الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
اليوم في "ليتني كنت معهم" لن نتحدث عن نسك من مناسك الحج. سنتحدث عن عبادة ليست من واجبات الحج لكنها من واجبات المُحبين، ألا وهى زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم.

زيارة النبي:

من يزور النبي يعود وقلبه مليء بنوره صلى الله عليه وسلم، وهناك من الحجاج من يجري سريعاً ليدخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بمجرد أن تطأ قدمه أرض المدينة. وهناك من يُفضل أن يتعطر ويتهيأ لزيارة النبي في أبهى حُلة، وجميعهم يدخلون للروضة وقلوبهم سابقة لأقدامهم. ترى الزحام الشديد عند باب الروضة، وترى الناس وهى تتعامل مع الرسول كأنه حي، وتلك هى الحقيقة فالرسول حي هو وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجمعين، وتلك عقيدة أهل السنة، فالحياة تُرد للأنبياء بعد خروج الروح. عندما تذهب للرسول تتحدث له وتقول له اشتقت إليك، وهناك من يخبره أنه باع كل ما يملك ليأتي إليه، وهناك من لا يقوى على الكلام من جلالة الموقف.. أأقف حقاً أمام بيت الرسول؟!! والبعض يشكي همومه وأحواله للنبي.

كيف أشعر أني أقترب من النبي هكذا وأنا في بلدي؟

هناك أمران يمكن أن تقوم بهما:

1. الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك من الملائكة من هم مُكلفون بحمل صلاتنا إلى النبي، وهم (الملائكة السّيّاحُون) قال صلى الله عليه وسلم: "وإذا سلم علي رجل من أمتي قال الملك الذي عند رأسي: يا محمد! هذا فلان يسلم عليك فرد عليه السلام " رواه أنس بن مالك. هل فكرت في هذا المعنى من قبل، أن الكثير من أمورك قد يسرها الله بسبب دعوة الرسول وسلامه عليك. تخيّل أن يدعي لك النبي أن يفرج الله همك ويرفع درجاتك. تلك الأيام أيام الصلاة على الرسول.

2. طبق سنة من سنن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. بقدر ما ترتوي من سنته في الدنيا سترتوي يوم القيامة من يده الشريفة. فلنجعل السنة التي سنرتوي منها تلك الأيام عدم الغضب إلا إذا اُنتهكت حرمات الله، فلا تغضب تأسياً به

صلي عليه وسلم، كي يعرفك يوم القيامة. صلي على النبي وأنت تستشعر أنك هناك عند بيته. قال تعالى: "يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا" (النساء:73)

===================================

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=1756