساسك بالعجز هو من أجمل المشاعر، والعلماء عندما تكلموا عن آداب الدعاء قالوا ألا تتكلف السجع في الدعاء، فدعوات النبي صلى الله عليه وسلم كانت دعوات بسيطة، فشعورك بهذا العجز أجمل شعور قلبك مليء به لذا فالعلماء قالوا أنك لا تذكر ربك بالذي تريده، فالله يعلم ما في قلبك، لذلك الصالحين كانوا يقولون عِلمهُ بِحالي يُغنِيه عن سُؤالِي، فالله يعلم ماذا تريد فهو غني أن تطلعه عما بداخلك.

س7 ما هي ضوابط الخطوبة؟

خطيبتك بالنسبة لك هي فتاة يمكن أن تتم خطبتكم بالزواج وممكن لا، فحافظ عليها، فابتعد عن الملامسات والخلوة فيجب أن تتعرفوا عن بعض وتتحدثوا لكن في وجود الأهل، وعندما تتحدثوا في الهاتف تحدثوا بما يليق.

س8 عندي شك في الله مع أني إنسانة مؤمنة، وأنني في حالة سيئة جدًا بسبب هذه الأفكار أرجو منك مساعدتي.

- الشك في الله قد يكون بداية اليقين، وهو ليس بشك في وجود الله عند كثير من الناس، وإنما قد يكون شك في عدل الله أو رحمته أو في حكمته سبحانه في شيء حدث معك لا تفهمه، فتعتقد أن هذا ظلم، فيكون شك فيما تخيلته أنت، والحل أن تذهب لشخص تثق به ويكون عنده علم بالله وتتحدث معه وتتحدثي عن المشكلة التي جعلتك تشك ليظهر لك لطف الله في هذه المشكلة لتهتدي ويملأ اليقين قلبك.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3635