الحقوق محفوظة لأصحابها

بثينة الإبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في حلقة جديدة من نداء يا رب بعنوان: وظب ووفاء، غريب العنوان، ماذا نعني بالوظب والوفاء؟ أولا اسمحوا لي أن أبدأ بقول الله عز وجل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا} ويقول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نزلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا..} الاستقامة هي الالتزام بكلمة التوحيد والوظب هو اللزوم.. الاستمرار كالاستقامة، ويقال: واظب على الأمر أي داوم عليه، والمواظبة هي المثابرة على الشيء، ونرى هذه المواظبة والمثابرة في جوانب كثيرة في حياتنا حتى نختم هذا المعنى في واقع حياتنا بس حتى نعطي هذا المعنى في واقع حياتنا ثم نضبطه بالإيمان، فالكل في حياته العملية يثابر ويواظب على الجهد والعمل، لماذا؟ ليرتقي.. ليتحسن بواقعه الوظيفي.. بواقعه المالي.. وفي العلم والناس تجتهد في الدراسة لتصل إلى الدرجات التي تؤهلها لتستكمل هذا العلم للالتحاق بأفضل الجامعات.. للحصول على أفضل الجامعات، كل تلك الأمور خير بل نحن مطالبون بالإحسان لأداء هذه الأمور، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" يتقن هذا العمل وأن ينويه لله سبحانه وتعالى حتى يجده في ميزان حسناته يوم القيامة، ولكن يجب أن يكون هناك مواظبة ومثابرة أيضا على الالتزام بأمر الله سبحانه وتعالى، كما نجد الجد والاجتهاد بالمواظبة بنواحي الحياة المختلفة، يجب أن نتفقد دائما هذه المثابرة وهذه المواظبة على الطاعات، كيف هي الصلاة؟ وهل هي في وقتها؟ كيف هي صلاة الفجر؟ كيف هو الدعاء؟ كيف هو التكبير والتسبيح والتهليل؟ ما مدى المداومة على القرآن الكريم؟ ما مدى المحافظة والمثابرة والمواظبة على السنن؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" حتى لو كانت قليلة داوم عليها، الإنسان اليوم أحيانا نجد- وبالذات الشبابية- نجد يعني يكاد يؤدي صلاته.. ينقرها وتنتهي، لا نجد رفع اليد في الدعاء، دعاء الله سبحانه وتعالى، من منا لا يحتاج الله سبحانه وتعالى في يومه وفي أي أمر كان؟ في أخت دائما- الله يمسيها بالخير- تقول: أدعو: اللهم اجعلني دوما في حاجة إليك، و في يوم من الأيام أفقد مفتاح السيارة، و في يوم من الأيام أجد نفسي دائما في حاجة أن أرفع يدي إلى الله عز وجل.. أن أدعو حتى ندوام ونثابر ونواظب على هذه العبادات، أما الوفاء فيقال: وفا بعهده أي أتمه وأكمله وعمل به وطبقه، يقول الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} عاهدنا الله سبحانه وتعالى على طاعته وعلى لزوم أوامره، ويجب أن نفي بهذه الأمانة، قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ومن الوفاء الوفاء للنبي صلى الله عليه وسلم، قد جاهد وثابر حتى تصل هذه الدعوة إلينا، فلنلتزم بطاعته ولنقتدي به ولندافع عنه في المواقف.

قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} يجب أن نكون أوفياء للصحابة الذين بذلوا وجاهدوا وقدموا المال والنفس لهذا الدين، اللهم ارض عنهم، من الوفاء أن نكون أوفياء بمبادئنا.. أوفياء بشيوخنا.. أوفياء للعلماء لو كنا تعلمنا منهم ولو حرفا من أمر الدين وأن لا نتجرأ على هؤلاء العلماء وعلى هؤلاء الشيوخ وإنما نكون أوفياء بالدعاء لهم بأن نسأل الله تعالى الإخلاص، نسأل الله تعالى لهم الثبات، وإذا توفاهم الله عز وجل لا ننساهم بالدعاء: الله سبحانه وتعالى يوسع لهم في قبورهم ونسأل الله تعالى أن يرزقهم جنات النعيم

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=1012_0_2_0