الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
لحظة مرض حبيب: هي لحظة اختبار كبيرة، فالمرض ضعف وعجز والشخص المريض يكون في اختبار لنفسه ومن حوله، فلابد من التفاعل مع المريض لأن الله سبحانه وتعالى ينظر لكل قلب إنسان

لحظة فارقة

- شاب تُوفي والده وكانت والدته كبيرة في السن ومريضة بداء السكر، فكان طوال الوقت ناقمًا على خدمة والدته وكان ساخطًا على أقدار الله تعالى ويسخر دائمًا من والدته أثناء حديثه مع أصدقاءه، ثم جاءه عمل في مدينة ساحلية وكان هذا اختبار كبير من الله تعالى فترك والدته وعمل بهذه المدينة وعاشت الأم عامين في صراع مع المرض فتُوفيت الأم ولم يأتي ابنها إلا عند الدفنة فحُرم من معرفة إذا كانت راضية عنه أو من أن يطلب أن تسامحه وذلك بسبب إهماله.

- طالب جامعي أصيب أستاذه بمرض دمور في العضلات فأصبح طريح الفراش، قرر هذا الشاب أن يفعل الواجب مع أستاذه وأن يذهب لزيارته كل ثلاثاء، بدأ يحكي له هذا المريض مشاعره تجاه مرضه، فشعر هذا الشاب أنه عليه أن يدون تلك المشاعر المليئة بالمعاني الراقية وألّف كتاب عن هذه الزيارات.

- شخص تعرض لحادثة كبيرة جعلته طريح الفراش لمدة ثلاث سنوات، وقف بجواره ابن خالته وصديق عمره وكانا يزوراه باستمرار، وعندما استعصى المرض على الأطباء بدأ صديقه أن يبحث عن علاج المرض في الخارج حتى توصل إلى مستشفى في بريطانيا بها دكتور مختص، فحجز له وسافر هذا الشخص المريض وعند عودته في المطار وجد صديقه يستقبله وقد أحضر معه باقي الأصدقاء ليحتفلوا بعودته

ليه يارب

خلق الله تعالى لحظة مرض الحبيب حتى يُعرضنا لرحمته ونفحاته حين نتفاعل مع إنسان يحتاج لمواساة، فهذه لحظة كاشفة عن وجود الرحمة أو القسوة بداخل القلوب

خلي بالك

هناك مسارين في هذه اللحظة

المسار الخاطئ: هو عندما تواجه هذه اللحظة بإهمال وهذا يدل على الأنانية وعدم وجود عطاء وعدم شعور بالالتزام تجاه الأحباب

المسار الربّاني

- إما أن تكون لحظة القيام بالواجب: من يفعل الواجب هو شخص يشعر بمسئوليته تجاه العلاقة، ويعلم قيمة زيارة المريض والثواب الذي يحصل عليه من هذه الزيارة. صاحب الواجب يجب أن يتعلق باسم الله البَرُّ، والبِر هو الإحسان النابع من العطف والحنان.

- إما أن تكون لحظة مُشاركة: والمشاركة هي أن تكرس وقت ثابت بصفة يومية للمريض سواء بالسؤال عليه أو بزيارته، والسيدة عائشة رضي الله عنها تقول إذا أحسست بقسوة في قلبك فزُر المريض

لحظة في القرآن

- في قصة سيدنا أيوب أشهر مريض في الإسلام نجد قصة السيدة "ليا" زوجته التي خدمته طوال فترة مرضه ولم تتخلى عنه

- {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} سورة آل عمران:92

المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3223