الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
لحظة قاسية جدًا على الإنسان وهي اللحظة التي فيها تخيب التوقعات الأساسية من شخص عزيز مثل خيانة الحبيب، شخص يُعيرك بفشلك، إنسان يكسر قلبك ويُخيب ظنك

لحظة فارقة

:

حدثت لسيدنا إبراهيم في يوم عندما كان يكلم قومه وأهله يدعوهم إلى الله وقد كانت البلد كلها ضده، لكن الجرح العميق يأتي من حبيب أو عزيز، جاء من أباه، فأتاه رد أبيه قاسيًا شديدًا وما زادته إلا إصرارًا على استكمال دعوته

.

شاب متوسط العمر فقد عمله ومصدر رزقه، فعايره والد زوجته بفقره وكانت لحظة جرح شديدة عليه مما جعله يبحث عن عمل في كل مكان حتى وجد عملين أحدهما في بار فقبله لكي يرد له حماه زوجته وأبناءه وأصبح يعيش في يسر ولكنه أتعس ما يكون نتيجة العمل الحرام.

قصة فتاة تجاوزت الخامسة والثلاثون ولم تجد زوجًا مناسبًا وعندما أراد أحد زملائها خطبتها جرحتها والدته قائلة لها أنها كبرت ولن تستطيع الإنجاب فعوضها الله بزوجٍ قَرّ عينها وثلاثة من الأبناء وتعيش في سعادة بالغة مع زوجها وأبناءها

.

ليه يارب

:

لو فهمت الحكمة من لحظة الجرح ستخرج منها أقوى وأنضج، فهي لحظة لإعلاء النضج الاجتماعي داخل قلب الإنسان، فـ احذر ولا تنتظر الملائكية من البشر وننسى أن النقص أصل في الإنسان وها هي تأتي لحظة الجرح لتضيف هذا المفهوم على حياتنا

خلي بالك

جرح القلب مثل جرح البدن يحتاج لفترة لكي يَلْتئم فلا تكن يابسًا فتُكسر ولا تكن ليا فتُعصر، ولابد أن تتعلم كيف تعيش لحظة الجرح وأن أمامك مسارين:

- مسار رباني: وهو أن تتعلم من لحظة جرحك، أن تتعلق بالله الحنَّان من يجبُر القلوب المكسورة، أن تبدأ من جديد وأن تُكمل حياتك وتُعوِّض ما فاتك وكن على يقين أن الله سيكتب لك الخير في قدره وسيعوضك عما سبب لك الجرح بأحسن منه؛ قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّ‌ةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} السجدة: ١٧﴾.

- مسار خاطئ: وهو أن تجرفك اللحظة فتكُفر بالمبادئ وهو رد فعل الشخص الذي قد يكون انجرح بسبب مبدأ تمسك به فتتحول اللحظة إلى طاقة مُدمِّرة للمبدأـ يقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْ‌فٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ‌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ‌ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَ‌انُ الْمُبِينُ} الحج: -١١﴾.

لحظة من القرآن

:

يقول الله عز وجل لسيدنا إبراهيم في كتابه: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّ‌حْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾ قَالَ أَرَ‌اغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَ‌اهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْ‌جُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْ‌نِي مَلِيًّا ﴿٤٦﴾ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ‌ لَكَ رَ‌بِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَأَدْعُو رَ‌بِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَ‌بِّي شَقِيًّا ﴿٤٨﴾ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿٤٩﴾ وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّ‌حْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴿٥٠﴾) مريم

المصدر : http://web.mustafahosny.com/article.php?id=3052