|
|
|
| مصطفى حسني |
---------------------------------------
بسم الله والحمد لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، مُستمرين في رِحلتُنا لزيارة أهل الجنة وكل يوم فيها نوقِظ ضمائِرنا،ويقول الله تعالى عن الحياة في الجنة "إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴿٥﴾عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴿٦﴾"[سورة الإنسان].
أخلاق أهل الجنة
باب المُتكلِم بعلم: شخص يسكت عن الكلام إلا فيما يعلم يقيناً، فقال صلى الله عليه وسلم "إنَّ اللهَ وملائكَتهِ وأهلَ السمواتِ والأرضِ حتى النملة في جُحرها، وحتى الحوت ليصلّون على مُعلِّمِ الناسِ الخيرَ" الراوي أبو أمامة الباهلي. المُتكلِم بعلم يكون مجاور للرسول الذي لم يكن يتكلم إلا بعلم فحين سألهُ سيدنا جبريل عن الساعة قال صلى الله عليه وسلم "ما المسؤلُ عنها بأعلم مِن السَّائلِ" الراوي عمربن الخطاب، ويكون بجوارِ سيدنا مالك بن أنس، نحسبهُ مِن أهل الجنة، الذي سألهُ أحد الأشخاص عن عِدة أمور فقهية أجاب في مُعظمِها بلا أعلم.
خطة الشيطان
الشيطان يحاول أن يجعل الإنسان فتّاي والفتّاي هو المُتجرأ على الكلام بغير فِهم أو معلومة دقيقة ويقوم الشيطان بذلك ليُحقق هدفه في نشر الضلال. الشيطان يستهدف رغبة الإنسان في إعتلاء مقام الُأُستاذية وتبريرهُ هو أن ما يقوم بهِ هو اجتهاد وليس فتي.
حصاد الشيطان
علامات الشخص الفتّاي
- فتّاي الجِدال: الذي يستخدم كُل شئ حتى ينتصر في جدالهِ ويقول الحُكماء إذا أُريد بقوم شرٍ فُتح عليهم باب الجِدال وأُغلق عليهم باب العمل. الفرق بين النِقاش والجِدال النِقاش هو نُصرة الحق والجدال هو نُصرة النفس.
- فتّاي البحث عن المكانة: الذي يتكلم بغير علم رغبةً في الحصول على مكانة ومركز بين الناس.
- الفتّاي المكسوف: الذي يفتي لأنهُ مكسوف من جهلهِ بأمرٍ ما وتحدث الله تعالى عن ذلك" وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴿٤٣﴾ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴿٤٤﴾" [سورة يوسف].
حصاد الفتّاي
- توقف الفتّاي عن التعلُم: فالفتّاي ينشأ لديهِ الشعور بالرِضا عن النفس فيتوقف عن التعلُم ويقول أحد الصالحين عن الفتّاي إنهُ شخص لا يدري ولايدري إنهُ لا يدري وبالتالي فهو جاهل.
- ضلال المجتمع وتشوه المفاهيم: فيقول صلى الله عليه وسلم " إن اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزِعُهُ من العبادِ، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا، اتخذَ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلوا، فأفْتَوا بغيرِ علمٍ فضلوا وأضلوا" الراوي عبدالله بن عمرو.
- الندم في الآخرة: فيقول صلى الله عليه وسلم "من أفتى بغير عِلم كان إثمهُ على من أفتاه…" الراوي أبو هريرة.
الوقاية والتعافي
- المبدأ: الفتّاي هو المُتحدث الرسمي بإسم الشيطان.
- صيدلية الذِكر: الدعاء "اللهُم علمني ما أنزلت واسكِت لساني عما جهِلت واغفرلي ما أسرفت".
- الخطوة العملية: تعلَم ما تُحب الكلام فيهِ وفي حالة جهلك بأمر ما قُل لا أعلم.
جنة المُتكلِم بعلم
- لا يتكلم إلا بيقين.
- يُكثر من السؤال حتى يتعلم.
-لا يستحي من كلمة لا أعرف.
- لا يعتقد فى نفسهِ الحق.
وعن مكافأتهِ يقول صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقًا يلتمس فيهِ علمًا سهَّل اللهُ لهُ طريقًاً إلى الجنةِ…" الراوي أبو الدرداء.