الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد راتب النابلسي


ندوات تلفزيونية - قناة الفجر - سنريهم آياتنا - الندوة 29-28 : آيات البحر في القرآن، عناية اللقالق بصغارها

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2009-09-18

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

الأستاذ معتز:

مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج:" سنريهم آياتنا" الذي نتناول فيه موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، يسعدني أن أرحب بفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين، شكراً جزيلاً لك، أطيب التمنيات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور راتب:

بكم أستاذ معتز، جزاك الله خيراً.

الأستاذ معتز:

يقول الله عز وجل:

﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

[ سورة النحل الآية: 14 ]

هذا ينقلني إلى البحر طبعاً لما هو موجود من حيوانات.

البحر بما فيه آية من آيات الله الدالة على عظمته:

الدكتور راتب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين.

أستاذ معتز قضية البحر قضية كبيرة جداً، الحقيقة أن البحر أربعة أخماس اليابسة، والذي يلفت النظر أن عدد الآيات التي ورد فيها البحر بالنسبة إلى عدد الآيات التي ورد فيها البر تساوي نسبة البر إلى البحر، هذا اسمه إحكام حسابي في القرآن الكريم، فالبحر فيه الأسماك، أعمق نقطة في البحر خليج مريانة في المحيط الهادي، والبحر فيه ملوحة، ولملوحة البحر حكم بليغة جداً، على أن بعض العلماء يرى أن في البحر ما يزيد عن مليون نوع من السمك، سمك صغير، وسمك كبير، وسمك متوسط، وسمك متوحش، وسمك وديع، وسمك طبيب، أنواع الأسماك في البحر لا تعد ولا تحصى أو تقترب من المليون، وسمك على شكل نجم، وسمك على شكل إناء زهور، وسمك على أشكال لا يعلمها إلا الله.

الحقائق المذهلة التي اكتشفت في السمك:

على كلٍّ الله عز وجل يقول:

﴿ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا﴾

ولم يذكر اللحم الطري إلا في اللحم الذي يستخرج من البحر، نحن نعلم أن الدابة لا بد من أن تذبح حتى تزكى، يجوز أكلها، ولكننا نأكل السمك من دون ذبح، العلماء اكتشفوا حقيقة مذهلة أن السمك حينما يصطاد ينتقل دمه كله إلى غلاصمه وكأنه ذبح تماماً، أستاذ معتز يوجد بالسمك أجهزة مذهلة، السمكة تستطيع أن تصنع من الغذاء الذي في معدتها هواءً فتعلو إلى سطح البحر، في السمك خط في الثلث الأول من جانبها، هذا الخط مفرغ من الهواء، بهذا الخط تعرف أين هي من سطح البحر، الآن الغواصات معها أجهزة قياس ارتفاع، وهبوط، وهناك غواصة فرنسية لأن جهاز قياس الارتفاع تعطل ونزلت إلى أكثر من مئتي متر تحطمت، فالسمك زوده الله بخط عن طريق الضغط يشعر أين هو من سطح البحر، لكن الأغرب من ذلك أن السمك مزود بجهاز يعرف ما إذا كان ظهر السمكة نحو سطح البحر أو نحو قعره، هذا الجهاز على شكل محفظة فيها بعض ذرات الكالسيوم، فيها حساسات في قعرها، فإذا كان ظهر السمك نحو قعر البحر تهبط حبيبات الكالسيوم هذه إلى عكس أرضية البحر فتشعر السمكة، أما إذا استقرت على أرضية هذه المحفظة، وفي أرضية هذه المحفظة حساسات يشعر السمك أنه نحو سطح البحر.

الأستاذ معتز:

ربما تعلم الإنسان من هذه الأجهزة كيف يصنع الأجهزة؟

الله عز وجل يخلق كل شيء من لا شيء على عكس الإنسان:

الدكتور راتب:

لذلك قالوا: الله عز وجل يخلق كل شيء من لا شيء على غير مثال سابق، بينما الإنسان يصنع شيئاً من كل شيء وعلى عدد من الأمثلة السابقة، فالسمك مجهز بزعانف، مجهز بحراشف، مجهز بأجهزة، مجهز بهيكل عظيم، مجهز بعيون، مجهز بآلية سلاح عجيبة، السمك لا يرجع للوراء، إن رجع إلى الوراء صار من الصعب صيده، وقال بعض العلماء: لو أن السمك في البحر لا يأكل بعضه بعضاً لأصبحت حالة البحار كحالة وعاء على النار فيه مادة غذائية والماء قد جفّ، يعني لو أن السمك في البحر لا يأكل بعضه بعضاً لكان البحر وعاءً للسمك فقط وليس فيه ماء.

على كلٍّ هذه السمكة أنواعها منوعة، هناك سمك زينة، وهناك سمك للحم، وهناك سمك للمنظر، وهناك سمك متوحش، وهناك سمك له وظائف لا تعد ولا تحصى.

الأستاذ معتز:

هذا الموضوع الذي أود أن أنتقل إليه، التخصص في موضوع الأسماك، طبعاً الحيتان نوع من أنواع الأسماك.

الحوت من آيات الله الدالة على عظمته:

الدكتور راتب:

الحقيقة الحوت الأزرق الذي يزن مئة وخمسين طناً، ويستخرج منه خمسين طناً لحماً، وخمسين طناً دهناً، وخمسين طناً عظماً، ويستخرج من الحوت الأزرق تسعون برميلاً زيت سمك، والحوت يرضع وليده ثلاثمئة كيلو غرام بالرضعة الواحدة، يرضعه ثلاث رضعات في اليوم أي طن حليب، لو دخل الإنسان إلى فم الحوت يستطيع أن يقف على قدمه، لذلك الآية الكريمة لما الله عز وجل لحكمة بالغة بالغة أراد أن يمتحن نبيه سيدنا يونس عليه السلام، هذا النبي وجد نفسه فجأة في فم حوت:

﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾

في بطن الحوت، في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة البحر:

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ﴾

[ سورة الأنبياء]

وأروع ما في الآية التعقيب الذي قلبها من قصة إلى قانون، قال تعالى:

﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾

[ سورة الأنبياء]

الحوت وجبته المعتدلة أربعة طن، وقد نجد مادة اسمها العنبر، الحوت حينما يأكل سمكاً كبيراً وفيه حسك مؤنف حاد لئلا يتعسر في هضمه، على رأس هذا الحسك المؤنف كرات سوداء هو العنبر، والعنبر مادة ثمينة جداً جداً، على كل الحوت من آيات الله الدالة على عظمته، هو حيوان ثدي يتنفس.

الأستاذ معتز:

إذا تأملنا ما في البحار لوجدنا العديد من الآيات التي تشير إلى عظمة الله عز وجل، هناك قرأت في إحدى محاضراتك المطبوعة عن سمكة اسمها السمكة الطبيبة.

السمكة الطبيبة آية من آيات الله الدالة على عظمته:

الدكتور راتب:

كان هناك غواصة أبحاث، رأت سمكة صغيرة تقترب من سمكة كبيرة، وتأكل من حراشفها، فسجلت هذه الملاحظة، وتابعتها، فإذا هذه السمكة هي سمكة طبيبة، فكل الأسماك باتفاق عجيب حينما تمرض، حينما تظهر الفطور على حراشفها، أو الانتانات، أو المواد المخرشة، هذه الانتانات تأتي السمكة الطبيبة فتأكلها، بل إن غذاءها على هذه المواد، وكان هناك عرف اجتماعي ضخماً أن السمكات تنتظم في رتل، وهذه السمكة تنظف حراشفها، فإن كان بين أسنانها مواد مؤذية تفتح فمها وتدخل هذه السمكة وهي آمنة، البشر أحياناً يقصفون سيارات الإسعاف بينما هذه السمكة الطبيبة لا يوجد في البحر كله سمكة تأكلها، كأن هناك اتفاق أو عرف أن هذه السمكة تعالج أمراض السمك، وهناك عرف ألا تقتل، أو تؤكل.

لكن في مرة ظاهرة عجيبة جداً، هذه الظاهرة العجيبة أن هذه السمكة كانت في فم سمكة كبيرة تنظف ما بين أسنانها، فإذا بسمكة أكبر اتجهت نحو السمكة الكبيرة كي تلتهمها فهذه السمكة الكبيرة التي سوف تلتهمها سمكة أكبر، خافت على العهد الذي بينها وبين السمكة الطبيبة، فتحت فمها، ولفظت السمكة الطبيبة كي تنجيها قبل أن تنجي نفسها، شيء عجيب الحيوانات والأسماك تتحرك بتوجيه الله عز وجل، لذلك الحيوان مسير ومسير لصالحه، الإنسان مخير، فهذه السمكة الطبيبة يمكن أن تعالج كل أسماك البحر باتفاق بين كل الأسماك، طبعاً غير مكتوب عن طريق الغريزة أن هذه السمكة لا تؤكل، لأن هذه السمكة تقوم بخدمات، لا أقول إنسانية أقول: خدمات سمكية، لذلك أعراف أهل البحر ألا يأكلوا هذه السمكة.

الأستاذ معتز:

إذا انتقلنا إلى مستوى معقد أكثر من السمك، هناك سمك يهاجر، كسمك السلمون.

سمك السلمون:

الدكتور راتب:

سمك السلمون شيء عجيب، تصور سفينة تنطلق من فرنسا إلى شاطئ أمريكا، معه بوصلة، معه لاسلكي، معه اتصالات، معه أقمار صناعية تحدد له موقعه، ومعه وسائل واتصالات وأجهزة، مع ذلك قد تضل الطريق، سمكة تسبح في عمق المحيط، وتتجه من سواحل فرنسا إلى أحد مصبات الأنهار في أمريكا، وتأتي إلى هدفها بالتمام والكمال، هداية من؟ قصة سمك السلمون أن في رؤوس الأنهار في أمريكا، أمريكا فيها أنهار بعضها يتجه إلى المحيط الأطلسي، وبعضها يتجه إلى المحيط الهادئ، لنأخذ القسم الأول؛ الأنهار التي تتجه إلى المحيط الأطلسي، من رؤوس الأنهار، من منابع الأنهار، يعيش سمك السلمون، ويتجه باتجاه مصب النهر، وتمضي هذه الأسماك في رحلتها مدة طويلة، فإذا وصلت ـ قد يكون النهر طوله ثمانمئة كيلو متر ـ إلى الشاطئ توجهت نحو الشرق، إلى أن تقطع المحيط الأطلسي كله، وتستقر في شواطئ أوربا، والتي تصب أنهارها في المحيط الهادئ تتجه إلى مصبات الأنهار، وبعدها تعبر المحيط الهادئ إلى أن تستقر في شواطئ اليابان.

رحلة، لا يوجد معها لاسلكي، ولا أقمار صناعية، ولا خرائط، ولا ربان يحمل ماجستير في قيادة السفن، سمكة، أنا أقول لك: لو انحرفت درجة واحدة في خطتها وحركتها لكانت في أمريكا الشمالية فأصبحت في الجنوبية لا تصل إلا إلى النهر الذي خرجت منه، فهذه الأسماك حينما تنطلق من ينابيع الأنهار وتتجه نحو مصباتها، ثم تتجه إلى أوربا، تمكث قليلاً ثم ترجع في رحلة العودة، تقطع المحيط الأطلسي وتصل إلى ينابيع الأنهار، وحتى الآن ليس هناك تفسير واضح في سبب اهتداء الأسماك إلى هذه الينابيع.

عدم معرفة سبب اهتداء الأسماك إلى ينابيعها:

هناك نظرية قرأت عنها أن لكل مصب نهر رائحة، ورائحة هذا المصب مبرمجة عندها، هناك شيء آخر يذكرنا بهذا؛ عصفور صغير ينطلق من دمشق إلى جنوب إفريقيا، يقطع أكثر من سبعة عشر ألف كيلو متر، الآن يرجع من جنوب إفريقيا باتجاه الشمال، لو أخطأ درجة واحدة نحو اليسار يأتي في مصر، درجة نحو اليمين يأتي في العراق، يصل إلى دمشق وإلى أحد أحيائها الشعبية، وإلى بيت قديم، لأن عشه في هذا البيت القديم، من هداه على هدفه؟

﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

[ سورة طه الآيات: 49-50]

الأستاذ معتز:

لو كانت نظرية رائحة النهر لما اهتدى العصفور.

الدكتور راتب:

فلذلك شيء عجيب أن سمك السلمون الذي يمضي من سواحل فرنسا باتجاه الغرب، إلى أن يصل إلى مصب النهر الذي خرج منه، الآن المشكلة الكبيرة أن هذا السمك سوف يواجه شلالات، وعندي صور دقيقة جداً تبين كيف أنه يقفز ويصل إلى أعلى الشلال، ولا يستقر به المقام إلا في رأس النهر الذي انطلق منه، كأنه يحب وطنه، وفي هذا المكان يبيض بيضه ويموت، هذه رحلة سمك السلمون.

التفكر في خلق السماوات والأرض أوسع باب ندخل منه على الله عز وجل

والحقيقة موضوع البحار موضوع كبير، أنواع الأسماك لا تعد ولا تحصى:

وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدل على أنه واحـد

***

وقد قال الله عز وجل:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[سورة آل عمران الآيات: 190-191]

الأستاذ معتز:

وقد حلّ للمسلمين أكل السمك.

كل شيء خلقه الله له وظيفتان؛ وظيفة نفعية ووظيفة إرشادية:

الدكتور راتب:

وكأن حكمة بالغة جداً تؤكد أن كل شيء خلقه الله له وظيفتان، وظيفة نفعية، ووظيفة إرشادية، يستنبط هذا من قول النبي عليه الصلاة والسلام حينما رأى هلالاً قال:

(( هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ))

[ رواه أبو داود عن قتادة ]

هلال خير ننتفع به، وهلال رشد يرشدنا إلى الله عز وجل، أي الهدف الأكبر من هذه المخلوقات الرائعة أن نتعرف إلى الله من خلالها، هذا الهدف الإرشادي، والهدف النفعي أن نأكلها، وننتفع بلحومها، أنا أقر هذه الحقيقة ولعلها غريبة بعض الشيء، لو أن إنساناً فقيراً جداً دخله لا يسمح له أن يلعق لعقة عسل واحدة، العسل سعره مرتفع، لكنه قرأ كتاباً عن العسل، أو عن النحل، من شدة تأثره بعظمة خلق الله عز وجل بكى وانهمرت دموعه، أقول لك وأنا أعني ما أقول وإن شاء الله أنا على صواب: هذا الإنسان الذي قرأ عن العسل، أو عن النحل، وبكى، حقق الهدف الأكبر من خلق النحل والعسل، والذي أكل عسلاً بكميات غير محدودة، وغفل عن الخالق العظيم، والمربي الحكيم، والمنعم على عباده، عطل الهدف الأكبر من خلق العسل، فلذلك هذا الحديث منهجي ومفصلي:

(( هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ))

[ رواه أبو داود عن قتادة ]

السمك نأكله، وننتفع به، ويغذي أجسامنا، لكنه يوصلنا إلى ربنا.

الأستاذ معتز:

ما دمنا نتكلم عن البحر حبذا لو تفضلت وشرحت أكثر.

الموضوع العلمي:

تضحية الحيوانات من أجل صغارها:

الدكتور راتب:

لا زلنا في هؤلاء البهائم كيف تعتني بصغارها وتضحي؟ أولاً التضحيات لأجل الصغار تشاهد من أبرد المناطق إلى أشد المناطق حرارة في العالم كله، هنا غابات تايلاند، أهم مشكلة هنا لصغار اللقالق المولودة الحرارة حارقة، بالمناسبة الله عز وجل قال:

﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴾

[ سورة الواقعة الآية: 71]

بعد قليل يقول:

﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً ﴾

[ سورة الواقعة الآية: 73]

أنتم لا تحتملون سبعاً وأربعين درجة فكيف يتحمل هذا العاصي نار جهنم؟ لهذه السبب تُحضر اللقالق الكبيرة المياه إلى أعشاشها بمناقيرها، وتصب هذا الماء على صغارها التي لم تنبت أرياشها بعد، تعمل لها حماماً من الماء البارد، تجمع الماء في مناقيرها، تصبه على صغارها، هذه واحدة، هذا الاستحمام البارد يخفف الحرارة عند الصغار ولو قليلاً، ويحتاج الصغار إلى جانب هذا الحمام البارد إلى ظل، لذلك تمد هذه اللقالق أجنحتها، وتجعلها خيمة يستظل بها صغارها، وهذا أيضاً من عظمة خلق الله عز وجل، الأبوان يؤمنان حاجة الصغير بهذه الطريقة، إلى الترطيب، وإلى البرودة بالماء والظل، وهذا مما يدل على حكمة الخالق جلّ جلاله في خلق هذه الحيوانات، وكيف أودع الله في قلوبها هذه الرحمة التي تلفت النظر.

خاتمة و توديع:

الأستاذ معتز:

جزاكم الله كل خير في كل مادة علمية تقدمونها دليل جديد على عظمة خالق هذا الكون الله عز وجل.

مشاهدينا الكرام في نهاية هذه الحلقة لا يسعني إلا أن أشكر فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين، أهلاً وسهلاً بكم سيدي، دمتم بأمان الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والحمد لله رب العالمين

http://nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=5259&id=189&sid=799&ssid=811&sssid=1211