الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسنيعمرو مهران
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني بيقهوا قولي.

س1: من تونس؛ لماذا لا تتحد الأمة في هذا الموضع؟

ج: إن الله يحضر أمة النبي صلى الله عليه وسلم لأمانة ستتحملها الفترة القادمة، الله أعلم هل ستكون فتح القدس أم تمكينًا في الأرض وإعلاء شأن الإسلام بدلًا من جعلنا الإسلام في أذيال الأمم. هذا التحضير يكون عن طريق الأحداث، فنحن لم نكن نتوقع ما يحدث هذه الأيام في بلادنا من ثورات وتغيير أوضاع العظماء. لماذا جعل الله هذا الجيل يرى هذه المعجزات؟ بالرغم من أن هناك العديد من الأجيال التي رأت الظلم ولم تر عقابه في الدنيا؟ فمن المؤكد أن هذا الجيل يتم تحضيره لليقين في الله ومعرفة قدر الدنيا التي من الممكن أن تذهب في أي لحظة. بالإضافة إلى أن ثقافة الشباب بدأت تتغير، فلا أحد يهتم بما ليس له معنى من فن غير لائق أو كلام أو تضييع الوقت، حتى كرة القدم التي نحبها جميعًا لا نتابعها كثيرًا بمثل الاهتمام السابق! نحن نشجع على الاهتمام بكرة القدم لأنها رياضة وبها إصلاح للنفس ولكن أصبح هناك اهتمام بالسياسة وإصلاح البلد والاشتراك في عمل خيري وأن يكون هناك فكرة أو مشروع جديد. فالله يقرب أفكار الشعوب عندما تثور الشعوب، فقط كنا في مصر نختلف كثيرًا مع تونس بسبب كرة القدم وهو شيء لا يجب أن يحدث على الإطلاق، ولكن الآن الثورات قربت بين الشعوب، مثلما حدث في السابق عندما قربنا من الجزائر بسبب حرب أكتوبر ووقفة الجزائر معنا أيام أبو مدين. فسبحان الله، الأمة تتحضر وستتحد قريبًا ويكفي أن الشعوب متحدة وستجبر الأنظمة أن تكون يد واحدة. من الممكن أيضًا أن يكون الله يحضرنا لأحداث القيامة والعلامات الكبرى واتحاد الأمة، كله في علم الله سبحانه وتعالى.

س2: هل من الممكن إعطاء أمثلة على عبادة الوقت غير الصلاة في وقتها؟

ج: دائمًا أقول أن عبادة الوقت هي أحب العبادات إلى الله، فماذا تعني؟ نحن نعرف أن الله عز وجل له مننا طلبات، هذه الطلبات مختلفة حسب الوقت وحسب حالك أنت، فعندما تسمع الأذان، أهم عبادة وأهم ما تقوم به أن تصلي بعد سماع الأذان، أصبحت الصلاة الآن في دخول الوقت أهم عبادة.

أمثلة أخرى:

• أتى ضيف إلى بيتي عندما كنت على وشك لبدء في قراءة القرآن، فإكرام الضيف أولى أم قراءة القرآن؟ فبالرغم من أن قراءة القرآن عبادة عظيمة، هناك ضيف يجب أن تكرمه وتهتم به، فأكرم ضيفك ثم اقرأ القرآن بعد ذلك

• جار مريض، ماذا أفعل؟ أقف بجانبه وأساعده وأخذه إلى الطبيب، هذه أهم عبادة لأنه مريض الآن.

• عندي امتحانات، أحضر دروس العلم التي تتحدث عن الله أم أذاكر؟ أذاكر لأن مراد الله الذي أحبه أن أذاكر وأنجح.

• عند دخول الثلث الأول من الليل، وأنا لذي القدرة على عبادة الله إما بقيام الليل أو طلب العلم، فهذا يتوقف على الوقت، فالساعة الثامنة صباحًا أهم عمل أقوم به أن أكون في مقر عملي لأن هذه هي الفريضة التي فرضها الله علي.

فعبادة الوقت هي أحب العبادات إلى الله والعبد الرباني يفهم هذه النقطة، فهو لا يعبد الله حسب هواه، ولكن حسب ما يحبه الله الآن. فحتى تكون عبدًا ربانيًا خليفة في الأرض أعبد ربنا كما يحب.

س3: كم كان عمر السيدة فاطمة ابنة النبي عندما توفيت؟

ج: توفيت السيدة فاطمة بعد النبي بستة أشهر، فقال لها النبي عند وفاته "أنت أولى أهلي لحاقًا بي". السيدة فاطمة ولدت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، فقضيت 13 سنة في مكة بالإضافة إلى الخمس سنوات قبل البعثة وتوفيت في العام الحادي عشر من الهجرة وعمرها 28 أو 29 عامًا.

س4: إذا انتقدت شيخًا لأنه يهاجم بعض الناس أو بعض الدعاة بأسلوب اندفاعي به إهانة أو شيخ آخر يكفر الناس ويدخل في نواياهم، هل تعتبر هذه غيبة أو مخالفة لأولياء الله؟

ج: الانتقاد بشيء هجومي هو خطأ من هذا الشيخ مهما كانت درجة علمه، فإذا أراد أن يقول شيء ليبين المعلومة ويوضح وجهة نظرة ولا ينتقد أو يسب أحد. ولا يجب إصلاح الخطأ بخطأ آخر. فإذا رأينا من القلائل اللذين يفعلون ذلك تدعي له بالمغفرة ولا تقلده ولا تنتقده، لأنك عندما تنتقده في المجالس تقوم بنشر الخطأ الذي يفعله. وفي النهاية هذا الشيخ أو صاحب العلم بني آدم وعرضة للوقوع في الخطأ فيجب أن لا ننشر هذه الأخطاء لأننا بشر، أدعو الله أن يعيننا جميعًا.

س5: ماذا نفعل كي نجعل شخص في الثلاثين من عمرة يصلي؟

ج: أول شيء هو توصيل معلومة أن الصلاة هي عماد الدين وأن من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين. دين من يصلي مهدومًا! "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة" ويقال أن الفرق بيننا وبين غير المسلمين الصلاة، من تركها فقد كفر. وقول جمهور العلماء أنه ليس كافرًا بمعنى غير مسلم، لكنه يعمل عمل في اتجاه الكفر، وهذه كارثة! فهو يكفر وينكر نعمة ربنا بعدم الصلاة. أوجه هذا الكلام لكل من لا يصلي، فماذا فعل الله لك كي لا تصلي؟ ألا يقتضي الأمر الوقوف بين يدي الله كل يوم 3 أو 4 دقائق كل 3 أو 4 ساعات؟ يجب أيضًا أن تعلم سبب عدم صلاتك لأن الأسباب كثيرة ولكن في النهاية هو قرار. إذا كنت ترى أن العمل يأخذ كل وقتك، فأنت عندما تريد أن تذهب إلى دورة المياه أثناء العمل لا تقول ذلك! إذا كان ميعاد طائرتك في وقت الفجر ستجهز نفسك وتذهب هرولة! ولكن عندما تعظم وتحترم الله وتشعر أن الله كبير في قلبك ستأخذ قرارك بعدم ترك الصلاة، لأنه من المستحيل أن نتكبر على الله عندما يدعونا إلى الصلاة.

س6: هل يمكن أن أنوي عمل الخير في عملي الأساسي؟ أنا معلمة، هل يمكن أن أنوي نشر العلم في عملي؟

ج: النية الأساسية في عمل الخير تكون في داخل نظام الحياة الطبيعي، فالأصل ليس ترك الحياة الخاصة والذهاب لعمل أعمال الخير في جمعية ما، هذه طريقة من الطرق ولكن الأصل أن ينشر الإنسان الخير من خلال حياته الطبيعية وهذا ما فعله النبي، فعلم التاجر كيف يكون خيرًا في تجارته وعلم الأم كيف تكون خيرة في أمومتها، فلو كنت معلمة فالأصل أنك تبني أجيالًا وأول خير تقومين به هو إصلاح نفسك لتكوني قدوة حسنة، حتى يحبوك فيقلدوك في أخلاقك الحميدة بجانب التعلم.

س7: أريد أن أقنع خطيبتي وأهلها بالفرح الإسلامي، ماذا أفعل؟

ج: أولًا، من حقك أن تتمسك بشيء كهذا، قول لهم أكثر من مرة وقول لهم أن هذا سيريحك ويجعلك سعيدًا، والأصل أن تقنع خطيبتك وخطيبتك تقنع أهلها بدون مشاكل أو تهديد بعدم الاستمرار في العلاقة إذا لم تفعل هذا، اتفق معهم بطريقة ودية تمسك برأيك بمنتهى الأدب، فمن حقك أن يكون لك رأي في حياتك.

س8: هل قول رب العالمين [فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ...] (الأحزاب: 32) خاص بنساء النبي أم بالبنات عمومًا؟

ج: الخضوع بالقول هو "الدلع" فصوت المرأة ليس بعورة، فما هي العورة في صوت النساء؟ أن تتحدث الفتاة بدلع، كل الفتيات يعلمن ما هو الدلع في نبرة الضحكة وطريقة السلام والسير والنظر، كل شيء ممكن أن يكون طبيعيًا وممكن أن يكون ممزوجًا ببعض الدلع.

س9: هل يوصل الله الصلاة والسلام للنبي صلى الله عليه وسلم من إنسان عاصي؟ والإنسان العاصي المقصود هنا هو من لا يصلي الفرائض ولكن سمع شيئًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وربنا حنن قلبه وبدأ يصلى عليه.

ج: الله يوصل صلاة "العباد" للنبي، قريبين من الله أم بعيدين، فالنبي هو نبينا كلنا، العاصي والعابد والمحجبة وغير المحجبة، [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ...] (الأنبياء: 107) فالنبي والسنة والالتزام ليس لطائفة معينة، كل من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" حبيب النبي. كان النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول سيدنا عمرو بن العاص "يقبل ببشره على أشد القوم يتآلفهم" كان يضحك في وجه أشد القوم. فالصلاة والسلام على النبي تصل إليه من العابد والعاصي، عسى أن تكون هذه الصلاة سببًا في صلاة الفروض بعد ذلك.

س10: ما الفرق بين الإسلام والإيمان؟

ج: الإسلام أفعال، والإيمان معتقدات. قال صلى الله عليه وآله وسلم عندما سأله سيدنا جبريل: "ما الإسلام؟" قال: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن تشهد أن محمدًا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا"، قال: "ما الإيمان؟" قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره" أركان الإسلام الخمس وأركان الإيمان الست. والعلاقة بينهم أن قوي الإيمان أفعاله حميدة في الإسلام، بدافع قوي وإيمان بها، وضعيف الإيمان يقصر في أفعال الإسلام؛ فهناك نوع من الامتزاج بينهم.

س11: ماذا يجعل القلوب مثل الحجر حتى نبتعد عنه ولا نفعله؟

ج: هناك الكثير من الأشياء التي تجعل القلوب قاسية، وأنا أرى أن من أكثر هذه الأشياء هو الانشغال بحال الناس والحكم عليهم، لأن الحكم على الخلق خاصة الحكم السلبي والانشغال بحالهم والتعليق على أفعالهم وسلوكياتهم وتصنيفهم يخرج الإنسان وقلبه وفكره من إصلاح نفسه. والحكم على الناس ليس وظيفتك [...إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّه... ] (الأنعام: 57) وأهل الله يرو هذا في الوجه، فعندما يرى وجهم يقول لك: "أنشغل بقلبك وبحالك، لا تعلق ولا ترد... إلخ". هناك شيء أقوله دائمًا وهو كثرة مشاهدة حلقات السخرية والردود الغير لائقة على مواقع مثل Facebook و YouTube حتى وإن كانت كوميدية على الثورة غير محمودة، لأن دائمًا يكون بها انتقاص من حال الغير والسخرية الغير مرغوبة، حتى وإن كانت بين أهل الدين وبعض. فالمشاهدة في حد ذاتها تقسي القلب والله أعلم.

س12: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ويكتب؟ وهل معنى كلمة "أمي" في القرآن الذي لا يعرف القراءة والكتابة؟

ج: هناك أحاديث كثيرة في السنة تقول أن الني كان لا يقرأ ولا يكتب. أول حديث عندما قال له سيدا جبريل: "اقرأ" قال: "ما أنا بقارئ". أما عن الكتابة، ففي صلح الحديبية عندما كانوا يكتبون الصلح فقال النبي لسيدنا علي: "أكتب يا علي بسم الله الرحمن الرحيم" فسهيل بن عمرو من المشركين قال: "لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم، لو كان رحمانًا رحيمًا لآمنا به، اكتب باسمك اللهم" فقال النبي: "أمحها يا علي" فمحاها سيدنا علي وكتب "باسمك اللهم" ثم "من محمد رسول الله" فقال سهيل: "لو كنت رسول الله لاتبعناك، اكتب من محمد بن عبد الله" فقال النبي: "أمحها يا علي" فقال علي "والله لا أمحها" فقال النبي: "أين هي؟" وتفل على يده من ريقه الشريف ومحاها. فسأل "أين هي؟" لأنه لا يستطيع القراءة. هذه دلائل أنه كان لا يقرأ ولا يكتب وهذه هي المعجزة، أن سيدنا محمد كان بهذا الإعجاز اللغوي المعلم من رب العالمين وهو أميًا لا يقرأ ولا يكتب.

س13: هل يجب أن يقام الحد على من أذنب ذنبًا ليطهره الله ويتقبل توبته؟ هل يجب أن يعترف بذنبه ويطلب ممن أخطأ في حقه أن يسامحه؟

ج: لا، الذنوب إما أن يعترف الإنسان على نفسه أو يشهد عليه 4 شهداء أمام الحاكم فإن كانت الدولة تطبق الحدود يجب أن يطبق عليه الحد. والأصل أن عندما يذنب الإنسان يتوب إلى الله، لذلك عندما أتى ماعز بعد أن زنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "طهرني" فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم 4 مرات، فقال النبي: "أبك جنون؟" فإذا كان أمر ماعز لم يصل إلى النبي لكان تاب ماعز ولم يطبق عليه الحد، وكأن ماعز أراد أن يطمئن، بالرغم من أن من يتوب بجب أن يشعر بالاطمئنان مهما كان ذنبه لأن هذا وعد الله [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثـُمَّ اهْتـَدَى] (طه: 82) فلا يجب أن يطبق عليه الحد.

إذا كان هذا الذنب في حق أحد يجب أن يسامحك هذا الشخص، ولكن مثلًا إذا اغتبت أحدًا ولا تستطيع إخباره لأنك إذا قلت له هذا الذنب سيزداد بعدًا عنك، ادعو له وحسن صورته أمام الناس.

س14: صديق أخي يرغب في الزواج من فتاة لم ير من قبل فتاة في أخلاقها وتدينها، سأل كثيرًا عنها وأجمع الناس أنها على خلق ولكن أمها تغضب الله ولا تصون عرضها فهو حتى الآن لم يخبر الفتاة بشيء يخص أمها ولم يغير شيء في تعامله معها، فهل تؤخذ الفتاة بذنب والدتها؟

ج: ابن سيدنا نوح كان كافرًا، زوجة سيدنا لوط لم تكن مؤمنة، فلا يجب أخذ شخصًا بذنب آخر ولو كان قريبًا منه. قال الله تعالى [...وَلا تَزِر وَازِرَة وِزْر أُخْرَى...] (الأنعام: 164) ليس شرطًا أن تكون الفتاة مثل أمها، قد تكون مثلها وقد يصطفيها الله وتكون غيرها، لذلك وعلى العكس إذا كانت الفتاة على خلق ودين خذ بيدها وأخرجها من هذا الوسط.

س15: متى نشعر أننا قريبين إلى حد كبير من الله عز وجل؟ هل فقط عندما نطمئن لأعمالنا ولعبادتنا؟

ج: من سنة الله سبحانه وتعالى أن الإنسان القريب من الله أخلاقه حميدة مع الناس، لن تجد إنسان حاله مع الله راقي إلا وتجده إنسان راقي في معاملاته، لذلك قال الله تعالى [فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ] (الماعون:5-4) بعض أهل العلم يفسرها على أن هؤلاء الناس سهو عن تأثير الصلاة في المعاملات والحياة العملية، فإذا كان الإنسان يصلي وهو مفتري وظالم، أعلم أن هناك مشكلة في صلاته أصلًا. فإذا أردت أن تعرف ما إذا كان الله راضٍ عنك أم لا، انظر كيف يروك من حولك، هل تكرمهم أن تظلمهم؟

س16: بالنسبة لصلى الرحم، من الواجب صلتهم ومن المستحب صلتهم؟

ج: من الطبيعي أن تقسم حياتك عمومًا إلى شرائح أو دوائر، الدرجة الأولى وهي أسرتك، يجب أن تكون هناك صلة ورؤية، الدرجة الثانية مثل الأخوال والأعمام يجب أن تكون هناك صلة قدر المستطاع. كل ما توسع الدائرة كل ما تقل الصلة غصبن عنك بسبب بعد المكان أو اختلاف البلد أو المحافظة، فيمكن صلة الرحم عن طريق الاتصالات الهاتفية حتى تظل هناك صلة ولا تقطع.

س17: نصيحة للأقارب التي تتدخل بأسلوب غير لائق في حياة الفتيات اللاتي لم يتزوجن مما يؤدي إلى جرحهم.

ج: عندما يكون الإنسان لا يوجد عنده هدف في الحياة يكون عنده أوقات فراغ كثيرة، ما يملأ الفراغ هو محاولة تحقيق الهدف، فعندما يكون هناك فراغ كبير في الحياة يبحث الإنسان عن شيء غير مجهد لملأ هذا الفراغ، وأسهل شيء هو الكلام. الكلام فيما له قيمة يمكن أن ينتهي ويبقى الكلام الذي ليس له معنى أو هدف، والكلام الذي ليس له معنى شهوة، لأن الكلام شهوة، وكل كلمة تقال ترضي شهوة معينة؛ فهناك كلمة ترضي الغرور وكلمة ترضي شهوة الغيبة وكلمة ترضي شهوة إفشاء لأسرار... إلخ. فالداء هو عدم وجود هدف وقد يكون السبب في ذلك هو عدم معرفة الهدف من الوجود في هذه الدنيا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رب كلمة يقولها العبد لا يلقي لها بالًا يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة" هل تدرك هذا المعنى؟ أن يكتب الله غضبه إلى يوم القيامة على أحد بسبب كلمة قالها؟ ثم يشتكي هذا الشخص من المصائب التي تحدث له لأن هناك ما يسبب هذا الضنك [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا...] (طه:124) من كان معتقده سليم وقريب من الله تجد أفعاله دائمًا نابعة من معتقداته، فلا يمكن أن تجد شخصًا يحب الله وإيمانه قوي يقول كلامًا ليس له معنى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".

س18: ارتديت النقاب من فترة قصيرة ولم أكن ملتزمة من قبل، أشعر بالخوف للعودة على ما كنت عليه لأن ليس لدي صديقات ملتزمات.

ج: هذا مدخل من مداخل الشيطان، قال رب العالمين [الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ...] (البقرة: 268) دائمًا ما يشعر الإنسان قبل القيام بخطوة معينة أو بعدها وحتى أثناء القيام بهذه الخطوة بهذا الشعور، يوسوس له الشيطان أن لا يقوم بهذا حتى لا يرجع إلى ما كان عليه ويخوفه من هذه الخطوة، فلم الاستماع إلى ما يقوله الشيطان إذا كان صدرك منشرحًا الآن إلى الصلاة أو الصدق أو العمل الصالح؟ لا تتوقفي أبدًا ولا تدخلي الشيطان إلى قلبك. أكثري من الاستعاذة بالشيطان الرجيم، أكثري من قول لا إله إلا الله لتجددي إيمانك، أكثري من الصلاة على النبي والاستغفار لتقوي قلبك على الشيطان.

س 19: أنا أقيم مع جدتي، انفصل أبي عن أمي وأنا طفلة رضيعة، تزوجت أمي وانتقلت للعيش في بلد أخر ورأيت أبي لأول مرة وأنا في الثالثة عشر من عمري، ولكن عندما رايته لم أشعر أنه والدي وبالرغم من ذلك أحاول أن أتقي الله في معاملته لأرضي الله ولكني أشعر من داخلي أنه غريب عني..

ج: علمنا النبي أن الأفعال تأتي بالمشاعر، قال صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن كيفية التمسك بالدين: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله" لم يقل له "قلبك". علاقة هذا بالسؤال أنه عندما تفعل الأفعال بدون المشاعر هذا سيحرك المشاعر، عندما تذكر الله بدون استحضار قلبك ستستحضر قلبك بكثرة الذكر. فالمطلوب منك هو عقلك وليس مشاعرك فالبر والابتسامة والهدية والزيارة أفعال. إذا كنت لا تملكي أن تحبي والدك بعد فراق 13 عامًا ولم تتعودي على وجوده في حياتك، أفعالك ستلقي بالحب في قلبك إن شاء الله، وستسألي عن أفعالك لا قلبك. أدع كثيرًا لنفسك.

س20: هل برنامج "خدعوك فقالوا" الجزء الرابع سياسي؟

ج: السياسة جزء من الدين، أن نتحدث عن أحوال البلد عند الاستطاعة، التحدث عن الثورات التي تحدث في البلد. فالدين في كل شيء، لأن الدين كلام الله، فإذا قلنا أن الدين ليس له علاقة بالسياسة هذا يعني أن كلام الله ليس له علاقة بالسياسة! قال رسول الله: "ما تركت من شيء يقربكم إلى الله إلا ودللتكم عليه" فإذا كان هناك شيء متعلق بالسياسة وأنا في هذا البرنامج أتحدث عنه وأفهمه يمكن أن أتكلم، ولكن إذا وجدت أني لا أفهم هذا الجزء لن أتكلم عنه من أجل الكلام فقط. فأنا أتحدث عن بعض النقاط السياسية على قدر معرفتي وفهمي.

س 21: من إيطاليا؛ ابني يبلغ من العمر 25 عامًا وأتحايل عليه ليصلي فيصلي صلاة الجمعة ويترك باقي الصلوات، ماذا أفعل؟

ج: من الممكن أن تكون إيطاليا ليس بها الطابع الإسلامي أو الشرقي أو من يعينه على الطاعة. من المهم أن تدعي له وابتعدي عن الضغط لأن الضغط يسبب النفور في بعض الأحيان وهو يجب أن يكون بجانبك خاصة في الغربة. لا تسأليه صلى أم لا لأنه سيضطر إلى الكذب، فقط ذكريه بالصلاة عند الأذان [إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ] (فاطر: 23) الشعور الذي بقلبك مثل شعور النبي تجاه الأمة فكان النبي يدعو الله ويبكي في صلاته "أمتي أمتي". فأدع الله أن يأخذ بيديه عسى الله أن يتقبل منك.

س 22: نريد حلقة عن السلفيين واختلافهم عن الإخوان.

ج: اقرأوا، أريدكم أن تقرأوا لأننا بحاجة إلى تثقيف. اقرأوا وابحثوا أفضل من تقديمي لحلقة. فقد آن الأوان أن يفهم المسلمون كافة الاتجاهات الإسلامية لأن كل هذه الاتجاهات مسميات بها خير. لذلك اقرأ وتعلم، ,إذا أردت أن تسمع الكلام الصحيح استمع إلى كلام الدكتور محمد سليم العوا، ولقد ظهر على قناة اقرأ في برنامج الرد الجميل وقدم حلقات عن كل الطوائف الإسلامية. لكن أنا لا أفضل أن أتحدث في هذا الموضوع. ابحث على موقع شخص بثقل الدكتور محمد سليم العوا أو موقع قناة اقرأ عن هذا البرنامج أو اسأل عن الشرائط الخاص بهذا الموضوع. فعندما تستمع إلى شخص بعلم الدكتور العوا ستفهم خلاصة ما قرأه بالإضافة إلى علمه وخبرته.

س 23: شخص يقول أنه عندما ذهبت لأم الشهيد مصطفى الصاوي سلمت عليها بيدي، لماذا فعلت هذا؟

ج: لقد قمنا بتسجيل حلقة عن قصة الشهيد مصطفى الصاوي، فعندما ذهبنا لوالدته مدت يدها لتسلم علي فسلمت عليها، أم الشهيد العظيم التي تبلغ من العمر حوالي 60 عامًا اسأل الله أن بيارك في عمرها. أنا شخص عادي مثلكم جميعًا، الأصل أني لا أسلم بيدي على السيدات ولكن أمنا الكبيرة في السن والمقام مدت يدها ولم يكن الموقف يسمح لي أن أرد يدها في هذا الموقف وهي في هذه السن ولدي دليل على ما فعلت. فأنا أرى أن ما فعلت هو الأنسب في هذا الوقت مع هذه السن حيث تؤمن الفتنة.

لقاء مع الأستاذ أحمد الأعور.. أخصائي علم نفس وتنمية بشرية





أ. مصطفى: لاحظت ورود أسئلة لها طابع نفسي، فآثرنا أن نسأل أهل الذكرِ، واحترام التخصص واجب في ديننا، لذلك معنا اليوم صديقي العزيز الأستاذ أحمد الأعور.. فأهلًا بك معنا يا أحمد.

أ. أحمد: أشكرك

أ. مصطفى: لدينا اليوم أسئلة كثيرة، وكنت أنتوي الرد عليها، ولكنني اكتشفت أن ردي سيكون ناقصًا، فهذا تخصصك وأنت أقدر عليه مني.. ولنبدأ بأول سؤال والذي يقول: الإنسان ضعيف بطبيعته فكيف يقويها؟

أ. أحمد: أرى أن السائل يقصد شيء ما وراء كلمة "ضعف" فهل يقصد السلبية بطبيعته؟ فهذا غير صحيح.. هل يقصد أنه انهزامي بطبيعته؟ وهذا أيضًا غير صحيح.. فإن كان المقصود هنا بضعف الامكانيات، فكلنا لدينا مناطق ضعف، ولكل منا أيضًا امكانيات وقوة ما أعطانيها الله تعالى ويجب التركيز عليها

أ. مصطفى: إذن فأول شيء في تقوية النفس هي تصديق هذه القوة، وأن الله قد يجري على يدي تغييرات في هذا الكون مثلما حدث في الثورة على أيدي الشباب.

أ. أحمد: ولكن ليس في كل شيء، فهناك مناطق قوة أحتاج إلى اكتشافها، ومناطق ضعف أحتاج إلى تقويتها.

أ. مصطفى: سؤال آخر.. كيف أضع هدف لنفسي لأني غير قادر أن أحدد.. هل أنا مدرس أم أعمل في محل أم ماذا أفعل..؟

أ. أحمد: هل يقصد بـ "غير قادر" أنه تائه؟ أم من باب السلبية؟ أو من باب الفضول؟ فإن كان من باب الفضول فلسوف تصل إلى الإجابة، فمراقبة مشاعر الفرح أو الحزن في الأمور المختلفة لها دلالة في الوصول إلى الإجابة السليمة، فعندها ستتمكن من التعرف على ما يسعدك وما لا يسعدك، ودعني أقول أن التجربة والفشل يصلان بك في نهاية المطاف إلى النجاح وامتلاك خبرات تراكمية غير محدودة.

أ. مصطفى: ما الفرق بين السلبية والضعف؟ وهل يُعتبر الإنسان ضعيفًا لو سامح شخص برغم تعود هذا الشخص على الخطأ في حقه؟

أ. أحمد: السلبية هي أن يكون لدي مساحة للتحرك ومُستطاع ولا أبذل جهدًا للتحرك، فالإنسان السلبي كثيرًا ما يردد بأن الظروف أقوى منه وأنه ضحية للظروف ومفعول به، وهذا ما يقرره في عقله اللاواعي.. أما الضعف، فقد تكون امكانياتي ضعيفة في شيء ما. وبالنسبة للجزء الثاني من السؤال فأقول: لا تُمكّن ضعف الآخرين من أن يُملي عليك تصرفاتك، فهناك من لديه نقاط ضعف وسلوكيات سلبية، فلا يجب أن تُبنى ردود الأفعال على هذه السلوكيات السلبية أو أن تُفرض عليك بسبب سوء فهم الشخص المخطئ.

أ. مصطفى: سؤال آخر.. أريد أن أنسى إنسان وثقت به فخذلني وكان خطيبي يومًا ما.. ماذا أفعل؟

أ. أحمد: أقول أن هناك فترة طبيعية لئن يظل أمر ما في ذاكرتك وفي ذلك فائدة كبيرة لكي تتعلم منه، فقد تظل بشكل افتراضي تتذكره لمدة 6 أشهر، فهذه الفترة من مصلحتها كي تكتسب تجربة أيًا كانت هذه التجربة وتتعلم مما مضى، فإن اجتازت هذه الفترة الطبيعية وظل الأمر يراودها ولا تستطيع نسيانه فقد تكون هي السبب من خلال استدرار الذكريات وخلافه.

أ. مصطفى: عندما استمع إليك أو إلى أي داعية آخر أجدني متحمسًا ثم ما يلبث الأمر حتى أعود كما كنت فماذا أفعل..؟

أ. أحمد: نحن قد نستعجل النتيجة في حين أن التغيير عادة ما يحدث من الداخل أولًا ثم يظهر عليك في لحظة، وقد تقول لنفسك "لقد تغيرت فجأة" ولكن حقيقةً الأمر أنه لم يأتي فجأة ولكننا نستعجل النتائج.

أ. مصطفى: كيف أصبح مبادرة في حين أنني انطوائية..؟

أ. أحمد: دعني أقول أولًا أن الانطوائية ليست شيء مذموم فقد عُرف عن غاندي أنه كان شخصًا انطوائيًا، فلم يميل إلى المجاميع ولا يتفاعل وسط مجموعة كبيرة من الناس.. أما أن تصبح مبادرًا فهذا يتطلب منك أن تتحرك في مساحة المُستطاع وأن تؤمن بأنك حُر وقادر

أ. مصطفى: سؤال آخر.. قرار الانتظام على الصلاة كيف نأخذه وما علاقته بالطب النفسي أو بعلم النفس؟

أ. أحمد: هناك أسباب أكيدة وراء عدم الانتظام في الصلاة يجب الانتباه إليها جيدًا والوقوف عليها، وأن أعيها أولًا كي أستطيع التعامل معها بشكل مناسب وكسر هذه الحواجز السببية.

فقرة الأخبار.. مع الداعية/ عمرو مهران







أ. مصطفى: أهلا بك يا عمرو، ترى ماذا لديك اليوم؟

أ. عمرو: لدى خبر عن الأسئلة، يقول خبرنا أن أم تدعي (أم أسامة) فشلت في أن تجعل ابنتها الرضيعة تنام فتضايقت منها فقامت بهزها بشكل عنيف فتسبب لها ذلك في إصابتها بإصابة عقلية، وعندما سألت الأم طبيبة متخصصة عن حل للمشكلة أخبرتها الطبيبة أن أنسجة أدمغة الأطفال تكون ضعيفة جدا وأنه لا حل، وأنها تنصح أي أم عندما تتعامل مع طفلها الرضيع أن لا تقوم بالقاءه على السرير ولا ترفعه لأعلى بقوة لتلتقطه بعد ذلك –تهشكه- لأن رأس الطفل تكون ثقيلة حوالي 25% من وزنه بينما عضلات رقبته لا تزال بعد ضعيفة مما قد يتسبب ذلك في إصابته بإعاقة عقلية، فأي أب أو أم إذا سألوا هذه الأسئلة للمتخصصين سيحافظون بالتالي على صحة صغارهم، وإجابة هذه الأسئلة بمنتهى البساطة من الممكن أن تكون هي السبب في تحويل حالة أم من سعادة إلى حالة من المعاناة، فالأمر ليس بهذه البساطة بل نحتاج إلى أن نعرف عن الأمور ونفهم جيدا.. وهذا لن يتأتى إلا بالسؤال.

والقضية هنا في هذا السؤال هو ثقافة مجتمعنا العربي، حيث أن ثقافة السؤال مُجهضه، وللأسف يحدث هذا معنا منذ كنا أطفال، فإذا سأل الطفل أمه الكثير من الأسئلة وخاصة تلك التي لا تعلمها فإما أنها لا تجيب أو تثور عليه بدلا من أن تقوم بالبحث عن إجابة السؤال ثم ترجع إلى طفلها لترد على سؤاله، وعندما يسأل أحدهم شيخه عن دليل على ما يقوله من كلام فنجد أن هناك شيوخا يقومون بالرد وآخرون يعتبرونها إهانة، رغم أن من يسأل يرغب بالمعرفة، أي أنه إنسان متميز، ولكن للأسف هذه السلوكيات غالبة على مجتمعنا العربي رغم أن السؤال جزء أصيل من المنهج الرباني، فإذا عدنا إلى القرآن الكريم وجدنا [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ... ] {البقرة:217}، [... وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَى... ] {البقرة:220}، كلمة يَسْأَلُونَكَ مذكورة في القرآن (14) مرة، والسؤال بمشتقاته مذكور في القرآن (130) مرة، بالتأكيد هناك حكمة من هذا الأمر، النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي الصحابه على السؤال [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي... ] {البقرة:186}، السؤال نصف العلم ولو لم نسأل لن نتعلم، وعدم سؤالنا يجعلنا أتباعا لآخرين دون فهم، ويجعلنا نرث أشياء مغلوطة ونقوم بترديدها مثلما فعلت قريش [... بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا... ] {البقرة:170}.

أ. مصطفى: ثقافة القطيع.

أ. عمرو: بالظبط، وهناك مثل يقول اسأل مجرب ولا تسأل طبيب، نصف الأول من المثل صحيح ولكن النصف الثاني من عدم سؤال المتخصص لهو كارثة؛ فالله سبحانه وتعالى قال في القرآن [... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] {النحل:43}، وهذا الجزء مكرر مرتين في القرآن للتوكيد؛ لأنه أمر مهم جدا، ولكن للأسف نحن نردد مثل هكذا أمثال ونعيش بها لأننا ورثناها هكذا.. حتى أكبر الأشياء في حياتنا وهو (الله) لا نسأل عنه لأننا لسنا معتادين على ذلك، أنا أسمع أن من صفة من صفات الله هي الجبار، وفي الوقت ذاته أعلم أن صفة التجبر ليست جيدة ولكن لا أفكر في السؤال رغم أنني لو سألت لوجدت أن اسم الله (الجبار) معناه أن الله تعالى يتجبر على الظالم بجبر كسر المظلوم.

يقول الإمام مجاهد: لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر. فكلا منهما لا يسألان وبالتالي لن يتعلما.

أ. مصطفى: يمكن في كثير من الأحيان لا يرغب الفرد منا أن يظهر بمظهر من لا يعلم، وفي الوقت ذاته ساعات يختلط الحياء من عدم السؤال بالكبر، يقول الإمام مالك: من أخطأ لا أعلم فقد أصيبت مقاتله، كثير منا أثناء الثورة كان يندفع في الكلام عن السياسة وهو ليس دارسا للسياسة ومن هنا حدثت الخربطة والمجادلات على الإنترنت واليوتيوب وحتى البرامج.

أ. عمرو: أسعد كثيرا عندما يسألك مشاهدوا البرنامج عن أمر ما فقهي وتقول له اتصل بـ (107) وهو رقم دار الإفتاء؛ لأن من آداب السؤال أن تختار الشخص المناسب لتسأله، كذلك من آداب السؤال اختيار الوقت المناسب، وكذلك من آدابه أن أسأل بإختصار.. وإن شاء الله يكون (خدعوك فقالوا) منارة لإحياء فكرة السؤال في الأمة العربية كلها.

أ. مصطفى: تقبل الله منك يا عمرو وحفظك، في الحقيقة موضوع شيق هذا الذي قمت بفتحه، أتصور أن أي منا الآن يا جماعة لن يخجل أو يستحي من السؤال، عش كأنك تلميذ مهما كبرت، الله سبحانه وتعالى قال لنبيه [... وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا] {طه:114}، فالعلم لا يأتي إلا بالتعلم، ووسيلة التعلم السؤال، فأتمنى أن لا نتكبر أو نستحي من السؤال... أشكرك يا عمرو.

[فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ] {الفجر:15} تقول أميمة: كنت أعتقد أن الإبتلاء يكون في الأمور الشاقة أو السيئة ولم أكن أتصور أن النعيم به إبتلاء... الإبتلاء هو الإختبار، فإذا أعطى الله تعالى عبده نعمه فإن في هذا اختبار هل سيشكر أم لا، وبسبب ذلك يقول العلماء عندما يفسرون قصة سيدنا يوسف أنه عندما مَنَّ عليه الله سبحانه وتعالى بنعمة عزيز مصر فإن هذا اختبار كما سبق واختبره عندما كان في السجن، والأصل في الإختبار أن تُوضع في موقف تؤمر فيه أن تتصرف كما يحب الله وليس كما تحب أنت، فإن كان الموقف موقف شدة فالله تعالى يحب الصبر، وإن كان موقف نعيم فالله يحب الشكر، وعلى فكرة البلاء سنة من سنن الله في الكون التي لا تتبدل، الكل يُبتلى سواء كان مؤمن أو كافر [... وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ] {الأنبياء:35}.

سؤال يقول.. ممكن أهدي رسالة الماجستير الخاصة بي للرسول صلى الله وعليه وسلم؟ طبعا، اهدي رسالة الماجستير للنبي واهدي الصلاة على النبي وكل أعمالك قومي بإرسالها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي عمل صالح في ميزان حسنات النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لولا رسول الله ما وصل إلينا أي خير.

تقول هند أدعو الله كثيرا أن يهديني ولا يستجاب لي وأجد نفسي مصره على أمور لا أرغب فيها، لماذا لا يستجاب لدعائي؟ هذا السؤال غير مظبوط يا هند، في سورة الزمر يقول الله تعالى [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {الزُّمر:53}، ويقول أيضا في كتابة الكريم [أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ] {الزُّمر:56}، [أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ المُتَّقِينَ] {الزُّمر:57}، الهداية نوعان يا هند، هداية إرشاد فإذا أردتِ اتخاذ خطوة فالهداية الثانية اسمها هداية إعانة، مجرد مشاهدتك لـ (خدعوك فقالوا) فهذه هداية من الله تعالى فهو الذي هداكِ لمشاهدته، كل معلومة جديدة حصلتي عليها اعملي بها وستجدين الإعانة من الله سبحانه وتعالى، لكن أن تقولي أنك تدعين ثم لا يستجاب لكِ فمن ذا الذي هداكِ إلينا؟ اغلقي على نفسك الأبواب التي تحدث منها المعاصي وخذي بأسباب التوبة.

سؤال آخر يقول.. كيف يمكن أن نرى سنن الله في الكون؟ نحن في حاجة إلى معرفة هذه السنن، وهو دور برنامجنا (خدعوك فقالوا) وبعد فهمها ستجدون أسبابها، مثلا ما هي أسباب أن الله تعالى يبتلي أمة بالأمراض؟ هناك أمر ما تفعله هذه الأمة هي سبب جريان هذه السنة عليهم، وهناك العديد من الكتب في المكتبات تتحدث عن السنن الربانية مثل كتب الدكتور محمد عمارة.

تقول د. جوهرة لماذا ذكر ربنا سبحانه وتعالى الاستقامة والاستغفار في الآية الكريمة [... فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ... ] {فصِّلت:6}؟ وهو سؤال جميل جدا، وجواب السؤال هو أن الاستقامة ليس معناها العصمة من الذنوب، فقد يستقيم الفرد منا ثم يخطئ، وإذا أردت أن تكون مستقيما فإن من علامات الاستقامه كثرة الاستغفار، فإذا أنت استقمت ثم أخطأت فاستغفر الله.

الواجب العملي:

للقيام بالواجب العملي اضغط هنا

http://www.mustafahosny.com/article.php?cat_id=151

قام بتحريرها: قافلة التفريغ والإعداد بدار الترجمة

Daraltarjama.com©

جميع حقوق النشر محفوظة

يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها

أما في حالة أي أغراض أخرى فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع

للاستعلام: management@daraltarjama.com

http://mustafahosny.com/article.php?id=1346