الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد العريفي
الحمدلله رب العالمين , وأُصلي وأُسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين ,نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ,أما بعد أيها الاخوه والاخوات

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ,وأحمد الله جل وعلا الذي يسر هذا اللقاء بكم ,وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعا في هذه الحلقات المباركه وفي هذه المجالس المباركه ممن حفتهم الملائكه وغشيتهم الرحمه وذكرهم الله تعالى فيمن عنده ,كما أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم جميعاً ممن يزدادون علماً وعملاً وهدىً وتوفيقا .

أيها الاحبه الكرام , كنا في حلقات ماضيه تكلمنا بكلام مفصل حول بعض الاحكام الفقهيه التي تهم المسلم في حياته ,يعني مثلاً تعرضنا لأهمية طلب العلم الشرعي في البدايه ,ثم تكلمنا حول الوضوء وأحكامه تكلمنا أيضاً حول نواقظ الوضوء وما يتعلق بها ,تكلمنا أيضاً حول الآداب الشرعيه في قضاء الحاجه , وذكرت أيضاً بعض الاخطاء التي هي منتشره عند الناس حول الوضوء , وبعض الأشياء التي يظنون أنها ناقضه للوضوء وهي ليست كذلك ,وقد تقدم معنا هذا مفصلاً

أما اليوم أيها الاخوه والاخوات , سوف نتكلم حول أحكام الغسل , الغسل من الجنابه , أو كذلك أحكام الغسل العادي الذي قد لا يكون من جنابه ,فإن الغسل ينقسم إلى قسمين , قد يكون من جنابه أو يكون من حيض مثلاً ,يعني يكون غسل بسبب الحدث الأكبر إما جنابه أو حيض أو نفاس ,أو يكون غسل عادي , انسان مثلاً يريد أن يغتسل إغتسالاً عادياً بسبب مثلاً العرق أو بسبب مثلاً كثرة الغبار , أو للتظف يعني , فهذا له أحكام وهذا له أحكام أخرى لكن عموماً الذي سنتكلم عنه اليوم إن شاء الله هو أحكام الغسل من الجنابه

الغُسل من الجنابه هو لثلاثة أشياء كما ذكرت إما أن يكون من جنابه , أو كيفية الغسل الذي سنتكلم عنه , إما أن يكون من جنابه , أو من الحيض , أو من النفاس , كل هذه الاشياء سوف نصف لها وصفاً واحداً ويعمها جميعاً ,يعني هذا الوصف الذي سأذكره يفعله من كان يغتسل من جنابه , ومن كانت تغتسل من حيض , أو من كانت تغتسل من النفاس أيضاً , الدليل على وجوب الغسل من الجنابه قول الله تعالى ‏{‏وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ} فأمرهم إذا كانوا جنباً أن يتطهروا , وذُكر أن الغسل من الجنابه كان معروفاً أيضاً في الجاهليه , حتى في الجاهليه يغتسلون من الجنابه , وأذكر أن بعض الاطباء ذكر بأن الجسم إذا أصابته الجنابه يفرز بعض المواد التي تغطي الجسد تكون فوق الجلد ,فإذا أغتسل المرء ذهبت عنه هذه المواد التي كونت طبقة وصار أنشط ,ولذلك أستحب كثير من أهل العلم يدلك المرء جسده أثناء الغسل من الجنابه وهو من السنه .

أيها الاحبه الكرام ,موجبات الغسل عموماً سواءً كان غسل من جنابه أوحيض أو نفاس وغير ذلك أيضاً قد يكون الغسل أحياناً للداخل في الاسلام على قول من أوجبه ,موجبات

الغسل ستة أشياء :

أولها : خروج المني من مخرجه ,سواءً كان من الذكر أو من الانثى , ولا يخلو إما أن يكون في حال اليقظه ,أو أن يكون في حال النوم , عندما قلنا خروج المني من مخرجه ,يعني المخرج الشرعي المعروف العادي , لو مثلاً انسان ذهب الى المستشفى وأخرجوا منه المني من غير مخرجه , فرضاً أدخلوا أنبوباً مثلاً الى أسفل بطنه أو فوق فرجه ,المهم من أي مكان , وأخرجوا منه المني هذا لا يجب منه الغسل , لا يجب الغسل إلا إذا كان يخرج من الرجل أو من المرأه من المخرج العادي إذا كان يخرج دفقاً بلذه , أما إذا خرج بغير دفق ولا لذه فلا يجب منه الغسل , يعني نفرض مثلاً أن شخصاً كان يمشي فأنزلقت رجله ووقع على ظهره فرضاً وتسرب منه مني ,مثلاً مني بصفته العاديه برائحته , بلونه ,يعني كل شيء يدل على أنه مني , فهذا لا يجب منه الغسل لانه لم يخرج دفقاً بلذه , أما إذا خرج دفقاً يعني بقوه وبلذة فأنه يجب منه الغسل ,

طبعاً قد يخرج المني من الرجل أو من المرأه إما في حال اليقضة أو أحياناً قد يخرج منه في النوم , أو بالوطء الشرعي بين الرجل والمرأه ,

إذا خرج في حال اليقضه يشترط هاذان الشرطان التي ذكرت قبل قليل , أن يكون دفقاً بلذه , إذا خرج في حال النوم , لو انسان اتسيقظ من منامه ووجد على ملابسه مني , ما ينبغي له أنه يتفلسف ويبدأ يقول : لا أنا لن أغتسل لانه يمكن يكون خرج بغير دفق ولا لذه ,نقول : لا , في النوم أنت ما تدري عن اللذة , ولا تدري عن الدفق هذا قد لا تعقله وقد تنساه , فإذا خرج في النوم يعني إذا أستيقظ الشخص من من منامه ثم رأى في ملابسه أثر مني فانه يجب عليه أن يغتسل , لا يتفلسف ويقول لا أدري ويمكن دفق ... لا يجب عليه أن يغتسل مطلقاً , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الماء من الماء )الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 343

خلاصة حكم المحدث: صحيح

يعني أنما يغتسل بالماء من راى الماء يعني من رأى الماء الرجل الذي هو المني من راه على ملابسه , هذا إذا خرج في النوم , تأتي عندنا المسأله الثالثه وهي مسألة الوطء وسيأتي أن شاء الله الكلام عليها , أما إذا كان في النوم وأستيقظ ويذكر أثر إحتلام يذكر مثلاً أنه رأى في منامه امرأه ووقع كذا وكذا لكنه لم يرى أثر مني في ملابسه , هذا لا يلزمه الغسل ,

إذاً يا جماعه الإحتلام ثلاثة أقسام :

إما أن يرى أثر المني ويذكر احتلاماً , فهذا يجب عليه الغسل قولاً واحداً

الثاني : أن يرى أثر المني لكن لا يذكر احتلاماً , ما يذكر أنه رأى شيئ , فهذا ماذا ؟ يجب عليه الغسل أيضاً .

الحاله الثالثه: أن يذكر احتلام ولا يرى منياً , يذكر أنه وقع له شيئ لكن ما يرى مني , ما يرى أثر , فهذا لا يجب عليه الغسل , ويكون كحال من قبل زوجته أو نحو ذلك ثم لم يقع منه وطء لها لم يقع جماع فلا يلزمه الغسل .

الامر الثاني : من موجبات الغسل : هو وطء الرجل لإمراته

, ووطء الرجل لامراته يشترط لأجل أن يجب عليه الغسل أن يكون وطأً تاماً , أما إذا كان الرجل ,نفرض مثلاً أن الرجل أقترب من أمرأته ثم أنزل لكن لم يقع منه الوطء الصريح ففي هذه الحال يلزمه هو الغسل لأنه أنزل أما هي فلا يلزمها الغسل الا إن وقع منها أيضاً إنزال , وهذا الكلام قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال :{ إذا قعد بين شعبها الأربع ، ثم اجتهد ، فقد وجب الغسل } .

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 192

خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي بعض الروايات قال إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل الراوي: عائشة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 109

خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

إذاً يجب عليه أن يغتسل ويجب عليها أن تغتسل إذا وقع الوطء سواءً حصل منهما إنزال أو لم يحصل منهما إنزال , وهذا الامر يا جماعه ترى يغيب عن عدد غير قليل من الناس , بعض الناس يظن أنه إذا وطء أمراته ولم يقع منه إنزال أنه لا يجب عليه الغسل ,و هذا باطل , بمجرد وقوع الوطء , ومجاوزة الختان الختان وحصول إيلاج يجب عليه أن يغتسل على الصحيح ,

كذلك من موجبات الغسل :و عفواً قد يقول بعض الناس يا شيخ أنت تفصل في مسائل محرجه , أنا أيضاً محرج وأنا أفصلها , لكن المشكله يا جماعه إذا لم نتعلم نحن هذه الاشياء ولم نعلمها للناس فما يتعلم , إذا كان خطيب الجمعه سيستحي أن يشرحها للناس على المنبر ويقول : يا أخي إحراج , والذي يتكلم في التلفزيون سيستحي أن يشرحها للناس و يقول يا اخي إحراج أن نشرحها , من سيبقى يشرحها للناس , خاصةً أننا لاحظنا أن بعض القنوات الفضائيه , صار عندهم تساهل شديد ونوع من التفحش في شرح هذه المسائل ,

يعني حُدثت أنا عن برنامج وإن كنت والحمدلله لا أطلع عموماً على هذه الاشياء , لكن شخص عن برنامج أُذيع في إحدى القنوات قبل فتره بسيطه , يتكلم عن هذه الامور التي نحن نتكلم عنها , يتكلم عنها بصراحة شديده , والمشكله أنهم قد أحضرو رجلاً صاحب علم , أو قل رجل مفتياً , أحد المفتيين , أحضروه بين أيديهم , ثم بداو يسألونه أسئله وقحه في الحقيقه , حتى أنهم يكتبون كل قليل < لا ينظر الى هذا البرنامج من هو دون الثمانية عشرة سنه > مع أنني أجزم أنهم عندما كتبو هذه العباره صار الناس أشد حرصاً , صار الشباب المراهقون أشد حرصاً على رؤيته , وبدأو يسألون أسئله وقحه جداً في الوطء ويتلقون الإتصالاً بالهاتف , فلما تصل المسأله يا جماعه بهذا الاسفاف من قبل بعض الفساق , فلا يمنع أن أهل الدين وأن طلبة العلم والدعاة أن يوضحوها للناس مبنية على الاحكام الشرعيه , أنا أقول هذا الكلام حتى ما يقول بعض الناس يا شيخ أنت تفصل وتُحرجنا وتُحرج نفسك , نعم لكن الله عز وجل ذكر ذلك في كتابه أيضاً فقال {أَوْلاَمَسْتُمُ النِّسَاء‏ } ونحو ذلك , وذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاحاديث صريحةً , كما في قوله إذا جلس بين شعبها الاربع وجهدها ونحو ذلك فلابد من بيانه , فالمقصود أنه من موجبات الغسل مجاوزة الختان الختان ,

الأمر الثالث من موجبات الغسل : عند طائفه من العلماء , إذا أسلم الكافر , وإسلام الكافر أيها الاخوه والاخوات , أختلف أهل العم فيه , هل يجب فيه الغسل أم لا يجب عليه الغسل , والصريح أنه يسن له الغسل ولا يجب عليه , فإذا دخل في الاسلام إن أغتسل فهو أولى وإن لم يغتسل فليس عليه شيء , وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم بين يديه الفئام من الناس , الأعداد الكبيره ولم يكن صلوات ربي وسلامه عليه يلأمرهم بالغسل .

الأمر الذي بعد هذا من موجبات الغسل : الموت , الموت طبعاً لا يجب على الميت أنه يغتسل , فهو مات وأنتهى لا يجب عليه أن يغتسل لكنه يجب أن يغسله أهله أو يغسله المسلمون عموماً , وتغسيل الميت فرض كفايه كما ذكر أهل العلم , إلا في واحد من أنواع الموتى لا يجب تغسيله وهو الشهيد , نسأل الله أن يرزقنا جميعاً الشهادة في سبيله , فإن هذا الشهيد لا يُغسَل وإنما يُبعث يوم القيامه بدمائه , تسيل جروحه دما , اللون لون الدم والريح ريح المسك .

الامر الخامس : من موجبات الغسل إنقطاع الحيض والسادس هو إنقطاع النفاس , يقول صلى الله عليه وسلم: ((فإذا أقبلت الحيضة ، فدعي الصلاة ، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي )) وقال الله تعالى للحيض :{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ } قال : { فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ }فذكر أنها لابد أن تتطهر وهذا التطهر هو : يكون بالغسل والغسل يكون بعد إنقطاع الحيض , أما مالم ينقطع الحيض فلا تتطهر , أعني لا يفيدها الغسل , طيب كيف تعلم المراه بأن حيضها أنقطع ؟ سيأتي معنا ان شاء الله الكلام مفصلاً عند الكلام على أحكام الحيض ,

وعموماً بما أننا ذكرناها نذكر الفائده

تعلم المرأة إنقطاع الحيض بأحد شيئين :

الأمر الاول : إما برؤية القصة البيضاء , القصة البيضاء , ماده بيضاء تخرج من مخرج الحيض , تدل المرأة على إنقطاع حيضها ,

الأمر الثاني : أن ينقطع الدم , إذا أنقطع الدم ثم تأكدت من ذلك بأن تضع مثلاً قطنةً أو نحوه على مخرجه تمسحه به فترى أن القطنة تخرج بيضاء ليس عليها شيء من الدم فهذا يدل على إنقطاع الحيض وسيأتي معنا إن شاء الله الكلام حول الحيض وإنقطاعه .

الغسل الكامل صفته كالتالي : كيف يغتسل الإنسان صفته كالتالي ,

طبعاً عندنا نوعان من الغسل , عندنا غسل هو السنة أن يفعله المرء , السنة أن يغتسل بهذه الطريقه التي سأقول , ثم بعد ذلك نذكر الغسل النوع الثاني الذي هو الغسل المجزئ الذي يرفع عنه الجنابه فقط ,

الأمر الأول :في الغسل أن ينوي بقلبه إزالة الجنابه , أن ينوي بقلبه رفع الجنابه , طبعاً ما يتلفظ ما يقول : نويت أن أرفع الجنابه ثم يغتسل , لا , فقط ينوي بقلبه ,

الامر الثاني: ثم يسمي , يقول بسم الله ويغسل يديه ثلاثاً ويغسل فرجه , إذا غسل فرجه طبعاً هذا للرجل وللمرأة , إذا غسل فرجه يعد ذلك غالباً تكون اليدان فيهما شيئ , فالسنة أن كان النبي صلى الله عليه وسلم في وقته يضرب بيديه على الحائط ثم يفركهما , وذلك لان الحائط عندهم كان طين , فكان إذا ضرب بيديه على الحائط إلتصق بيديه شيء من التراب ثم يمسح , أما في عصرنا فالحائط ليس طيناً , أحياناً يكون رخام في الحمام أو نحوه , ففي هذه الحال يأخذ صابون أو نحوه أو شامبو أو غيره ويغسل يديه حتى يتمضمض و يستنشق وغيره بيد نظيفه , بعدما يغسل فرجه ويغسل يده بعد الفرج يتوضأ وضوءً كاملاً كما يتوضأ للصلاة, يتمضمض ويستنشق يغسل وجهه , يغسل يديه إلى المرفقين , يمسح رأسه وأذنيه , ويغسل رجليه , وضوء كوضوء الصلاه ثم بعد ذلك يعمم جسده بالماء , يبدأ برأسه حتى يشبع شعر الراس , ثم بعد ذلك يعمم الماء على بقية جسده , والسنه له أن يدلك بيده على جسده حتى يعتني إذا كان هناك مكان ما جاءه الماء أن يصيبه ,,

ينبغي طبعاً أيها الاخوه والاخوات أيضاً عند الاغتسال أن يعتني المرء بمغابن جسده , مغابن جسده بعض المواضع التي قد لا يصلها الماء , كمثل مثلاً تحت الابطين , ينبغي له أن يحرص على أن يغسلهما , ما تحت الفخذين , بعض الناس السمان يعني الذي وزنه مثلاً يصل الى 130, 140 , أحياناً يكون فيه عُكن في بطنه , عُكن المصافط أحياناً يكون بطنه مصفط بعضه على بعض , فإذا أنحدر الماء من فوق قد لا يصيب ما تحته , فيجب أن يرفعها ثم يغسل ثم يعيدها , هذا خاص بمن كان يعني بديناً , هذا فيما يتعلق بالغسل , إذا أنتهى من الغسل يخرج من مغتسله ويذكر الأذكار الشرعيه الوارده بعده مثل ( أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ),, أو يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك ), الذي فيه كفارة المجلس يسن أن تقال بعد الوضوء بعد الغسل .

هذا فيما يتعلق في الغسل من الجنابه , بالنسبة للمرأه الحائض والمرأ’ التي طهرت من النفاس , أيضاً ينبغي لهما أن يحرصا على الإغتسال والمرأة إذا أصابتها الجنابه أو أصابها الحيض , طريقة اغتسال واحده إلا أن فيه فرق بسيط ,

إذا كانت المرأة شعرها طويل وكانت قد جعلته جدائل أنها عند الجنابه لا يشترط أن تفك الجدائل , لكن ينبغي أن تحرك الماء الى أن يدخل الى أصول الشعر , هذا في الجنابه , وذلك لانها قد تتكرر فيكون مشقه عليها في فك الشعر وربطه , أما بالنسبة للحيض , فإن المراة تفك شعرها عند الحيض وتفكه أيضاً عند النفاس ولا بد أن تفك الجدائل هذه ثم تغتسل إغتسالاً تاماً حتى يصل الماء إلى اصول الشعر .

كذلك ينبغي أيها الاخوه والاخوات أن يحرص على أن يصل الماء الى أصول الشعر , والنبي صلى الله عليه وسلم , جاء عنه أنه قال : {إن تحت كل شعرة جنابة ، فاغسلوا ، وأنقوا البشر } .الراوي: عائشة المحدث: أبو داود - المصدر: بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 43

خلاصة حكم المحدث: ضعيف



لا ينبغي طبعاً للمغتسل أن يسرف في صب الماء , فالمشروع أن يقلل من الماء وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمُد ويغتسل بالصاع , يعني المُد هو مجموع الكفين , مجموع ما يملؤهما ماءً كان هذا يكفيه في الطهاره للوضوء , ومثلها أربع مرات الذي هو الصاع , كان يكفيه صلى الله عليه وسلم للاغتسال من الجنابه , حتى أن بعض الناس كان حاضراً عند أحد الصحابه وهو يحدث بذلك , فقال له ذلك الرجل الجالس من التابعين , قال : لا يكفيني صاع , أنت تقول أغتسلو بصاع , ما يكفيني , فألتفت اليه غاضباً وقال : قد كان يكفي من هو خير منك وأوفر منك شعرا , يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

طبعاً الغسل من الجنابه أيضاً ينبغي للإنسان أن يعتني بالسنة فيه , وأن يتمضمض وأن يستنشق , يعني نفرض أن انسان قال أنا ما أريد أن أتوضأ وضوءً كاملاُ أنا أُريد أن أغتسل بسرعه , نقول إذا يجزئك أن تعمم جسدك بالماء مع المضمضه والاستنشاق فهذا يحل لك الصلاة بعده أيضاً وهنا مسأله مهمه يسأل عنها كثير من الناس ,الآن ياجماعه لو أن إنسان أغتسل ليس من الجنابه , أغتسل إغتسالاً عادياً , يعني نفرض أن انسان كان هناك حر شديد أو نحوه فأراد أن يغتسل تبرداً أو تنظفاً أو نحو ذلك , فهل يجوز له بعد هذا الاغتسال أن يصلي أم لا يجوز له ؟

تعلمون أنتم أن الاغتسال من الجنابه معناه الاغتسال من الحدث الأكبر , والإغتسال من الحدث الأكبر يرفع معه الحدث الأصغر فيجوز له أن يصلي ,

لكن كلامنا هنا ليس فقط في مسألة الجنابه كلامنا لو كان انسان يغتسل إغتسالاً عادياً يتنظف مثلاً من عرق أو يتبرد أو نحوه هل يجوز أن يصلي مباشره ؟

* الصحيح في هذه المسأله أنه لا يجوز له أن يصلي , وذلك لأنه لابد أن يرتب أعضاء الوضوء , فإذا أنتهى من الاغتسال هذا للتبرد يذهب ويتوضأ وضوءً كاملاً ثم بعد ذلك إن شاء أن يصلي صلى

طبعاً الغسل من الحدث الأكبر أيها الاخوه والاخوات , أمانة من جملة الامانات التي بين العبد وربه , وينبغي على الإنسان إذا أراد أن ينستر عن الناس , فإن الله حي كريم , ولا ينبغي للعبد في الحقيقه إذا إغتسل أن يتكشف , جاء في الحديث الذي عند ابي داوود والنسائي :{ إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر } .الراوي: يعلى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4011خلاصة حكم المحدث: صحيح

كما يجب على المغتسل أن يستتر ولا أن يغتسل عرياناً أمام الناس , وهذا بلا شك ان شاء الله معروف عندكم , لكني رأيت أن بعض الناس بدأ يتساهل بمثل ذلك وهذا بلا شك أنه من عدم المروءة ,

الإغتسال كما ذكرت من الحدث الأكبر هو من جملةالأمانات والإنسان الذي لا يغتسل من حدثه الاكبر لا شك أنه على ضلال وصلاته لن تقبل و مشكوك أيضاً في بقية عباداته , إذا كان يتعمد عدم الإغتسال , طيب لو كان إنسان ياجماعه ليس عنده ماء , قال مثلاً وقع معه إحتلام في بر أو نحوه وليس عنده ماء يغتسل به, في مثل هذا الحال فإنه يشرع له أن يتيمم , كما قال عز وجل , {‏وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ ‏}‏، ثم قال بعد ذلك : {‏وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء } ماذا تفعلون ؟ { فَتَيَمَّمُواْ‏}‏ ‏ قال { فَتَيَمَّمُواْ‏ } , إذاً إذا ما عندك ماء حتى او أنك جنب يلزمك أن تتيمم للصلاه , إذا وجد الماء بعد ذلك , يعني نفرض إنسان يا جماعه فرضأً أستيقظ في البر , عندما أستيقظ مثلا ليصلي لفجر وجد نفسه جنباً وهناك برد شديد وليس عنده ما يسخن به فرضاً , ثم بعد ذلك لم يجد الماء فيتيمم ويصلي , ثم بعد ذلك إذا تيمم وصلى , فإذا دفئ الجو الساعه التاسعه صباحاً ونحوه وأستطاع أن يغتسل فليغتسل , كما قال صلى الله عليه وسلم

-{إن الصعيد الطيب طهور المسلم ، وإن لم يجد الماء عشر سنين ، فإذا وجد الماء فليمسه بشرته ، فإن ذلك خير}

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 124خلاصة حكم المحدث: صحيح

هذه بإختصار أيها الاخوه والاخوات أحكام الغسل من الجنابه وسيأتي إن شاء الله في الحلقه القادمه الكلام على أحكام التيمم , أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد , وأن يجعلني و إياكم مباركين أين ما كنا , وأن يزيدني وإياكم علماً وهدى وتوفيقاً

والله تعالى أعلم , وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله , وإلى لقاء قادم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

:: مع الشكر لفريق التفريغ في منتدى الشيخ محمد العريفي

http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=186916&page=2