الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
لنستعد من الآن للقاء المولى سبحانه وتعالى؛ حتى يدخلنا برحمته في جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما ﻻ عين رأت، وﻻ أذن سمعت، وﻻ خطر على قلب بشر



بسم الله والحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، مكملين السير على طريق الله لإحياء روح العبادة، وكل مرة نتحدث عن عبادة نتعلم مِنها كيف نعبد الله، والحكمة من فرض كل فريضة وأوامر الله، ثم نتعرف على الحال أي المشاعر التي يشعر الإنسان بها وهو مع الله، وسنستكمل الحديث عن فقه الموت، بداية من الكفن، والكفن هو غِطاء أبيض كما وصانا رسول الله في حديثه " البسوا من ثيابكم البياض، فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم"، وعلمنا رسولنا أن نُكفن الميت الذكر في ثلاثة أثواب فيُفرد الثوب ثم ينام الميت عليه ثم يُقفل عليه بشكل ملفوف من ناحية القدم والرأس، ويكون الميت يدهِ اليُمنى على اليسرى مثل وضع الصلاة، أما المرأة فإنها تُكفن في خمسة أثواب، ويُستحب عند الفقهاء أن يكون الكفن مِن أموال الشخص الميت، ومِن السُنة بعد تكفين الميت أن نُعطر الكفن، فالإنسان في الإسلام يُحترم حيًا وميتًا.

والعلماء تحدثوا عن حديث النبي عندما كان يحج شخص مع النبي فوقع هذا الشخص من الدابة وتوفي، فقال صلى الله عليه وسلم " كفنوه في ثوبيه اللذين ماتا فيهما ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يُبعث يوم القيامة ملبيًا"، فالمُحرم لا نُغطي رأسهُ ولا نضع له عِطر ويُكفن في الملابس التي كان يلبسها لأنه يُبعث على الحال التي مات عليها وهذه حالة استثنائية.

وبعد ذلك تأتي الصلاة على الميت (صلاة الجنازة)، وهي فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقيين، والله شرع صلاة الجنازة ليدعو الناس للميت ولهم ثواب كبير على ذلك، ففي حديث رسول الله" من صلَّى علَى جِنازةٍ فلَهُ قيراطٌ ومن شَهِدَ دفنَها فلَهُ قيراطانِ قالَ فسُئِلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ القيراطِ فقالَ مِثلُ أُحُدٍ"، وفي صلاة الجنازة رأس وقدم الميت يكونوا على اليمين في اتجاه القبلة والمُصلين يقِفون عند رأس الرجل وخِصر المرأة، ويُكبر الإمام أربع تكبيرات جهرية وفي التكبيرة الأولى يقرأ الفاتحة، وفي التكبيرة الثانية يقول النصف الثاني من التشهد ( الصلاة الإبراهيمية )، وفي التكبيرة الثالثة الدعاء للمتوفي ونستحضر هنا احتياج الشخص المتوفي للدعاء، وفي التكبيرة الرابعة الدعاء لأنفسنا ولسائر الأموات ثم نُسلم وراء الإمام.

وفي أخر مرحلة نقوم بدفن الميت، وقد تعلمنا الدفن من دفن سيدنا هابيل عندما قتلهُ سيدنا قابيل فأرسل الله له غراب يدفن صاحبهِ لكي يفهم كيف يبدأ الدفن، والإنسان المتوفى الصالح يقول ونحن لا نسمعه قدموني قدموني وإذا كان غير صالح يقول يا ويلتاه إلى أين تذهبون بي، ثم يصل إلى القبر وإذا كانت المتوفية امرأة يحملها من النعش محارمها فقط أما الرجل فيحمله أي شخص، ويتم تنزيل الميت إلى القبر بداية من الرأس ويدفن على جنبهِ اليمين باتجاه القبلة وكان الرسول يقول عند دفن الموتى بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ويحثو ثلاثة حثيات من التراب على القبر.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3539