الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
لحظة الندم من أهم وأنفع اللحظات التي تجعل الإنسان يطور من نفسه، فهي لحظة دافعة للتغيير بعد إدراك الخطأ فتجعل الإنسان في حالة تغير دائم للأفضل، لأن الندم إما أن يجعلك تحسن من نفسك أو يصنع منك الشخصية الشريرة، والله سبحانه وتعالى خلق لنا النفس اللوامة لتنبهنا عن ما نفعله ونصلح ما فات ونصحح أخطاءنا، وتعلمنا كيف نواجه لحظة الندم وكيف نفهم مشاعرها، والحكمة من إيجاد الله لهذه اللحظة .. صحح مسار حياتك مُستعينًا بالغفار، وعش لحظة الندم على مراد الله ..

==================================

لحظة ندم

لحظة الندم هي أنفع اللحظات السلبية التي تمر بالإنسان بالرغم من أنها مؤلمة، وهي لحظة ألم دافعة للتغيير تعقب إدراك الخطأ، وتحدث عندما يقارن الإنسان ما بين ما حدث وما كان ينبغي أن يحدث ولذلك قد خلق الله سبحانه داخلنا النفس اللوامة

لحظة فارقة

شاب بعد وفاه أمه شعر بالندم الشديد، فهي دائمًا ما كانت تعاتبه على استهتاره وإهماله لها، وبعد وفاتها يتمنى لحظة تجمعهما ليسترضيها ويبين لها مقدار حبه لها

شاب تعود أن يهتم بصورته، فيبذل قصارى جهده ليظهر بمظهر معين مثل الشاب الاجتماعي أو القوي، فيندم عندما يدرك أنه أصبح عبد للصورة على حساب رضا الله

شاب يعود من العمل متعبًا فيستقبله طفله في فرحة شديد،ة فيغضب وينهره ثم يندم على ذلك ويدرك أن الصغير لا ذنب له في تعبه

ليه يارب

وسنتوقف معا لنعرف الحكمة من لحظة الندم وهي تصحيح المسار، فعندما يقسم الله تعالى قائلًا: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} القيامة: 21 فتعلم حينها أنهما مرتبطين وهناك علاقة كبيرة بينهما إلا أن الكمال لله وحده، ولكن كل إنسان يُخطئ والندم هو سبيله للرجوع وتصحيح المسار، فيوم القيامة لن تصل فيه للخير أو النجاة إلا بتعلم كيف تعيش لحظة الندم مع النفس اللوامة بطريقة صحيحة

خلي بالك

مسارات لحظة الندم هل ستجرفك اللحظة لتصرفات خطأ أم أنك سوف تسيطر عليها، هناك مسارين

مسار ربّاني: وهو أن تفكر في كيفية تصحيح مسارك مستعينًا بالغفار وتتعلم من التجربة فتتصرف في لحظة الندم على مراد الله، قال سبحانه وتعالى{وَآخَرُ‌ونَ اعْتَرَ‌فُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ‌ سَيِّئًا عَسَى اللَّـهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ}، التوبة: 102)

: مسارين خاطئين

* إما أن تقتل الألم بالهروب واللامبالاة، فتُصغر من حجم الخطأ وتستهين به.

* أو أن تجلد ذاتك وتتهمها بأنها سيئة وأن الله قد خلقها للخطأ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ، احرِص على ما ينفعُكَ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ، وإن أصابَكَ شيءٌ، فلا تقُل: لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا، ولَكِن قل: قدَّرَ اللَّهُ، وما شاءَ فعلَ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ

لحظة من القرآن

وقصَّ الله في كلامه سبحانه وتعالى عن الندم عن صاحب البستان الذي كان يخرج منه زكاة الزروع وبعد وفاته قال أولاده أنهم سيمتنعون عن إعطاء الفقراء والمساكين من الزكاة، فعندما ذهبوا اليوم التالي وجدوا البستان محروقا، فالله سلب منهم النعمة التي امتنعوا عن أداء حقه فيها، قال تعالى: {فَلَمَّا رَ‌أَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} القيامة: 26- 28

المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3097