الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
هي أهم لحظة يعيشها الإنسان في حياتهِ على الإطلاق، فأهم تغيير في حياة الإنسان أن يكون بعيدًا عن الله ثم يحدث ما يفهم من خلاله أن الله ينادي عليه، وأهم قرار يأخذه الإنسان لو استطاع أن يعيش هذه اللحظة على مُراد الله. هي لحظة إيقاظ الرغبة في القلب للرجوع لله سبحانه وتعالى



لحظة فارقة

في حياة سيدنا خالد بن الوليد عندما حلَم ذات يوم أنهُ في صحراء واسعة ثم يخرج منها إلى بستان جميل، حدث هذا تزامنًا مع قول الرسول عندما علِمَ أنه لم يُسلم فقال "والله لو أسلم لوليتهُ على الجيش"، فكتب أخوه الوليد ذلك وبعثه في رسالة إلى خالد، وعندما استيقظ خالد بعد الحلم وقرأ الرسالة ثم سأل في معنى الحلم فقيل لهُ إنك ستخرج من ضيق الكفر لسعة الإسلام، فكانت هذه لحظة هدايتهِ للإسلام وقرر الذهاب إلى رسول الله لمبايعتهِ، وعندها وجد صديقه عثمان بن أبي طلحة الذي قرر أيضًا الذهاب معه والدخول في الإسلام وفي طريقهما وجدا سيدنا عمرو بن العاص متجهًا للمدينة لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل الثلاثة في الإسلام مرة واحدة



ليه يارب

خلق الله لحظة الهداية لتكون طوق نجاه في بحار الغفلة لإيقاظ النائم وتذكير الغافل وإرجاع العاصي، فالإنسان ينسى ولا يفكر في عواقب أفعالهِ حتى تأتي لحظة ينفتح فيها قلبه وتشتعل فيها الرغبة للرجوع إلى الله



خلي بالك

عندما تقابلك لحظة الهداية أمامك ثلاث مسارات

مسارين خاطئين

- الإعراض: ويحدث عندما يغلبك هواك وتشعر أن الهداية لن تسعدك وستفقدك متعة الحياة، يقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}، الكهف: ٥٧

- الإسقاط: هو أحد وسائل الدفاع النفسية عن طريق إسقاط الرسائل على الغير وكأن الله لم يبعث هذه اللحظة أو الرسالة، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ * أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}، (التوبة: 124 - 126)

مسار ربّاني

- الإقبال: وهو أجمل مسار وهو أن تتعلق بالهادي وتسمع موعظة الله وتفهم رسائله لتأخذ خطوة نحوه سبحانه وتعالى



لحظة من القرءان

{وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}، البقرة: ٢٢١

{ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، البقرة: ٢

{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} القصص: ٥١

المصدر : web.mustafahosny.com/article.php?id=3141