الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
نُكمل سويًا السير على طريق الله فيَتَلَقَّانا الله برحمته، نتعرَّف على معلومة عن الله، أنفسنا، وعن نبينا أو نتعرف على قاعدة من قواعد طريق الله.في هذه الحلقة سنطرح تساؤلات أشخاص ونرد على أسئلتهم فكلام المُتكلم رزق المستمع وقد تكون الإجابة سبب لحل مشكلات، فسيدنا محمد كان يُجالس أصحابه ويستمع إلى مشاكلهم

--------------------------------------------

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. نُكمل السير على طريق الله واليوم حلقة مُحببة إلى قلبي التي أُجيب فيها على أسئلتكم، فلعل كلام المُتكلم رزق المُستمع.

هل حرام أو نفاق أن أؤدي الفروض لرضا الله وفي نفس الوقت تحقيق ما أتمنى منه سبحانه وتعالى؟

الناس في تعاملهم مع الله ينقسمون إلى:

- أبرار يعبدون الله من أجل مرضات الله وهم من أهل الجنة ويرجون تجارة لن تبور.

- وهناك من يعبد الله لأنه يستحق العبادة.

- وهناك تُجار مع الله يعبدونه للحصول على ما يريدون ويخافون النار.

وكلها درجات صالحة، ولا يعني أن العبد يعبد بغرض الحصول على ما يريد أنه غير صالح، ولكنها درجات يحاول العبد أن يرتقي فيها.

كيف يتحمل الإنسان فقدان والده الذي كان نِعَم الأب مع أبنائه؟

يتحمل الإنسان فراق من يحب عندما يعلم أن الموت عند المسلمين ترقية من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن تعب الدنيا إلى راحة الآخرة بجوار الله، ولكل أَجَلِ كتاب إذا أتى لا يستأخر ساعة. الدنيا فيها رحمة واحدة من رحمات الله، فما بالك برحمات الله في الآخرة؟ يمكنكم أن تزوروا قبر والدكم وتُطَمْئِنُوه عليكم وتتذكروه بالأعمال الصالحة كالصدقات.

تغيَّرت في تعاملاتي مع غيري للأفضل، إلا أهلى فهم يعاملونني بشكل سيء وكذلك أنا؟

إذا كان أهلك يُسيئون لك في تعاملاتهم، فهذا اختبار من الله لك، حتى يُظهر بداخلك ما لا تراه ويكون هذا بابك إلى الله؛ لتعرف عيوبك حتى تستطيع أن تُصلح من نفسك، فلا أحد منا يختار أهله، وقد أمرنا الله بمعاملة الأهل بالمعروف حتى ولو كانوا كفارًا، قال تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِ‌كَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُ‌وفًا} (لقمان: 15)، فاستعِن بالصبر وستُرزق سعادة لم ينالها بشر.

أعمل في شركة منذ عشر سنوات ومرتبي قليل، وغيري دخل نفس الشركة عن طريق واسطة ومرتبه أعلى مني، وما أفعله من جهد يُنسب إليه؟

أولًا قلبي معك. ثانيًا هناك ثوابت ربانية، ومنها "أن الله لا يُضيع أجر المُحسنين" و"أن لكل مجتهد نصيب". قد تكون تربية لك من الله يخلقه بداخلك، ولكن كن واثقًا أن الله سيفتح عليك، وتذكر النبي الذي بقى 13 عامُا يدعو الناس ولم يسلم معه إلا أفواج قليلة، فتأكد أن الله سيفتح عليك أفواج من الرزق الطيب، لكن احذر من الوساوس التي قد تخطر على بالك، واحذر أن تتأثر قيمك، فما صبرك إلا بالله.

أشعر أني غارق في الذنوب ولا أشعر برغبة في الرجوع والتوبة لأني سأعود إليها مرّة أخرى؟

إذا كنت غارق في الذنوب فليس لك غير الله، فالله أمرنا أن يكون عندنا أمل فيه، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ} (الزمر: 53). احذر الشيطان الذي يجعلك تيأس من رحمة الله، وأنت يا صاحب السؤال مُوحد بالله، فارجع إليه وتُبْ عن الذنوب التي ترتكبها، وإذا كان لأحد عليك حق ردها إليه، وإذا وقعت في الذنب مرة أخرى تُبْ مرة أخرى، ولكن الشيء المهم الذي يجب أن تفعله مع التوبة هو أن تقفل منافذ تلك المعاصي التي تجعلك تذنب في حق الله.

هل يشعر الإنسان في الجنة بالملل؟

في الجنة يوجد نعيم ما خطر على قلب بشر، فالملل مخلوق سيُنزع من العبد مثله مثل النوم والمرض والغل وغيره من الأشياء التي سينزعها الله عنا، قال تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} (يس: 55)، وقال تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} (الكهف: 108).

أريد اسم كتاب تفسير قرآن؟

أبسط تفسير هو الجلالين، يُفسر الآية في سطر أو سطرين، وإذا أردت التوسع يوجد صفوة التفاسير للإمام الصابوني، مُكون من ثلاث مجلدات، ثم زاد المسير في علم التفسير للإمام الجوزي.

أريد نصيحة كيف أثبت على قراءة القرآن؟

قدس وقت معين دون أن تتنازل عنه، وقدس الفكرة، أي أن تحاول أن تجعلها من الثوابت في يومك عن طريق أخذ القرار، ثم يَسْهُل عليك بعون الله أن تثبت على هذ القرار، فاجعل وردك في اليوم في المواصلات مثلا.

أتعامل مع زملاء شباب في العمل، فما هي الضوابط؟

التعامل بين الرجل والمرأة في الدنيا قائم في الإسلام على أساس الاحتياج، أي وجود حاجة وسبب، إذا كان هناك سبب مهم وقوي للتواصل فلا إشكالية فيه طالما يوجد فيه انضباط، فالتعامل نفسه ليس حرام ولكن كيفية التعامل هي الإشكالية. القواعد هي:

غض البصر: أثناء التعامل يجب أن نغض بصرنا عن بعض.

اللمس: الرسول ما مس إمرأة لا تحل له قط، وهذا ليس تشددًا، لأن الله وضع قيمة المرأة في مكانٍ عالٍ.

المزاح: المزاح بالشكل غير المطلوب وغير المهذب دون داع خطأ؛ لأن الله يَغار على قلبك.

الخلوة: الطبيعي أن لا يقفل على أي شاب وفتاة باب طالما ليسا متزوجين.

العائدون إلى الله

عندما أعتنقت الإسلام أفكر في "لماذا الإسلام"، وأقصد الإسلام الخاص بي وليس الإسلام عامة. عندما تتنفس لا تشعر بكل نفس يخرج منك، ولكن تشعر به بعد غسل الأسنان، فهكذا الإسلام، تشعر به عندما تتعرف على الخالق عزَّ وجلَّ؛ فقد خلقنا الله لمعرفته، ونحن لدينا كل ما يساعدنا لاستقبال كل الإشارات التي يرسلها الله إلينا، مثلما يستقبل جهاز الكمبيوتر إشارات الإنترنت، والأجسام الضخمة الموجودة في الفضاء يسبحون لله، وأنت تدخل في هذا النظام عندما تشرع في الصلاة.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2880