الحقوق محفوظة لأصحابها

عمرو خالد
تبرز الحلقة التاسعة من برنامج (قصة الأندلس)، الجزء الأول من سيرة رجل يُدعَى عبدَ الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي في أرض الأندلس، وهو الملقب بالأمير الفذ وصقر قريش ويعرف تاريخياً بـ (عبد الرحمن الداخل).

-------------------------------------

الشخص المعجزة

قد يكون هناك شخص لديه حلم وهدف أو مشروع أو طموح، ولديه شئ من القوة ليغير الدنيا كلها، سنتحدث عن ذلك الشخص الذى غير تاريخ العالم وتاريخ المسلمين وصاحب ذلك التمثال الذى نحته الإسبان عام 2005 احتفالًا بأمجاده وهو صاحب القصة عبدالرحمن الداخل، اسمه بالكامل عبد الرحمن ابن معاوية الأموى القرشى.

لقد قام المسلمون بفتح الأندلس سنة 92 هجريًا، وانتهى عصر الولاة عام 138 هجريًا، وخلال تلك الفترة تم فتح الأندلس فى عهد الأمويين، وكان حكم الأندلس خلال فترة حكم الأمويين ولهذا تم تسميتهم بالولاة وقد بدأ عهد الولاة بموسى بن نصير وقت فتح الأندلس وانتهى بيوسف الفهرى، وفي نهاية عهد الولاة سقطت الخلافة الأموية وبدأت الخلافة العباسية وحدث صراع بين الأمويين والعباسيين ومعارك طاحنة تخللها دماء وذبح للأمويين وانتهت بانتصار العباسيين وسقوط الخلافة الأموية وذلك فى عام 132 هجريًا. وكان تأثير تلك الأحداث على الأندلس هو عدم تحديد هوية الأندلس أو لأى خلافة تنتمى، هل الأموية أم العباسية؟ ولم يكن يوسف الفهرى لديه من الجرأة ليعلن استقلال الأندلس، بالإضافة إلى الحرب الداخلية بين اليمينين المقيمين فى إشبيلية والقيسيين وهم أصلهم قريشيين أو حجازيين، إضافة لوجود العديد من الثورات داخل الأندلس لدرجة إن المحللين قالوا أن الإسلام سينتهي من الأندلس قريبًا، لولا المعجزة وهى عبد الرحمن الداخل وهو شخص يفكر في وحدة الناس بلا ثأر أو أنانية أو غل.

عبد الرحمن الداخل

ولد عام 113 هجريًا، كان والده من قادة الأمويين وأمه من المغرب العربى (البربر)، ثم مات أبوه ورباه هشام بن عبد الملك فتربى في بيت الخلافة وتعلم الفروسية واللغات والمصارعة وفنون السياسة. وعندما بلغ من عمره 12 عامًا، كان الناس يتحدثون عنه أنه ولد غير عادى، وفي ذلك الوقت رجل اسمه مسلمة بن عبد الملك رأى رؤية أن ملك الأمويين سيسقط من الشرق وأن ولد اسمه عبد الرحمن ابن معاوية سيعليه ويقيمه من الغرب وبدأت الرؤية تنتشر بين الناس، وعند سقوط الأمويين بدأ العباسيون في ذبح كل رجال الأمويين وكانوا يبحثون عن رجال الأمويين فى كل مكان ومن ضمن هولاء الرجال هو عبد الرحمن وكان عمره وقتها 19 سنة وكانوا يبحثون عنه لأنه تربى في بيت الخلافة وأيضًا بسبب الرؤية. اختبأ عبد الرحمن لمدة ست سنوات فى الشام ثم عرفوا مكانه، فذهب للعراق فعرفوا مكانه فذهب عند قرية على نهر الفرات وكان مختبئًا هو وأخيه هشام وزوجته وابنه وعندما وصلت خيول العباسيين لمنزله فبكى ابنه وزوجته فأعطى الولد لزوجته وقال لها: "ربىٌ هذا الولد إلى أن يشاء الله شيئًا" وأخذ أخيه هشام وقال له: "ألقِ بنفسك فى الفرات" فرد أخوه قائلًا" "لا أعرف السباحة جيدًا" فقال له عبد الرحمن: "ألقِ بنفسك في الفرات" فرموا بأنفسهم في الفرات والعباسيين يقفون بخيولهم على نهر الفرات وأخذوا ينادوا عليهم: "ارجعوا ولكم الأمان" وحلفوا لهم لن نمسكم بسوء، وكان هشام قد تعب من السباحة فقال لعبد الرحمن سأرجع، فرد عبد الرحمن: "سيقتلوك، اسبح" فقال هشام: "سأرجع" ورجع هشام وسبح عبدالرحمن إلي الجانب الآخر وبمجرد ووصوله للجانب الأخر ذبحوا أخوه هشام أمامه على الجانب الأخر.

رحلة الهروب

هرب عبد الرحمن إلى مصر ثم إلى برقة في ليبيا ثم إلى القيروان في تونس، كل هذا والعباسيين يلاحقونه، ثم ذهب عند أخواله من البربر في المغرب واختبأ عندهم 4 سنين لكن حاكم القيروان عبد الرحمن بن حبيب كان سمع النبوءة وعلم بوجوده فقرر أن يقبض عليه، فانطلق إلي الأندلس، فأراد الله سبحانه وتعالى من شخص أراد أن ينجو بنفسه أن ينجى الإسلام [...وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ...] {البقرة:251} فلولا الأحداث لما تغيرت الدنيا. فبعث عبد الرحمن بعبده بدر إلى الأندلس كي يتفقد الأخبار، فرد عليه بدر أنه لابد أن تبعث للأمويين في الأندلس كي يساعدوك فبعث 1000 جواب فرد عليه 100 فقط من الـ 1000 فبعث له عبده بدر مرسال في المغرب فسأله عبد الرحمن: "ما اسمك؟" قال: "تمّام" قال: "وما كنيتك؟" قال: "أبو غالب" قال عبد الرحمن: "الله أكبر فيتم الأمر لنا ونغلب إن شاء الله" –وهذا من باب التفاؤل- وبعدها تحرك من المغرب إلى الأندلس عابرًا البحر وعمره 25 عامًا كي يبدأ مجدًا كبيرًا للإسلام والمسلمين في الأندلس.

وصل عبد الرحمن الداخل صقر قريش، وخرج بمركب وحده في بحر ذو أمواج شديدة حيث خرج من الساحل المغربي قرب مدينة وجدة في المغرب ولم يطلع عند مدينة سبتة أو مضيق جبل طارق لأن هذه الأماكن مليئة بالعسكر، وطلع عند مدينة ساحلية في إسبانيا تسمى المنكب -حيث يوجد الآن التمثال لعبد الرحمن الداخل- وصل يوم 15 أغسطس سنة 755 ميلاديًا، 138 هجريًا كي يبدأ نصرًا كبيرًا في الأندلس ويظل الإسلام بسببه 750 سنة أخرى في الأندلس.

الاتحاد

دخل عبد الرحمن الداخل المنكب وقد نجا بنفسه من الذبح وعمره الآن 25 سنة، ولم ينشغل بحياته الشخصية ولم يبعث لزوجته وابنه، ولكنه فكر في وضع الأندلس وبدأ يتواصل مع العائلات في الجنوب في الأندلس، وبدأ فكرة نتجمع لإعادة المجد للأندلس، حيث يقول المؤرخين أن الأندلس كانت تحتاج لمعجزة كي تقوم ثانية، فقد كان هو المعجزة. فبدأ بلم الشمل وزار آلاف البيوت. وبدأ الأمويين الهاربين من العباسيين يتجمعون في الأندلس تحت قيادة عبد الرحمن الداخل. وكان نصفه الآخر من البربر حيث تنتمى أمه، فبدأ البربر والأمازيغ وأهل المغرب الذين في الأندلس يجتمعون حوله. وهنا يتضح لنا أن فتح الأندلس تم بالعرب والأمازيغ حيث كان موسى بن نصير من العرب وطارق بن زياد من البربر، وأيضًا سيكون الفتح الثانى للأندلس على يد عيد الرحمن الداخل بنفس الاثنين. الأندلس تعنى المغرب العربي فبدون المغرب العربى لا يمكن دخول الأندلس.

بعد اجتماع الأمويين الهاربين وأيضًا المحبين للأمويين والبربر والأمازيغ حوله قام وبعث رسالة ليوسف الفهرى وهو أخر الولاة المعينيين من جانب الأمويين كاتبًا له: "فلنتجمع من أجل نصرة الأندلس، فلنتجمع من أجل الإبقاء على الأندلس" فعندما قرأ يوسف الفهرى الرسالة رفض التجمع فقد خشى أن لا يكون هو القائد فرد عليه رافضًا، فبعث له مرة ثانية فلنتجمع وثالثة ولكنه لم يرد عليه بل جهز له جيشًا كي يحاربه، فذهب عبد الرحمن الداخل إلى قائد اليمنيين في إشبيلية اسمه أبو الصباح اليحصبي وكان على نزاع مع يوسف الفهرى وعرض عليه أن يتحد معه بل ذهب لبيوت اليمنيين فردًا فردًا ووضع يده في يد 5000 فرد لمبايعته، وحدثت معركة المصارة أو المسارة.

المعركة والمسامحة

قبل بدأ المعركة كان عبد الرحمن الداخل يركب حصانًا ضخمًا وعظيمًا، فعندما شاهده اليمنيين قالوا أنهم لو انهزموا في المعركة سيتركهم عبد الرحمن في إشبيلية ويذهب إلي شمال إفريقيا فسمع عبد الرحمن بذلك فذهب لأبى الصباح وقال له: "إننى أجيد الرمى بالسهام وحصانى سريع فلن يساعدنى فخذ حصانى، اركبه وأعطنى بغلتك أركبها" فركب هو البغلة وأبو الصباح ركب الحصان، فأحبه اليمنييون وقالوا هذا رجل يريد الموت من أجل الحق ولا يريد السلطة، ودخلوا المعركة وانتصروا انتصارًا ساحقًا، لأن جيشه أحبه بسبب فعلته وأيضًا لصدقه ولأنه أراد الوحدة. انهزم يوسف الفهرى محاولًا الهرب وأراد اليمنيين ملاحقته، فقال عبد الرحمن الداخل: "لا تتبعوهم، نريد الوحدة، هؤلاء الناس سيكونوا عونًا لنا، لا تقتلوا ناس سيكونوا أصدقاء المستقبل" [عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ.....] {الممتحنة: 7} وهنا نرى عبد الرحمن أنه إنسان ليس بداخله غل ونفسيته سوية رغم أنه رأى أخيه وهو يٌقتل، ودخل قرطبة دون مقاومة لأن يوسف الفهرى انهار وهرب، وبدأت الناس تحاول اقتحام منزل يوسف الفهرى لتأخذ من ثرواته فوقف عبد الرحمن الداخل وأمن زوجته وأولاده وقال لهم: "لقد حدث لى مثل ما حدث لكم ولن أقبل أن يحدث ذلك لكم" واطمئن عليهم وأخذوا ملابسهم وخرجوا بسلام.

ومن هنا أحب الشعب الأندلسى عبد الرحمن الداخل، وبعدها أعلن أن الأندلس لن تكون تابعة للخلافة وانتهى عصر الولاة وأسمى نفسه بأمير الأندلس كي يبدأ عصر الإمارة، والرؤية في ذلك أنه لم يرى الأمور بجمود وأنه ليس من الضرورى أن يكونوا تابعين للخلافة بل الأهم هو انتصار وعزة المسلمين.

الدروس المستفادة:

1. لا تستصغر نفسك فالعالم يتغير بشخص.

2. لا تكون جامد الفكر فالمهم النصر بما يوازى الزمن الذى نعيش فيه.لأن من لديه جمود سيدوسه الزمن.

قام بتحريرها: قافلة تفريغ الصوتيات – دار الترجمة

Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة

يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع management@daraltarjama.com

-------------------------

The Story of Andalusia

by Dr. Amr Khaled

Ep 9

In the name of Allah the Merciful, the Ever-Merciful. Peace and blessings be upon Prophet Muhammad (SAWS).[1]

The main lesson behind today’s episode is that sometimes one person with a goal, a dream, enthusiasm, and power can change the whole world. This man is Abdul-Rahman ad-Dakhel. His full name is Abdul-Rahman Ibn-Mu'awia al-Umawi al-Qurashy. In 2005, Spain erected a statue to honor this man.

The Umayyads had conquered Andalusia in 92 AD[2] and it was ruled by governors under the authority of the Umayyad Caliph until 138 AD when the rule of the governors came to an end. The last of these Umayyad governors was Yusuf al-Fehri.

Around the same time, the Umayyad rule collapsed and the Abbasid Caliphate emerged, a bloody fight took place between them and as a result, these affiliated with the Umayyads were slaughtered wherever they were found. During this time, Andalusia did not know which ruler it should follow and Yusuf al-Fehri, the Governor of Andalusia then did not have the courage to claim it as an independent state.

Moreover, an internal clash between the Qurashies and the Yemenis erupted in Andalusia causing deep fissures, not to mention the many revolts already taking place there. Analysts were certain that Islam will be expelled from Andalusia. But Islam remained in Andalusia for 800 years, because of Abdul-Rahman ad-Dakhel; a man who united people, who had no selfishness or revenge, and had limitless ambition.

He was born in the year 113 AD. His father was close to the Umayyad rule and his mother was from the Amazigh; a mix which will help him later on. His father died early and he was raised by his uncle, Hisham Ibn-Abdul-Malik within the Caliph’s palace. When he was 12, everyone knew that he was not an ordinary boy. He had many talents and had shown an extraordinary enthusiasm for learning.

One day a man called Maslama Ibn-Abdul-Malik saw a vision that the Umayyad rule will fall in the East and a boy named Abdul-Rahman Ibn-Mu'awia will establish it in the West. This vision spread everywhere causing the Abbasids to slaughter every Umayyad man they found which led Abdul-Rahman to live as a fugitive for 6 years. He left his wife and son, witnessed his brother killed in front of his eyes, travelled from the Levant to Iraq, then westward to Morocco to escape. He sought out his relatives on his mother’s side in Morocco and hid there.

He soon had to leave Morocco again to Andalusia. He sent out 1,000 letters to Umayyads in Andalusia seeking protection, only 100 replied. He decided to sail out on his own and arrived at a village called al-Mankab where his statue stands today.

Once he arrived, he set out to unite the Umayyads because he was confident that the road to victory was through unity. His Amazigh origins on his mother’s side also helped him gain the support of the Amazigh. Notice here that the first conquest of Andalusia was made possible by the union of the Arabs with the Amazigh through Musa Ibn-Nusayr and Tarek Ibn-Ziad, and now the second conquest at the hands of Abdul-Rahman ad-Dakhel will be in the same way.

When he united the Umayyads and the Amazigh together, he sent out a letter to Yusuf al-Fehri, the Governor of Andalusia, asking him to join forces with them to save Andalusia. Yusuf al-Fehri refused Abdul-Rahman's initiative, fearing that Abdul-Rahman will claim the rule of Andalusia to himself. Abdul-Rahman sent him two more letters, when al-Fehri did not reply; he prepared an army to fight him.

Abdul-Rahman also went to Seville and sought the support of the Yemeni ruler Abul-Sobah al-Yahsobi who was in enmity with Yusuf al-Fehri. But Abdul-Rahman did not only rely on the support of the ruler, he went and knocked the doors of every Yemeni in Seville; making a pact with 5000 Yemenis personally.

A great battle took place between Abdul-Rahman ad-Dakhel and Yusuf al-Fehri called al-Mosara. Before the battle, a rumor spread among the Yemeni soldiers that if they are defeated, Abdul-Rahman will desert them and escape on his strong horse. He heard them so he went to Abul-Sobah and offered him his horse in exchange for Abul-Sobah’s mule. This gesture endeared him to the Yeminis; they felt that this man was willing to die for the sake of Allah (AWJ[3]) not for the sake of a throne.

They won the battle, and Yusuf al-Fehri escaped. The Yemenis wanted to follow him and kill him but Abdul-Rahman stopped them. He stopped people from ransacking al-Fehri’s palace and promised his wife and children safe passage. He did not want them to be treated the way he was treated. He gained popularity and ended the caliphate rule there and declared himself the Prince of Andalusia.

Two lessons to learn from this story: First, do not think you are small; one person can change the world. Second, be flexible; it was not essential to rule according to the caliphate way, what was more essential was to save Islam in Andalusia.

Translated by: The English Convoy – Dar al-Tarjama

AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة

This Article may be published and duplicated freely for private purposes, as long as the original source is mentioned. For all other purposes you need to obtain the prior written approval of the website administration. For info: management@daraltarjama.com

[1] SAWS = Salla Allah alayhe Wa Salam [All Prayers and Blessings of Allah be upon him]

[2] AD = After Hijra, i.e. after the migration from Makkah to Madinah

[3] AWJ = Aza-Wa-Jal [Glorified and Sublime be He].

--------------------------------------------------------

{L’histoire de l’Andalousie}

Episode 9: ‘Abd Ar-Rahmâne al-Dâkhel

Au nom d'Allah le Tout Miséricordieux, le Très Miséricordieux ; Louange à Allah Seigneur de l'Univers ; et que la Bénédiction et la Paix soient accordées à notre maître, le Messager d’Allah.

Je veux commencer cet épisode en disant : « Un homme qui a un projet dans sa vie, de l’ambition et de la force peut à lui seul changer le monde entier. ‘Abd Ar-Rahmâne al-Dâkhel en est un exemple. Son nom complet est ‘Abd al-Rahmâne ibn Mu‘âwiya al-Umawy al-Quraïchy.

Nous avons dit dans l’épisode précédent que l’époque passée était celle des Woulâh (gouverneurs). Elle a duré depuis la conquête de l’Andalousie par Moussa ibn al-Noussayr en l’année 92 de l’hégire jusqu’à l’année 138 de l’hégire sous le gouvernorat de Youssouf al-Fihry. Les gouverneurs de cette époque étaient tous de la famille Omeyyade.

A la fin de l’époque des Woulâh, la dynastie Omeyyade était en décadence et une lutte terrible entre elle et les Abbassides avait lieu. Ces derniers triomphèrent majestueusement et les membres de la famille Omeyyade étaient assassinés en masse. C’était en l’année 132 de l’hégire.

L’Andalousie se trouva dans un dilemme et ne sut auquel des deux partis elle devait se joindre ni si elle devait déclarer son indépendance du califat. De plus, il y avait une guerre intérieure entre les Yéménites de Séville et les Qaïssiyyîne descendants de Quraïche. Les révolutions intérieures ne finissaient pas et l’Islam semblait près de finir complètement en Andalousie. Il fallait un miracle pour le faire durer.

Ce miracle se réalisa avec ‘Abd Ar-Rahmâne al-Dâkhel qui l’accomplit en unissant les gens. Il est né en l’année 113 de l’hégire. Son père était un grand commandant Omeyyade et sa mère une Berbère du Nord de l’Afrique. Cette ascendance allait lui être utile tout comme le Maghreb a été utile à l’Islam en Andalousie. Son père est mort alors qu’il était encore jeune et il fut élevé dans la maison de Hichâm ibn ‘Abd al-Malik. A douze ans, les gens le désignaient déjà du doigt pour son habileté dans tous les domaines. Voyez comment il est important de s’occuper de l’éducation des enfants et que ceux-ci n’occupent pas leur temps uniquement avec les jeux électroniques.

Un homme appelé Masslama ibn ‘Abd al-Malik avait vu en songe que la dynastie Omeyyade allait chuter en Orient et que l’un d’entre eux nommé ‘Abd al-Rahmâne allait la faire renaître en Occident.

A leur ascendance au pouvoir, les Abbassides avaient commencé à assassiner tous les hommes ou les garçons de la famille Omeyyade. Ils cherchaient en particulier un jeune homme appelé ‘Abd al-Rahmâne qui avait été désigné par le songe. Il avait maintenant 19 ans. Il se cacha pendant six ans en Syrie et en Iraq dans un village au bord de l’Euphrate. Il avait avec lui, son frère, sa femme et son fils. Les Abbassides parvinrent à le trouver dans ce village. Il donna son fils à sa femme et s’enfuit avec son frère. A un moment de la poursuite, les deux frères se jetèrent dans le fleuve. Les poursuivant les appelèrent et leur promirent la sécurité. Son frère retourna vers eux et ils le tuèrent tandis qu‘Abd al-Rahmâne arriva à s’évader en Egypte et de là à se diriger vers le Nord de l’Afrique. Il se cacha pendant quatre ans chez ses oncles maternels Berbères. Le gouverneur du Kairouan abbasside le poursuivit et ‘Abd al-Rahmân n’avait plus comme destination que l’’Andalousie.

Il envoya son esclave nommé Badr vers ce pays pour étudier la situation là-bas. Badr envoya lui dire d’écrire aux gouverneurs omeyyades de l’Andalousie qui étaient au nombre de 1000. Il écrivit à tous mais seulement cent d’entre eux lui répondirent et il put finalement débarquer en Andalousie.

A l’âge de 25 ans, il devait commencer en Andalousie une grande aventure et une grande gloire pour les musulmans qui dura 750 ans après lui. Il partit seul dans une petite barque du village de Wichna au Maroc vers un lieu de la côte espagnole où se trouve la ville actuelle d’al-Mankib. Il débarque le 19 août de l’année (755 EC – 138 H).

Avant de penser à amener sa femme et son fils, il se mit à communiquer avec les familles de l’Andalousie pour les encourager à renouveler la gloire de ce pays. Il a accompli un miracle que chacun de nous peut réaliser si nous le décidons. Le premier moyen est le rassemblement, il visitait ainsi toutes les maisons une à une.

Les Omeyyades qui fuyaient les Abbassides commençaient à venir en Andalousie pour s’unir à lui et les Berbères de ce pays se sont unis à lui en raison de son origine berbère du côté de sa mère. Il faut remarquer que l’Andalousie n’a été conquise que grâce aux peuples du Maghreb arabe.

Après que tout le monde se soit assemblé autour de lui, il envoya un message à Youssouf al-Fihry, le gouverneur et lui demanda de s’unir à lui pour faire triompher l’Andalousie. Ce dernier craignant pour son pouvoir ne voulut pas s’unir à lui. Après avoir essayé plusieurs fois de le convaincre, ‘Abd al-Rahmâne se tourna du côté des Yéménites de Séville. Ils étaient sous le commandement de Abou al-Sabâh al-Ya‘çobi qui était en dispute avec al-Fihry. Mais ‘Abd al-Rahmâne ne se suffit pas de l’approbation de al-Ya‘çobi, il fit le tour des maisons Yéménites une à une. 5000 personnes lui firent serment d’allégeance.

La bataille de al-Moussara eut alors lieu entre ‘Abd al-Rahmâne et al-Fihry. Avant que la bataille ne commence, en le voyant sur un beau cheval fort, les Yéménites se dirent entre eux que, s’il leur arrivait de perdre la bataille, il allait s’enfuir avec ce cheval et les abandonner. Ayant eu vent de ces paroles, il prétexta que son cheval était très rapide et qu’il avait besoin de la jument lente d’ al-Ya‘çobi pour savoir mieux viser ses flèches, il lui donna alors son cheval et prit sa jument. Les Yéménites réalisèrent que ‘Abd al-Rahmâne ne cherchait pas le pouvoir mais la gloire pour l’Islam. Il put ainsi acquérir l’amour de l’armée par son geste avec leur commandant et ils triomphèrent brillement dans leur bataille contre al-Fihry.

Les Yéménites voulurent poursuivre al-Fihry et le tuer mais ‘Abd al-Rahmâne les en empêcha et leur dit qu’il recherchait l’union et non la vengeance. Il avait une grande personnalité. Il entra à Cordoue sans aucune résistance. Les gens se jetèrent sur la maison de al-Fihry pour la piller mais ‘Abd al-Rahmâne les en empêcha une autre fois et garantit la sécurité à la femme et au fils de al-Fihry. Il leur dit qu’il avait vécu la même situation et qu’il ne voulait pas que cela arrive aux autres. Il les laissa partir avec toutes leurs possessions et le peuple andalous l’aima encore plus en raison de sa noblesse de caractère.

Après son triomphe, ‘Abd al-Rahmâne se déclara Prince de l’Andalousie et indépendant du califat. L’époque des principautés commença. Il voyait qu’un pays musulman pouvait prospérer sans être sous l’égide du califat. L’important était de prospérer et de vivre pleinement l’Islam. Il n’aimait pas être figé dans des idées classiques.

Nous devons apprendre deux leçons de cet épisode :

1- Ne pas se juger incapable. Un seul homme peut changer le monde.

2- Ne pas être figé. Nous n’avons pas besoin d’être un califat pour être glorieux ; l’essentiel est de triompher et de vivre sans être figé et nous laisser écraser par le temps.

Dans le prochain épisode, nous parlerons des accomplissements de ‘Abd al-Rahmâne et de la grande civilisation qu’il réalisa en Andalousie.

Traduit par : La Caravane Française – Dar al-Tarjama

AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة

Cet article peut être publié ou copié sous une forme inchangée pour des usages privés ou personnels, à condition de mentionner sa source d'origine. Tout autre usage de cet article sans une autorisation écrite préalable de la part de l'Administration du site est strictement interdit.

Pour plus d’informations : management@daraltarjama.com