الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
تلخيص الحلقة 40 -على طريق الله -روح العبادة -أذكار الحال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نكمل معًا السير علي طريق الله والتعرف علي روح العبادة. حلقة اليوم عن أحوال النبي عليه الصلاة والسلام الدائمة وهو ما أطلق عليه الفقهاء أذكار الحال، فلم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يقوم بأي عمل إلا وكان يقول معه ذكر، وكل ذكر فيه معنى. والحكمة من هذه الأذكار التذكر الدائم بمعاني كثيرة ومنها: حب الله تعالى، وقربه من الإنسان، والشعور بالأمان مع الله تعالى. فيقول الله تعالى {...وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (سورة الأحزاب: 35).

أذكار الحال:

- ذكر النوم: "كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أخذ مضجعه من الليلِ قال: "اللهم باسمك أموت وأحيا" حديث صحيح. وكان للرسول صلى الله وعليه وسلم دعاء عند النوم، ومن يقوله فيكون نام على التوحيد "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمر رجلًا، إذا أخذ مضجعَه من الليلِ، أن يقول: اللهمَّ أسلمتُ نفسي إليك، ووجَّهتُ وجهي إليك، وألجَأْتُ ظهري إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، رغبةً ورهبةً إليكَ، لا ملجأَ ولا منجا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابِك الذي أنزلتَ، وبرسولِك الذي أرسلتَ، فإن مات مات على الفطرةِ " حديث صحيح.

- ذكر الاستيقاظ: ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث إسناده صحيح "إذا استيقظَ أحدُكم فليقلِ الحمدُ للَّهِ الَّذي ردَّ عليَّ رُوحي، وعافاني في جسدي، وأذنَ لي بذِكرِه".

- ذكر الملبس: يقول صلى الله عليه وسلم في حديث حسن "ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال: الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا، ورزَقَنِيِهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ، ومَا تأخَرَّ". ذكر اللبس الجديد: " كانَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا استجدَّ ثوبًا سمَّاهُ باسمِهِ، عِمامةً، أو قميصًا، أو رِداءً، ثمَّ يقولُ: (اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ كسوتَنيهِ، أسألُكَ خيرَه، وخيرَ ما صُنعَ لَه، وأعوذُ بِكَ من شرِّه، وشرِّ ما صُنِعَ لَهُ)" حديث صحيح.

- ذكر الخروج من البيت: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرجَ من بيتهِ قال بسمِ اللهِ توكلتُ على اللهِ، اللهم إنا نعوذُ بكَ من أن نزِلّ أو نُزل، أو نضِلَّ أو نُضل، أو نظلِمَ أو نُظلمَ، أو نجهل أو يُجهلَ علينا" حديث صحيح، وفضل هذا الذكر جاء في حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم "إذا خرجَ الرَّجلُ من بَيتِهِ فقالَ: (بِسمِ اللهِ، تَوكَّلْتُ علَى اللهِ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ)؛ يُقالُ لهُ: حَسبُكَ، هُدِيتَ، وكُفِيتَ، ووُقِيتَ، وتَنحَّى عنهُ الشَّيطانُ".

- ذكر دخول المنزل: يقول صلى الله عليه وسلم في حديث حسن "إذا ولجَ الرَّجلُ بيتَه فليقل: اللَّهمَّ إنِّي أسالكَ خيرَ المولجِ، وخيرَ المخرجِ، باسمِ اللَّهِ ولجنا، وباسمِ اللَّهِ خرجنا، وعلى ربِّنا توَكلنا، ثمَّ ليسلِّم علَى أهلِه"، ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح " إذا دخل الرجلُ بيتَه فذكر اللهَ عند دخولِه، وعند طعامِه، قال الشيطانُ: لا مبيتَ لكم ولا عشاءَ، وإذا دخل ولم يذكرِ اللهَ عند دخولِه قال الشيطانُ: أدركتُم المبيتَ، فإذا لم يذكرِ اللهَ عند طعامِه قال: أدركتمُ المبيتَ والعشاءَ".

- في حالة الكرب أو الحزن أو المشقة: هناك أذكار كلها استعانة بالله تعالى ومنها "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يقولُ عند الكربِ: لا إلهَ إلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ والأرضِ ربِّ العرشِ العظيمِ" حديث إسناده صحيح. و"كانَ إذا نزلَ بِه همٌّ أو غمٌّ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ" حديث صحيح. ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح "دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعاه وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنت سبحانَك إنِّي كنتُ من الظَّالمين، فإنَّه لم يدْعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له". ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث حسن "... إن الله يحمد على الكيس، ويلوم على العجز فإن غلبك الشيء أو قال الأمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل".

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3601