الحقوق محفوظة لأصحابها

مشاري الخراز
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

روى أبو داوود في سننه بسند حسنه الألباني أن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله في غزوة فأمر النبي عليه السلام رجلين بالحراسة رجلا من المهاجرين ورجلا من الأنصار فلما خرج الرجلان اضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي فأتى رجل من المشركين ؛ فرأى الأنصاري يصلي فرماه بسهم فوضعه فيه.. يعني استقر السهم في جسده فنزعه ثم أكمل صلاته ثم رماه بسهم ثان.. فنزعه وأكمل.. حتى رماه بثلاثة أسهم، لكن بعد السهم الثالث ما استطاع الأنصاري أن يستحمل فركع وسجد، ثم انتبه صاحبه المهاجري..فلما رأى المشرك أنهم أحسوا به وعرفوا مكانه هرب ورأى المهاجريُ ما بالأنصاري من الدماء فقال: سبحان الله! ألا نبهتني أول ما رمى ! يعني كنت أخبرتني من السهم الأول ! قال: كنت في سورة أقرؤها؛ فلم أحب أن أقطعها. نعم.كان يصلي يتلذذ بالقراءة والصلاة فلم يرد أن يقطع تلك اللذة.. سبحان الله!

هل يوجد شيء كهذا في الحياة الدنيا.. !

هل هنالك إحساس يصل إلى هذه الدرجة !

بل أكثر.. انتظر حتى نرحل معا إلى أحلى عبادة في العالم.. نعم إنها الصلاة التي إذا سلمت وانتهيت منها تحس براحة وأنك فعلا قد ارتويت ، يقول ابن الجوزي في كتاب "المدهش": نحن في روضة طعامنا فيها الخشوع وشرابنا فيها الدموع" .

قد ترى جسم المصلي على الأرض لكن اعلم أن روحه حول عرش الرحمن ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية فيما معنا " تَقْرَبُ روحُ الساجد إلَى اللَّهِ مَعَ أَنَّهَا فِي بَدَنِهِ لقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ } .

يقول قائل : لكن هذه اللذة عند السابقين من السلف وفي العصور المتقدمة وليست في هذه الأيام..!سبحان الله..! من قال هذا.. ذاق هذه اللذة أناس مثلك وفي عمرك وقبل أيام قليلة أيضا ، منذ فترة أقمنا دورة اسمها كيف تتلذذ بالصلاة نفس اسم البرنامج وبعد أن عرضنا أسرار الصلاة وكيفية الوصول إلى تلك اللذة بدأت صلاة المشاركين تتغير عما كانت عليه في الماضي.. ولست أنا الذي غيرها ولكن الله هو الذي غيرها لما عرف هؤلاء طريق الخشوع..وبفضل الله وحده لما أجرينا الاستبيان كانت نسبة الذين تغيرت صلاتهم أكثر من 90% من الحضور بحسب الدراسة الموثقة. من المشاركات التي وصلتنا في الاستبيان: أحدهم يقول: أصبحت إذا انتهيت من الصلاة أحس براحه.. كأني ولدت من جديد.. ، إحدى المشاركات تقول: أنا متحسرة على كل صلاة صليتها في السابق!

بعضهم يقول أنا أصبحت أنتظر الصلاة بتلهف.. كم باقي على الصلاة كم باقي.. ، أحد المشاركين في الاستبيان يقول: بعد المحاضرة صليت أحلى صلاة عشاء في حياتي.. وأريد من هذا البرنامج أن تذوقوا لذة الصلاة كما ذاقوها ، متى تأتي هذه اللذة ؟ ومن أين تأتي ؟ وكيف تسلب وتذهب ؟ وكيف نجعلها تستمر ؟ إنها سر من الأسرار ولكي تكون من الذين هم في صلاتهم خاشعون لا بد أن تكون لديك مفاتيح الصلاة ، وللصلاة أسرار ومفاتيح كثيرة منها مفتاح سحري غير صلاة الألاف ، إحدى الأخوات التي استعملت هذا المفتاح تقول المفتاح السحري فعل بي الأعاجيب . عندي داخل هذا الظرف المفتاح السحري للخشوع الذي جربه الكثيرون وكان مفعوله عليهم كالسحر وسأفتحه قريبا ^__^

أخي الكريم هذا ليس برنامج تثقيفي إنما هو برنامج تدريبي لنتذوق لذة الصلاة وحلاوتها ، في هذا البرنامج أنا أدعوكم لصلاة جميلة تشفي الصدور وتزيح الهموم وتريح القلوب ، فلن تجدوا أحدا يعطيكم الراحة والسرور إلا الذي يملكها ، ومن الذي يملكها سوى الله تعالى ، وقد أخبرنا نبيه الكريم أنها في الصلاة حيث كان يقول لمؤذنه : " أرحنا بها يا بلال ".

بداية هناك مفهوم يجب أن نغيره فكثير من الناس يظن أن الخشوع هو فقط أن لا تسرح في الصلاة وهذا غير صحيح ، فحضور القلب وعدم السرحان هو فقط أول معنى من معاني الخشوع وهناك أبعاد أخرى أعمق ،، بعضهم يقول : "صعب أن يحضر قلبي وأنا سأحاول وسأجاهد نفسي " يا أخي الأمر لا يحتاج أن تحاول ولا يحتاج المجاهدة !! أتدرون لماذا ؟؟ ببساطة لأن لذة حضور القلب مع الله أعذب بكثير من لذة السرحان..

ما الفرق بين صلاة من يعيش الخشوع والراحة بالصلاة وصلاة الذي يسرح بالصلاة ؟؟؟ كلهم يقومون بنفس الحركات ويأخذون نفس الوقت لكن الفرق حضور القلب يا اخي كلها عشرة دقائق أمسك نفسك عن التفكير بالدنيا وبعدها فكر للصبح ، ألا يستطيع الواحد منا أن يمسك نفسه عشرة دقائق !!!!

أخي الكريم لو افترضنا أن كل صلاة تأخذ منا 10 دقائق إذن الخمس صلوات تأخذ 50 دقيقة ، أقل من ساعة ، أقل من ساعة لله وأكثر من 23 ساعة لك فكرفيها بما تشاء . صعب أن نسرق حتى هذه العشر دقائق .



الأن وقد أحضرت قلبك هناك عمق أخر هو الفهم ، فبعض الناس حاضر القلب لكنه لا يفهم ما يقول ولا ما يفعل !!!!

دعونا نزور منافسا هو من أشهر منافسيكم في الصلاة ،، ( نحن الأن في المسجد واسمحو لي أن أقدم لكم الذي ينافسكم في الصلاة ) في الحقيقة إنه هذا العامود !!!!!!!!!!!!!!! إن كنت تقف في الصلاة 10 دقائق فإنه يقف في المسجد 24 ساعة ، فإن قلت لي لكن أنا أسجد أقول لك أن هذا أيضا يسجد ، قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ " ، هو يسجد لكنك لا تشعر به ويسبح ولكن لا تحسون به ، قال تعالى : " وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " ،، إذن الأشياء التي تفعلها بالصلاة لست وحدك تفعلها ... أنا أسألك الأن ما الفرق بين الرحمن والرحيم ؟؟؟؟؟ ما معنى التحيات لله والصلوات والطيبات ؟؟؟؟ ما معنى سبحان الله ؟؟؟؟؟ ما الفرق بين الحمد والشكر ؟؟؟ ما معنى تبارك اسمك وتعالى جدك ؟؟؟؟ المشكلة أننا نردد امور لا نعرف معانيها ثم نتسائل لماذا لا نخشع ؟؟ إذن إذا لم نفهم معاني ما نقول فلا فرق بيننا وبين الأعمدة التي تعبد الله ، سنكشف عن معاني هذا الكلمات لتتغير صلاتنا إن شاء الله.

لكن لا تقل لا أستطيع أن أخشع فلا يمكن أن يطلب الله تعالى منا شيء لا نستطيع القيام به ، نفسك وعقلك وذهنك من يملكها ؟؟ أنت من يملكها ، هل يوجد طالب يدخل للإمتحان ويخرج وقد سلم الورقة بيضاء لأنه كان سرحان مع أنه يعرف الإجابة ؟؟ مستحيل ،، أخي الكريم أنا أدعوك أن تجتهد و أبشر فإن الله أكرم وأعظم مما تتصور يعطيك تلك اللذة إذا رأك فعلا تريد تلك اللذة واستعنت به ، قال تعالى : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" ، أخي الكريم بعد دخولك في تلك الأبعاد ستصل إلى مرحلة تتمنى أن لا تنتهي الصلاة وتتمنى أن تبقى فيها أكثر وسوف تشاهد ذلك ولكن المسألة تحتاج منك إلى عزم

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم

غدا عمق أخر تابعونا ...