|
|
|
| مصطفى حسني |
-----------------------------------------------
في هذه الأيام الكريمة تكثُر نفحات الله علينا نفحات الله من اللطف والكرم والإيمان والغفران والعطاء، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها " الراوي أبو هريرة. ونحن نسعى بأقصى طاقتنا أن نستغل هذه الأيام الكريمة في أن نشارك الحجاج في مشاعرهم وأن نتضرع إلى الله أن يعطي كل من لم يستطيع الحج ثواب الحج وأن نعزم نوايانا على أن نأخذ ثواب الحجاج فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" فهو ونيته ، فأجرهما سواء" المحدث: الألباني.
اليوم مع عمل ومنسك جديد من مناسك الحج ألا وهو " السعي" وهذا العمل أسمه مُقرب جداً من قلوب المؤمنين والعباد الربانيين ، والمقصود به في الحج أنه السعي بين الصفا والمروة، ولكن كلمة سعي لها مردود عند قلوبنا لأن يوم القيامة ربنا سيجزينا على سيعنا في الدنيا فكما قال سبحانه وتعالى: "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾" (سورة النجم)، فبهذا نفهم أن هدف العباد الربانيين في هذه الدنيا هو السعي في مرضاة الله عز وجل عنهم وأن يعطيهم الجنة جزاءً لسيعهم في الدنيا.
فنستشعر حال السيدة هاجر زوجة سيدانا إبراهيم عليه السلام عندما تركها زوجها تلبيةً لنداء ربه وترك معها سيدنا إسماعيل وهو طفل رضيع يُريد أن يشرب الماء وظلت تسعى بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء لتعطيها لطفلها وكلها يقين بأن الله لا يُضيعها هى ولا ابنها ولكنها ينبغي أن تسعى. فلابد أن يكون هذا هو حال العباد الربانيين السعي الدائم في الدنيا لمرضاة الله مع يقينهم أنه لن يُضيع أجرهم أبدا وهذا ما ينبغي أن نستشعره في هذه الأيام الكريمة وهي أن نتعلم من صفات الله لنكون عباد ربانيين نتخلق بصفاته على قدرنا البشري.
كيف نستطيع أن نأخذ ثواب الحجاج في سعيهم بين الصفا والمروة؟
سوف نسعي في الحياة وكأن غداً يوم القيامة نصلي ونتضرع لله ونُقيم الليل ونذكر الله كثيراً كما يفعل الحجاج أثناء سعيهم بين الصفا والمروة، سنأخذ النية اليوم ونصلي ونطول في صلاتنا بقدر استطاعت كل شخص فينا نصلي ركعتين لله ونطلب من الله أن يعطينا ثواب الحجاج أثناء سعيهم بين الصفا والمروة ونطلب من الله أن يلحظنا بنظرة رضا مثلهم، وأن يتقبل منا أعمالنا وأن يُفجر ينابيع الحكمة في قلوبنا وأن يتوفانا وهو راضىٍ عنا، اخلصوا في دعائكم وفي نيتكم وثقوا في قدرة الله سبحانه وتعالى في استجابته لكم.
=====================================
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=1730