الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
في الجزء الثاني من برنامج على طريق الله سيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دليلنا في السير إلى الله ، فالنبي هو السائر الأول إلى الله الذي سار ووصل ثم عاد فأخبر القوم بما استفاد

------------------

بسم الله والحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى نور العلم والفهم واكشف لنا عن كل سر مكتوم يا حي يا قيوم. ما زلنا سائرين في الطريق إلى الله، ذاك الطريق الذي أمرنا الله أن ندعوه أن يهدينا للسير عليه، قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} - الفاتحة 6 : 7

في الجزء الأول من حلقات برنامجنا تكلمنا عن معرفة الله التي تُرشدنا للسير على طريق الله، أما في الجزء الثاني سنتعرف على صفات السائر المُتزن على طريق الله، وهو المُصطفى صلى الله عليه وسلم السائر الأول الذي سار ووصل ثم عاد فأخبر القوم بما استفاد، نسير خلف طريق النبي الذي يُرشدنا للسير على طريق الله، قال تعالى: {لقد قَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} - الممتحنة 6

لماذا نُحب النبي عليه الصلاةُ والسلام؟ نُحب النبي لأن الله أحبه واصطفاه لنا ليكون لنا منهاجًا وقدوة لنا في حياتنا نقتدي بهديه ونسير على طريقه الذي يوصلنا إلى الله، وما من نبي جاء إلا وكلمه الله وأخبره أنه سيأتي مُحمد وأمرهم باتباعه، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} -آل عمران 81

نُحبه لأنه يُحَبْ لذاته، ولأنه إنسان عرف العدالة ونشر الحب والأخلاق في المجتمع، وقبل أن نعرف لماذا نحبه لابد أن نتعرف على مشاعر النبي تجاهنا

تعلّق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته: قال عليه الصلاةُ والسلام: "وددتُ أنِّي لقيتُ إخواني قالَ: فقالَ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ أوليسَ نحنُ إخوانَكَ، قالَ: بل أنتُم أصحابي ولكنْ إخواني الَّذينَ آمَنوا بي ولم يرَوني" حديث صحيح

النبي أمان لنا، فالله لن يُعذب من آمَنَ بنبيه وسار على طريقه، قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} -الأنفال 33

حق النبي على أمته

بعدما علمت شوق النبي إليك وحبه لك وتعلقه بك، وجب عليك أن تُعطي لحبيبك حقُ من حقوقه عليك، فحق النبي عليك هو معرفته وثقتك في الشرع الذي أنزله الله عليه، وكثرة الصلاة على النبي

معرفة النبي صلى الله عليه وسلم، فلو عرفته لأحببته ولو أحببته لتعلقت به، فكُن أنت المُحب لحبيبه

ثق في نبيك كمرجعية لحياتك: اعلم أن سيدنا محمد ليس شخصية تاريخية فحسب، ولكنه من ارتضاه الله لنا ليكون لنا قدوة في مُعاملاتنا ونرجع إليه في كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا، قال عليه الصلاةُ والسلام "ما من نبيٍّ بَعثَهُ اللهُ في أُمَّةٍ قبْلِي، إلَّا كان لهُ من أُمَّتِه حوَارِيُّونَ، وأصحابٌ يأخُذونَ بِسنَّتِه، ويَتقيَّدُونَ بأمْرِهِ" حديث صحيح، فكن أنت الصاحب الناصر لسنة حبيبك

كثرة الصلاة على النبي: نحن من نحتاج للصلاة على النبي، فلم تُشرف أمة بعبادة إلا أمة النبي فحينما تُصلي عليه تنال شفاعته، قال صلى الله عليه وسلم: "من أكثر الصلاة عليَّ نال شفاعتي يوم القيامة"، وقال عليه الصلاةُ والسلام: "يا أيها الناسُ اذكروا اللهَ، جاءتِ الراجفةُ، تتبعها الرَّادفةُ، جاء الموتُ بما فيه، جاء الموتُ بما فيه. قال أبيُّ بنُ كعبٍ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ قال: ما شئتَ. قال: قلتُ: الرُّبعَ؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك. قلتُ: النِّصفَ؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك. قال: قلتُ: ثُلُثَين؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك. قلت: أجعلُ لك صلاتي كلَّها. قال: إذًا تُكفَى همَّك، ويُغفَرُ لك ذنبُك"، حديث حسن صحيح

دعاء الحلقة

بسم الله والحمد لله، اللهم املأ قلوبنا بحب رسول الله، اللهم لا تصرفنا من مقامنا هذا إلا وقد تعلقنا بحبيبنا صلى الله عليه وسلم، اللهم انظر إلينا نظرة تملأ بها قلوبنا بحب واتباع حبيبك صلى الله عليه وسلم، اللهم أحينا على سنته وتوفنا على شريعته وملته، اللهم احشرنا تحت لواءه واسقنا من يده الشريفة الطيبة الطاهرة شربة لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم أحينا على سنته واسقنا من يده في الآخرة وبلغنا بحبنا إياه مقامه يارب العالمين، وصلى اللهم وسلم على نبينا وعلى آله وسلم

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2771