الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله والحمد لله والصلاةُ والسلام على رسول الله، ﻻ زلنا على طريق الله سائرين لنفهم روح العبادة في عباداتنا ومراد الله في حياتنا، والحديث اليوم حول أحكام وآداب الطلاق

الطلاق من اﻹطلاق وهو حل الرباط، وأصله محظور: قال صلى الله عليه وسلم "ما أحل الله شيئًا أبغض إليه من الطلاق"، ويكون الطلاق مُباحًا إذا استحالت العِشْرَة بين الزوجين ووصلت الخلافات إلى باب مسدود، وقد يكون مُستَحب إذا كان فيه ظلم من طرف على طرف آخر، قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (سورة النساء: 130) وقد يكون حرامًا إذا كان الطلاق من غير سبب وظلم وافتراء

لماذا شرع الله الطلاق؟

شرع الله الطلاق عند إنتفاء الفوائد من الزواج، فاﻷصل في الزواج هو المودة والرحمة واﻷُلفة، فإذا ضاعت هذه اﻷغراض وأصبحت الحياة مبنية على الجفاء ﻻ المودة، صار الحل في الطلاق

الطلاق:

- بينونة صُغرى: وهو أن يُطلق الرجل زوجته الطلقة اﻷولى والثانية وتنتهي عدتها، فله أن يردها بعقد ومهر جديدين، قال تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان} سورة البقرة: 229

- بينونة كبرى: وهي الطلقة الثالثة التي ﻻ يجوز للزوج أن يرد زوجتها إﻻ بعد أن تتزوج من غيره ويموت أو يطلقها، ليس أن يكون هذا الشخص الثاني الذي تزوجته مُحللًا فقط لتعود لزوجها الأول، فهذا مُحرَّم شرعًا، قال تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَه} سورة البقرة 230

شروط الشخص المُطلق:

- أن يكون الزوج أو القاضي.

- أن يكون الطلاق باختياره وليس فرضًا من أحد.

- أن يكون في كامل عقله، وأﻻ يكون في وقت إختلال عقله الذي ﻻ يدري وقته ماذا قال.

كيفية إرجاع الزوج لزوجته:

قرار الزواج من حق المرأة وحدها، وقرار الطلاق والرجعة من حق الزوج وحده، قال تعالى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ}، فللزوج حق رد زوجته من غير إذنها

كيفية عودة المرأة:

من أكثر المخالفات التي تقع فيها المرأة إذا طلقها زوجها، أن تخرج من بيته وتذهب لبيت أهلها فقط في حالة الطلقة الأولى أو الثانية، فلا يجب على المرأة أن تخرج من بيتها وإنما تظل في بيتها وتجلس وتكون في كامل زينتها لأنه زوجها ، ويجوز له أن يُرجعها بالقول الصريح، أو بالكناية بطريقة الكلام الدالة على ذلك، أو بالفعل الدال على التقارب والمودة، واﻹشهاد على الرجعة ليس شرطًا في أن يُرجع زوجته



العائدون إلى الله:

إسمي خديجة هربست من ألمانيا وعمري خمسة وخمسون عامًا. كنت قبل اﻹسلام معلمة رياض أطفال وعملت بعدها مع ذوي الإحتياجات الخاصة، وتزوجت وطُلقت بعد عشر سنوات، إعتنقت الإسلام منذ أربع سنوات ونصف، والسبب هو حلم رأيته وتغيرت حياتي بعده. أردت معرفة المزيد عن اﻹسلام وكيف أُصلي وصليتُ أول صلاة في المنزل بمفردي، وتعلمت اللغة العربية؛ ﻷن القرآن مكتوب باللغة العربية واﻷخرى مكتوبة بالألمانية

عندما يُذكر الزواج في اﻹسلام أرى نموذج الرسول عندما جاءه جبريل فهرع الرسول إلى زوجته خديجة، فكم كان يحترم زوجته، وهي أول من أسلم فاتبعته وآمنت به. هذا مثال للعلاقة الجيدة بين الزوجين، فعند الزواج يجب أن تسير العلاقة على هُدى النبي لتكون علاقة جيدة مبنية على المودة، وإذا تغيرت يكون الطلاق هو الحل

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3451