الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
من صفات السائر على طريق الله أن يكون عارف نهايتهُ وعنده رؤية وهدف لخطواته على هذا الطريق ، والمحب السائر على طريق الله عليه أن يحب لقاء الله وأن يموت طيّب ويحلم بـ حُسن الخاتمة... فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة

----------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، نُكمل السير على طريق الله مُتأملين في نهاية العبد التي لابد أن تكون أمام أعيننا، فكل سائر يحلُم بلقاء الله، فهو يحلم بآية {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (النحل 32). فيخرج من الدنيا وهو قريب من الله مُقبل عليه ويحلم بلحظة ملك الموت وهو يقبض روحه لتكون حُسن خاتمة له وانتهاء الرحلة والسير على طريق الله.

أسباب حُسن الخاتمة:

1- التقوى: فإذا كنت تتّقي الله فسوف تُحسَن خاتمتك، والتقوى هي حالة يلزمها القلب فلا يجترئ على معصية الله، ويقوم بحماية العلاقة مع الله، فالله هو مُبتدِء هذه العلاقة فحافظوا عليها، يقول الله في كتابه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ" (البقرة: 278)، ويقول الله لسيدنا محمد: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّـهَ} (الأحزاب: 1)، ليُـبين لنا أن التقوى مفروضة علينا أجمعين، والشخص الذي يحرص على حماية الحب مع الله يكن في سلام معه عزَّ وجلَّ، قال في كتابه الكريم: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (سورة الليل 5 - 7). فالله وعد عباده المتقين بدخول الجنة وحشرهم وفدًا إليها، فبالتقوى نكون قريبين من الله ويكون لدينا سرعة الرجوع عند الخطأ.

2- التذكر الدائم للموت: يجب تذكر الاختبار والامتحان الأكبر، وأن تكون النهاية أمام أعيننا، فعندما يتصوّر الإنسان أنه في أي وقت سيقابل ربه لن يظلم أي شخص أو يسلب حقه، ويُسارع بالتوبة.

3- صنائع المعروف: أي الإنسان الذي يساعد ويُكرم المحتاج "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"، كما علمنا سيدنا محمد.

علامات حُسن الخاتمة:

1- يُرزق الشخص شهادة "لا إله إلا الله مُحمد رسول الله"، فالمرء يُبعث على ما مات عليه.

2- الوفاة ليلة الجمعة فـ يوم الجمعة خير أيام الأسبوع.

3- الموت بعد الإصابة بمرض.

4- موت المعاناة: قال صلى الله عليه وسلم: "الشهداء خمس:المطعون، المبطون، الغريق، صاحب هدم، والشهيد في سبيل الله"، حديث صحيح. فالصالحين من عاشوا يتقوا الله، يتذكروا دومًا لقاء الله ويقضون حوائج الناس، وتنتهي حياتهم بـ نهايات سعيدة، كسيدنا حسان بن سنان عندما سُئل أما تخاف الموت أو تجد له كربة، قال شغلني عن كرب الموت سروري بلقاء ربي، كذلك سيدنا عمرو بن عبد العزيز في لحظة وفاته كانت آخر كلماته "إلهي أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت" ثم قال آية {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (سورة القصص 83).

العائدون إلى الله:

اسمي مايكل ستورمز، هذا اسمي قبل أن أصبح مُسلمًا، ولدت في نوفا وعندي 27 عاما، واسمي بعد أن أصبحت مُسلمًا محمد إسلام. فترة طفولتي صعبة للغاية، فقد كانت عائلتي عنيفة جدًا، تستطيع أن تقول أن لديها خلفية إجرامية سيئة للغاية، وأنا صغير كنت أخاف من عائلتي ولكن عندما كبرت قليلا أصبح الأمر طبيعي ولم أعد خائفًا منهم، أصبحت جزءً من هذا الفريق السيء، فعندما تكون مُحاطًا بهذه البيئة تجعل منك شخص غير سهل، ولكن الأمر مثل أي معاناة يمكن أن تعتاد عليها.

عندما كنت صغيرًا فقدت أي مشاعر للخوف على مشاعر الناس، ولكن مع الوقت شعرت أن لا أحد يهتم بمشاعري فإذا جرحت أحدهم لا أهتم بماذا يفكر أو يشعر. لقد كنت في زنزانتي وكنت على وشك إنهاء مدة عقوبتي ولم أكن أريد أن أكمل حياتي كشخص سيء والطريقة التي بدأت بها أسئل الأسئلة كـ هل هناك إله، ولكن تحدث معي شخص اسمه أحمد عن الإسلام ولكنني لم أصدقه إلا أنني بعدها حلمت بالرسول، حتى دخلت في يوم من الأيام وجلست في المسجد وكنت جالسًا على ركبتي كأني انتهيت من الصلاة وبدأت في البكاء وكنت أبكي وأبكي وأجهش بالبكاء. في النهاية تذكرت أنه يجب أن أحاول أن أكون ما كنت أريده من البداية، فحياتي الآن إيجابية لأن مستقبلي بسيط وأطمع أن يغفر الله لي إن شاء الله".

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2852