الحقوق محفوظة لأصحابها

راغب السرجانيمصطفى حسنيعمرو مهران
أعوذُ بالله العظيم من شيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. أهلا وسهلًا بكم في حلقة جديدة من الجزء الرابع من برنامج خدعوك فقالوا، لفهم السنن الربانية والقوانين والثوابت التي يدبر ويدير بها الله شؤن الخلق، سواء الأمم أو الأفراد، هذه القوانين التي يحتاج أن يفهمها العبد الرباني ليصبح رباني، لذا قال عنها العلماء الفهم عن الله، أن تفهم كيف يعاملنا رب العالمين، وأن تحاول فهم حكمة ربنا من أفعاله، هناك سنن وثوابت لو أدركناها لفهمنا كيف يعاملنا رب العالمين، تلك الثوابت والسنن لا تتبدل ولا تتغير وتحدث على مر العصور ومع كل الناس حتى لو عقائدهم مختلفة، [يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] {النساء:26}، لقد بين الله لنا تلك السنن في القرآن الكريم، وفي أحداث الدنيا، والرسول صلى الله عليه وسلم وضحها في سننه..

هيا بنا إلى موضوع اليوم، وأنا أعتقد أن سنة اليوم من أهم السنن لأنها مرتبطة بحلم كبير لدى كل المسلمين، حلم اسمه التمكين، إننا محتاجين أن يمكن لنا الله في الأرض، وألا نكون أمة ضعيفة، بل يجب أن يكون لنا حضارة، مثل التي عند دول كثيرة من دول الغرب مثل أمريكا، أو مثل تلك التي كانت لنا في قديم الزمان، حين اهتممنا بتلك السنة التي سنتكلم عنها اليوم، إنني أتصور أنه في هذه الفترة وبعد نجاح تلك الثورات أن تبدأ الشعوب تحلم بالاستقرار، وتحلم بالتقدم، وتندم على السنوات التي مرت وهم راضخين فيها للظلم دون تحرك، كما تندم أيضًا على تلك السنوات التي قصرت فيها عن العمل و البناء، ويبدأ الحلم الكبير (عايزين نبني بلدنا)، اليوم بهذه السنة أخاطب الربانية والوطنية في حضراتكم، الربانية حب ربنا عز وجل ومحاولة التخلق بأخلاق وصفات الله، والوطنية حب الوطن والواجب الذي يشعر به كل منا تجاه وطننا، إذا كنت تريد الرفعة والحضارة لهذا الوطن، فكن معي اليوم في هذة السُنة، ولكن قبل ذلك دعونا نتفق على حقيقة، إن الثوارات التي حدثت مؤخرًا، أظهرت فقر علمي سياسي عند كثير من الناس، أظهرت أننا كنا كثيرا ما نشاهد برامج ثقافية إلا إننا كنا نمل منها ولا نكملها لإفتقادها عنصر الفكاهة أو المرح، وكان كثير منا يستعيض عنها بتلك التي يكثر فيها المرح والغناء وبعض ألوان الإعلام الغير ملتزم .. إلا إنه ناجح في الإعلام العربي للأسف، كما أظهرت تلك الثورات أن ذلك الفقر العلمي أو قلة الوعي، ما هي إلا نتيجة لإهمال العلم!!، والبحث عن المعلومة التي تطور عقل كل منا وتزود إدراكه لنفسه وللعالم من حولنا، ولا يعد هذا مجرد فقر سياسي، بل لدينا أيضًا فقر في التعاملات الاجتماعية مع بعضنا البعض، كما يوجد فقر في معلومات حتى عن العمل فنجد أنه كثيرًا ما تحدث تحديات سواء كانت مع حديثي التخرج أو مع من أمضوا مدة طويلة في عملهم، إلا أنهم لم يهتموا بالعلم في تخصصهم، تحدث لكل منهم تحديات ويجد نفسه لا يجيد التصرف لأنه ليس لديه كم كافي من المعلومات، قد تحدث أيضًا مشاكل داخل الأسرة، بين الزوجين نتيجة لعدم وجود وعي لدى الزوج عن تركيبة المرأة، أو أن الزوجة ليس لديها وعي ومعلومات عن تركيبة مخ الرجل، الكثير منا يعتمد على مشاعره وإنفعالاته فقط في تعاملته، وليس لديهم ذكاء إجتماعي، يقنن تلك المشاعر الغاضبة، إن الأحداث الأخيرة دقة لنا ناقوس الخطر أو جرس الإنذار، أن هناك خلل معلوماتي كبير في مجتمعاتنا، هناك قلة وعي، قلة ثقافة، ليس من الصحيح أبدًا أن يعتمد كل منا على تجاربه الشخصية، لأن الإنسان يبني خبراته من التجارب المدعومة بالمعلومات التي تقلل الأخطاء، وإن كان عند الشخص منا معلومة صحيحة ورغم ذلك أخطأ، فإنه يتعلم من خطأه.

لذلك سألت نفسي وبحثت في الكتب بل وسألت أيضًا المتخصصين، ما هو الشيء الثابت على مر التاريخ، الذي تقوم عليه الحضارات، ويرفع به الله شأن الأمم،؟وشأن الأفراد؟ ما هي السنة التي تؤدي إلى التمكين ورفع الشأن؟ وكان هناك عدة إجابات، إلا إن كل تلك الإجابات كان عمودها.. العلم، لم أأتي اليوم لأعطيكم درس عن أهمية العلم، بل جئت أخاطب الربانية في حضراتكم، حب الله عز وجل، والسعي لإرضاء الله عز وجل، والتخلق بأخلاق العزيز العليم سبحانه وتعالى، وأخاطب الوطنية فيكم، الناس التي تحب هذا البلد، وتريد أن ترتقي بشأنه، سنة اليوم هي.. من رفع شأن العلم رفع الله شأنه.

من رفع شأن العلم رفع الله شأنه

إننا لن نألف قانون جديد للحضارات ولا للتمكين، بل سنستمع لقول الله عز وجل [.....يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ ...] {المجادلة:11}، إن كلامي موجه للأفراد والشعوب وليس للحكام والوزراء، لكن هناك حكمة تقول (إن من أعمالكم يولى عليكم إما أن يسخر لكم أو يسلط عليكم)، أحفظوا تلك الحكمة جيدًا، لأنه لو أهتم كل منا بالعلم سيرسل الله لنا من يهتم بشأن العلم ليوليهُ علينا، ولكن أي علم هو المقصود أصلًا؟! لذا كان لا بد لي أن أبحث عن معنى العلم!!.. وما هو العلم النافع الذي يجعلنا نسير خلف الأنبياء؟ لنصبح ورثة الأنبياء؟ لأن [العلماء هم ورثة اللأنبياء] حديث شريف، فوجدت أن المقصود بالعلم هو العلم النافع. وتعريف العلم النافع هو: أي علم يُفهمك أو يساعدك على أن تؤدي دورك كأنسان في هذه الأرض، وتحقق مراد الله في الأرض، فأعادنا ذلك إلى مفهوم نبنيه سويًا منذ فترة، مفهوم أن دورنا في الأرض هو عبادة الله، ومعاملة الخلق وإعمار الأرض، أي علاقة عبادة مع الله بها روحانيات، وعلاقة مع الناس بها أخلاقيات تحتاج إلى فهم لنفسي ولنفوس الآخرين وكل هذه تعد معلومات، ثم معلومات عن تخصصي الذي أقامني الله فيه لعمارة الأرض، إذن العلم الذي نتحدث عنه هو مرتبط بالله، والناس، والكون، أي علم من تلك العلوم تدرسه، وتهتم به وتفهمه، يرفع الله شأنك به دراجات، لذا يا من تريد رفعة الوطن ويا من تريد أن تأتي يوم القيامة مع الأنبياء، وأن تكون وريثًا لهم، [فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظٍ وافر] حديث شريف، فأي علم يساعدك على أن تطبق أمر الله في تعمير الأرض سواء كان بأن تعمر الكون من خلال تخصصك، أو أن تعمر الكون بالأخلاق أو أن تعمر الكون بعبادة الله سبحانه وتعالى، وأذكركم بهذه الحكمة عَمِر الكون بالقيم والأخلاق، عَمِر الكون بالذكر والدعاء، عَمِر الكون بالعمل والبناء، أي عمل من هؤلاء يرفع الله شأنك به.

منزلة العلم عند الله

لقد ذكر الله العلم في القرآن سبعمائة وتسعٍ وسبعون مرة، لأنه سبب بناء الأمم، ولأننا سنُسأل عنه يوم القيامة، لقد ذكر الله مرتبة من أعظم المراتب في الدنيا، هي مرتبة الخشية ذكرها في آية مع علماء ما يطلق عليه بالعلم الحياتي، والعلم نوعان، علم حياتي وعلم شرعي وكلاهما مراد الله عز وجل، علم في شيء من أشياء الأرض وآخر في معرفة الله ، لقد قال الله في كتابة العزيز [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ] {فاطر28:27} ، لقد ذكر الله العلماء بعد ما ذكر أنواع الطبيعة أو ما يمكن أن نسميه علم الطبيعة، لأن الإنسان لو بداخله إيمان وهو يدرس في علم الأكوان والطبيعة سيدله ذلك على الخالق سبحانه وتعالى، [سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ ...] {فصِّلت:53} ، إنني أتكلم اليوم عن سنة الله في رفع من تعلم أي علم يرضى عنه الله سبحانه وتعالى، سأذكرك الأن بشيء حدث منذ قديم الزمان قبل نزولنا للدنيا، حدثت مع سيدنا آدم، حين أراد الله أن يرفع شأنه فوق الملائكة وليس أحد الدول الأخرى مثلا أو شيء من هذا القبيل،[وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ{30} وَعَلَّمَ آَدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {31} قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ {32} قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ{33}] {البقرة:33:32:1:30}.

لقد رُفعَ شأن سيدنا آدم فوق الملائكة بالعلم الذي علمه إياه ربه، فقد علمه الله أسماء الأشياء كلها، ولم يعلم ذلك للملائكة، وكأن الله يريد أن يقول أن سنة ثابته نزلت مع سيدنا آدم أن من رفع شأن العلم رفع الله شأنه، وتكرر ذلك مع قوم إسرائيل حين طلبوا من الله من يكون لهم قائدة عليهم، [أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ] {البقرة:246} وبعد هذة الآية الكريمة بآيتين قال الله عز وجل [وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {البقرة:247} ، وكأن الله عز وجل يخبرنا ما هي صفات القائد، العلم والجسم، وقدم العلم على الجسم لأنه هو الذي يطور ويبني الأمم، والجسم أي كناية عن قوة البنيان لأنهم سيخوضون حروب ويجب أن يكون ذو لياقة تعينه على ذلك.

قال سيدنا علي رضي الله عنه، إن العلم خيرٌ من المال، لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال، وإن المال ينقص بالنفقة، أمال المال فيزكُ بالإنفاق، أي كلما علمت أحدًا ما تعلمه زاد ثباته لديك.

مدح الله للأنبياء بالعلم

حين أراد الله أن يمدح الأنبياء قال في كتابة العزيز [وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا...] {الأنبياء:74} وحين مدح سيدنا سليمان قال أيضًا [فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا...] {الأنبياء:79} ويقصد بوكلًا سيدنا سليمان وسيدنا داوود، وحين ذكر سيدنا موسى قال [وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ...] {القصص:14} ، والعم هو الشيء الذي قال الله لنبيه صلى الله عليه واسلم اطلب أن أزيدك منه حين قال في كتابه الكريم [... وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا] {طه:114}

هل تريدون أن أخبركم شيئًا عجبًا!! إن سنة اليوم تجري أيضًا على الحيوانات، نعم على الحيوانات، تجري على الكلب والصقر أو النسر المدربين على الصيد، حيث تكون فريستهم التي اصتادوها لنا حلال وإن ماتت قبل الذبح الإسلامي أو ما نطلق عليه كمسلمين التزكية، [يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ] {المائدة:4}

العلم يجعلك ند لعدوك

هل تعلم ما هو التمكين؟ هو ألا تحتاج لعدوك!، لأنك حين تحتاج إليه تكون ضعيف، وكما قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه (أحسن لمن شئت تكن أميرهُ، واستغن عمن شئت تكن نظيرهُ، واحتج لمن شئت تكن أسيرهُ) إننا أسرى لدى العدو لأننا نمدد له يدنا، لذا يجب أن نتعلم أن نكون خلفاء الله في اللأرض حقًا، أن نكون الخليفة الذي كلفه الله بتعمير الأرض بالقيم والأخلاق، وبالعمل والبناء، والذكر والدعاء، لذا يجب أن يكون لديك وعي بالعلم الحياتي والعلم الشرعي لتكون هذا الخليفة المنشود، لم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم العلم؛ إلا وذكر رفعة الشأن، فقال صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف (فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم، وإن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها والحوت في الماء ليصلون على معلمي الناس الخير) تخيل أن الكون كله يصلي عليك، فصلاة الله رحمه، وصلاة المخلوقات دعاء بالمغفرة، وفي حديثٍ آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سلك طريق يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريق إلى الجنة) ويقول الله عز وجل في كتابة العزيز [.... يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ ...] {المجادلة:11} ، لذا قد تجد دول ليست مؤمنة إلا أنهم رفعوا العلم فيرفعهم الله، لأنهم تعبوا واشتغلو على العلم،

تعريف العالم

العالم هو من يعلم كل شيء عن شيء، ويعلم شيء عن كل شيء، لذا في كثير من البلدان المتقدمة مثل اليابان وحتى أمريكا نفسها تجد أن كثير منهم ليس على دراية بكل الأشياء إلا إنه ينبغ في تخصصه، كن نابغًا في تخصصك سواء كان تسويق أو علم إدارة أو حتى في التربية.. اقرأ عن تخصصك وتعلم عنه كل ما تصل إليه يدك، حتى الأم و الأب في المنزل إذا لزم الأمر يجب أن تتعلم أسس التربية السليمة حتى تنشأ طفل يخلو من الأنانية والمشاكل النفسية الذي يقع فيها الكثير من الأطفال فريسة نتيجة لجهل أبائهم وأمهاتهم بأسس التربية السليمة.

==============================

لقاء مع الدكتور راغب السرجاني

أ/مصطفى: أهلا ومرحبًا بك أستاذنا وشيخنا الكريم، في كل مرة تنضم إلينا ننهل من علمكم، ويرفع الله من شأننا بوجودكم معنا

د/ راغب: أهلا بكم وشكرًا جزيلًا

أ/ مصطفى: اسمح لي سيدي أن أبدأ حواري معك بهم شخصي واستفسار شخصي، بعد كل حلقة من الحلقات التي سمح لي الله أن أقدمها! اتسائل هل ستكون هذه الحلقة مؤثرة أم لا؟ هل من يسمعونني سيهتمو على أثرها بالعلم والقرآءة أم لا؟ سؤالي هو كيف نغير الفكر العربي البعيد عن القرآءة والذي يقضي مثلا وقته في الانتظار داخل المطار في التسلية على متابعة أفعال هذا وذاك بدلًا من أن يمسك بكتاب يقرأه ليفده؟! متى سنصل إلى هذه المرحلة؟

د/ راغب: كما ذكرت أنت في بداية هذه الحلقة عن ضرورة الرجوع للتاريخ والأصول، فإذا رجعنا إلى القرآن الكريم ونظرنا إلى أول خمس آيات نزلت فيه، نجدها تتحدث عن قضية العلم!! ونجد أن الله قد ذكر كلمة إقرأ مرتين والعلم ثلاث مرات والقلم مرة واحدة كل تلك الكلمات في خمس آيات صغيرة للغاية!! بل نجد أن دونًا عن عشرات أو مئات الأوامر في القرآن الكريم إلا أن الله أنزل هذا الأمر كأول أمر على رسوله الكريم حين كلفه بالرسالة، وهذه كانت هي بداية الأمة الإسلامية، بل أن العلم بداية بناء أي أمة، إن ما تمر به الأمة ما هو إلا بمثابة فرصة لإعادة البناء من جديد، بعد دوام ظلم واستبداد لفترات طويلة، وإذا أعيد البناء بشكل خاطئ، فقد ذهب كل ما مررنا به سدى، لذا يجب أن يتم البناء على أساس سليم، وأن يكون هذا الأساس هو العلم، فإذا كان الله عز وجل إختار قضية العلم والعلم وحده كبداية، ولم يشرك معه مثلًا قضية الأخلاق أو التعامل مع الزوجات، لقد آن الأوان أن نعلوا بعلومنا من مرحلة استيراده من الغرب إلى تصديره إليهم وتبادله معهم، إنني لا أريد أن أطبق النموذج الغربي بل أريد أن أطبق النموذج الإسلامي الذي أمرني فيه الله بأمر مباشر بأن أكون عالم في مجالي وأن يكون لدي خلفية عن أمور كثيرة جدا مما حولي، منها أمور شرعية وأخرى حياتية وتربوية، واقتصادية؛ لأنه ليس من المسموح أن أتعامل بالحرام!! والحلال يحتاج إلى علم، للتأكد من أنه حلال، وفي مجالي أحتاج أن أكون مواكب للحركة العلمية، بل وسابق لها، إلى متى يظل طموحي كمسلم أن ألحق بالآخرين؟! لماذا لا أصل إلى مستوى يسعى فيه الآخرين هم إلى لحاقي؟؟ ، هذه الروح الآن فرصتها بعد كل تلك الثورات في العالم الإسلامي.

أ/ مصطفى: لقد استخدمت اليوم عبارة لكم في كتابكم العلم وبناء الأمم، هو تعبير الذي وضحت فيه أن أساس العلم هو أن يرضي الله سبحانه وتعالى، وفرقت بين علم حياتي وعلم شرعي، حسنًا دعنا نتكلم عن هذا الكتاب المهم، ما الذي كان يدور في خلدك حين ألفت هذا الكتاب الدسم علميًا؟ فقد اعتدنا أن تكون الكتب الدينية كتب تتكلم عن الله وتقصير العبد وتحثه على البكاء، فما كانت نيتك حين كتبت هذا الكتاب؟

د/ راغب: كان هناك شيئين دفعاني لكتابة هذا الكتاب، أولهما أنه دوري كداعية إسلامي أو كمؤلف للكتاب حين بدأت في تأليف هذا الكتاب أن أبحث فعلًا عما تحتاجة الأمة، وليس البحث عما هو رائج ومنتشر بينهم، قد يختلف هوى الناس عن ذلك الكتاب، فقد يكون هوى أحدهم أن يحضر أحد الدروس ويبكي قليلًا، ثم يصلي ركعتين، ولكن لا يهتم بعمله أو دراسته بل قد تجده راسب في ماداتان من موادة الدراسية، ووجدت أن السوق الإسلامي يفتقر للكتب التي تتحدث عن العلم، فحين بدأت أبحث عن المصادر لكتابي وجدتها تتمثل في أربع أو خمس كتيبات صغيرة، تخيل اربع أو خمس كتيبات صغيرة فقط هي التي تناقش قضية العلم سواء كان العلم الشرعي أو العلم الحياتي!! أما الشيء الثاني الذي دفعني لتأليف هذا الكتاب هي أن رؤية الناس للإسلام، سواء كانو مسلمين أو غير مسلمين قاصرة على الصلاة والصوم والعبادات فقط، ولا ينظرون للإسلام كدين شامل لكل شيء تقع أعينهم عليه في هذه الدنيا، إن الإسلام دين يصلح للحكم و السياسة والاقتصاد، والعلوم، والأخلاق، والعقيدة، إنه نظام كامل يحكم حياة الناس، ونجد أن كثير من الملتزمين دينيًا لديهم الجانب التعبدي ناجح، والجانب العلمي ضعيف جداً، والأمة الإسلامية إن لم تهتم بهذا الجانب لن يتم بناؤها، لذا كان من واجبي أن أوضح أن هذا الجزء لا يتجزء من ذاك، أن تدرس كمياء وطب وهندسة أو تسويق الخ فهذا جزء من دينك، بل إنك تأخذ حسنات على هذا العلم، وإنك تعين الأمة على النهوض، إنك تثاب أيضًا على قيام الأمة بسبب هذا العلم، وفي نفس الوقت لن تفتن الأمم الأخرى بك، بمعنى إنه حين تنظر الأمم الغربية المتقدمة للإسلام وتجد أن دولهُ متخلفة، لن يفكروا أبدا في الدخول فيه.

أ/ مصطفى: ما هي العلوم التي لا يجوز أن يخلو منها بيت؟

د/ راغب: يجب أن يكون في كل بيت كتاب عن الفقه لنتعلم منه كيفية أداء صلاواتنا وعبادتنا على النحو السليم وهذه الكتب مثل فقه السنة، أو كتاب الفقه الميسر، كما يجب أن يكون لدينا كتب عن العقيدة ليعلمني كيف أؤمن بالله وملائكته، ويجب أن يكون لدى كل منا كتاب يعلمه الحلال والحرام في تخصصه، فمثلًا لو كنت طبيب يجب أن يكون لدي كتاب عن فقه الطب وعن كيفية تعامل الطبيب مع المريض، أو مثلا لو كنت رجل إقتصاد يكون لدي كتاب الإقتصاد الإسلامي، حتى الإعلامين يجب أن يكون لديهم في كتب الإعلام الإسلامي، كل هذه الكتب تعد كتب شرعية ويجب أن يكون هناك معها كتب تخصصية لمجالي فأنا طبيب مسالك بولية مثلا مشترك في النشرات الطبية الشهرية لأكون مواكب للطب على مستوى العالم، بل ويجب أيضا أن يكون لدينا كتب عن السياسة لتمكنا من فهم أحداث البلاد ومن فهم برامج المرشحين، وفهم الأحزاب، لن أكون سياسي محنك مثل المتخصصين ولكن يجب أن أكون على دراية بهذا المجال لأستطيع إختيار من يمثلني في الفترة القادمة خاصة، ومن حقك أيضًا أن يكون لديك كتب ترفهية كقصة مثلًا، يجب أن تكون قراءات كل منا شيء أساسي في اليوم وبخطة وبجدول إن لزم الإمر، ولا أكتفي بما يحدث هذه الأياكم كأن يكون معدل القراءة نصف ساعة إسبوعيًا، كل هذا يمكنني من بناء فرد مسلم.

أ/ مصطفى: سؤال أخير أستاذنا الجليل هل لديك أمل أن تصبح أمتنا أمة علمية إن شاء الله ؟

د/ راغب: طوال عمري وبداخلي ذلك الأمل ولكنه تضاعف عشرين بل خمسين مرة في هذة الأيام التي نمر بها، إن هذة الأمة أمة رائدة، وستستعيد المكانة التي إختارها الله لها، [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..] {آل عمران:110}

أ/ مصطفى: إن شاء الله يكون ذلك ويكون لحضرتكم يد فيه، وجزاك الله خيرًا..

============================

فقرة الأخبار.. مع الداعية/ عمرو مهران

كما تعودنا في هذه الفقرة مع أ/ عمرو مهران أن يطوف بنا العالم لينتقي لنا أخبار حدوث سنة الله سبحانه وتعالى لنزداد يقين في تكرار حدوث هذه السنن.

أ/ عمرو: أول خبر معنا اليوم هو خبر أذاعته الـــ CNN يقول الخبر أن طلب العلم يجمع بين أم باكستانية وأولادها في فصل واحد، تقول تلك الأم أنها كانت ترغب بشدة في أن تتعلم من زمان لكن الظروف لم تسمح لها بذلك، وكانت تذهب كل يوم إلى المدرسة لتوصل طفليها الذان يبلغان من العمر خمس سنوات وأربع سنوات ولكنهم بنفس الصف، تجاذبت أطراف الحديث مع أحد مدرسات أطفالها بالمدرسة وأخبرتها بأن الفرصة قد فاتتها، لكن المدرسة أجابتها بأن الفرصة لم تفت أبدًا وشجعتها كثيرًا، تقول الأم إنها لم تتردد وأن لديها الأن في الفصل أعز أصدقاء على نفس التخت الذي تدرس به في الفصل هم أولادها!! لقد ذكرتني تلك السيدة بقول عمر المختار أن التردد هو أكبر عقبة في طريق النجاح.

أ/ مصطفى: هناك حكمة تقول لا يتعلم العلم مستحٍ أو مستكبرٍ، وقد تغلبت هذه السيدة على هذين الجزئين فلم تتكبر على أن تسأل أو على أن تقول أنها لا تعلم، كذلك لم تخجل من جهلها ومن مبادرتها، المهمة جدا.

أ/ عمرو: الخبر الثاني من جريدة الشرق الأوسط المصرية، وفيه أن الطفل الأمريكي يقرأ في اليوم ست دقائق، أما العربي فيقرأ سبع دقائق في السنة بأكملها، ليس الهدف من هذه المقارنة أن نوبخ أنفسنا، بل هو توضيح لنقاط ضعفنا لأننا في مرحلة بناء الآن، كثيرًا ما تواجهنا مشاكل أو عقبات في الحياة وتكون بسبب إننا لم نتعلم أن نقرأ لنعلم عن بعض الأشياء

أ/ مصطفى: إذا كان هناك جيل لم يتعلم أهمية القراءة وانشغلنا بأمور الحياة والكدح من أجل العيش فليس من الضروري أن ينشأ أبنائنا مثلنا، ويجب علينا أن نعلملهم أهمية القراءة ونساعدهم على تعدد محتوى ما يقرؤه

أ/ عمرو: الخبر الثالث: إن الطن العربي يصدر في العام خمسة آلاف كتاب أما أمريكا فتصدر في السنة مائتان وتسعون ألف كتاب سنويًا،

الخبر الرابع: من جريدة الشرق الأوسط تقول أنه حين يقرأ الرجل العربي ربع صفحة، يقرأ الرجل الأمريكي إحدى عشر كتابًا

أ/ مصطفى: أكرر كلامك يا عمرو إننا لم نذكر هذه المقارنات اليوم لنوبخ أنفسنا، بل هذا دليل على أن سنة الله في رفع شأن من يرفعون العلم، والحضارات الغربية الآن هم من يرفعون شأن العلم لذا رفعهم الله.

أ/ عمرو: خبر في جريدة المصري اليوم عن جهاز ياباني قادر على ترجمة بكاء الأطفال إلى كلمات.

أ/ مصطفى: هل تعلم أنه من يتعلم العلم يصل لحقيقة مهمة جدًا، ألا وهي أن أغلى شيء في الدنيا هو الإنسان، وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نكرم الناس أي نكرم بعضنا [وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَم...] {الإسراء:70} ،لأنهم من صنع الله تعالى، بل يسمون باب الله الأعظم حين تكرم الناس يكرمك الله، ومن إخترعوا هذا الجهاز اخترعوه ليكرموا به الطفل

أ/ عمرو: الخبر التالي يقول طالب مصري يبتكر جهاز كشف الكذب، لقد تحدثنا عن رفع شأن الله لمن يرفعون العلم حتى ولو لم يكونو مسلمين، ولكن هذا الشاب رفعه الله حتى وإن كانت بلاده لا ترفع العلم، هو طالب مصري عمره إثنا عشر سنة إسمه عمر محمود عبد المجيد في الصف الثاني الإعدادي، وكان مشترك في أحد المسابقات العلمية الدولية، واستطاع أن يفوز بالمركز الثالث.

أ/ مصطفى: إن هذا المعنى هو الذي أريده، لأطمئن به قلوب الشباب الذين يريدون أن يعلوا شأن العلم ولكنهم يخشون آلا يثمر تعبهم شيء بسبب ظروف البلاد.

أ/ عمرو: الخبر الأخير أيضًا عن مصر، مجموعة من الشباب في الجامعة الألمانية، يدخلون مسابقة عن البحث العلمي عن الرجل الآلي، تلك المسابقة كل الدول التي كانت تدخلها منذ أن بدأت تلك المسابقات في عام ألف وتسعمائة وستٌ وتسعون دول أجنبية فقط، وفي عام ألفين وتسعة كان أول فريق عربي يدخلها من مصر وحصلوا على المركز الثاني، ولم يقبلوا بذلك فقط، فأعادو الكرة في عام ألفين وعشرة وحصلوا على المركز الأول، وفي هذه المرة صمموا إنسان آلي يلعب كرة القدم.

أ/ مصطفى: لا أعتقد أبدًا أن هؤلاء ثوابهم ثواب دنيوي فقط!! إن من يطور من نفسه وفكره، يقيم أمر الله عز وجل في أن يكون خليفته في الأرض ليعمرها [...هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ...] {هود:61} ، إنني متأكد أن هؤلاء الشباب وكل من تعب ليطور نفسه فإنها يثاب على كل ثانية في يمضيها في ذلك، وعلى كل خطوة يخطوها في إتجاه تطويره لنفسه [.... يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ ...] {المجادلة:11}، شكرا عمرو على أخبارك الطيبة.

الخاتمة

الوعي، العلم، ولإدراك والفهم، كل هذه ألفاظ لا تأتي إلا باكتساب المعلومات، كثيرًا ما نمر بمواقف تحيرنا كيف نتصرف فيها، قد يكون لدينا النية الطيبة ولكنها لا تكفي يجب أن يصابحها عمل، وهذا العمل لا يأتي إلا بالعلم، لذا ذكرت مسبقًا إننا لن نسن سنة جديدة أو نألف قانون جديد، لا إن سنة اليوم ثابته منذ أبد الدهر فكل اللأمم والحضارات التي قامت، قامت على العلم، وكل من تعلموا وأصبح لهم بصمة في علمهم رفعهم الله، ولم يضع تعبهم هباءا، قد يقول أحدهم إنني أعرف بعض من الناس الذين اهتموا بالعلم ولكن لم يُرفع شأنهم!! لا يا أخي!! إن لم يكن شأنلهم مرفوع في الظاهر، فهو مرفوع حتى وإن كان في نطاق عملهم أو في إحساسهم بعمل شيء له قيمة، هناك كثير من العلماء الغير معروفين إلا أنه يخرج من تحت أيديهم تلاميذ نابغة وقد يصبحوا مشهورين في النهاية، يعني مثلًا، من الذي علم د. أحمد زويل؟! لقد عمل د. أحمد زويل أعمال كثير طيبة تنفع البشرية هي في حسناته وحسنات من علمه، حتى على مستوى علم الحديث الشريف مثلًا، أهل هذا العلم يعرفون كل من علي بن الدميري، والحميدي، وإسحاق بن رهوية، نحن لا نعرفهم إن هؤلاء هم من علموا البخاري الذي أصبح أشهر علماء علم الحديث،

أريد أن أعود لنقطة أشار إليها د. راغب السرجاني في لقاءنا معه، حين أشار إلى أننا لا يجب أن نكون فتنة لمن هم على غير دين الإسلام، فنظرتهم لنا كمسلمين إقترنت بتخلفنا وجهلنا، جعلتهم لا يرغبون في اعتناق الإسلام!! وهذة مصيبة طبعًا، وأشار أيضًا إنه بعلم كل منا قد يكون سبب لنهضة ورفعة هذه الأمة.. أمة (اقرأ)

الواجب العملي

لقد سألت أحد المتخصصين في التنمية البشرية، ما هي المهارات التي تكسب الإنسان بعض العلوم المهمة في أن تعينة على أن يعيش حياة ناجحة ومتقدمة، وهي ثلاث مهارات سهل اكتاسبها تتمثل في بعض الكورسات أو الدورات التي تأخذ في يوم أو إثنين

1. الذكاء العاطفي

2. مهارات التواصل

3. مهارات القيادة

تلك المهارات الثلاث يجب أن يتعلمها كل الشباب، ستعينه كيثيرا على تفادي الندم على أخطائه أو تسهل له التواصل بمن حوله.

أما السورة التي سنتدبرها هذا الأسبوع سويًا، هي سورة محمد صلى الله عليه وسلم، هي في الجزء السادس والعشرون، وبها إقرار من الله بسنن تحدث فينا، وبها الآية الكريمة [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا] {محمد:24} فيها حث الله على التدبر في القرآن.

--------------------------------------------------------------------------

قام بتحريرها: قافلة التفريغ والإعداد بدار الترجمة

Daraltarjama.com© جميع حقوق النشر محفوظة

يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كأنت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخرى فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع

للاستعلام: management@daraltarjama.com