الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد العريفي
محاضرة د.محمد العريفي بعنوان: وصايا لطالب العلم - السودان - الثلاثاء 9/11/1433هـ - 25/9/2012م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والند والكفء والنظير.وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه ، أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين فهدى الله تعالى به من الضلالة وبصر به من الجهالة وكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة ولم به بعد الشتات وأمن به بعد الخوف وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد أيها الإخوة الكرام والأخوات أحمد الله جل وعلا الذي يسر هذا اللقاء معكم في بيت من بيوت الله واسأل الله سبحانه وتعالى كما جمعني مع إخوتي من طلبة العلم وطالبات العلم ومن الدعاة والداعيات اسأل الله تعالى كما جمعني معكم في بيت من بيوته اسأل الله جل وعلا أن يجعلنا جميعا ممن يستعملهم الله في طاعته وأن يجعلنا الله تعالى هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين واسأل الله جل وعلا كما جعلنا في بيت من بيوت الله نتلو كتاب الله ونتدارسه بيننا اسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تحفهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده وأن يجعل الله تعالى جائزتنا عند تفرقنا أن يُقال لنا قوموا مغفورا لكم وما ذلك على الله تعالى بعزيز.

أيها الأحبة الكرام:

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجلس في المسجد فكانت هناك امرأة أمة مملوكة وكانت هذه المرأة ليست طالبة علم فتستطيع أن تأتي لطلب العلم ، وليست مقاتلة فتقاتل معهم في الجهاد، وليست حافظة للحديث فتأتي إلى النبي عليه الصلاة والسلام وتحفظ عنده الحديث كما يفعل أبو هريرة مثلا إنما كانت هذه المرأة تأتي إلى المسجد فتقم المسجد يعني تأتي وتدخل مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ثم إذا وجدت شيئا واقعا على الأرض حملته عن الأرض تنظف المسجد. فرآها النبي صلى الله عليه وسلم ورآها مرارا ثم فقدها النبي صلى الله عليه وسلم يومين أو ثلاثة فلم يرها فسأل عنها الصحابة فقال : أين الأمة التي كانت تقم المسجد؟ قالوا: يا رسول الله ماتت ، فقال صلى الله عليه وسلم : متى ماتت؟ قالوا: ماتت بالليل ، فقال عليه الصلاة والسلام: أفلا كنتم آذنتموني؟ يعني لماذا لم تخبروني أنها ماتت حتى أصلي عليها أنا بنفسي ؟ أفلا كنتم آذنتموني؟ قالوا: يا رسول الله إنها ماتت بليل فكرهنا أن نوقظك ، المرأة ماتت بالليل فكرهنا أن نوقظك من نومك لتصلي عليها ، فنحن بالليل غسلناها وكفناها وصلينا عليها ودفناها فقال عليه الصلاة والسلام : لا ، دلوني على قبرها ، فمضى عليه الصلاة والسلام مع بعض أصحابه حتى وصل إلى قبرها ثم كبر صلى الله عليه وسلم وصلى عليها ثم قال عليه الصلاة والسلام "إن هذه القبور مملؤة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها بصلاتي عليهم ".

الحديث : [أنَّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ ( أو شابًّا ) ففقدها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فسأل عنها ( أو عنه ) فقالوا : مات . قال أفلا كنتُم آذَنْتُمونى . قال : فكأنهم صَغَّروا أمرَها ( أوأمرَه ) . فقال : دُلُّوني على قبرِها فدَلُّوه . فصلَّى عليها . ثم قال إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها . وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنوِّرُها لهم بصلاتي عليهم .] الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 956

خلاصة حكم المحدث: صحيح

هذه المرأة أيها الإخوة والأخوات لم تكن من المجاهدين ولم تكن من طالبات العلم ولم تكن من حافظات الحديث ولا من المتصدقات بالمال لكنها قدمت شيئا للإسلام فحفظ النبي صلى الله عليه وسلم لها حقها ولما ماتت مضى النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه إليها وصلى عليها.

=كل إنسان أيها الإخوة والأخوات يحرص على أن يقدم شيئا للإسلام فقد رفع راية الدين بما يستطيع ، كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم عندهم همة عالية عندما يعملون للإسلام ، أنتم في هذه الجامعة "جامعة أفريقيا" جئتم من كل مكان ، أنا أرى بين يدي أعدادا من الإخوة ليس فقط من السودان ، كلا ، بل أرى عددا من الإخوة من عدد كبير من البلدان ، أنتم قد اجتمعتم هنا لطلب العلم وجئتم إلى هذا المكان رغبة في التزود من العلم الشرعي في الغالب ومن غيره من العلوم . فما دام أن الإنسان جاء إلى هذا المكان وبذل من وقته وبذل من ماله فينبغي له أن تكون همته عالية .

كان السلف رحمهم الله تعالى يرحلون في سبيل طلب العلم لكن هممهم كانت عالية ، في صحيح البخاري في باب الرحلة في طلب العلم أن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتتبع الحديث عند الصحابة ويحفظه قال فذُكر لي حديث عند عبد الله بن أُنيس فسألت عن عبد الله بن أنيس أين يسكن فقيل هو في الشام ، وجابر في المدينة وعبد الله بن أنيس هناك في دمشق في الشام ، قال فاشتريت دابة فركبتها ومضيت إلى الشام . مضى إلى الشام في طلب حديث واحد فقط عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وصل إلى الشام فطرق الباب على عبد الله بن أنيس ففتحت له الجارية قالت: من؟ قال : جابر ، فدخلت إلى عبد الله بن أنيس قالت له: إن جابر بالباب ، فعبد الله بن أنيس هو صحابي أصلا من أهل المدينة لكنهم تفرقوا في البلدان دعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتعليما للناس ، فتعجب قال: جابر!! ما الذي يأتي بجابر بن عبد الله يأتي من المدينة إلى الشام ، قال : اسأليه أي جابر؟ من هو ؟ أعطني اسمه كاملا ، فخرجت إليه قالت : يقول لك أي الجوابر؟ قال : أنا جابر بن عبد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فخرج عبد الله بن أنيس إليه واعتنقه أي تعانقا ثم سأله عبد الله بن أنيس : ما جاء بك؟ قال: حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في ذكر الآخرة ، قال عبد بن أنيس : نعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :"إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي الله يوم القيامة بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه قرب فيقول الله تعالى : أنا الملك ، أنا الملك ، أين الجبارون ؟ أين المتكبرون؟ " سمعه جابر رضي الله تعالى عنه وحفظه ثم ركب ناقته وضرب جنبها ومضى راجعا إلى المدينة .

=هؤلاء أيها الإخوة الكرام والأخوات لما صار عندهم همة عالية في طلب العلم وفي تعليمه وصلُحت نياتهم في ذلك استطاعوا بإذن الله تعالى أن يسلكوا الطريق الصحيح وأن ينفعوا الإسلام . تجد الآن كل العلماء الموجودين وكل الدعاة الموجودين المعروفين كل هؤلاء إذا تحدث معك حدثك عن أصحاب كثيرين كانوا معه في بداية طلبه للعلم . كان معي مثلا في كلية الشريعة ربما مئات أو آلاف من الطلاب درسوا معي وكذلك كانوا يحضرون معنا عند شيخنا ابن باز رحمه الله وشيخنا ابن جبرين وكانوا يحضرون عند الشيخ ابن عثيمين رحمهم الله ، طيب السؤال: كم برز من طلاب الشيخ ابن باز وكم برز من طلاب الشيخ ابن عثيمين وصاروا علماء ولهم تأثير في الأمة. كان يحضر معنا عند شيخنا الشيخ ابن باز الآلاف وكذلك شيخنا الشيخ ابن جبرين يحضر تقريبا ألف في كل درس. طيب أين هؤلاء اليوم؟ أين تأثيرهم؟ كذلك كان يحضر عند الشيخ ابن عثيمين يحضر عنده أعداد كبيرة جدا بالآلاف وكليات الشريعة تخرج منها الآلاف ، طيب هؤلاء الآلاف لما تسأل اليوم بعض العلماء تأتي إليه وتقول أنت من طلبة الشيخ فلان أين زملاءك الذين كانوا معك في الدرس ؟!!

تجد أن الذي جعله يبرز ويستمر في طلب العلم هو الذي أوصله إلى أن يكون عالما من علماء الأمة أما غيره فإن همتهم كانت أقل منه ، طلبوا العلم سنة وسنتين وثلاثة ثم بردت هممهم وقعدوا عن المواصلة في طلب العلم كما قال:

سعيت للمجد والساعون قد بلغوا ***** جهد النفوس وألقوا دونـه الأزرا

وكابدوا المجد حتى ملّ أكثـرهم **** وعانق المجد من أوفى ومن صبرا

لا تحسب المجد تمرًا أنـت آكله ***** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصـبرا

الناس أيها الإخوة الكرام كلما كانت همتهم عالية استطاعوا بإذن الله تعالى أن يؤثروا في هذه الأمة ، أن يكونوا من العلماء ، أن يكونوا من المؤثرين في هذه الأمة ولو تسأل اليوم أي واحد من العلماء لوجدت أنه كان له زملاء في أيام الدروس لما كان شابا لكن أين هم الآن؟ ارتفعت همته فأصبح مؤثرا وغيره ليس عنده هذا التأثير . لذلك أنا سأعطيكم أيها الإخوة خلال هذه الأربعين دقيقة التي بقيت معي أنا بإذن الله تعالى سأختم في الساعة السابعة .

سأعطيكم خمس وصايا لإخواني وأخواتي أرجو بإذن الله تعالى أن تنتفعوا بها .

أولا: اجعل لك هدفا واضحا وخطة واضحة في حياتك. بمعنى أنك الآن تدرس في هذه الجامعة سواء تدرس تخصصا شرعيا من شريعة وتفسير وقرآن ونحوه أو غيره ، اجعل لك هدفا واضحا في حياتك ، أنت ماذا تريد أن تكون؟ أريد أن أكون عالما من علماء هذه الأمة ، طيب هذا الذي يريد أن يكون عالما لا بد أن يكون له خطة واضحة في حياته ، يكون له منهج يسير عليه ، ماذا تقرأ يوميا من الكتب ؟ كم تحضر من الدروس؟ كيف تشارك في العمل الدعوي والعمل الخيري . لا بد أن يكون عندك خطة واضحة تسير عليها حتى بإذن الله تعالى إذا رجعت إلى بلدك أو إذا تخرجت من هذه الجامعة يكون لك فعلا تأثير واضح . تقول والله أنا بإذن الله تعالى بعد هذه الأربع سنوات أو خمس سنوات أو السنتين التي بقيت لي أو السنة أنا أهم إن شاء الله أن أكون ختمت القرآن حفظا، نقول إذا بقي لك مثلا سنة أو بقي لك سنتان معناه أنك لا بد في كل شهر أن تحفظ جزءا كاملا مثلا ، فتمشي وتسير على خطة معينة كما كان السلف يفعلون ذلك .

كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يسافر يخطط لسفره ، فكان عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يخرج إلى الهجرة خطط عليه الصلاة والسلام في يوم الخروج وفي ساعة الخروج أقبل إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه في الظهر وذلك أن الناس في شدة الظهر يؤون إلى بيوتهم وينامون فأقبل صلى الله عليه وسلم في الظهر إلى أبي بكر وكان أبو بكر قد أعد دابتين ناقتين حتى يذهبوا عليها ثم سافروا واتجه صلى الله عليه وسلم جنوبا ، هو في مكة والمدينة في الشمال ومع ذلك لم يسافر عليه الصلاة والسلام شمالا مباشرة لأنه يعلم أن قريشا سوف في الطريق الذي في الشمال فمضى عليه الصلاة والسلام إلى الجنوب وحدد منذ أن ذهب حدد أين سيختبئون وفي أي غار وحددوا أيضا من الذي سيحضر لهم الطعام وإذا هو غلام لأبي بكر ومن الذي يجهز الطعام هي أسماء ، كل هذا مخطط له عنده صلى الله عليه وسلم من قبل أن يتخذ قراره .

وكذلك كان السلف ، جلس محمد بن جرير الطبري الإمام المؤرخ المفسر متوفى عام 330 للهجرة جلس مع طلابه ثم قال لهم: أتنشطون في كتابة التاريخ؟ قالوا له: في كم؟؟ يعني ما هي السنوات التي ستكتب فيها التاريخ ، قال : سنكتبه من عهد آدم إلى يومنا هذا ، قالوا: في كم صفحة؟ قال: في ثلاثين ألف ورقة ، قالوا: هذا مما تفنى الأعمار دون إتمامه ، ثلاثون ألف ورقة هذا عدد كبير جدا ، فاختصره لهم إلى سبعة آلاف ورقة ثم لما انتهوا من التاريخ ... انظر للتخطيط ... قال لهم: أتنشطون في كتابة التفسير؟؟ لهم: أتنشطون في كتابة التاريخ؟ قالوا له: في كم؟؟ قال: في ثلاثين ألف ورقة ، فقالوا له أيضا: هذا مما تفنى الأعمار دون إتمامه، فقال لهم: سبحان الله ماتت الهمم فاختصره لهم بنحو ما اختصر لهم التاريخ يعني في سبعة آلاف ورقة .إذاً كان يخطط ، الإمام محمد بن جرير الطبري قبل ألف سنة لما كان يريد أن يؤلف يخطط ما هي الطريقة التي سيسير عليها ..

= أنت يا ابني وبنتي وأيها الإخوة الكرام لا بد أن تخطط لليوم، أنت لماذا جئت لهذه الجامعة ، ماذا تريد أن تكون ، قال والله أنا أريد أن انتهي من الدراسة ثم آخذ الشهادة التي درست بها وأعلقها على الجدار واذهب أشتغل ميكانيكي سيارات مثلا أو اذهب أبيع سندويتشات وطعام في الطريق ، نقول إذاً أنت ماذا استفدت من طلبك للعلم في هذه الأربع سنوات إذا كنت لن تعلمه للناس ، قال : لا أنا همي بإذن الله أن أصبح عالما من علماء هذه الأمة ، أن أصبح مؤثرا بإذن الله ، أن أصبح قائدا لإخواني في الدعوة إلى الله ، نقول إذاً لا بد لهذا القائد ولهذا العالم أن يكون له صفات ومن أهم هذه الصفات أن يكون حريصا على كثرة القراءة ، كثرة طلب العلم، الاستفادة من وقته.

الأمام النووي رحمه الله تعالى مات وعمره خمس وثلاثون سنة ومع ذلك الإمام النووي ترك لنا "رياض الصالحين" الذي يُقرأ في كل مسجد ، وترك لنا "المجموع" شرح المهذب بحجمه الكبير وترك لنا شرح صحيح مسلم ، مات وهو تحت الأربعين ومع ذلك انظر لهذا التأثير . قالوا عن النووي رحمه الله تعالى : كان وعمره تسع سنين يحضر في اليوم أحد عشر درسا ، درسا في التفسير و درسا في الفقه ودرسا في التوحيد و درسا في اللغة و درسا في الأدب و درسا في العروض و درسا في الشعر. يحضر أحد عشر درسا وعمره تسع سنوات . لذلك انظر لما كان في مرحلة شبابه وتوفي وهو شاب لكن ترك في الأمة أثرا كبيرا .

انظر مثلا إلى الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله تعالى ، قالوا: أن محمد بن إدريس الشافعي كان يفتي الناس في أحكام الصيام وبجانبه كأس من الماء يشرب ، يفتي في نهار رمضان يأتي الناس بعد صلاة الظهر إلى الشافعي في المسجد ويسألونه عن أحكام الصيام يفتيهم وبجانبه ماء يشرب لأنه كان عمره ثلاث عشرة سنة لم يجب عليه الصيام بعد ومع ذلك يفتي الناس في الصيام .

إذاً يا أخي الكريم ويا أختي أن يكون همك عاليا من هذه اللحظة ، والعلم إذا طلبه الإنسان رفعه الله تعالى به كما قال الله جل وعلا :"... يَرْ‌فَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَ‌جَاتٍ ۚ..." المجادلة 11.

قال أكثر المفسرين في الدنيا والآخرة يرفعهم درجات والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :[ إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ بهِ آخرين ]

الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:الدارقطني - المصدر: الإلزامات والتتبع - الصفحة أو الرقم: 261خلاصة حكم المحدث: خالف حبيب [ الزهري ] عن أبي الطفيل عن عمر قوله

قالوا أيضا في الدنيا وفي الآخرة ، يجعل الله تعالى لطالب العلم مكان لكن المهم أن يكون عندك خطة من الآن.لما كنت طالبا في أيام الجامعة كنا نسكن في إسكان قديم ، إسكان كان أصلا لشركة فيها مجموعة من العمال هي شركة كورية وكان العمال كوريين وأكثرهم غير مسلمين في ذلك الحين وكانوا في ذلك الحين يسكنون في هذا السكن وهي بيوت من خشب ويبنون الجامعة انتهوا من البناء وانتهى عقدهم ومضوا فالجامعة لم يكن هناك سكن جاهز للطلاب فأسكنونا في إسكان هؤلاء العمال ، السكن لم يكن مُهيئا تهيئة جيدة لكنا سكنا فيه وكنا طلابا وكنت في غرفة صغيرة ربما حجمها لا يتجاوز ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار وكان فيها ثلاثة طلاب في هذه الغرفة فكنت إذا أردت أن أقرأ ، إذا أردت أن أستفيد تعرف أنت معك طالبان آخران والغرفة صغيرة وفيها أيضا أغراضكم وفيها حاجاتكم فكانوا هم يتحدثون فيشغلوني فجئت إلى الدولاب الخاص بي في الجدار فأقبلت إلى لوح من الألواح التي فيه ورفعته حتى جعلته ليكون في مستوى طاولة ثم صرت أدخل بالكرسي في هذا الدولاب وأضع ورائي الشرشف الذي أتغطى به وأعلقه بمسامير ليغطي ورائي ثم أفتح كتابا مثلا في التفسير أو في الفقه وأضع السماعات في أذني أسمع خطب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح هذا الكتاب الذي أنا أقرأ فيه وكان في ذلك الحين في شرح الروض المربع شرح زاد المستقنعفي الفقه وكذلك في شرح الواسطية والعقيدة وغيرها من العلوم وسبحان الله مضى لي على هذا وقت وكان ورائي وراء هذا الغطاء يحصل ما يحصل من ضحكات وسواليف وطعام وشراب ومزاح وأنا في واد آخر لا أدري عنهم .وكنت أجلس بالساعتين والثلاث والأربع ساعات على مثل هذا الحال على الكرسي وبين يدي الكتاب والسماعات في أذني استمع إلى أهل العلم .طبعا في ذلك الوقت كانت المسألة هي أشرطة ليس مثل اليوم ما شاء الله السي دي القرص هذا ربما تجد فيه مائة ساعة ، في ذلك اليوم لا الشريط الواحد ساعة أو ساعة ونصف وأيضا اليوم ربما في الانترنت وغيره أيضا يفيدك في ذلك الحين لم يكن هذا متوفرا قبل عشرين سنة أو أكثر من عشرين سنة فيسر الله تعالى وضغطت على نفسي فكان البعض يمر بي ويقول يا اخرج معنا تعال العب معنا كرة تعال نتعشى في مطعم تعال ضاحكنا ، فكنت أضغط على نفسي لأني أريد أن يكون لي وجود في هذه الأمة ، لا يكفي أن يقول الإنسان والله أنا أريد أن أتخرج وأعمل في جمعية خيرية وأدرس قرآن وأتزوج وأطعم أولادي وخلاص ، لا، لا بد أن يكون لك تأثير يا أخي في هذه الأمة فضغطت على نفسي حقيقة وتعبت كثيرا وكنت أجهد نفسي في ذلك . أنت إذا أردت أن تكون في الأمة لك لسان صدق في الآخرين بل حتى فيمن هم بين يديك لا بد أن تتعب نفسك وتضغط على نفسك والإنسان لن يندم أيها الإخوة والأخوات على طلبه للعلم وعلى استفادته لن يندم أبدا والعلم شرف لمن حصله ولمن حرص عليه لكن لا بد أن يكون لك همة عالية في مثل ذلك لأجل أن تحقق طلبه ذكر التنوخي في كتابه "الفرج بعد الشدة" أن محمد بن عبد الملك الأصمعي ، الأصمعي هو الأديب المعروف والشاعر الذي لا يُشق له غبار وهو صاحب القصيدة المشهورة أو تنسب إليه الذي قال :

صـوت صـفير الـبلبل هـيـج قـلـبي الـثمل

الـمـاء والـزهـرمـعاً مـع زهـر لـحظ المقل

وأنــت يــا سـيدلـي وسـيدي ومـولى لـي

فـكـم فـكـم تـيـمني غــزيـلل عـقـيـقلي

إلى آخره في قصيدة طويلة تنسب إليه ، فالأصمعي كان في البصرة يقول وكنت أسكن في دويرة قديمة في دار قديم في البصرة وكنت فقيرا وكان بجانب هذه الدار دكان لبقال رجل عامي يبيع البقوليات يبيع البقدونس والنعناع كنت إذا خرجت في الفجر قال لي: إلى أين تخرج فأقول والله أخرج إلى درس المفسر فلان أدرس تفسير ، فإذا رجعت الظهر قال لي: من أين جئت ؟ قلت: من عند الفقيه فلان، فإذا خرجت العصر قال: إلى أين؟ قلت: سأذهب عند المحدث فلان ، إذا رجعت في المساء قال : من أين جئت؟ أقول : من عند المؤرخ فلان درست التاريخ ، يقول : فبقيت على هذا زمانا وأنا فقير فجعلت أبيع من ثيابي حتى آكل طعاما ، يقول فأمسكني يوما هذا البقال – رجل فاتح بقالة- فقال لي: لا تضيع عمرك مع هؤلاء ، لا تضيع عمرك حديث ..طلب تفسير ..طلب علم.. لا تضيع عمرك ، هذا لا يأكلك عيش ، لا تضيع عمرك فإنك والله لو جمعت كتبك كلها التي عندك وأعطيتني إياها على أن أعطيك حزمة بقل ما أعطيتك ، لو أعطيتني كل كتبك وقلت أعطني حزمة بقدونس ما أعطيتك ، لكن أحضر كتبك وعندي برميل كبير نضع فيه ماء ونطرح كتبك فيه ثم ننظر ما اللون الذي يخرج علينا ، يعني يستهزئ به ويتندر يقول الأصمعي : وكنت شابا فصرت أخرج قبل الفجر حتى لا يراني وأعود بعد العشاء متأخرا حتى لا يراني ، صار يحرج من ذمه له ومن كلامه عليه يقول رحمه الله تعالى يقول: فبينما نحن كذلك إذ أقبل رجل ودخل علينا في حارتنا من عند أمير البصرة وكان في ذلك الحين محمد بن سليمان الهاشمي يقول : فجعل يقول من يدل على الأصمعي ؟ من يدل على الأصمعي؟ يقول فدله الناس علي فجاء إلي وقال : يا أصمعي إن أمير البصرة يريدك ، قلت: يريدني أنا؟ قال: نعم ، قلت: ماذا يريد مني؟ قال: ما أدري ، لكن أمير البصرة يريدك لكن لا يصح أن تذهب إليه وأنت بهذا الحال يقول : وكان شعري طويلا ليس عندي مال أحلق به شعري وكانت ثيابي قديمة وممزقة ، قال فمضى ثم رجع إلي معه ألف درهم وأعطاها لي ، الألف درهم يعيش هذه بها الأصمعي عشر سنين ، يقول فأعطاها لي قال: اذهب وأصلح حالك ، قال: فذهبت واغتسلت وقصصت شعري واشتريت ملابس وتطيبت ، قال ثم جئت وذهبت معه إلى أمير البصرة ، قال: يا أصمعي إن هارون الرشيد من بغداد أرسل إلي يقول أرسل إلي رجلا أديبا يؤدب ولدي الأمين والمأمون فهل تشاء؟ قلت: نعم ، قال فجهزني ومضيت إلى بغداد فدخلت مع الخليفة فتحدثت معه فأعجب بي ، أعجب بحفظي للشعر ومعرفتي باللغة وسعة علمي ، أعجب الخليفة به قال ثم جعل لي غرفة في القصر عنده وصار ابناه يختلفان إلي أدرسهم فحفظتهم الحديث وحفظتهم التاريخ وحفظتهم القرآن قال وكان الناس إذا أرادوا من الخليفة شيئا يأتون إلي يقولون مثلا: نريدك أن تجعل الخليفة يعطينا كذا فكان الخليفة إذا أعطاهم أعطوني شيئا من ذلك ، الخليفة يعطيهم ألف يعطوه منها مائتين ، إذا كان واحد يريد ورقة من الخليفة فيعطيه ويعطيه وهكذا ، يقول : فكلما اجتمع عندي مال أرسلته إلى البصرة فاشتريت في البصرة بيتا ثم اشتريت مزرعة ثم اشتريت بساتين وصار عنده أموال في البصرة لأنه يعرف أنه سيرجع إليها ، يقول فلما قضيت سنين وصار أولاده يخطبون الناس خلاص صاروا يخطبون الجمعة ناداني هارون الرشيد قال لي : يا أصمعي ، قلت: نعم ، قال: يا عبد الملك هو اسمه عبد الملك بن قريب الأصمعي ، قال: يا عبد الملك ، قلت: لبيك ، قال: فكان الناس ينادونني يا مؤدب الأمير ، يا صاحب الخليفة ، لكن الخليفة ما يقول يا صاحب الخليفة ، يقول يا عبد الملك من باب أنه صاحبه ، قلت: نعم ، قال: قد انتهت حاجتنا منك الآن الأولاد خلاص يجالسونني من اليوم لا يحتاجون إلى دراسة فإن شئت أقمت عندنا وإن شئت رجعت إلى البصرة ، قلت: بل أرجع إلى البصرة ، قال: تمنى علي ، ماذا تريد أن أعطيك قبل أن تذهب؟ قلت: خلاص أنت أعطيتني كل شيء ، قال: أقسمت عليك أن تخبرني بحاجة تريدها ، فقلت له: أريد أن تكتب إلى أميرك في البصرة أن إذا سمع بمجيئي إلى البصرة أن يخرج هو وحاشيته في استقبالي يعني يريد أن يجعل لنفسه مكانة ، أن يخرج هو والحاشية ومن معه من الوزراء يستقبلونني وأن يأمر الناس ثلاثة أيام أن يأتوا إلي في قصري يسلمون علي ويقبلون رأسي ، فقال: لك ذلك ، فكتب إلى أميره وفعلا أقبل الأصمعي فلما اقترب من البصرة خرج إليه أمير البصرة واستقبله هذا صاحب الخليفة استقبله ثم جلس في قصره والناس يدخلون عليه في ثلاثة أيام فدخل في اليوم الأول الأمراء والوزراء وفي اليوم الثاني كبار التجار والوجهاء وفي اليوم الثالث دخل عامة الناس والفقراء يقول الأصمعي وبينما أنا استقبل الناس إذ أقبل إلي رجل يلبس جرموقا من غير خف يعني يلبس حذاء من غير شراب وواضح عليه أنه رجل ضعيف الحال فقير ليس له مكانة في الناس يقول : فأقبل إلي وسلم علي ثم قال: آه يا عبد الملك ، يقول : فلما قال عبد الملك هكذا حاف تذكرت نداء الخليفة لي لأن الناس إذا سلموا علي يقولون يا صاحب الخليفة يا مؤدب الأمير، هذا يقول : يا عبد الملك يقول فتذكرت لما كان الخليفة يقول لي : يا عبد الملك ثم نظرت إليه قال: هل تذكرني؟ قلت: نعم ألست صاحب البقال؟ ألست صاحبي الذي تقول لي ماذا تريد من طلب العلم اذهب تعلم صنعة أحضر كتبك وافعل بها كذا ، ألست صاحبي البقال ، قال : نعم ، قلت له : قد عملت بنصيحتك أيها البقال ، أنت طلبت مني أن أجمع كتبي ثم ألقيها في برميل فيه ماء وننظر ما الذي يخرج فقد جمعت كتبي وألقيتها في صدري فخرج ما ترى من حالي ، يقول: فقال لي اجعل لي عندك وظيفة ، وظفني عندك ، قال : فجعلته حارسا عند أحد البساتين بعد ما كان يقول له لن أعطيك حزمة بقل يقول جعلته حارسا عند بعض البساتين .

=فالمقصود من هذا أيها الأفاضل والأخوات أن الإنسان يحرص على طلب العلم ويعلم أن هذا التعب سيكون له نتيجة مشرقة .

العلماء يقولون:من لم يكن له بداية محرقة لم يكن له نهاية مشرقة

ويكون له همة عالية هذه النقطة الأولى

النقطة الثانية: الإخلاص لله سبحانه وتعالى في طلبك للعلم وفي عملك يقول سفيان رحمه الله تعالى يقول:قل لغير المخلص لاتتعنى-لاتتعب لأن عملك غير مقبول والله جل وعلا يقول:" مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " ويقول جل وعلا " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" وليس هناك طاعة أعظم إلى الله تعالى من الاشتغال بما اشتغل به الأنبياء من طلب العلم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتعليمه للناس.

انتبه أن يكون علمك لغير الله قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ من طلب العلم ليجاري به العلماء ، أو ليماري به السفهاء ، و يصرف به وجوه الناس إليه ، أدخله الله النار]

الراوي:كعب بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 106

خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

فانتبه لايكن طلبك للعلم لتجاري العلماء ولا لتماري السفهاء لتظهر علمك عند السفهاء ولالتصرف وجوه الناس إليك*فإن هذا من أعظم الخطايا بل احرص على أن يكون طلبك للعلم بهمة عالية برغبةٍ فيما عند الله سبحانه وتعالى وأن يكون عملك لله جل وعلا .

الأمر الثالث: والوصية الثالثة لإخوتي وأخواتي أمسك لسانك عن العلم والعلماء انتبه من أن تكون واقعًا بلسانك في العلم والعلماء وقد حذَّر السلف رحمهم الله تعالى من أن يقع الإنسان بلسانه في العلماء.

نحن أيها الأخوة الكرام قبل سنين كانت كلمة العلماء مجتمعة وكنت لاتذهب إلى بلد إلا رأيت العلماء قد اجتمعت قلوبهم سبحان الله حتى إذا أفسد الشيطان بينهم رأيت أنهم بدل أن كانوا جماعة واحدة يتعاونون على الخير ويدفع بعضهم عن بعض ويحب بعضهم بعضًا بدل ماكانوا جماعة أصبحوا عشر جماعات وصُنفوا كما قال الله تعالى:"وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ -لماذا؟؟- إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا" الشيطان يُفسد بين الناس أيها الإخوة الكرام انتبه لا تكن تقع بلسانك في إخوانك !! انتبه لاتقع بلسانك في إخوانك.

كان السلف يتحرجون حتى من الكلام في رواة الحديث.

البخاري رحمه الله تعالى الذي ألَّف أصحَّ كتابٍ في الدنيا بعد كتاب الله جل وعلا*

كان البخاري عالمًا بالحديث عالمًا بالرجال يعرف الرجال في الحديث لما تقول له هذا الحديث حدثنا به فلان عن فلان عن فلان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا يدرسه لك يقول فلان هذا ضعيف فلان هذا..... يقولون كان البخاري يتحرج إذا قيل له ماتقول في فلان ؟؟ وفلان هذا مثلاً يكون كذابًا في الحديث . يتحرج أن يقول هو كذاب يخاف من الله أن يقولها على مسلم قالوا فكان يشير بيده يعني كأنه يقول اتركوه يتحرج من أن يقول كذاب وهو يذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

=وجلس علي ابن المديني يومًا بين طلابه وهم يسألونه في الأسانيد في أسانيد الحديث فيقولون مثلاً ماتقول في الراوي فلان ؟؟ فيقول فلان هذا ضعيف الحفظ .ماتقول في الراوي فلان ؟ فلان هذا يختلط عليه الحديث . ماتقول في فلان هذا كذاب لاتأخذوا حديثه ماتقول في فلان وكان عندهم رجل عامي ليس طالب علم وعلي ابن المديني عالم من علماء الحديث كما تعلمون يحيى بن معين وعلي ابن المديني وأحمد ابن حنبل أئمة في الحديث قال فقال هذا الرجل التفت إلى علي ابن المديني وقال ياشيخ إنك تتكلم في أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة قال فبكى علي ابن المديني .

هذا ياجماعة وهو يذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لايتكلم في فلان يقول هذا مرائي أو هذا إخواني أو سلفي أو تبليغي أو تكفيري . لا يقول فلان سيء الحفظ لاتأخذوا حديثه فقط فما بالكم ياإخواني ووالله العظيم إني لكم ناصح أنا ترى ماجئتكم في الجامعة لأدلكم على غير السنة أو أجعلكم على مذهبٍ غير مذهب سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله العظيم ماجئتكم إلا ناصح *انتبه لاتكن من الذين يصنفون الناس ويقعون في أعراضهم وإذا تكلم قال والله اتركك من فلان هذا قصاص أو فلان هذا إخواني وفلان هذا يعارض منهج السلف وفلان هذا سلفي متشدد وفلان هذا تكفيري وفلان..... لا أمسك لسانك عن إخوانك المسلمين .

جلس رجل عند أظنه أويس القرني أو غيره قالوا فوقع هذا الرجل يتكلم في أحد المسلمين يغتابه يقول فلان هذا كذا وكذا فالتفت إليه أويس وقال له هل غزوت السند ؟ قال لا . قال هل غزوت التتر ؟ قال لا. هل قاتلت الروم ؟ قال لا. قال سبحان الله سلم منك عبدة الأصنام وعبدة الأوثان ولم يسلم منك إخوانك المسلمون. فكذلك أيها الإخوة الكرام في مثل هذا. والله تعالى ينتقم لأوليائه كم من إنسان كان يقع في الدعاة ويقع في العلماء ويقع في طلبة العلم بلسانه ثم ابتلاه الله تعالى بفضيحةٍ قبل موته. يقول الإمام ابن عساكر رحمه الله:" اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة فمن تعرَّض فيهم بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " انتبه لاتكن تقع بلسانك في الناس وأعرف شخصًا سبحان الله كان يجلس معنا وينتسب إلى العلم يحضر معنا بعض دروس العلماء لكن لسانه كان وسخًا على المشائخ وطلبة العلم وإذا جلس يقول لك لا فلان هذا ماعنده علم هذا مرائي . هل دخلت قلبه وشققت عن نيته؟!! وفلان هذا هذا قصاص لاتأخذوا منه العلم وفلان هذا هذا...... سبحان الله ولايكاد يسلم من لسانه أحد ثم تُفاجئ بعدها بفترةٍ معينة يصلني خبره أن الشرطة قد قبضوا عليه في حالة زنا عياذًا بالله. سبحان الله انظر كيف أمات الله قلبه .مثل ماقال ابن عساكر يقول:" ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " مات قلبه ومات إيمانه حتى وقع في مثل هذه الفاحشة .

فأنا أقصد أيها الإخوة والأخوات أن تحفظ لسانك. العلم ينبغي أن يؤدِّب صاحبه إذا لم يفدك العلم أنك تتأدب مع الناس وتمسك لسانك معهم فما هو بالعلم الشرعي الذي يريده الله تعالى من عباده.

زرت مرةً أحد البلدان وهذا البلد فيه عدد كبير من العلماء والمشايخ ماشاء الله فتوجهت لألقي محاضرة وكانت في صالةٍ كبرى قد استأجرها الإخوة لإلقاء المحاضرات فيها فلما توجهت إليها لإلقاء المحاضرة كان هناك رجل يبيع سيديات cd محاضرات فمررت به وأنا ماشي إلى القاعة لأدخل المحاضرة قلت السلام عليكم كيف حالك بارك الله فيك ومشيت فلحقني قال ياشيخ ياشيخ . -وهو رجل بسيط يعني ليس طالب علم - قلت نعم قال ياشيخ ماحكم بيع أشرطة محاضراتك فتعجبت من السؤال قلت له بارك الله فيك بعها جزاك الله خير أنت تعين على نشر العلم وتكتسب مالًا بعها فقال إن الشيخ فلان يقول :الذي يبيع أشرطة محاضرات العريفي كافر لأنه يعين على نشر البدعة ونشر الضلال وإلى آخره فأنا لم أرد بكلمة لأني أعلم أني لو رددت عليه بكلمة لو قلت مثلاً فلان هذا جاهل لا تأخذ بكلامه لنُقلت الكلمة إليه مباشرة إلى فلان ذاك فبدل مايقول فيَّ كلمة سيقول عشر فانا أردت أن أغلق الطريق على الشيطان سكتّ قال أنت مارأيك ياشيخ؟؟ يريد أن يستخرج مني كلامًا , فسكتّ حتى كلمة الله يعفو عنا وعنه، سامحه الله لم أقلها لأنها تُشعر وتوحي إليه أني غضبان من كلامه فسكتّ ولم أقل كلمة. فتبعني أكثر قال ياشيخ قلت نعم قال لماذا لاتبقى معنا في البلد فقلت له ماشاء الله بلدكم مليء بطلبة العلم وفعلًا بلدهم فيه طلبة علم كثير فقال ياشيخ قتلتهم الخلافات بينهم وهذا هو مربط الفرس قال قتلتهم الخلافات بينهم -يعني- بدل مايشتغلوا بتعليم الناس وتفسير القرآن ونشر العلم اشتغل بعضهم بالوقيعة في بعض فانتبه ياأخي الكريم من أن يكون لسانك واقعًا في أعراض إخوانك وكثير من هؤلاء الذين يقعون في أعراض إخوانهم ويتكلمون فيهم هم في كثيرٍ من الأحيان إنما يسوقهم إلى ذلك هوىً في النفس وليس أدلة شرعية يقومون عليها . فاحفظ لسانك وليس هناك داعٍ إلى أن تصنف الناس واجعل نفسك مقبولاً مع كل الناس . رحم الله شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله كنا نحضر درسه ويحضر معنا من ينتسب إلى كذا ومن ينتسب إلى فلان ومن ينتسب إلى فلان وقد استطاع أن يجمع الجميع أنت احفظ لسانك كوِّن علاقة مع الجميع .

أنا أحيانًا أسافر إلى بعض البلدان فأقول لهم مثلاً لماذا لاتضعون لي محاضرة في ذلك المسجد ذلك المسجد كبير أنا طبعًا لاأعرف البلد لكن أمر على مسجد ماشاء الله كبير أقول ياأخي ضعوا لي محاضرة فيه. فيقول ياشيخ هذا المسجد للجماعة الفلانية. أقول طيب المسجد هذا ليهود يعني أو لبوذيين ؟؟ فيه صنم ؟؟ . قال لا لكنهم هم ينتسبون للجماعة..... أقول ضع لي محاضرة فيه وأذهب وأتكلم معهم وأحدِّث عندهم ويتأثرون . فاحرص على أن تتعاون مع الجميع مادام أنك ستقول مايرضي الله سبحانه وتعالى . يعني أنا أعطيكم مثالًا لو هناك مثلاً جمعية نصرانية ودعتك لإلقاء محاضرة عندهم وقالوا لك أنت لك المجال في أن تختار الموضوع الذي يناسبك . طيب هل ستوافق أم لا تلقي محاضرة على المنصرين على القساوسة هل ستوافق أم لا ؟؟ أجيبوا . نعم ستوافق اذهب وتكلم عن التوحيد ، تكلم عن أن أصل رسالة عيسى عليه سلام الله كانت التوحيد وأن الله لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا اذهب وتكلم عن التوحيد . طيب لو كان هناك مسجد ينتسب إلى الجماعة الفلانية غير جماعتك الإسلامية التي أنت تنتسب إليها وطلبوا منك أن تلقي محاضرة لجماعتهم هل تذهب أم لا؟ لماذا قلتم لا ؟؟ الآن النصارى ستذهب إليهم وستتكلم وإخوانك المسلمون لن تذهب إليهم !! هذا هو حظ النفس ياجماعة الذي نحذر منه اذهب إلى أي مكان وادعو إلى الله تعالى"قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ " لكن تكلم بما يوافق الكتاب والسنة أنا لو دعاني عبدة الشيطان لزيارتهم وإلقاء محاضرة عندهم لذهبت وسأتكلم بما يرضى الله تعالى وبما يوافق الكتاب والسنة . فكيف إذا كانت جماعة تنتسب إلى الإسلام وإلى المسلمين ؟؟ لماذا لاتذهب إليهم ؟؟!! كوِّن علاقة مع الجميع وإذا تخرَّجت وذهبت إلى بلدك احرص على أن تكون محبوبًا عند الجميع تذهب إلى هذه الجماعة وتسلم عليهم وإلى الجماعة الأخرى وتهدي إلى رئيسهم هدية وإذا نسقت لأحد المشايخ وجاء إليكم في البلد فاذهب به وزر جميع هذه الجماعات حتى تكون مقبولاً عند الجميع مادام أنهم إخوة لك مسلمون حتى وإن اختلفت أنت وإياهم في وجهات النظر فإن خلافك معهم لم يخرجهم من الإسلام يبقون مسلمين معك . فانتبه أول شيء احفظ لسانك ولاتقرأ الكتب التي تؤجج وتزيد الطعن في العلماء أنا اطلعت على بعض المواقع في الإنترنت يومًا وإذا هو يعني كاتب قرابة المئة شيخ كل من يرد على رأسك من العلماء والدعاة يعني تقرأ مثلاً تلك الأيام كان مثلاً مكتوب ابن باز، ابن عثيمين، ابن جبرين ،الألباني،مقبل الوادعي رحم الله من مات منهم وكل هؤلاء ماتوا والله المستعان عسى الله يجمعنا بهم في الجنة . ثم أبو إسحاق الحويني ، محمد حسان ، عائض القرني ، محمد العريفي ، سلمان العودة ،القرضاوي ، ال..... وبين قوسين لكل واحد منهم وصف . (مرجئ )،(قصاص )،(مبتدع ) هكذا سبحان الله فبحثت في هذا الموقع اسم لبوش أو أوباما أو شارون فلم أجده يذمهم أبدًا إنما سلطه الشيطان على العلماء أيضًا والدعاة ، على خدَّام الدين ليس على عامة الناس ، والعلماء يقولون إنه كلما ارتفعت رتبة من اغتبته وتكلمت في عرضه صار الإثم أشد ..

=فأنا أُحذِّر إخواني وأخواتي من الوقيعة في العلماء أُحذِّركم أيها الإخوة الكرام من الوقيعة في العلماء واحرص على أن تزيل مافي قلب غيرك عليك ، إذا كان هناك واحد من الدعاة يعني ينافسك أو يحسدك اكسبه بالأخلاق الحسنة . أنا أذكرُ مرة كنا في جدة وكان هناك أحد المشايخ هناك عنده مجلس كبير فعنده أحيانًا في يوم الثلاثاء بالليل يدعو أحد المشايخ لإلقاء درس والذي يحضر في هذا الدرس مشايخ كبار ، هو ليس درسًا علميًا يعني يطرح قضية يطرح مثلاً قضية مثلًا طلب العلم ، قضية مثلاً *السلام مع اليهود ، قضايا فكرية يعني فيوم من الأيام كنت أنا الضيف وكنت أتكلم عن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله، *في هذه الأثناء وأنا ألقي دخل أحد المشايخ وأعلم أن هذا الشيخ فيه حسد عليّ من خلال بعض كلماته التي تبلغني ويعني يحسد لماذا فلان مثلا يلقي محاضرات والناس يجتمعون له ؟؟ وشيء في النفوس يعني الله يعفو عنا وعنه . فأول مادخل أردت أن أُذهب مافي نفسه بإجلاله وتكريمه فأول مادخل وأنا ألقي طبعًا أنا ألقي المحاضرة ولست أنا صاحب البيت فهناك صاحب البيت كلما دخل شخص قام إليه وقال مرحبًا بك تفضل وأجلسه على كرسي وأنا أواصل كلمتي لأنه ليس من المنطق كلما دخل أحد أتوقف وأقوم أسلم عليه هناك تصوير وهناك تسجيل وهي منقولة في الإنترنت فصعبة أن تقطع كلمتك كل قليل وهناك من هو مختص باستقبال الناس يعني لكنني مع ذلك وأنا أتكلم لما دخل حتى أذكر أنه دخل بإحرامه كان قد أحرم وهو في الطريق ومرَّ ليتعشَّى معنا ثم يذهب إلى مكة للعمرة فأول ما دخل قطعت كلمتي متعمدًا وقلت مرحبًا بالدكتور فلان أهلاً بالدكتور فلان تفضل تفضل وأزحت له قليلاً وأجلسته بجانبي لأُذهب مافي نفسه من حسدٍ علي ولمّا يشعر أنني أكرمته وبجَّلته ورفعت مكانته أمام مجموعة من العلماء الحاضرين سيذهب مافي نفسه يعني هكذا أنا تخيلَّت وتوقعت ثم لما انتهيت من الكلمة رحبت به وأنا لست صاحب البيت ثم قلت نريد أن نسمع من الدكتور فلان تعليقًا وأعطيته الميكرفون المهم أنه انتهينا وتعشينا وتفرقنا فلما رجعت إلى غرفتي وأردت أن أنام جعلت أقرأ الرسائل التي في جوالي وإذا قد وصلتني منه رسالة وهو لا يعلم أن رقمه عندي أنا قد خزنت رقمه من قديم منذ أن يعني ممكن من عشر سنوات لكن مابيني وبينه اتصال فهو لايعلم أن رقمه عندي فكتب لي أنا كنت أحد الحاضرين اليوم في محاضرتك لايعلم أنني أعرفه يقول أنا كنت أحد الحاضرين اليوم في محاضرتك وتعجبت من جهلك ومراءاتك وسوء كلامك وعدم حفظك فماهذا الجهل الذي تصدرت به ؟؟ وإذا هو يتكلم ياجماعة كأنما يتكلم يعني عن أقل الناس وعن شخص لم يشتغل يومًا بالعلم ولم يدخل كلية شريعة ولاشيء طبعًا هو لم يحضر إلا آخر عشر دقائق أصلاً هو جاء متأخرًا يعني فكتبت له قلت يافضيلة الشيخ الدكتور فلان أخبرته أني أعرفه أنت لم تحضر إلا آخر عشر دقائق والمحاضرة ساعة فكيف حكمت أني جاهل خلال هذه العشر دقائق ثم إن أخاك له درس في كل سبت في العقيدة في شرح الواسطية وله درس يوم الأحد في عمدة الأحكام في الفقه في المسجد الفلاني وله درس في كذا وله درس في كذا ويحضر أعداد كبيرة إن كان كل هؤلاء يحضرون عندي من أربع سنوات وهم يرون مني جهلاً فمالذي يجعلهم يواصلون ثم نصحته بإمساك لسانه نصحته برفق -يعني- حتى أيضًا لايكون فيها تشفِّي مني وانتقام فأنت ستواجه أقوامًا على مثل هذا الحال أقوام ممن يحسدونك ممن يفترون عليك فقابل إسائتهم بالإحسان "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" ..

هذا أيها الإخوة والأخوات من أهم ماينبغي أن *تحرص عليه خذها مني نصيحة لله : الحياة قصيرة والعمر قصير أمسك لسانك عن أخوانك ، أمسك لسانك عن إخوانك تذكَّرها دائمًا.

*وإذا سمعت من يقع في العلماء أو يقع في الدعاة أو يصنفهم قل له يافلان إذا لك ملاحظة على فلان اذهب إليه وانصحه واصدقه النصيحة وادعو الله له بالصلاح وانتبه لاتقع في أعراضهم فإنها والله هي المهلكة وربما ابتلاك الله تعالى بشيء في دينك أو في عرضك بسبب وقيعتك في إخوانك.

-أخيرًا أيها الإخوة الكرام لابد للإنسان إذا أراد أن يعمل أن يختار له إخوة كرام يتساعدون معه على العمل الخيري سواءً أنت كنت تدرس في علمٍ شرعي أو تدرس في طبٍ أو تدرس في هندسة أو في غير ذلك لا بد أن تحرص أن يكون لك مجموعة تعمل من خلالها أو عمل مؤسسي مثل مايقال كما قال الله جل وعلا: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" الله تعالى يقول لنبينا عليه الصلاة والسلام: اصبر نفسك كن مع العلماء وكن مع *صالحي الصحابة هذا وهو نبي عليه الصلاة والسلام فما بالك بحاجة غيره .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا أسأل الله أن يجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا أسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته *أسأل الله أن يستعملنا جميعًا في طاعته اللهم استعملنا في طاعتك ولا تشقنا بمعصيتك يارب العالمين اللهم استعملنا في طاعتك اللهم لاتشقنا بمعصيتك اللهم اجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم ياكريم ياعظيم المن ياكريم الصفح ياحسن التجاوز ياواسع المغفرة ياباسط اليدين بالرحمة ياذا الجلال والإكرام يارب العالمين ياحي ياقيوم اللهم اجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم ياكريم ياذا الجلال والإكرام يارب العالمين وهذا وأسأل الله جل وعلا أن يجزيكم خير الجزاء على هذا الحضور الطيب فأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على هذا الحضور الطيب وأعلم أن وقت المحاضرة ربما لا يكون مناسبًا بعد الفجر لكن جزاكم الله خير على هذا الحضور وجزى الله أيضًا الإخوة في جامعة أفريقيا خير الجزاء على ترتيبهم ومشايخي الكرام شيخنا الشيخ الدكتور عبد الحي والشيخ ماهر والإخوة جميعًا الذين قاموا بالتنسيق والترتيب وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*والنبي عليه الصلاة والسلام يقول فيما رواه الترمذي "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة . قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : تامة ، تامة ، تامة"*

الراوي:أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 586 خلاصة حكم المحدث حسن.*

فاحرصوا من كان جالسًا للإشراق الآن قد أشرقت الشمس يعني من صلى الفجر في جماعة ثم جلس حتى أشرقت الشمس فليصلي ركعتين ليكتب له مثل هذا الأجر والحديث رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع *صححه الألباني رحمه الله.

وفق الله الجميع وصلى الله على نبينا محمد..

http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=187162