الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد العريفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد:

أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأحمد الله عز وجل الذي يسر هذا اللقاء بكم واسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا في هذه الحلقات المباركة ممن يزيدهم الله علما وهدى وتوفيقا ..

أيها الإخوة والأخوات تقدم معنا في الحلقة الماضية الكلام على صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا أيضا شيء من الأخطاء التي يقع فيها الناس في صلاتهم وبينا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصلاة وكان يقول لأصحابه

[ صلوا كما رأيتموني أصلي ]

الراوي: مالك بن الحويرث المحدث:الذهبي - المصدر: تنقيح التحقيق - الصفحة أو الرقم: 1/164

خلاصة حكم المحدث: صحيح

فالأصل أن المرء يصلي كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي وأن يفعل كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم في سجوده وركوعه إلى غير ذلك ، كذلك من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أن يحافظ المرء على الأذكار الشرعية التي بعد الصلاة كما قال سبحانه وتعالى(( فَإذا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ))النساء ,

وقال الله تعالى ((فَإذا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأرض وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ ))الجمعة

وقال سبحانه و تعالى وهو يبين فضل الذكر وأنه يكون بعد جميع العبادات قال سبحانه وتعالى بعد إكمال صيام رمضان قال (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾البقرة

وأمر الله عز وجل بذكره بعد قضاء مناسك الحج فقال سبحانه وتعالى

(فَإذا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أو أَشَدَّ ذِكْرًا) ۗ البقرة

وبين الله عز وجل أن المؤمنين مأمورون بالذكر عموما فقال جل وعلا

(يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿41﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )الأحزاب

إذا نحن مأمورون بالذكر عموما سواء بعد الصلوات أو في غالب الأوقات أو في جميع الأوقات كما قال سبحانه( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ)آل عمران

﴿190﴾ ثم قال(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأرض )آل عمران..

أيها الأحبة الكرام أقبل الفقراء يوما إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكون إليه من الأغنياء عجبا الفقراء يشتكون من الأغنياء ؟ نعم فماذا كانت شكاة الفقراء من الأغنياء هل لأن بيوت الأغنياء أرفع من بيوتهم أم لأن أموال الأغنياء أكثر من أموالهم أم لأن لباس الأغنياء ألين من لباسهم كلا ما كانت هذه شكاتهم ولا كان هذا تنافسهم أصلا

اقبلوا اليه فقالوا .. [

قال أبو ذرٍّ يا رسولَ اللهِ ذهب أهلُ الدُّثورِ بالأجورِ يُصلُّون كما نصلِّي ويصومون كما نصومُ ولهم فضولُ أموالٍ يتصدَّقون بها وليس لنا مالٌ نتصدَّقُ به فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :[ يا أبا ذرٍّ ألا أعلمُك كلماتٍ تدركُ بهنَّ من سبقَك ولا يلحقُك من خلفَك إلا من أخذ بمثلِ عملِك ؟ تُكبِّر اللهَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين وتحمَده ثلاثًا وثلاثين وتسبِّحُه ثلاثًا وثلاثينَ وتختمُها بلا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ وزاد في آخره غفرتُ له ذنوبَه ولو كانت مثلَ زبَدِ البحرِ ]

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/209-خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

(أن الفقراء قالوا له : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ، ولهم فضول أموال يتصدقون بها ولا نتصدق ، فقال : إلا أعلمكم شيئا إذا فعلتموه أدركتم به من سبقكم ولم يلحقكم من بعدكم إلا من عمل مثل عملكم ؟ فعلمهم التسبيح المائة في دبر كل صلاة ، فجاءوا إليه فقالوا : أن إخواننا من الأغنياء سمعوا ذلك ففعلوه ، فقال : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)

الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 11/127خلاصة حكم المحدث: هذه الزيادة في صحيح مسلم من مراسيل أبي صالح

وفي رواية ( يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي الحديث ، وفيه : تسبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين وتكبر ثلاثا وثلاثين ، ثم تختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم: 2/274خلاصة حكم المحدث: صحيح وله شاهد

قال فإنكم إذا فعلتم ذلك سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحدا ممن يجيء بعدكم ، فرح الفقراء بهذا الذكر فقاموا إليه مبادرين فلما صلوا فإذا لهم بعد الصلاة زجل بالتهليل والتسبيح والتكبير التفت الأغنياء فإذا الفقراء يسبحون سألوهم ما بالكم قالوا هذا علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم فبدأ الأغنياء يسبحون كتسبيح الفقراء فرجع الفقراء إلى النبي عليه الصلاة والسلام قالوا يا رسول الله سمع إخواننا الأغنياء بما أخبرتنا به ففعلوه مثلنا يا رسول الله علمنا شي آخر فقال لهم صلى الله عليه وسلم (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) مادام أن رب العالمين فضلهم بهذا لا أستطيع أن ادفع شيء فضلهم الله تعالى به.

-إذاً أيها الإخوة والأخوات هذا الذكر العظيم الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يعلمه أصحابه وكان يحرصهم عليه ينبغي علينا جميعا أن نحرص عليه وأن نعلم أننا مأجورون أن فعلنا.

بل بين النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في حديث أخر فضل هذا الذكر فقال عليه الصلاة والسلام

(من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكبر الله ثلاثا وثلاثين ، فتلك تسع وتسعون ، وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6286خلاصة حكم المحدث: صحيح

لاحظ من فضلها قال حطت عنه خطاياه وأن كانت مثل زبد البحر ، دلك هذا على عظم فضل من كان يسبح بمثل هذا التسبيح بعد صلواته. إذاً هذه الأذكار الشرعية كان النبي عليه والصلاةوالسلام يحرص عليها أصحابه وكان يبين لهم فضلها وهناك أذكار شرعية أخرى لكن ينبغي أن ننتبه إلى أمر هام وهو أننا ينبغي أن نستقيم وأن نلتزم بالذكر الشرعي الوارد بعد الصلوات أما أن يبدأ كل إنسان يخترع من عنده أذكار كما يخترع بعض المبتدعة أو بعض المتصوف أذكار من عندهم يذكرون بها بعد الصلاة فلا

[ النبي صلى الله عليه وسلم يقول من أحدث في أمرنا – أو ديننا – هذا ما ليس فيه فهو رد . وفي لفظ ( من عمل عملا ليس عليه غير أمرنا فهو رد) ]

الراوي: عائشة المحدث: ابن تيمية - المصدر: نظرية العقد - الصفحة أو الرقم: 14خلاصة حكم المحدث: صحيح-يعني مردود عليه

وقال الله تعالى( لَّقَدْ كان لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)

الأحزاب فالأصل إتباع ما أخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام يقول ثوبان رضي الله تعالى عنه ويصف ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم قال

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا أنصرف من صلاته ، استغفر ثلاثا .] يعني يقول استغفر الله ثلاث مرات [ وقال " اللهم ! أنت السلام ومنك السلام . تباركت يا ذا الجلال وإلاكرام " ] إذاً يقول الإنسان بعد أن ينتهي من صلاته [. قال الوليد : فقلت للأوزاعي : كيف الاستغفار ؟ قال : تقول : أستغفر الله ، أستغفر الله .]

الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 591خلاصة حكم المحدث: صحيح

إذاً يقول الإنسان أول ما ينتهي من صلاته استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال وإلا كرام وفي حديث للمغيرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) . وكتب إليه : أنه كان ينهى عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال . وكان ينهى عن عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنع وهات .]

الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7292خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

=وكان صلى الله عليه وسلم ربما زاد لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولوكره الكافرون هذه كلها

كذلك أيها الأحبة أذكار يشرع للمرء أن يذكر الله تعالى بها وأن يكون دائم التسبيح والتهليل بها كذلك هناك أذكار شرعية أخرى كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها في بعض الصلوات من ذلك أنه كما في السنة كان عليه الصلاة والسلام في دبر صلاة الفجر يقول وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم بعد الصلاة مباشره كان يقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير )عشر مرات ويقول

(من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى)

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/223خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

=وهذه التهليلات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات تقال بعد الفجر وتقال بعد المغرب أيضا وكذلك يسن أن يقول بعد المغرب وبعد الفجر

(إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا من الناس : اللهم أجرني من النار ، سبع مرات ، فأنك أن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوارا من النار ، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا من الناس ، اللهم أجرني من النار ، سبع مرات ، فأنك أن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار)

الراوي: الحارث التيمي المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 728خلاصة حكم المحدث: صحيح

يقوله بعد الفجر وبعد المغرب وكذلك من الأذكار الواردة أن يقرأ بعد الصلوات المفروضة أن يقرأ أية الكرسي فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة أية الكرسي ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)

الراوي: أبو أمامة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/311خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]

في حديث آخر قال (من قرأ أية الكرسي في دبر كل الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى)

الراوي: الحسن بن علي بن أبي طالب المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/374خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

فدل هذا على أنه يسن له هذا بعد الصلوات المفروضة الخمس أن يقرأ أية الكرسي وكذلك يسن له أن يقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس كما ثبت ذلك في السنن (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة)

الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الفيروزآبادي - المصدر: سفر السعادة - الصفحة أو الرقم: 61خلاصة حكم المحدث: هذا الحديث في غاية الصحة

فهذه هي السنة طبعا نقرأ قل هو الله احد والفلق والناس مرة بعد كل صلاة أما في صلاة الفجر والمغرب فإنه يقرأها ثلاث مرات يقرأ الأولى ثلاث مرات ويقرأ كل هذه السور ثلاث كل واحدة يقرأها ثلاث مرات .

كذلك من السنن بعد الصلوات المفروضة يسن له أيضا أيها الإخوة والأخوات أن يستعمل أحيانا أذكارا أخرى يعني ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول سبحان الله ثلاثا وثلاثين الحمد لله ثلاثا وثلاثين الله أكبر ثلاثا وثلاثين ثم يتم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى أخره وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أنه كان يقول سبحان الله عشر مرات الحمد لله عشر مرات الله أكبر عشر مرات أيضا هذا ثابت في السنة وربما قال هذا وربما قال هذا أحيانا وأحيانا وكذلك كان أحيانا يقول سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة الله أكبر أربع وثلاثين مرة أيضا ثابت في السنة.

وثبت في السنة أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال ( سبحان الله خمس وعشرين مرة والحمد لله خمس وعشرين مرة لا إله إلا الله خمس وعشرين مرة الله أكبر خمس وعشرين مره )أيضا وهذا ثابت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام ينبغي في الحقيقة الحرص عليه و تكراره ولو أنه نوع وفعل هذه أحيانا وفعل الثانية أحيانا لكان هذا حسن وكان أقرب إليه إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

بعد الفراغ هذه الأذكار يسن له أن يدعو بعدها بما شاء هذه الأذكار العظيمة يجعله أحرى بالإجابة وجاء في بعض الآثار أن المرء دعاؤه عقب الصلاة المفروضة مستجاب وقيل أن عقب الصلاة المفروضة يعني ما قبل السلام ما بين نهاية التشهد إلى السلام وقيل عقب الصلاة المفروضة بعد النهاية من الصلاة.

ننبه أيها الإخوة والأخوات إلى ما قد يفعله بعض الناس أحيانا في بعض البلاد من بعض البدع أحيانا من الذكر الجماعي يعني أحيانا إذا انتهى الإمام بدأ الناس مع بعض يقولون سبحان الله ثم يبدءون يسبحون الحمد لله ثم يبدءون يحمدون الله أكبر لا إله إلا الله وهذا كله خلاف السنة والأصل أن المرء لا يدعو بهذه الصفة لا بعد الفجر ولا بعد صلاة الظهر ولا بعد صلاة العصر الأصل أن يلتزم بالسنة النبوية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بها وأن يستقيم عليها

فالخير كل الخير في إتباع من سلف

والشر كل الشر في ابتداع من خلف

وقد قال الله جل وعلا(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ)

وقال الله جل وعلا (لَّقَدْ كان لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كان يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الأخر وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا ﴿21﴾الأحزاب

- يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وهو يتكلم عن الذكر الجماعي الذي يكون أحيانا بعد الصلوات قال من نقل ذاك عن الإمام الشافعي فقد غلط عليه فيجب التقيد بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وفي غيره لأن الله تعالى يقول

وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ

كذلك ينبغي التنبيه في الحقيقة على شيء مهم وهو أن بعض الناس بعد صلاته لا يحضر قلبه مع أذكاره يعني تجده بعد الصلاة يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله ويتلفت يمين ويسار يا أخي الأصل أن يحضر قلبك مع ذكرك الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل الله فالأصل إذا ذكر الله عز وجل أن يشترك قلبه ولسانه في هذا الذكر وأن يكونا مشتركين بحيث أنه يخشع في خلال ذكره ويكون له الفضل العظيم أما أن يبدأ الإنسان يسبح ويهلل وهو يلتفت يمينا ويسارا فلا .

كذلك ذكر بعض أهل العلم أن من السنة إذا يريد أن يذكر أذكار الصلاة أن يجهر بها ولا يعني نقول أن يجهر بها يعني أن يبدأ يصرخ بها أمام الناس يجهر بها يعني يقول مثلا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله سبحان الله (بصوت مرتفع قليلا )بهذه الطريقة بحيث أنه يحصل صوت على الأقل في المسجد كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال:[ كنا نعرفُ انقضاءَ صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتَّكبيرِ ]. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 583

خلاصة حكم المحدث: صحيح

إذا كانوا هم يعرفون أنهم قد انتهوا من الصلاة لما يسمعوهم قد جهروا بذكرهم في الصلاة فلا بأس بالذكر وهو حقيقة على السنة لكن ينبغي للمرء أيضا إذا جهر أن لا يؤذي الناس الذين حوله بعض الناس يقول سبحان الله سبحان سبحان الله (صوت مرتفع )لوحده في المسجد وهذا بلا شك فيه يعني فيه إفساد لمن كان يتم صلاته وفي أيضا إفساد على من كان يسبح بجانبه قد يقول صاحبنا يا أخي هذه السنة نقول طيب السنة إذا أدت إلى فساد أو أدت إلى مشكلة فلا تطبقها هي اسمها سنة ليست واجبة ، سنة لأجل أن يؤجر من يفعلها ويثاب وأن لا يؤاخذ من تركها ولأجل أنها تترك عند حدوث ما هو أحيانا يؤدي إلى ضرر أو يؤدي أحيانا إلى فساد أو شيء من الإشكال أو نحو ذلك.

كذلك من أهم الأشياء فيما يتعلق بأذكار الصلاة أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلمبين لنا أن المرء في أحيان كثيرة يأتي الشيطان إليه ويفسد عليه صلاته كما جاء في الحديث [ خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما رجل مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل تسبح الله عشرا وتحمد الله عشرا وتكبر الله عشرا في دبر كل صلاة فذلك مائة وخمسون باللسان وألف وخمسمائة في الميزانوتسبح ثلاثا وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين وتكبر أربعا وثلاثين عطاء لا يدري أيتهن أربع وثلاثون إذا أخذ مضجعه فذلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة قالوا يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل قال يأتي أحدكم الشيطان إذا فرغ من صلاته فيذكره حاجة كذا وكذا فيقوم ولا يقولها فإذا اضطجع يأتيه الشيطان فينومه قبل أن يقولها فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن في يده)

الراوي: عبد الله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/128خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

فالمقصود أن الشيطان لا يزال يتسلط حتى يحول بين المرء وبين أن يذكر ربه عز وجل مع أن الله تعالى قد حرص على هذا الذكر وقال سبحانه وتعالى( يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿41﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )

الأحزاب يعني لم يقل الله عز وجل اذكروا الله مرة أو مرتين أو عشر لا يقول ابن عباس لما قرأ هذه الآية ما من عبادة من العبادات إلا قيدها الله تعالى إما بوقت أو بكيفية أو بعدد يقول إلا الذكر فإن الله تعالى أطلقه( اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿41﴾ )

يعني بقدر ما تستطيع أن تذكر الله فأنت مأمور بذلك

وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله فقال معاذ بن جبل ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله)

الراوي: أبو الدرداء المحدث: عبد الحق الاشبيلي - المصدر: الأحكام الشرعية الكبرى - الصفحة أو الرقم: 3/467خلاصة حكم المحدث: رواه بعضهم عن عبد الله بن سعيد فأرسله

-فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ا الذكر عموما له فضيلته والإنسان أحيانا قد ينشغل عن الذكر يعني مثلا بعض الناس يقول يا أخي أنا أود أني اذكر الله بعد الصلاة لكن يا شيخ أكون مرتبط بأعمال وأشغال أقول وما المانع أن تذكر الله وأنت ذاهب إلى عملك يعني صلي و أنت تمشي قل استغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام..... إلى آخره إلى أن تنتهي من أية الكرسي والمعوذات .

الأصل أن المرء لا يعودنفسه على أن يترك مثل هذه الأذكار حتى وأن لم تستطع أن تذكره وأنت جالس فاذكره وأنت تمشي صحيح أن ذكره وأنت جالس أفضل وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد إذا صلى ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تدعو له تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى يقوم من مصلاه أو يحدث ، فلا شك أن له فضل ولكن لا يعني أن الإنسان إما أن يذكر الله وهو جالس أو لا يذكر حتى وأنت تمشي لا بأس في ذلك وأقبل رجل إليه صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله كما عند الترمذي

أن رجلا قال يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال :( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله)

الراوي: عبد الله بن بسر المازني المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3375خلاصة حكم المحدث: غريب من هذا الوجه

أنت أكثر من الذكر وأبشر بالخير فدله على أنه يكثر من الذكر والتسبيح والتهليل وهذا الذكر أيها الأحبة ليس شرطا أن الإنسان يقوله وهو طاهر أو يقوله وهو في جماعة لا على أي حال كان إذا قال هذا الذكر أوجر عليه فالله جل وعلا أمرالمؤمنين بذكره على جميع الأحوال كما قال سبحانه وتعالى

(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )

فبين أنهم على جميع أحوالهم يشتغلون بهذا الذكر

اسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقني وإياكم لكل خير وأن يجعلني وإياكم مباركين أينما كنا وبقي معنا إن شاء الله تعالى في الحلقات القادمة الكلام حول شي من الصلوات كصلوات التطوع وأنواعها والأجر المترتب عليهاوشي أيضا من أحكامها متى يجوز قطعها ومتى لا يجوز قطعها وهل يجوز إطالة القراءة فيها أم لا كل هذا أن شاء الله سيأتي تفصيله في حلقات قادمة اسأل الله مرة أخرى لي ولكم التوفيق والسداد وأن يجعلني وإياكم مباركين أينما كنا فأشكر لكم لطفكم وإنصاتكم والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

::: مع الشكر لفريق التفريغ في منتدى الشيخ محمد العريفي

http://3refe.com/vb/showthread.php?t=186916&page=3