الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، نكمل معًا السير علي طريق الله والتعرف علي روح العبادة. وعبادة اليوم هي الزواج، فالزواج سُنة من سنن المرسلين، وعادة من عاداتهم، وتشريع من رب العالمين عبر كل الأديان السماوية، يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّة...} (سورة الرعد: 38)، ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: "أربعٌ من سننِ المرسلين الحنَّاءُ والتَّعطُّرُ والسِّواكُ والنِّكاحُ".

أحكام الزواج:

يعد الزواج في بعض الحالات فرضًا، وفي حالات أخرى مستحبًا، وفي حالات أخرى حرامًا:

يعتبر الزواج فرضًا عند وجود القدرة مع وجود الفتنة، ويعتبر الزواج مستحبًا عند وجود القدرة مع أمان الفتنة، ويعتبر الزواج حرامًا في حالة عدم وجود قدرة مع وجود ضرر، مثال ذلك إذا كان الإنسان مريضًا مرض خطير ومُعدي.

واجبات أو لزوم الزواج:

التأبيد وتعني وجود نية عند الزواج في الاستمرار فيه، واللزوم وتعني وجود مسئوليات تلزم المتزوجين، وضياع المسئوليات يؤدي إلى وجود فجوة كبيرة بين الطرفين.

مستحبات الزواج:

- يستحب عقد القران داخل المسجد، فيقول صلى الله عليه وسلم في حديث حسن: "أعلنوا هذا النكاحَ واجعلوه في المساجدِ واضربوا عليه الدُّفَّ".

- ذهب العلماء أن من المباح الاستدانة للنكاح، أي إذا كان الإنسان يحتاج إلى مبلغ من المال لكي يُكمل شراء احتياجاته فمن المباح أن يستدين هذا المبلغ، ولكن دون إفراط.

- من مستحبات الزواج دعوة الأهل والأقارب والأصدقاء على الطعام.

صفات شريك الحياة:

يقول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: "تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ" و"إذا خطبَ إليكم مَن ترضَونَ دينَه وخلقَه، فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ". تتمثل صفات شريك الحياة في الكفاءة في السن، وفي الطباع الاجتماعية، والحالة المادية.

- السن: عدم وجود فرق سن كبير، وهذا أمر اجتماعي يتأثر بثقافة كل مجتمع.

- الطباع الاجتماعية: التقارب الاجتماعي من أكثر الأمور المؤثرة في الزواج، الذي يؤدي إلى الشعور بالقبول.

- الحالة المادية من حيث المهر والشبكة والشقة: من حق ولي المرأة أن يطلب مهر المثل، أي مثل المهر الذي قُدم لأخت الزوجة أو إحدى قريباتها أو صديقاتها وله أن ييسر في طلباته، أما الشبكة قد تكون هدية وقد تكون جزء من المهر، والشقة أمر مرتبط بقدرة العريس والكفاءة.

أركان الزواج:

الرجل والمرأة، الإيجاب، أي يعرض العريس طلب يد الفتاة أمام المأذون من الوالد أو العكس والقبول، والشهود، والولي، وقد ذهب جماهير أهل العلم إلى ضرورة وجود ولي مع البنت البِكر التي لم تتزوج من قبل، فهي لا يمكن أن تزوج نفسها بنفسها، حينها يكون هذا الزواج باطلاً، وقد رتب الإمام أبي شجاعة الأولياء، الولي هو الأب، وفي حالة غيابه يكون الجد والد الأب، ثم الأخ الشقيق، ثم الأخ الأب، ثم ابن الأخ الشقيق، ثم العم، ثم ابن العم.

الزواج العرفي:

له معنيان: المعنى الأول هو زواج صحيح لكنه ليس موثقاً في الأحوال المدنية كقديمًا عندما لم يكن هناك دواوين وأحوال مدنية، وهذا الزواج كامل الأركان والتوثيق هدفه هو الحفاظ على الحقوق.

المعنى الآخر هو الزواج بين رجل وامرأة بدون باقي الأركان فيكون زواجًا باطلًا ولا يترتب عليه أيةُ حقوق.

الزواج الحرام:

نكاح الشغار: أي أن يتزوج الشاب من فتاة وأخ هذا الفتاة يتزوج من أخت العريس، فبدلا أن يدفع كل منهما مهر لزوجته يتزوجان دون المهر، وحرم الله ذلك لأن به ظلم للمرأة.

نكاح المُحلل: أي بعد أن يطلق الرجل زوجته ثلاث مرات، تتزوج المرأة من آخر حتى تتمكن من العودة لزوجها، وحرم الله ذلك لما فيه من استحلال الفروج.

زواج المتعة: أي الزواج مقابل جزء من المال من أجل المتعة وأجمع جمهور العلماء على أن زواج المعتة حرام.



العائدون إلي الله

اسمي جوليا واسمي بعد الإسلام "ايسل"، وأنا من روسيا. اعتنقت الإسلام منذ ستة أشهر، حياتي اختلفت بعد الإسلام إلى النحو الأفضل، وإيماني بالله تعالى زادني قوة. أرى الزواج في الإسلام بصورة رائعة؛ لأنه النظام الكامل من الله تعالى لأي زوجين، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم عطوفًا جدًا مع زوجاته. والنساء في الإسلام كالألماس، فقبل الزواج يجب على الرجل فعل أمور عديدة ليتزوجها ويعطي الزوجة الحماية حتى بعد طلاقها، وحقوق الرجل في الإسلام أسهل بكثير من حقوق المرأة لأن الزوج لديه الكثير من الالتزامات.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3439