الحقوق محفوظة لأصحابها

إبراهيم الدويش
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أهلا وسهلا بكم في حلقة أخرى وفي مرحلة جيدة تحدثنا عن القرآن فعقبت على قراءة القرآن في فهم وتدبر وكيف كانوا يقرأ ون القرآن لنتعلم نحن من الإجابة على هذا السؤال كيف نقرأ القرآن الله تبارك وتعالى قال يمدح الذين إذا سمعوا القرآن خشعوا له وفاضت أعينهم من الدمع ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) هذا ثمار فهم القرآن وتدبر القرآن هذه صفة من صفات عباد الرحمن كما أخبر الله تعالى عنهم وقال الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ) كانوا يتدبرونها لها معاني كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا قرأ عليهم القرآن تقشعر جلودهم ولذلك قال عثمان لأن قلوبنا طهرت من سماعنا كلام ربنا وإني لأكره أن يأتي عليا يوم لا أنظر فيه للمصحف بكل صراحة كم تشعر بالقرآن في رمضان كم تمر الأيام حتى في رمضان ولم تفتح المصحف ولم تنظر فيه ولذلك ورد أن عثمان رضي الله عنه قتل والمصحف بين يديه سبحان الله لقد خرج هذا القرآن جيلا من الصحابة جيلا لا يوجد مثله في طريق الإسلام كله بل وفي تاريخ البشرية جميعا إن هذا القرآن لا يمنح القلوب إلا بروح الاستجابة والعمل وليت قيل بروح القراءة والتلاوة وإنما بروح التلاوة لمعانية العمل لما فيه حينما مثلا نزلت آية تحريم الخمر مشى رجل في شوارع المدينة يعلن ألا إن الخمر قد حرمت فماذا حصل أخذوا يتساءلون أخذوا في الحوار أخذوا في المجادلة لا لا كل من كان في يده قدح خمر رماه بل كل من كان في فمه شربة من خمر زجها ومن كان عنده في أونه استجابة وطاعة لأمر الله تعالى نسأل الله في يرزقنا طاعته وسعة الاستجابة هل سألنا عن كيف نجب أن نقرأ القرآن وما أثر هذه القراءة على قلوبنا اسمعوا كيف كانوا يقرأ ون القرآن كيف سما بهم الإيمان و كيف رفعهم القرآن وقال رحمه الله يقول وقد بات جماعة من السلف يكفي الواحد منهم الليلة الآية الواحدة أي معظم ليله يتدبرها عند القراءة ليلة أو بعض ليلة يتدبر آية واحد ثم بعد ذلك قيامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في آية واحدة يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) آية واحد كان يرددها صلى الله عليه وسلم طوال ليله تميم بن أوس الداري ظل طوال ليلة يردد أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون كان يرددها ويبكي حتى أصبح سبحان الله كان يقرأون القرآن ومعاني الآيات يقرءونها بقلوبهم ردد سعيد بن جبير وهو يؤم في شهر رمضان وسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون يرددها مرارا قام ليله ليصلي فقرأ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فرددها بضعة وعشرين مرة وكان يبكي بالليل حتى عنس رحمه الله كان الأسيدي كان يقوم من الليل فظل يردد هذه الآية حتى ذهب أكثر الليل فقال ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين يرددها ويبكي

الحسن البصري ردد ليلة وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها فلما أصبح قيل له في ذلك فقال إن فيها معتبرا والله ما نرفع طرفا ونرده إلا ووقع على نعمة ما شاء الله بنعمة الله تعالى وما لا نعلمه منه عن الله أكثر .

محمد بن منتذر يساله أبو حازم عن البكاء في ليلته فيقول آية من كتاب الله أبكتني وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون سبحان الله وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون يظن الإنسان كم من خير في صلاته واستقامته وخيره هل وقف بين يدي الله وكيف أوتي من حيث لم يعلم من حيث لم يشعر هكذا الإنسان نقول اقرءوا القرآن ويكون للقرآن أثر في نفسه على سلوكه على تصرفاته ولذلك كانوا يستمتعون في قراءة القرآن وصية لنفسي وإخواني أن نهتم بقراءة القرآن لا قراءة القرآن فقط حتى قال أحدهم إني لأفتح في السورة لا أشعر حتى طلع الفجر وهو يتألم في تلك السورة .

كان بعضهم يقول آية أقرءها ولا أجد قلبي فيها لا أعد لها ثوابا .

أبو سليمان الداراني يقول عجيبا أن أقمت بالآية الواحدة خمسة أيام ولا أجد ولولا أني أدع الفكر فيها ما جئتها أبدا ولربما جاءت الآية من القرآن فيطير العقل فسبحان الذي يرده هكذا كان كلامهم يطير العقل لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله على جبل من حجر أيها الإخوة والأخوات لا قلبنا فظا غليظا بل جبل من حجر هكذا يقرأ القرآن وهكذا يستشعر تلاوة الآيات .

قيل لبعضهم أو عندما قرأت القرآن تحدث نفسك بشيء قال أو في شيء أحب إليا من القرآن أحدث نفسي به .

كان بعض السلف إذا قرأ آية لم يجد قلبه فيها عادها ثانية يبحث عن قلبه وعن معانيها .

ولا يختص الأمر بالرجال بعيدا عن النساء لا اسمعن أيها الأخوات عن عبد الوهاب بن حمزة عن أبيه عن جده فقال قابلت أسماء بنت أبي بكر إلى السوق وافتتحت سورة الطور فانتهت إلى قول الله تعالى ووقانا عذاب السموم فذهبت إلى السوق ورجعت وهي تكررها ووقانا عذاب السموم سبحان الله .

أخذ الحاكم بسنده عن عمرو قال مر النبي على امرأة في سكك المدينة فإذا به يسمع صوتها وهي تقول بسم الله الرحمن الرحيم هل آتك حديث الغاشية وظلت ترددها فقام عليه الصلاة والسلام يستمع ويقول نعم قد آتاني نعم قد آتاني هذا حال نساء المؤمنات أما الكبار والرجال فحدث ولا حرج .

ذكر الذهبي في السيرة في مقدمة أبو بكر بن عياش أو في مقدمة أبو إسحاق ينقل ذلك عنه أبو بكر بن عياش يقول أن أبا إسحاق كان يردد ويقول لما وصل التسعين من عمره لا إله إلا الله كبر سني ورق عظمي وضعفت ولم أعد أقم الليل إلا بالبقرة و آل عمران سبحان نحو أربعة أجزاء وكم كان يقرأ في شبابه إذا كان لما كبر سنه ورق عظمه يقرأ بأربعة أجزاء في ليلة فماذا كان يقرأ في شبابه رحمه الله سبحان الله عجائب والله يا إخواني أرو مثل هذه الأمور نقف مع أنفسنا وحالنا مع كتاب ربنا كيف كانو صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن قال حتى الشباب فاقول لهم يا شباب هل عرفتم علي الفضيل بن عياض أرجوكم لحظة من وقتكم هل سمعتم عن علي بن الفضيل بن عياض شاب له قصة غريبة قصة يرويها لنا أبو بكر بن عياش يقول صليت خلف الفضيل ابن عياض المغرب وابنه إلى جانبه فقرأ الفضيل بن عياض بسم الله الرحمن الرحيم الهاكم التكاثر حتى قال لترون الجحيم قال عندها سقط علي على وجه مغشيا عليه وبقى الفضيل في الآية يكررها فقلت في نفسي أما عندك من الخير ما عند الفضيل يا علي فما فاق إلا ثلث الليل يقول الفضيل أشفقت ليلة على علي وهو في حالة في الدار وهو يقرأ القرآن وهو يستعيذ بالله من النار ويقول ربي متى الخلاص من النار قال فلما علم وجود أباه في الدار قال يا أبتي سل الذي وهبني لك في الدنيا يهبني لك في الآخرة ثم قال له منكسر القلب ثم قال الفضيل كان يعينني على الحزن والبكاء يا ثمرة قلبي شكر الله ما قدعمله فيك .

محمد بن ناجي يقول صليت خلف الفضيل فقرأ الحاقة في الصبح أي في صلاة الفجر فلما بلغ خذوه فغلوه فغلبه البكاء فسقط ابنه مغشي عليه عرفتم يا شباب بأي شيء اشتهر علي بن الفضيل اشتهر بأي شيء لم يشتهر بحرفة الفن أو الرياضة بل في شدة خوفه وعثيانه عند سماع القرآن حتى سمي بلقب عجيب سمي قتيل القرآن فكان قتيل للقرآن فعلا فقد قال الخطيب مات علي قبل أبيه بمدة من آية سمعها تقرأ فغشي عليه غشي عليه توفي يقول ابراهيم بن بشار الآية التي مات عليها علي بن الفضيل في الأنعام ولو ترى إذ وقفوا على النار فقال يا ليتنا نرد بعدها مات علي وكنت فيمن صلي عليه رحمه الله لا أله إلا الله ما أرق هذه القلوب لله دربك يا بن الفضيل أي خوف هذا الذي بلغ منك ما بلغ في أي وقت كنت مع القرآن حدث شبابنا اليوم حدثهم عن حضور القلب والتدبر عند القرآن وحب القرآن حدثهم عن عن أثر القرآن في الأخلاق وعفة اللسان اخبرهم يا بن الفضيل عن حقيقة الاستقامة كيف تكون فيحفظ الشاب القرآن يا شباب هذا هو علي بن الفضيل هذا هو حاله مع القرآن هذا هو لقبه قتيل القرآن القرآن الذي هجره الكثير من الشباب اليوم ربما مر الشهر والشهران والثلاثة ولم يقرأ منه شيء فضلا عن أن يتدبر القرآن أو أن يقف معه أو يبكي كنت أسأل بعض الشباب أو بعض المدرسين حتى في الحلق وأنت جالس تحفظ أبناء المسلمين القرآن أسألك كم من المرات دمعت عين هذا الطالب وهو يقرأ عليك القرآن وكنت في نفسي أقول في نفسي بل كم مرة دمعتي عين المعلم وهو يستمع القرآن من أبناء المسلمين كيف يكون ماالقرآن والغفلة عن القرآن وجمال وروعة القرآن كيف نعيش فعلا مع القرآن هكذا كانوا يقرأون القرآن ونسأل أنفسنا كيف نقرأ القرآن ولعلنا بين هذا وذاك نتأمل حالنا نقرأ القرآن كما كان يقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح يقرءونه بقلوبهم قبل ألسنتهم

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=301_0_2_0